شكراً لك أخي العزيز حمزة الحلي على هذا الموضوع الذي هو في غاية الخطورة كما هو في غاية الأهمية .. وتكمن خطورته في عدم أدراك المعنى الذي تقصد للكثير ممن يسيء للقرآن دون أن يعلم معتبرين قدسيته بعدم مسه أو التقرب منه وهو على الرفوف العالية الملبده بالغبار .. وأنه ذلك الكتاب الذي نريده أن يكون منهجاً وصراطاً قويماً للعباد كافة وللعالمين كافة كما جاء به الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) نريد من هذا الكتاب أن يفتح قلوبنا وينيرها ويزكي نفوسنا المتشددة اللامطمئنة ليلج الى دواخلنا ويعلمنا الحكمة والموعظة والسماحة والمودة وهذا ماجاء فيه ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين .. فأين الهدى والقرآن بين ظهرانينا ونحن نهينه الف مرة ونرميه خلف ظهورنا كل مرة .. ولا نحتد به ولانعمل وهذا هو نوع من الهتك لحرمة القرآن بل وتدنيسه لأننا مسلمين ونفعل بالقرآن مالايجوّزه القرآن .. وأما أهمية موضوعك أخي الكريم فتكمن في قولك لحقيقة قد تلام عليها أيضاً من لا يدرك معنى القدسية والتقديس للقرآن الكريم فأنت تجرأت وأنا معجب بجرأتك تلك وبحماستك لرد الشبهات في تدنيس القرآن من خلال أحترامنا نحن المسلمين لهذا القرآن والعمل به .. ومايفعله المسلمون يومياً في قتل أطفال العراق ونساءه لا لشيء بل من أجل أرضاء أسيادهم الذين أرادوا هتك حرمة القرآن علىأيدي المسلمين وحصل بالفعل من خلال أفتاءهم وأستدلالهم بآيات في غير معناها وتأويلها لأجل قتل العراقي المسلم والطفل والمرأة .. فكيف لليهودي والمسيحي أذن أن يحترم القرآن وأعمال المسلمين هكذا بعيد عن قول الله .. أجتنبوا كثيراً من قول الزور ..

أرجوا أن يكون القرآن منهجنا يعلمنا الحكمة وكما رمى العرب من قريش رسول الله (ص) بأرواث وأخباث الذبيحة لكي يهينوه وقابلهم بالحكمة والموعظة الحسنة وكان رسول الله أكثر حرمةً من القرآن .. نحن لا نؤيد عمل هؤلاء القوم الكفرة المتبلسين ولكن نوصيكم بأن لا تعطلوا القرآن فيطمع الذي في قلبه مرضٌ .. ومن الله التوفيق .

أنا أتساءل هؤلاء الذين يتباكون كذباً عن القرآن وقد مزقتوه بأفعالكم مليون مرة من بعد وفاة الرسول الكريم محمد (ص) بمخالفة نص القرآن الكريم في الآية الكريمة من سورة الأحزاب (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتم عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الأسلام ديناً )) ثم الآية الكريمة التي تقول (( يامحمد بلغ ما أنزل عليك من ربك فأن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس )) فهل فكّر ذو اللب ماهو البلاغ وماهو الأمر الهام الذي يبلغه الرسول الكريم محمد (ص) في نهاية حياته وفي أكمال دينه وفي أتمام نعمته .. وبها يكون الرسول مابلّغ رسالته لو لم يبلّغ .. أرجو أن نفهم الأسلام والقرآن الكريم بتدبر ونعي مايريد منا .. لا نقول به ظاهرياً بماتشتهي مزاجاتنا ومصالحنا فيكون القرآن سائساً لنا يوم يكون قتل وتدمير يكون جهاد بنص القرآن وعندما يكون تقبيل أكف للحكام المتغطرسين يكون ولاة أمر بنص القرآن .. ماهذا الهراء .. نحن من أيدينا أنتهك القرآن ونتيجة أعمالنا ينتهك القرآن .أنتهاك القرآن ليس من هؤلاء المجرمين الأمريكان الكفرة . لأنهم كفرة ولا يحسنون ولا يفقهون ماهو القرآن كما لم يؤمنوا به . ولكن أنت الذي تدعي الأسلام أنتهاكك أقوى وكفرك أشد وغداً سنرد الحوض وننظر أيهما مورده أهون .. وتحياتي

كلامك اخي صح

نسال الله العفو والعافيه