في احدى البلدان أقيمت مسابقة لأجمل نبتة والفائز ينال الجائزة الكبرى .. ففي إحدى المناطق من تلك البلاد أشترك أربعة شباب جلب كل واحد منهم نبتة مميزة .. وبعد عناء عودتهم من السفر ..

شعر الأول بالوهن بعد غرس النبتة .. وأحس بالمشقة جراء الأرتباط بهذه النبتة فتركها لمن شاء أن يرعاها .. وأنطلق هو إلى عالم الحياة ..

أما الثاني فقال بعد غرسها : ما الذي يحدث لو اني تنازلت عن بعض هذه التعاليم الزراعية .. وهكذا أخذا يتبع ما يريحه ..

أما الثالث فقد جعلها جل غايته وقد هضم من حقه الكثير في الحياة ، وأخذ يضاعف جهده فيزيد من كمية الماء والسماد المطلوبة ..

أما الرابع فقد اتبع التعليمات المرفقة مع النبتة وتوكل على الله ومضى لغايته في الحياة ..

ولما حان الموعد المحدد للجنة التقرير ، الأول ماتت نبتته بلا شك ، الثاني أصابته نبتته المرض فشوهت جمالها ، أما الثالث فقد احترق الجزء الأكبر من نبتته ، أما الرابع فقد نمت نبتته وتعالت بطلعها وأورقت أغصانها بوريقات الحياة الممزوجة بلونها الزيتي .. وتفجر فؤادها زهوراً عبقة تأسر النظار وتشجي القلوب بريحها الذكي .. ففاز الرابع بالجائزة الكبرى .

هؤلاء الشباب من أولهم إلى رابعهم هم شرائح مجتمعنا المسلم ، أما نباتاتهم فهي قلوبهم وضمائرهم ..

الأول : هو من اكتفى بهوية الإسلام فضيع العمر هباءً منثورا ..

الثاني : هو مسلم لكنه يتنازل عن تعاليم في دينه فتصيبه الأمراض فكم من يدعي الإسلام ويرتكب المحرمات ..

أما الثالث : فهو ممن يسيء فهم الدين فيشاده فيغلبه فتحترق حقوق الحنايا في نفسه ..

أما الرابع : فهو المسلم المعتدل المطبق شرع الله فينال الجائزة الكبرى ( جنة كبرى لا صخب فيها ولا نصب ولا داع ولا تعب ) أعدت للمتقين .

اللهم أنا نسألك أن تجعلنا من المسلمين المعتدلين المطبقين لشرعك لنفوز برضاك وجنتك يارب العالمين .

لا تنسوني بدعواتكم الصالحة .