الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › ذكرى النكبة
- This topic has 19 رد, 12 مشارك, and was last updated قبل 19 سنة، 7 أشهر by مصطفى العراقي.
-
الكاتبالمشاركات
-
15 مايو، 2005 الساعة 6:32 ص #35837memo_yafaمشارك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد، أحييكم جميعاً أطيب تحية، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.في البداية أتوجه لكم جميعاً بالشكر على هذا الحضور وما تحملتموه من مشقة وعناء، وأتوجه أيضاً بالشكر إلى الأخوة في اتحاد الكتاب العرب وعلى رأسهم الأخ والصديق الدكتور علي عقلة عرسان، على هذه الدعوة الطيبة. ونحن كلما سمعنا الدكتور علي أدركنا كم بقي في هذه الأمة من خير وأمل بالمستقبل والحياة. أيضاً أتوجه بالشكر للإخوة في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين فرع دمشق، على جهدهم في التنسيق لهذه الدعوة.
سأحاول ألا أطيل عليكم الحديث في ذكرى النكبة فيكفيكم ثقل الذكرى، ولسنا في مقام فتح المواجع في هذا اليوم، ولكن سنحاول أن نتحدث في بعض المحاور الأساسية التي تتعلق بالمناسبة من حيث صلتها بالواقع، أي النكبة كحدث مستمر. ولا نريد أن نحيل حديثنا فيها إلى بحث أكاديمي، بل سنتحدث بشفافية وبصراحة تامة وبلا رتوش، حديثاً من القلب إلى القلب، كما نرى الأمور اليوم على حقيقتها في كل المحاور والاتجاهات.
وكمقدمة لذلك نسأل: هل النكبة كحدث هي نكبة الفلسطينيين؟ هل هي نكبة العرب؟ هل هي نكبة المسلمين؟
باختصار، النكبة هي نكبة الأمة جمعاء. ليس الفلسطينيون وحدهم هم المعنيون بالنكبة. والنكبة لها مظاهر كثيرة تحمل بها هذا الجرح المتجدد في القلب. لذلك، النكبة لا تعني فقط أن جزءاً عزيزاً من أرض العرب، والمسلمين، اسمه فلسطين، اقتطع منها وضاع، بفعل عدوان وبطش وإرهاب اليهود. يكفي أن نتحسس عمق وحجم النكبة عندما نرى، بعد ثلاثة وخمسين عاماً، كيف أن الشتات اليهودي استطاع أن يتوحد، وأن يؤسس لنفسه كياناً واحداً، بينما العرب ما زالوا في حالة من الشتات الممزق والمتشظي في اثنين وعشرين كياناً، بمعنى آخر، إن الشتات اليهودي توحد في كيان أو على كيان واحد، بينما المتحد العربي، بفعل التجزئة وسايكس بيكو، تشتت إلى أكثر من عشرين كياناً. ربما كان هذا المشهد أكثر إيلاماً، وأكثر تجسيداً لعمق النكبة، من ضياع مساحة من الأرض، كان يمكن أن يقوم عليها كيان آخر ليصطف في طابور هذه الكيانات الإقليمية العربية.
باختصار، سأتحدث في خمسة عناوين أو محاور، بعضها يتعلق بالثابت في هذا الصراع، وبعضها يتعلق بالمتغير.
المحور الأول، طبيعة الصراع:
لا أريد أن أعيد كلاماً مكروراً نعرفه جميعاً، لكن أقرأ عليكم عبارة وردت في رسالة الشاعر محمود درويش، التي أذيعت اليوم على أنها رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم. يقول فيها: “وإذا كان صناع النكبة الإسرائيليون يعلنون في هذه الذكرى أن حرب العام 48 لم تنته بعد، فإنهم لا يفضحون سوى سراب سلامهم الذي لاح خلال العقد الماضي، ملوحاً بإمكانية التوصل إلى وضع نهاية للصراع تقوم على اقتسام الأرض”.
هذه العبارة تتكلم عن سراب كان عنوانه إمكانية وضع نهاية للصراع على أساس اقتسام الأرض. وهذا القول يستبطن أن الصراع كان يدور حول الأرض فقط، لكنه ليس كذلك. عندما نردد شعار أن “الصراع ليس صراع حدود بل صراع وجود”، هذا الشعار صحيح ويجب على الأمة، بكل فئاتها وقواها، أن تتمسك به، إلى نهاية هذا الصراع حتى النصر والتحرير. الأرض في هذا الصراع عنصر جوهري، لكنها ليست هي أول المطاف وآخره. الصراع لم يكن على بضعة أمتار من الأرض؛ أن تكون حدودنا هنا أو هناك. الصراع هو على الوجود، بكل مقومات الوجود: صراع العقيدة، الحضارة، الهوية، الثقافة، التاريخ، الاقتصاد، الاستراتيجيا، الخيرات، الإمكانات، الموقع، الجغرافيا.. كل هذه العناصر التي تمثل مقومات الوجود، وتعطي للأمة معنى وقيمة لوجودها، هي من مكونات هذا الصراع. ولذلك، عندما اختزل الصراع أنه على أمتار من الأرض، انظروا ما الذي حدث؟
دخلنا من الأساس في ما سمي بالتسوية على أساس اقتسام الأرض.. وليس كما توحي العبارة (اقتسام الأرض مناصفة مثلاً).. دخلنا على أساس نسبة 8:2، لكنهم لم يقبلوا بذلك. لماذا؟ لأن نسبة8:2 في نظرهم غير عادلة، وتخل بمقومات وجودهم هم في عناصرها الأساسية، التي لها علاقة بالتوراة والتاريخ والهوية والثقافة كما يزعمون، فلم يستسلموا لهذه النسبة أمام ضغط الرأي العام، واعتبروا أنها من وجهة النظر اليهودية غير عادلة وغير مقبولة. وأنظروا المقابلة هنا: الآخر يرى أن وجودنا في 20 بالمئة خطر على وجوده وغير مقبول، ونحن اعتبرنا أن وجوده في 80 بالمئة مقبول ومتنازل عنه سلفاً، ولنا أن نتخيل ما هي نتيجة المساومة على العشرين في المائة الباقية بين من يتنازل عن الـ80 مقدماً وبين من يتمسك بالعشرين ويلاحقها. وهنا أذكركم بمسألة عاصرتموها جميعاً: المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية. في اللقاء الأخير في جنيف، لماذا انهارت تلك المفاوضات؟ كل العالم قال لنا: اختلفوا على عشرة أمتار على شواطئ طبريا.. هل يعقل أن كل الجهد الذي بذل، والاستثمار الذي وضعته أميركا في عملية التسوية، من أجل إخراج سوريا من الصراع، كما خرجت مصر، وطي ملف الصراع..هل يعقل أن هذا يتوقف عند عشرات أو مئات الأمتار؟ ألا تستطيع أميركا دفع ثمن هذه الأمتار وتحل المشكلة”؟ ولماذا لم تقبل سوريا بالتنازل؟ لماذا رفض الرئيس حافظ الأسد- رحمه الله- أن يتنازل عن أرض الجولان وأرض سوريا بالسنتيمترات، بينما التنازل في فاسطين بالجملة؟ لأنه يعرف أن القصة ليست قصة متر هنا أو متر هناك. إنه يدرك أن هذا التوقيع أوهذا الاتفاق ـ لو تم ـ فهو يعني تجسيد لانتصارالمنتصرعلى المهزوم؛ الاتفاق سيعبّر عن ميزان قوة يعكس لحظة انتصار هذا الغازي في الأرض العربية. والذي يستطيع أن يملي شروطه في المئة متر سيملي شروطه في مستقبل الأمة ومصيرها. من هنا كان الموقف السوري متمسكاً حتى بالسنتيمتر، لأن هذا السنتيمتر له دلالة سياسية وتاريخية واستراتيجية وحضارية، لذلك لم يتم التفريط وانهارت المفاوضات ولم يسأل الرئيس الأسد -رحمه الله- ماذا ستقول أميركا، وماذا ستفعل أميركا؟!
من هنا، فإن مقولة إنهاء الصراع على أساس اقتسام الأرض خدعة كبيرة، وإذا كنا نقول إن الأرض عنصر جوهري، دعونا نعود قليلاً بالشريط خمس سنوات إلى الوراء، وننظر ما الذي حدث في ظل أوسلو.. ؟ حتى معادلة 8:2 أنسونا إياها، بعد أن فرطنا بكل العناصر الأخرى في الصراع؛ حتى الأرض سقطت من المعادلة، وصار هناك هدف وهمي جديد تم اختراعه هو “الدولة الفلسطينية”، فأصبح المتمسكون منا بأصول الصراع وجذوره يقولون إن الأصل هو الأرض، أمام الهجمة الجديدة على الأرض، والعدو طبعاً فرح بأن العاقل فينا والوطني جداً اليوم يقول” الأصل هو الأرض” لأن هذا الوطني، استطاعوا أن ينسوه كل عناصر الصراع الأخرى في ظل حمى نهب الأرض وتهويدها، فماذا كانت النتيجة؟ ضاعت كل العناصر الأخرى، ولحقت بها الأرض التي تم شطبها خلال سنوات أوسلو، فأصبح المتمسك بالحق فينا يصرخ أن الموضوع هو الأرض، لأن العدو يريد أخذها ونخرج نحن بلا شيء… وبعض الناس يُروجون أن الهدف اليوم هو “الدولة” وليس الأرض، وهذا أخطر من كل شيء. إذاً المسألة في هذا الصراع ليست هي مسألة اقتسام الأرض، وهذا السراب الذي ذُكر اليوم في ما وصف برسالة الشعب الفلسطيني، كان فعلاً سراباً.. لا يمكن مطلقاً وضع حد لهذا الصراع تحت عنوان معادلة اقتسام الأرض لأنها معادلة ظالمة من الأساس.. من الذي حدد هذه المعادلة؟ ومن يقبل أن يدخل إلى طاولة المفاوضات على أساس8:2 والعدو هو الذي يتشدد ويرفض؟!.. هذا الصراع لا يمكن أن ينتهي وفي الأمة إحساس بمرارة الهزيمة. يجب أن نعرف أن هناك هجوماً استعمارياً بدأ على الأمة منذ قرون.. وتتويج الانتصار الغربي والحضاري علينا كان من أحد عناصره غرس هذا الكيان في قلب الأمة، إلى جانب التجزئة التي تمثل الوجه الآخر لمشروع الكيان في قلب الأمة، ولا يمكن لأحد في الأمة أن يقبل بإنهاء هذا الصراع ونحن مازلنا نحمل مرارة الهزيمة. لا أحد فينا يقبل أن يبتلع هذه الهزيمة، حتى ولا الحكام الذين وقعوا اتفاقات مع إسرائيل، ولا يمكن لأحد منا أن يتحرر من الإحساس بمرارة الهزيمة بينما نتائجها كما هي. هناك من يعيش مرارة الهزيمة على مدار الساعات والدقائق والثوان؊، وهناك ـ كحد أدنى ـ من يتذكرها مرة في العام في 15 أيار. لكن بالإجماع، كلنا نعاني من مرارة الهزيمة، وإلا لماذا فرحت الأمة وهللت بانتصار حزب الله”؟.. هل كنا فعلاً حققنا انتصاراً بحجم هزيمة إسرائيل هزيمة نهائية؟ لا؛ الأمة في انتصار حزب الله تريد أن تعيش لحظة الإحساس بالنصر، وأن تتخلص ولو للحظة من الإحساس بمرارة الهزيمة. الأمة وجدت في هدية حزب الله إلى الأمة ضالتها ففرحت بهذا النصر ووجدت فيه ذاتها، لذلك لا يمكن لهذا الصراع أن ينتهي، لا بعشرين في المئة ولا بعشرة في المئة ولا بخمسين في المئة. هذا صراع، كما كنا نقول دائماً ويجب أن نصر عليه،صراع وجود وليس صراع حدود.
المحور الثاني، اتفاق أوسلو:
لا نريد أن نتحدث في تفاصيل أوسلو، فكلنا أنهينا دورة عمرها ثماني سنوات بالتدريب النظري والعملي.. فأصبحنا أهل خبرة، والذي لم يتخرج بالمرارة والألم عن بعد تخرج بالضربات في سجون ومعتقلات أوسلو على رؤوس الشعب الفلسطيني ومجاهديه.
لكن، أهم ما في اتفاق أوسلو أنه أراد أن يفعل أمرين اثنين: الأول، أنه اختصر الصراع كله في أمتار من الأرض. فقد جاء منافياً لكل ما ذكرناه آنفاً. أي أنه يعني تزوير وتحريف الصراع عن معناه ومجراه الحقيقي. أوسلو أدخل الفلسطيني في متاهة طاولة المفاوضات ودوامة الخرائط والتفاصيل، للبحث في حدود وفواصل هذه الكانتونات والأقفاص التي حبسوا فيها الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة في سجن أوسلو. بالتأكيد، هذا لم يكن حلاً ولا خياراً نضالياً، هذا كان تحايلاً على الصراع وترويضاً للشعب الفلسطيني حتى يتخلى عن حقوقه. باختصار كان منطق أوسلو منافياً لكل قصة الصراع منذ بداية القرن العشرين.
الأمر الآخر والأخطر، أن أوسلو أراد أن يرتب العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر بنمط جديد! في تاريخ الاستعمار كلكم تعرفون أن هناك مستعمِراً ومستعمَراً، المستعمِر يستأثر بالثروات والدور الكبير، والمستعمَر ـ السكان الأصليين للبلاد ـ ليس لهم دور سوى دور الخدم والعبيد. في عصر الحداثة وفي عصر العولمة، على وجه أحدث، وفي أطروحات شمعون بيريز، سمعنا بعض الصهاينة يقولون “نحن لا نريد أن نتحمل حكم شعب آخر.. لا نريد أن نتسلط على أحد.. لا نريد أن نتحمل العبء الأخلاقي لذلك..” وعبارات من هذا القبيل بعد كل ما ارتكبوه في حق الشعب الفلسطيني من جرائم، انتبهوا للأخلاق! هذا هو الجديد في الموضوع؛ أن الدور القذر للمستعمِر بقمع وسحق وتحويل الشعب المستعمَر إلى عبيد إسرائيل تتخلى عنه، وقد ابتكرت لنفسها دوراً جديداً بأن تخرج من الصورة.. واقع حالهم يقول: نحن لا نريد أن نشتغل مثلما اشتغل الإنكليز في الهند.. أو في جنوب إفريقيا، أو مثلما حدث في كينيا أو أوغندا، فنأتي ونقول نحن أصحاب مناجم الذهب وهناك عبيد هم عمال المناجم، أو نحن أصحاب المزارع وهناك عبيد يعملون فيها؛ فيصبح الشعب الفلسطيني عبيداً في مزارعنا ومصانعنا.. لا نريد أن نفعل ذلك..لا مثلما فعل الانكليز في جنوب أفريقيا، ولا مثلما فعلت فرنسا في الجزائر، ولا في أي نمط استعماري آخر. في ظل النظام العالمي الجديد، الدور القذر سيوكل إلى وكلاء من الشعب الفلسطيني نفسه ونحن نخرج من الصورة ونحافظ على نظافتنا وليس لنا علاقة بما يدور بين الفلسطينيين. هذا هو “الاستعمار النظيف” أو “الاحتلال النظيف” الذي تجسد في اتفاق أوسلو، وكان مطلوباً من الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية أن تقبل بهذا الطعم ولا أحد يقول لا، والذي يقول لا يجب أن يذبح أو يكسر رأسه، وسيوصم بأنه غير واقعي، وأنه معارض للسلام.. والمعارضون للسلام، سوداويون، ظلاميون، وغير واقعيين.. “وما هي الواقعية، هنا؟”.. الواقعية تعني أن يتم التنازل والاستسلام بالتقسيط.. مثلما هناك تقسيط مريح للأثاث، عندما تشتري ثلاجة أو تلفزيون أو أي قطعة أثاث.. هناك تقسيط مريح للاستسلام، “مريح للضمير.. ومزيل للإحساس بالذنب والعار” هذه هي الواقعية التي ابتكروها، وهذا هو الدور الذي أراده أوسلو لفئة من الشعب الفلسطيني: أن تعمل كمجموعة وكلاء، ومستثمرين، وأغنياء حرب. لكم حسابات في البنوك، ونجمع الضرائب بالنيابة عنكم ونعطيها لكم.. تشتركوا معنا بمحطات البنزين وتجارة الإسمنت والكازينوهات والقمار.. حتى تجارة الأعراض إذا أردتم.. كل هذا يتم بشرط أن تقوموا بالدور القذر نيابة عنا لتأديب هذا الشعب وتعليمه أنه لم يعد هناك شئ اسمه فلسطين، هناك إسرائيل جارتنا وشريكتنا وكفى!
قبل الانتفاضة، وحتى الآن، هناك كتب طُبعت في فلسطين في ظل أوسلو، كتب التعليم في المدارس، تقول الساحل الفلسطيني يمتد من رفح إلى بيت حانون!! مدن فلسطين على الساحل الفلسطيني لم تعد موجودة، ليس هناك حيفا ويافا وعكا ولا أسدود وعسقلان.. حتى هذا الساحل الجديد ليس فيه مدن مفتوحة على البحر أو لها سيادة فيه، عندما تقول الساحل الفلسطيني من رفح إلى بيت ياحون، لأن المستوطنات مثل حزام “غوش قطيف” أكلت كل الساحل.. لم يعد هناك شاطئ لغزة ولا خانيونس ولا رفح ولا دير البلح لنا سيادة كاملة فيه، إسرائيل تركب البحر والجو والبر وتتحكم في كل شئ. هذه هي الوصفة التي أراد أوسلو أن يقدمها للشعب الفلسطيني ويفرضها عليه.
ولكن الانتفاضة كسرت هذه المعادلة ومثلت خروجاً صارخاًعليها.. وقبل أن ندخل في الانتفاضة هناك محور ثالث، لا بد من الوقوف عنده وهو الوضع العربي أو الموقف العربي.
المحور الثالث، الوضع العربي:
أعلم أننا جميعاً مسكونون بالألم والمرارة من الموقف العربي. وهناك حيرة وأسئلة كثيرة مثل: لماذا الشارع العربي في البداية ثار ثم عاد ونام؟ لماذا العرب هذه المرة هبوا وعقدوا مؤتمرات قمة، لكن لم يتمخض عنها دعم حقيقي؟.. والآن بعد مجيئ شارون، وبعدما أعطوه فرصة وأثبت أنه شارون، وليس أي شيء آخر غير شارون الذي نعرفه جميعاً، ماذا يمكن أن يفعل العرب؟ وإلى أين يمكن أن تسير دفة الموقف العربي في هذا الصراع؟
إذا أردنا أن نجيب عن هذه الأسئلة، سنتكلم بشفافية وبصراحة عن النظام العربي في مجمله، لأننا عندما نتكلم عن العرب لا نريد أن ندخل في تقسيمات وخنادق، وإن كان هناك في الأمة حتى هذه اللحظة وطيلة سنوات أوسلو، تياران فيهما من الشعوب وفيهما من الدول والحكومات ؛ تيار المقاومة والتحرير، وتيار التطبيع والتفريط، الذي يعمل رديفاً لإسرائيل في المنطقة ومروجاً لأفكار وأطروحات شمعون بيريز. لكن في المحصلة النهائية، عندما نقول النظام العربي، نقصد مجموع هذا النظام، لأن ثقل من روجوا للتطبيع والتعايش مع الوضع الذي فرضته التسوية كان أكبر، وكفتهم قبل الانتفاضة وقبل انتصار المقاومة في لبنان كانت أرجح، لذلك نقول: النظام العربي من باب الترجيح.
هل صحيح أن النظام العربي فعلاً تعرض لضغوط وتعرض لتحديات فرضت عليه؟ وهل أصبحت إسرائيل تشكل خطراً لا يرد بالنسبة له وأجبرته على أن يقبل بما قبل به؟ إذا جاز هذا الكلام على ما يسمى دول الطوق وما دفعته من فواتير في هذا الصراع، فما هو الضغط الذي تعرضت له عُمان، والذي تعرضت له قطر، والذي تعرضت له تونس، أو موريتانيا!! ما الذي ينقص موريتانيا في هذه القصة حتى تسابق بعض الدول التي شاركت في هذا الصراع على الباب الإسرائيلي؟!.. إذا أردنا أن نفهم حقيقة ما حدث، لا بد أن نعود إلى لحظة انتهاء ما سمي بحرب الخليج الثانية، وكيف انكشف الوضع العربي.. معروف أن العرب يعانون من غياب أو عدم وجود وحدة إقليمية لهذه الأمة تقف في مواجهة هذا الكيان اليهودي المغروس في قلبها. وليس هناك قاعدة ارتكاز تمثل نقطة انطلاق ورافعة للصمود والمواجهة. مصر خرجت من الصراع عبر بوابة كامب ديفيد، وسوريا حملت العبء المزدوج للصمود: عبء مصر وعبئها هي في بيتها وعلى جبهتها وجبهة لبنان، ولكن هذا حمل تنوء به الجبال. أيضاً العرب قالوا إنهم لأول مرة يقفون بدون حليف استراتيجي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. أميركا وجدت نفسها تقف على قمة العالم، فأتت بالعرب إلى مدريد. ولكن، هذا الإتيان للأسف صادف هوىً في نفوس كثير من قادة النظام الإقليمي العربي. هذا النظام الذي وقّع عام 1974 على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ليس حباً في منظمة التحرير، بل من أجل الهروب من الالتزام العربي والبعد العربي للقضية.. وهناك تأسس فك الارتباط بين فلسطين والعرب. نحن نزعم أن بعض العرب كانوا فرحين وهم يرون أمريكا تستدرج منظمة التحرير إلى مدريد وتعد العدة وتمهد الطريق للفلسطيني حتى يدخل دهاليز أوسلو. ويوم وقع ياسر عرفات اتفاق أوسلو، نزعم أيضاً أن هذا مثّل خلاصاً بالنسبة لبعض العرب. بعضهم شعر كأنه دخل الجنة وهو يرى الفلسطيني يوقع على الخروج من الصراع لأنه لا صراع بعد ذلك. واقع حالهم كان يقول : الحمد لله أن الفلسطينيين وقعوا ليريحونا من هذا الموضوع، ويريحونا من هذه القصة المسماة فلسطين، طبعاً ويتحفونا بالقصة المسماة إسرائيل. إذن أسقط العرب بعد تلك اللحظة فلسطين كهمّ مركزي وكقضية مركزية للأمة.. “ما عادت فلسطين بالنسبة لهم تمثل شيئاً”.. وعلى أفضل الأحوال، تحول ملفها إلى وزارات الخارجية العربية مثل أي ملف في وزارة الخارجية، بل يمكن أن يتقدم أي ملف آخرعلى ملف فلسطين ففي بعض “دول مجلس التعاون الخليجي” مثلا،ً تجد ملفاتهم فيها الاستثمارات، والأوروبيين، وتهيئة الأجواء لعقد مؤتمرات الدوحة والاستثمار مع إسرائيل.. هذه هموم كانت تتقدم على فلسطين في السنوات السابقة. فلسطين تم إزاحتها وما عادت تشكل هماً بالمطلق. طبعاً، العرب لم يقفوا هذا الموقف وينسحبوا من المشهد. للأسف، فإن كل سنوات أوسلو وكل ما حدث فيها على الأرض، كانت بغطاء وبدعم واضح من النظام العربي، الذي بدا واضحاً للجميع أن خياره هو خيار أوسلو، وأن مقولة نقبل بما يقبل به الفلسطينيون أصبحت ترجمتها هي القبول بما تفعله السلطة الفلسطينية داخل فلسطين في ظل التنسيق الأمني، وفي ظل كل ما حدث في سنوات أوسلو. لماذا فعل العرب ذلك؟.. العرب فعلوا ذلك إحساساً منهم بأن أميركا انتصرت على العالم ، وأن النظام العالمي الجديد الآن ربما يحتاج مئة وخمسين أو مئتي سنة أخرى حتى يأتي بقيادة جديدة.. أميركا تقف على قمة هذا العالم. هي التي تقرر مصائر الشعوب، والحرب والسلام، وهي التي ترسم الحدود، وتحدد أدوار الحكومات والكتل الإقليمية ووظائف الحكام، كل هذا يأتي من أميركا، فالذي يريد أن يُقبل به عند أميركا ويستقبل في واشنطن، ويستمر وجوده في سدة الحكم ويحافظ على كرسيه، لابد أن يثبت لأميركا أنه نفض يده من فلسطين، ووضع يده مع إسرائيل. ولذلك النظام الإقليمي ـ الذي هو حصة الشرق الأوسط من النظام العالمي الجديد ـ هذا النظام الإقليمي أهم فكرة فيه أن إسرائيل جزء أساسي منه. والحديث عن التوازن الإقليمي والاستقرار الإقليمي لا معنى له إلا استقرار إسرائيل وعدم المساس بأمنها. عندما تكون إسرائيل آمنة، فالمنطقة في توازن، وأي مساس بأمن إسرائيل هو إخلال بالتوازن الإقليمي، ويستدعي تدخل أميركا لعمل جراحة في هذا المكان أو ذاك.
لكن هذا النظام العربي الذي تصرف بهذه الطريقة، لم يدرك أنه دخل في مجازفة ومغامرة كبيرة جداً.. لماذا؟ لأن النظم العربية لم تأتِ بالانتخابات ولا بصناديق الاقتراع.. لم تأتِ باختيار ولا بإرادة شعوبها. ما هو مصدر شرعيتها طيلة هذه السنوات منذ نشأة كل دول الاستقلال في المنطقة؟ الشرعية التي استند إليها النظام العربي ـ فرادى أو مجتمعين ـ هي شرعية القتال مع إسرائيل، وعندما يُسقط العرب ـ فرادى أو مجتمعين ـ القتال مع إسرائيل فهم، إن عاجلاً أم آجلاً، يغامرون بمصدر شرعيتهم. لا يمكن لأميركا أن تكون بديلاً في الشرعية.. أن تنصب على الأمة “زيد أوعبيد” حاكماً إلى الأبد. وطالما، قلنا في البداية إن ما حدث هو ثمرة هزيمة، وما زال كل بيت وكل فرد، كل عربي وكل مسلم، يلوك مرارة هذه الهزيمة صباح مساء، إذاً الشعوب عرضة لأن تقف يوماً من الأيام في مواجهة مع حكامها وتطالبهم بتقديم كشف حساب بكل ما جرى منذ بداية الصراع.
المحور الرابع، الانتفاضة:
ماذا تعني الانتفاضة في ظل هذا الوضع، حيث الخروج عن أصل وطبيعة الصراع، ثم أوسلو و “الاستعمار أو الاحتلال النظيف” وطبقة الوكلاء للقيام بالدور القذر نيابة عن إسرائيل، وعرب غسلوا أيديهم من فلسطين ووضعوا أيديهم في يد إسرائيل.. ماذا تعني الانتفاضة أمام كل هذا الحطام؟ الانتفاضة جاءت لتشطب كل هذا السياق، وتمثل انقلاباً حقيقياً عليه. هذا لا يعني أن الانتفاضة جاءت بقرار من شخص جلس في غرفة وقرأ هذه القراءة وخط على الورق أننا غداً نريد انتفاضة لنشطب هذا السياق.. لا.. الانتفاضة كانت ثمرة ظرف موضوعي، ولكن عندما تجسدت على الأرض نقرأ فيها هذه الدلالات والمعاني.
في الظرف الموضوعي، الانتفاضة كان لها عوامل كثيرة وأسباب كثيرة؛ زيارة شارون إلى المسجد الأقصى ـ كما تعرفون ـ مثلت الشرارة أو الصاعق، لكن عوامل التفجير الحقيقية تجسدت في: أولاً، الانتصار الحقيقي المدوي والمبهر الذي حققته المقاومة في لبنان. فلأول مرة الشعوب العربية والإسلامية، والشعب الفلسطيني خاصة، يتنفس الصعداء ويشعر أن هناك بصيصاً من أمل، وأن هناك طريقاً آخر غير هذا القدر المكتوب علينا، الاتفاق مع اليهود.
العامل الثاني، هو ركام أوسلو وحطامه على الأرض، ووصول ما سمي بالتسوية إلى طريق مسدود في كامب ديفيد. لقد تبين لأصحاب هذا المشروع أن المعادلة التي دخلوا على أساسها.. بأن نضع الخريطة على الطاولة ونقبل سلفاً بنسبة 8:2 لم تفلح، والآن يقولون عن شركاء الأمس أنهم “لا يفضحون سوى سراب سلامهم الذي لاح خلال العقد الماضي”. الآن يعترف الناطق باسم مرحلة، أو باسم حقبة أو حالة معينة أننا كنا خلال هذه السنوات، نركض خلف السراب. هذا اعتراف جميل لكن من سيدفع فاتورته؟
العامل الثالث، هو تراجع خطاب العولمة.. ما وعدونا به في التسعينات، من أن العالم أصبح قرية صغيرة، وبدأ عصر التعايش والسلام والوئام بين الشعوب، وأن الحواجز تسقط والدول تسقط.. هذا الخطاب هو الذي سقط اليوم. والعالم يعيد دورة استقطابه من جديد: صراعات، وبؤر صراعات.. بوش بالأمس يتحدث عن حاجز وعن حائط صواريخ، “الدولة التي ركّعت الاتحاد السوفييتي” وانهار أمامها تريد حائط أو درع صواريخ، خوفاً من مَن؟!
إنهم يطلقون سُعار وحمى سباق التسلح في العالم ويتحدثون عن السلام، أي سلام وأي خير يمكن أن يتحقق للبشرية، في ظل أن تبقى الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة المهيمنة على العالم؟ هذا الوضع لن يستمر، وهناك قوى أخرى متضررة من هذا الوضع ولن تقبل باستمراره إلى ما لا نهاية، هناك قوى أوروبية، هناك العملاق الصيني، هناك روسيا التي تبحث عن استعادة موقعها كدولة عظمى على الساحة الدولية لتخلف الإتحاد السوفييتي لكن بطريقة مختلفة..
إذن، الانتفاضة جاءت لتشطب واقعاً سيئاً صنعه اتفاق أوسلو في فلسطين وصنعته التسوية ومناخها في المنطقة، وتنشئ واقعاً جديداً.. هم فرضوا أمر واقع، والانتفاضة اليوم تفرض أمر واقع جديد، لا يمكن تجاوزه أو الرجوع عنه بأي حال من الأحوال.. ولأنهم يدركون أن الانتفاضة تمحو وتلقف كل ما صنعه السحرة خلال السنوات الماضية، فهم يعملون ليل نهار من أجل وقفها أو الالتفاف عليها، تارة بأوراق ومبادرات عربية كالورقة (المصرية-الأردنية)، وتارة بتقارير دولية مثل ما سمي بتقرير ميتشل.. وكلاهما عبارة عن حبال نجاة أو طوق نجاة يرمى لشارون لإنقاذه وانقاذ الكيان الصهيوني من المأزق التاريخي الذي وضعته فيه الانتفاضة، فهل يفلحون في ذلك؟ هذا هو السؤال الذي يشغل الجميع الآن وسنتعرض له في المحور الأخير.
المحور الخامس، أفق الانتفاضة:
السؤال المطروح في أذهان الجميع في هذه المرحلة هو: ما هو أفق هذه الانتفاضة، وأين يمكن أن تصل بالشعب الفلسطيني؟ وأين موقع الأمة العربية والإسلامية في المعادلة؟
لا أريد أن أضيف إحباطاً لمن يعاني من إحباط وأقول إن الكرة للأسف في ملعب العرب وليست في ملعب الشعب الفلسطيني فقط، لأن الشعب الفلسطيني ـ بإمكاناته الضعيفة ـ شعب مغلوب على أمره، وهو حتى هذه اللحظة قدم كل ما في وسعه، كل يوم شهداء، وكل يوم تضحيات. أكثر من الصمود والتصدي لهذا العدوان الذي يمارسه شارون بكل بشاعة وبكل فظاعة، ماذا يمكن أن يقدم الشعب الفلسطيني؟ الشعب الفلسطيني ما زال صابراً، ما زال صامداً، لكنه للأسف يتطلع إلى واقع الأمة العربية والإسلامية، فلا يجد ما يمكن أن يمثل دعماً وعوناً حقيقياً له على الاستمرار في الانتفاضة. وعندما نقول إن الكرة في ملعب العرب فنحن نتحدث على مستويين: مستوى الحكام، ومستوى الشعوب. بالنسبة للحكام، يجب أن يُطرح هذا السؤال، وهذه مهمة المثقفين والكتاب العرب؛ هل الدول العربية تريد فعلاً أن تتخلى عن الآثام التي اقترفتها بعد توقيع اتفاق أوسلو بنفض يدها من قضية فلسطين وقطع الحبل السري بين فلسطين والأمة، وتعيد وصل هذا الحبل، أم أنها تريد أن تلعب وتناور؟ مؤتمر قمة اليوم، صندوق.. صندوقان.. بضعة ملايين.. حفنة دولارات.. إضاعة الوقت على دماء الشهداء، وتلهية الشارع حتى يفصح البيت الأبيض عما في عقله الجديد.. هذا هو الخطاب الذي يجب أن نتوجه به إلى الحكام العرب لنعرف إن كانوا جادين فعلاً أم لا؟ إذا أراد النظام العربي أن يعود إلى فلسطين وأن يتصل بفلسطين كقضية حيوية ومركزية للأمة، فهذه الانتفاضة يمكن لها أن تعيش ويمكن لها أن تستمر، وإذا استمر الحال على ما نحن عليه الآن فربما يجب أن نعد أنفسنا لأن نرى جولة جديدة من الخذلان، ولو حدث هذا – لاسمح الله- فإن النتائج ستكون وخيمة. إذا كانت الانتفاضة الأولى بيعت وعلى أنقاضها جاؤوا لنا بأوسلو التعيس، فلكم أن تتخيلوا ماذا يمكن أن تكون النتيجة لو أجهضت الانتفاضة الحالية.. ربما كان الوضع الذي يخططون له ويبيتون له أكثر سوءاً، من أوسلو في طبعته الأولى.
نتمنى أن لا يحدث ذلك، والضمانة الوحيدة لأن لا يحدث، هو التوجه للمستوى الثاني في العرب، مستوى الشعوب.. صحيح أن الشعوب مقموعة، محاصرة، مغيبة، لكن وظيفة القوى الحية في الأمة أن تستنهض الشعوب، وأن لا تستقيل من دورها التعبوي والتحريضي.. إذا كانت النخب المثقفة والواعية قد استقالت من دورها، فماذا ننتظر من الناس المغلوب على أمرهم، المطحونين بالفقر والبطالة والمرض والفساد، والمحاصرين بالقمع والبطش من قبل الأنظمة المتحالفة مع إسرائيل؟ إن المحافظة على استمرار الانتفاضة والمقاومة مهمتنا جميعاً، وثقتنا بشعبنا وأمتنا كبيرة ألا يسمحوا لهذه الشرارة أن تخمد، ولهذا النفس، الذي يعبر عن الأمة كلها في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ألا ينطفئ، لأن ذلك لو حدث ـ لا قدّر الله ـ فسيكون الثمن أكبر مما نتصور جميعاً.
كلنا تصميم، وكلنا عزم، وكلنا إرادة، أن تستمر الانتفاضة وأن تستمر المقاومة حتى النصر والتحرير بإذن الله، وحتى العودة إلى فلسطين كل فلسطين.
أخيراً وبعد أن أثقلت عليكم بهذا الكلام المر والموجع في ذكرى النكبة، أختم حديثي بهذه الأبيات لشاعر من شعراء فلسطين، الشاعر مريد البرغوثي، علّها تبعث فيكم الأمل وتجدد الشوق والحنين وتنعش فيكم الحلم بالعودة إلى فلسطين بإذن الله:
وأنت تمعنُ بعداً أيها الوطنُ
طال الشتات وعافت خطونا المدنونحن نركض لا نبطي ولا نهنُ
كأن عشقك ركضٌ نحو تهلكةٍكأن أجملهم بالموت قد فتنوا
يقول من لم يجرب ما نكابدهُكفى ازدحاماً على كفّي واتزنوا
ولو حكى الموت بالفصحى لصاح بناهل مات بالنار أم أودى به الشجنُ
يهوي الشهيد وفي عينيه حيرتناوقهرنا في فم البارود مختزنُ
أشواقنا إن طواها الصدر باديةٌفبعثرتنا على أمواجها السفنُ
لك اتجهنا وموج الحلم يجمعنافدونك الأرضُ لا قبرٌ ولا سكنُ
ارجع ـ فديتك ـ إن قبراً وإن سكناًأشكركم جميعاً.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
16 مايو، 2005 الساعة 3:36 م #538943النمر الأزرقمشاركمشكووووووور
18 مايو، 2005 الساعة 4:07 م #539809مصطفى العراقيمشاركربّما الفلسطينيين محظوظين كونهم يواجهون اسرائيل دولة القانون و
الديمقراطيه رغم اعمال الانتحاريين الرعناء المتمثله بتفجير باصات
المدارس و المطاعم و ازهاق ارواح المدنيين هذه الاعمال هي
التي شوهت سمعة الاسلام في العالم و اضرت بصوره كبيره بقضيتهم
عند الراي العام …
اتساءل ماذا لو كان الصراع بين الفلسطينيين و دوله عربيه انا اعتقد انهم
كانوا قد ابيدوا عن بكرة ابيهم منذ الاسابيع الاولى …
تحياتي الانتحاريه …
29 مايو، 2005 الساعة 12:10 م #543404memo_yafaمشاركانا اشكرك لكن لا يحق لك ان تتكلم عن فلسطين وصمود شعبها البطل المجاهد
وفي فلسطين لا يوجد يهودي مدني واحد30 مايو، 2005 الساعة 5:44 ص #543566نوال ايوبمشاركخسارة كبيرة انه في عربي بيقول انه اسرائيل دولة القانون والديمقراطية
خسارة والف خسارة مع انه اللي يتكلم مثل هذا الكلام عن اسرائيل الظالمة ماهو عربي ولا مسلم هم أعداء الاسلام من زمن الرسول علية الصلاة والسلام ولو كنت أنت مع اهلنا في الضفة والقطاع ما تدافع عنهم بهذا الشكل فما ذنب الامهات والاطفال الابرياء أن ماحدث في فلسطين يختلف تماما عما حدث لاهلنا في العراق والصورة واضحة والعمليات الانتحارية في فلسطينا الحبيبة تختلف عما يحدث في عراقنا الجريح ولكن ضعاف القلوب لايميزون بين الأمور ويخلطون بينها وكلة لصالح اميركا والصهيونية.30 مايو، 2005 الساعة 12:53 م #543697اميرة القلوبمشاركوانا اؤيد كلامك با ميمو
لان هذه العمليات ما هي الا عمليات جهادية دفاعية
وليس كما وصفها الاخ مصطفى بالرعناء ….
كل العالم يشهد للمجاهدين الابرار صمودهم وتضحيتهم بارواحهم .
ومثواهم عند ربهم كبير – ونعتقد ان الفتاوى قد صرحت باحقيتهم في الشهادة .
نحن ندافع عن بلادنا بشتى الوسائل ، وكما قلت لا يوجد في اسرائيل مدنيين جميعهم خريجي مدرسة عسكرية واحدة تقضي بقتل كل عربي مسلم كان ام مسيحي .
اذن ماذا نسمي مداهمات المنازل في الضفة وغزة وهدم البيوت وعمليات الاغتيال الواسعة للاسماء النضاليةالمعروفة في فلسطين .
فلسطين الجريحة السليبة – لا يدافع عنها الا ابنائها بالداخل .
وكل العالم ينظر اليهم ..30 مايو، 2005 الساعة 7:34 م #543776عايده محمودمشاركياريت اكون استشهادية في سبيل فلسطين والامة العربية قال حرية وديمقراطية وبلد القانون ممكن قانون الغاب لما تشوف امك واختك متشردين من ديارهم وين عقلك بصفي ولما تشوف طفل صغير بموت بدم بارد من اليهود مثل الطفل محمد الدرة شو بتكون لما تقول عنهم بلد القانون لا خوي مصطفى والف لا مو احنا اللي نوقف مع الغلط ونصقف يا عرب للصهيونية عدوة الاسلام
30 مايو، 2005 الساعة 8:28 م #543802سندباد فلسطينمشاركميمو يافا حقيقة يؤسفني ان اقرا مثل هدا التحليل لموضوع النكبة منك انت تكلمت في البداية ان النكبة هي ليست فقط نكبة للفلسطينين بل للعرب و المسلمين كافة.. هدا صحيح لان الجيوش العربية كانت تعيش في سبات الفساد و الوهن و الضياع و الخيانه هذا واقع و في الوقت الذي ذهب الفسطينيون الى اوسلو لان كانت قضيتهم منسية من قبل العرب.. الهوية الفلسطينية كانت ضائعة حتى العرب انفسهم بخياناتهم و لتبعيتهم للنظام الامريكي و الغربي… الامريكي العدو الاكبر يدخل و يتجول بالدول العربية كما يحلو له و له كل احترام و تقدير و الفلسطيني ذو الهوية الضائعة يلقى العذاب تلو العذاب كي يدخل دولة عربية…اوسلو بمساوئها صنعت للفلسطنين الهوية لان العرب تخلو عنا و كنا في امس الحاجة الى مساعدتهم
اذا كنت تتحدث عن سوريا فسوريا هي اول من قدمت الخيانة في حرب 1967 و هذه حقيقه و سوريا عندما تتفاوض مع اسرائيل تتفاوض من باب الضعف و الكل يدرك ذلك…… الفلسطينيون صنعوا المجد كله للعرب و المسلمين باستشهاديهم نحن صنعنا التاريخ وسطرناه بالدماء
نحن نحي كل عام ذكرى النكبة و نقدم الشهيد تلو الشهيد فهل من دولة من دول المحور تحي هده الذكرى؟؟؟؟
اخي كفاية مزايدة على الفلسطنيين.. اخي تفضل الباب مفتوح امامك
تعال و حرر فلسطين كل فلسطين.. الباب مفتوح لكل العرب بجيوشهم
انا اقدر و احترم الشعوب العربية كشعوب وليس كانظمه…..
اخي كفانا نحن نتالم و نبكي دما كل ثانية نحن نموت و تحيى فلسطين نحن نموت و تحي القدس نحن نموت و تحي الامة العربية و الاسلامية..30 مايو، 2005 الساعة 9:20 م #543832سندباد فلسطينمشاركو انت يا مصطفى العراقي…. اسمحلي اقولك انك لا تمس باي صلة لا للاسلام و لا للمسلمين و لا للعرب من هم الارهابيون يا محترم الارهابي هو انت و امثالك الذين يدافعون عن اسرائيل و من اين لك ان تعرف ما هي الديموقراطيه انت تعرف من هم الفلسطينيون هم الذين حافظوا على ماء وجهك.. طبعا اذا كنت عربيا اصلا و ارجح انك يهودي صهيوني او عميل لهم … اخي اخجل على نفسك ان تقول علينا باننا ارهابيون… انت تدافع عن اسرائيل دولة القانون و الديموقراطية حقا عجبا وكل العجب اسرائيل التي قتلت و دمرت و شردت اسرائيل بتاريخها المسطر بدماء الفلسطنيين و العرب تقول عنها دولة قانون……. ياخي اخجل على نفسك و الله لو اني مكانك لانتحرت من زمان لعن الله كل خائن و عميل لليهود الصهاينه و الامريكان… امين
30 مايو، 2005 الساعة 9:27 م #543836سونا يا سمسممشاركوين وين الشعب العربي وين خسارة والف خسارة على الحرية والديمقراطية اللي مو عارفينها ونطالب فيها بس بالاسم اذا كانت اسرائيل بلد حرية وديمقراطية وقانون لشو بدنا بالحرية
خلنا هيك اشرف لنا بس لاحياة لمن تنادي الخزي والعار لكل جبان وغدار.31 مايو، 2005 الساعة 12:55 م #543970جمانة وردمشاركالسلام عليكم ورحمة الله
لا اعرف من اين ابدا كلامي او ماذا اقول سوى اني جد حزينة على الشتات الذي وصلت اليه اممنا وشعوبنا نحن العرب
لم يكفينا ما نعاني من حكام غافلين ورؤساء مناصرين للصهيونية الامريكية والاسرائليةفزدنا الامور سوءا بتشتيت وحدتنا الاسلامية والعربية بعداءات واعتقادات حاقدة على منهم اهلنا واخوتنا
ومناصرات للديموقراطية المزيفة التي يرجونها في دولة بنت امجادهاعلى دمار ودماء اخوتنا وشهداءنا في فلسطينكل له رائ واعتقاد ومذاهب زعزعتنا وحطمت معنويانتا جعلتنا من اضعف الامم بعد ان وحدنا الاسلام وجعلنا من اعظمها واقواها…..
واي ارهاب هذا الذي تقولون هل انا كعربي عرضي هو ارضي وبيتي هل اقف مكتوف الايدي اما عدو غاشم حرق ارضي وشتت بيتي ويتم الاطفال في بطون امهاتهم
هل من الشرف لي ان اعيش خانعا لعدو استحل دمي ماهو الارهاب؟؟ اني ادافع عن نفسي وعن وطني وعن اخوتي ان اطلب الشهادة في سبيل علو راية الاسلام والعروبة ان افدي روحي فداء لكل طفل رضيع فقد امه ولكل ام ثكلى فقدت ابناءها وزوجها
هل هذا هو الارهاب في نظر بعض منكمارجوكم اخوتي لمن يرفعون الشعارات الكاذبة انهم مع الاسلام وانهم يناصرون الحق ويناصرون الحرية اينما كانت دعونا نقل الحق في انفسنا قبل ان نقوله في غيرنا وان نطالب بالحرية لعقولنا قبل ان نطلبها لعقول الغير
31 مايو، 2005 الساعة 2:07 م #544001ابو نصراللهمشاركفاقد الشيء لايعطيه
وعندنا مثل يقول (( النار ماتكوي غير الذي يطأها))31 مايو، 2005 الساعة 2:33 م #544012أجــ إحساس ــمـلمشاركبصراحه انا كنت اتمنى ان اكمل قرائه الموضوع ولكن نمت لان كان طويل جدا وانا ما متعود على السهر
خير الكلام ماقل ودل
31 مايو، 2005 الساعة 4:02 م #544035مالك الأشترمشاركاحب ان أقول للاخ memo_yafa أنه عندما يذكر ان النكبة هي نكبة العرب كلهم أنه متوهم جداً فالذي خان فلسطين هم العرب والذين باعو فلسطين هم العرب …
ثم لماذا هذا التركيز على قضية فلسطين دون قضايا الأمة ؟؟
السبب أن القوميين العرب يريدون ذلك حيث أنهم اتخذو القضية الفلسطينية محور لحملاتهم الانتخابية وخطبهم النارية .. وهم في نفس الوقت مستعدين لبيع الوطن العربي كله لما يسمونها أمريكا الظالمة واسرائيل المغتصبة فقط لترضى عنهم وتعطيهم الاذن في تسنم السلطة او الحصول على بعض المكاسب السياسية ولو على دماء وجماجم شعوبهم ..
1 يونيو، 2005 الساعة 11:49 ص #544305مالك الأشترمشاركأحب أن أوضح وجهة نظر الأخ (( مصطفى العراقي )) في مسألة أن اسرائيل دولة قانون و انها دولة ديموقراطية أنه محق في هذه المسألة اذا نظرنا الى الوضع الداخلي لدولة اسرائيل وما يعيشه الشعب الاسرائيل من حرية وديموقراطية لا تتوفر عند أغلب الشعوب في العالم وبالخصوص الشعوب العربية ما عدا العراق في الوقت الحاضر ، بغض النظر عما تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين …
وحتى عندما ننظر لتصرفات الاسرائيليين ضد اخوتنا الفلسطينيين نراها نتيجة لتصرف يتصرفه الفلسطينيون ضد اسرائيل حيث اننا نرى العمليات العسكرية الاسرائيلية تأتي كردة فعل على عملية انتحارية او هجوم على احد المستوطنات …
ونرى الاسرائيليين في الظروف الاعتيادية يتصرفون تصرفات نستطيع القول انها جيدة نوعاً مع الفلسطينيين ما ولا نريد ان ندخل بالتفصيلات لكي لا يطول الرد …
لكن لو كان بلد عربي مكان اسرائيل لأبادة الفلسطينيين عن بكرة أبيهم ..
قد يقول قائل انك تبالغ وليس من حقك ان تتبلى على العرب هكذا ؟؟؟!!!!
لكني اقول لهم انظرو للعرب في حربهم مع بعض ماذا يفعلون فيما بينهم من جرائم يندى لها جبين الانسانية علاوةً على حربهم مع غير العرب ..
وخير مثال على ما أقول هو ما فعله صدام وجيشه المغرر به في اخوتنا الكويتيين وللعلم انا عراقي ابن عراقي ابن عراقي ولكن الحق يقال …
لقد سرقوا أموالهم وهدموا بيوتهم و هدروا دمهم وتعدو على اعراضهم …
أهذا خلق العرب والمسلمين ؟؟؟ !!!!
أهذا ما يأمرنا به ديننا الحنيف ؟؟؟!!!
الاسلام براء من هذه الافعال الدنيئة والخلق الانساني سيوقف هؤلاء المتعصبين لعروبيتهم امثال صدام ومن لف لفه من حكام العرب واجلاف الصحراء ليحاسبهم امام العالم اجمع وان غضب الله لهم بالمرصاد …
وان مصيرهم مزبلة التاريخ وقيمتهم ان تطأ رؤوسهم (( البسطال )) الامريكي الا بئساً لهم ولعروبيتهم ولما يحكمون …حســــــــــ العراقي ـــــــــــــام
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.