يحكى أن امرأة أخذها الطلق..فأمرت أجيرها أن يأتيها بنار..فولدت جارية..فخرج الخادم فوجد بالباب سائلا فقال له: ماولدت سيدتك.؟؟ فقال بنتا ..قال لاتموت حتى تزني بمائة رجل.
ويتزوجها خادم..ويكون موتها بالعنكبوت…!
فقال الخادم :وأنا أصير لهذه حتى يحصل منها مايحصل..؟ فصبر حتى قامت أمها لتقضي بعض شئونها..وعمد إلى البنت فشق بطنها بسكين وهرب..
فجأت أمها فوجدتها على تلك الحالة..فدعت بمن يعالجها حتى شفيت.. فلما كبرت بغت..ثم سافرت وأتت مدينة على ساحل من سواحل البحر..فأقامت هناك تبغي.
وأما الخادم فإنه صار من التجار.. وقدم إلى تلك المدينة ومعه مال كثير..فقال لامرأة عجوز هناك..أخطبيلي إمراة حسنة أتزوجها..فوصفتها له وقالت : ليس هناك أحسن منها لكنها تبغي.
فقال للعجوز ائتني بها… فذهبت إليها وأخبرتها بالقصة فقالت حبا وكرامه..فإني قد تبت عن البغي.
فتزوج بها الرجل وأحبها حبا شديدا وأقام معها أياما..وكان يود أن يراها متجردة.. فلم يمكنه ذلك حتى إذا كان في بعض الأيام .. خرج على عادته لقضاء أشغاله .. وقامت هي إلى الحمام..وعرضت له حاجة فرجع.. فصعد إلى قصرها فلم يجدها.. فسأل عنها..فقيل له هي في الحمام.. فدخل عليها فرأى في بطنها أثرا..كالخياطة..فقال ماهذا؟.. قالت : لاأعلم إلا أن أمي أخبرتني أنه كان لنا خادما وأنه يوم ولادتي.. غافل أمي وشق بطني بسكين وهرب… وإنها حين رأتني كذلك.. دعت بعض الأطباء فخاط بطني وعالجني.. حتى أندمل الجرح.. وشفيت وبقي أثره.
فقال لها : أنا ذلك الخادم.. وحكى لها السبب.. وأن ذلك السائل أخبره أنها تموت بالعنكبوت.. ثم أنه أهتم بأمرها .. وجمع مهندسي البلدة … وسألهم أن يبنوا له بناء لاينسج عليه العنكبوت .. قالوا له البلور لنعومته لاينسج عليه العنكبوت..
فأمرهم أن يصنعوا لها قصرا من البلور.. وبذل لهم ما أرادوا.. فعملوه وفرشوه وأمرها أن تقيم فيه لاتخرج منه خوفا عليهامن العنكبوت..
فبينما هو ذات يوم.. إذ رأى عنكبوتا قد نسج في ذلك القصر فقام إليه فرماه .. وقال لها هذا الذي يكون موتك منه.. قال فداسته بإبهامها.. وقالت كالمستهزئة:… أهذا الذي يقتلني .. فشدخته فتعلق بطرف إبهامها شيء منه.. فعمل بها حتى ورمت ساقها.. ثم وصل الورم إلى قلبها.. فقتلها.. فما أفاده قصره .. ولا صرحه .
قال تعالى.( أينما تكونوا يدرككم الموت.. ولو كنتم في بروج مشيدة)
______________________
ذكرت هذه الحكاية في تفسير القرآن الكريم..لابن كثير , برواية ابن جرير وابن حاتم.. عن مجاهد