في الثاني عشر من كل عام هجرى تهل علينا مناسبة عطرة هى مناسبة مولد رسول البشرية عليه افضل الصلاة وازكى السلام حيث تعتبر المناسبة فرصة فريدة لتذاكر اخلاقيات وسنن الرسول الاكرم الذى حمل الى البشرية نور الهداية الاسلامية كما أمره ربه. وهذا العام تعود الذكرى الجليلة والعالم الاسلامى يمر بتيارات عاتية، إلا ان تمسك الامة الاسلامية بنبراس نبيها ونواميس رسالته الهادية يقيها كل عثرة وينفخ فيها العزيمة كى تواصل مسيرتها في اداء واجباتها الدينية والدنيوية، وبقدر ما تتمسك الامة الاسلامية بتعاليم الاسلام تكون استمرارية نهضتها ويكون استعصاؤها على كيد الكائدين من اعداء الله ودينه الحنيف ولطالما علقت وتعلق في الذاكرة الاسلامية قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا.. كتاب الله وسنتي).

ذلك هو المقياس الصحيح لقياس درجة النجاح او الاخفاق في الحياة؟

لقد ترك رسولنا الكريم فينا من القيم النبيلة ما لانحتاج بعده لنصح او توجيه. انها قيم الحق والعدل والمساواة والرحمة والتراحم حتى نصبح امة هادية ومهدية طالما استنت بسنة الرسول وتمسكت بآيات الذكر الحكيم وتعاليمها السامية. لكم يفتئت علينا المارقون عن سواء السبيل فيتهمون المسلمين بتهم لا تمت لهم بصلة لكن ذلك يلقى على عاتق المسلمين حتمية الانتباه لما يحاك لهم من مكائد وما تتعرض له مقدساتهم من مؤامرات من خلال تعامل ايجابي مع الشعوب الاخرى ودعوة بالتى هى أحسن ملؤها الحكمة والموعظة الحسنة ومواجهة الحجة بالحجة ونبذ العنف الا دفاعا عن النفس والعرض والمال والوطن والعقيدة انها تحديات تلقي على عاتق المسلمين جميعا ضرورة التوحد والتراص والتمسك بحبل الله المتين حتى نبلغ غاياتنا المنشودة ونعزز مكانة دين الله في ارض الله على ان لا ننسى الرحمة والتراحم فيما بيننا فهى اهم سمة من سمات المرء المسلم صحيح الاسلام الذى ينطبق عليه قول الله عز وجل: (اشداء على الكفار رحماء بينهم).

وكم كان صاحب المناسبة العطرة رحيما حتى على مبغضيه كقول القائل فيه : واذا رحمت فأنت أم او أب

هذان في الدنيا هما الرحماء.

صلوات الله وسلامه عليك يا صاحب الذكرى العطرة ما قامت للوجود قائمة وحتى يرث الله الارض ومن عليها.