علماء النفس والمخ حققوا مؤاخراً أملاً قديماً .. هو النفاذ إلى أعماق أمخاخ الأطفال منذ المرحلة الأولى بعد ولادتهم ، لمعرفة أي عيوب في منطقة المخ تكون مسئولة عن اللغة والتحصيل الدراسي . تجسد هذا الأمل في صورة مجموعة من الأقطاب الكهربائية تلتف حول الرأس ، وتلتقط جميع الموجات المنبعثة من المخ ، يترجمها جهاز كومبيوتر ويحدد دلالاتها .

فمن المعروف أن حجم المخ يزيد أربعة أضعاف مابين الولادة والبلوغ .. وخلال عملية النمو تظهر وتتكامل مجموعة من الوصلات ترتبط بين الخلايا العصبية المسئولة عن اللغة والمهارات .

ويعتقد معظم العلماء أن مشاكل صعوبة التعلم أو تعثر الكلام تظهر مقدماتها أثناء هذه المرحلة ، خصوصاً الأشهر الأولى بعد الولادة .. وجهاز رصد أمواج المخ في هذه المرحلة يتيح رسم خريطة تفصيلية للنشاط الكهربي له ، واكتشاف المناطق الأضعف تطوراً ، وبالتالي العلاج المبكر لها ، خصوصاً المتصلة باضطرابات اللغة ومشاكل التعليم ، كما سيجيب هذا الأسلواب على أختلاف وجدل قديم بين العلماء وهو هل يولد البشر بأمخاخ مبرمجة مقدماً بقدرات أو عيوب حتمية ، أم أن العلاج والخبرة والتجارب هي التي تشكل القدرة الحقيقية للتفكير واكتساب المهارات الحيوية ؟!