الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة العمارة الإسلامية من وحي القرآن الكريم والسنة

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #35703
    ابوخليفة
    مشارك

    العمارة الإسلامية من وحي القرآن الكريم والسنة
    * أثر القرآن الكريم والسنة المطهرة على العمارة الاسلامية
    * التطور التاريخي للعمران من وحى القرآن والسنة النبوية

    القاهرة ـ (الوطن): حددت الشريعة الاسلامية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الأسس التي تقوم عليها العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال منهج متكامل لجميع الأمور الحياتية ، هذه هي أحداث ندوة المجمع العلمي لبحوث القرآن والسنة التي عقدت بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين بالقاهرة وقد كان المتحدث فيها الدكتور شريف محمد العطار الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة والمفكر الاسلامى ، الذى استطاع أن يغوص فى بحر الشريعة الاسلامية ويستخرج اللآلئ منها ، وفى هذا الموضوع (العمارة الاسلامية من وحى القرآن والسنة)… فيقول د. العطار : فلا نجد أمرا من الأمور إلا وقد جاء له بيان أو تفسير أو شرح من خلال آية قرآنية أو حديث شريف ، حتى إننا فى مجال الاهتمام بالبيئة الحضارية نجد أن الإسلام قد اهتم بإماطة الأذى عن الطريق ، وعدم الجلوس فى الطرقات ، وعدم التطاول بالبنيان ، واحترام حق الجار ، والجوار مطبقا فى ذلك للمبدأ الاسلامى : (لاضرر ولاضرار) .. ويدل ذلك أيضا على عالمية الإسلام ، وأنه الدين الكامل الخاتم .
    يقول الدكتور محمد العطار : تعتبر عمارة الأرض واستغلال مواردها من الأمور الأساسية والواجبة التي حثنا الخالق سبحانه وتعالى عليها ؛ ولعل ذلك يظهر من قوله تعالى : (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ).
    والغريب فى هذا الأمر أن أول من بحث فى تلك القضية كان الباحث الفرنسي (روبير برنشفيج) ناشرا بحثا فى باريس بعنوان (العمران والتشريع الاسلامى) ثم بعد فترة الباحث الأميركي جوهنس بابر .
    ولاشك أن دراسة وتفسير الآيات القرآنية التي تطرقت فى مضامينها إلى مجال التشييد والبناء تنقل المعماري المسلم إلى الأخذ بزمام الحضارة ومقاليد العلوم ، الأمر يمثل أهمية حيوية ومسألة ضرورية فى عصرنا الحاضر .
    دلالات العمران فى القرآن
    يضيف د. شريف العطار أن هذه الدلالات تنوعت فى القرآن الكريم ، فبجانب أسماء السور والمدن الواردة ظهرت مجموعة من الكلمات اللفظية التي يعبر كل منها عن نوعية معينة من العمران أو المأوى سنضرب مثالا لهذه الخصائص المميزة والمنفردة : منها (البيت) فجاءت للدلالة على الاستقرار كاعتباره المساجد بيوت الله فى الأرض كقوله تعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ، ويؤكد القرآن مفهوم البيت أنه مستقر للإنسان خلال اعتباره المأوى الأخير له عند دخوله الجنة كما فى قوله تعالى : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
    و(المسكن) فقد جاء فى القرآن الكريم بمفهوم البناء الجديد فى الأرض الجديدة بعد الترحال كما فى قوله تعالى : (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ، وكما جاء السكن فى القرآن بمعنى الرحمة والبركة بعد التعب كما فى قوله تعالى 🙁 خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .. أما كلمة الدار جاءت بمعاني عديدة منها البلدة عند وصف بلدة ثمود كما فى قوله تعالى : (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) ، والمنزل هو ما انبسط عليه البناء ويتم الإقامة عليه كما فى قوله تعالى : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) ؛ والكهف كإحدى صور المأوى التي تصلح للاختباء أو الاختباء ، مع تميزها بما توفره من ظلال وحماية للإنسان من العوامل الخارجية كما فى قوله تعالى : (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) … أما الغرف فقد ذكر القرآن الغرف المعدة لأهل الجنة فى قوله تعالى : لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ، أما البناء قصد القرآن الكريم منها التعبير عن الارتفاع إلى أعلى وهو نقيض الهدم ، بحيث تعتبر الأرض هي القاعدة بينما السماء ما ارتفع فوقها كما فى قوله تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) . والقصر يعبر فى اللغة عن القصر المنيف العالي الرفيع كما ورد فى قوله تعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ؛ أما كلمة القرى فقد وردت لتعبر عن مساكن القوم الذين ينتسبون إلى أصل واحد مثل القبيلة ، ويطلق كذلك على كل مكان اتصلت به الأبنية فلا توجد عوائق بين بيوت القرى ولا أسوار فيما بينها ، كما يطلق على جحر النمل قرية النمل لأن سكانها من نوع وفصيلة واحدة كما فى قوله تعالى : (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) ، وقد سمي الله سبحانه وتعالى مكة بأم القرى لأن قومها من جنس واحد وأصل واحد كما فى قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) ؛ أما المدينة تعبر فى القرآن عن مساكن قوم مختلفي الأصل والجنس ولا تربطهم روابط دم كما فى القرآن عند وصف مدينة فرعون وهى مكونة من قوم فرعون وبنى إسرائيل وغيرهم : كما فى قوله تعالى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ).
    * التطور التاريخي للعمران :
    ويبين د. شريف محمد العطار المفكر الاسلامى أن هناك قصصا سابقة وحضارات كثيرة قامت عماراتها سواء مؤمنة أو غير مؤمنة ، ذكرها القرآن الكريم لبيان ما انتهت إليه عمائرها ، وما قدره الله لها من هدم وتدمير كي نستفيد منها ونأخذ العبرة والدروس ، ويمكن لنا من خلال التعرف على الآيات القرآنية فى ذلك الشأن ومتابعة تطور العمران منذ فجر الحضارات .
    ـ عهد سيدنا نوح :
    يقول د. العطار : تمثل سفينة سيدنا نوح أول مستوطنة على الماء فى تاريخ البشرية كما فى قوله تعالى : (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ ؛ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ، وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ).
    ـ عهد قبيلة عاد :
    أما قبيلة عاد فهي تمثل إحدى قبائل العرب التي سكنت جبال الرمل (الأحقاف) التي تقع جنوب الجزيرة العربية بأرض مطلة على البحر يقال لها الشجر ، وكانت تلك القبيلة بارعة فى مجال العمارة ، ويؤكد ذلك القرآن فى قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ؛ ِارَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ).
    ـ حضارة ثمود :
    كانت ثمود إحدى القبائل العربية الشهيرة التي سكنت (الحجر) بين الحجاز وتبوك ، وتميزوا بالقوة والشدة ، وكانت لهم حضارة عمرانية متميزة ، حيث اتخذوا من السهول قصورا وجنات وارفة الظلال متنوعة الثمار ، وكذلك بنوا فى الجبال ، وبالتالي كان لهم أماكن صيفية وأخرى شتوية مما يدل على رفاهيتهم ويؤكد ذلك قوله تعالى: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ؛ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
    ـ عهد سيدنا ابراهيم :
    ويعتبر أهم ما تميز به عهد سيدنا ابراهيم من الناحية المعمارية هو بناء الكعبة المشرفة حيث يقول الحق تبارك وتعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
    ـ عهد سيدنا موسى :
    يقول المفكر الاسلامى د. العطار لقد واكب عهد سيدنا موسى تطورا معماريا مذهلا فهي نفس فترة ازدهار الحضارة المصرية القديمة التي لا يزال الكثير من آثارها شاهدا على عظمتها إلى يومنا هذا مثل الأهرامات والمعابد والمسلات حيث يقول الحق تبارك وتعالى : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ وقوله تعالى : وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ).
    ـ عهد سيدنا سليمان :
    أما عصر سيدنا سليمان بن داود فقد ظهرت فيه أبنية عجيبة ، وكان الجن والشياطين هم البناءين لها كما فى قوله تعالى : (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ؛ يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) ومن الأبنية العجيبة فى عهده التي وصفها الحق فى قرآنه ذلك الصرح العالي الذى يشبه القصر ، وكان مرتفعا عن الأرض كما فى قوله تعالى: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
    ـ فى عصر الرسول :
    يوضح المفكر الاسلامى د. العطار أن الشريعة الاسلامية تناولت كل أمور الدنيا والآخرة التي تفيد المسلم فى الدارين ، ومن تلك الأمور أعمال العمارة والبناء ، ولعلنا من خلال السنة الشريفة يمكن لنا أن نلمس هدف البناء الذى حدده الإسلام ، حيث روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال : (من بنى بنيانا من غير ظلم ولا اعتداء كان له أجر جار ما انتفع به من خلق الله تبارك وتعالى) ، وقد نهى الرسول عن الترف فى البناء والمسكن فى قوله : (لا تتخذوا الضيعة فترغبوا فى الدنيا).
    * أثر القرآن والسنة :
    ويشير د. العطار إلى أن العمارة الاسلامية تأثرت بصورة أساسية ومباشرة بتعاليم الشريعة الاسلامية ، ممثلة فى القرآن والسنة ، وظهر ذلك من خلال العديد من العناصر والتعبيرات المعمارية والمستوحاة من صلة المسلم بخالقه ، ونتيجة لتأثر الفن المعماري فى بداية نشأته بالتعاليم الاسلامية جاءت العمارة الاسلامية متشابهة لبعضها فى سائر البلاد الاسلامية . ومن هنا يتبين أن للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة دورا فاعلا ومؤثرا فى العمارة الاسلامية ، بل كانت العقيدة الاسلامية هي المحرك والموجه والمنظم لحياة المجتمعات الاسلامية ، فمن خلال الإيمان بوحدانية الله واكتمال الدين والعقيدة ، ظهرت عناصر وأسس متفردة فى العمارة ، لم يسبق المعماري المسلم إليها أحد ، وبالتالي فليست العمارة الاسلامية تقليدا بأي صورة من الصور للعمارة الغربية ، كما أن العمارة الاسلامية ليست ما بناه المسلمون ، وإنما هي تلك العمارة التي تطلق الدلالات والإشارات الواردة فى كتاب الله وسنة النبي الكريم .
    فالدين الاسلامى دين متجدد يلائم كل زمان ومكان ، وأحكامه كانت مصدر إلهام المسلمين فى جميع الميادين الحياتية على الدوام ، وبالتالي يجب استمرار تلك الروح وبثها من جديد فى روح المسلمين وخصائصهم المميزة عن غيرهم فى العصر الحالي .

    #537511

    يا سبحان الله…

    معلومات جميلة وجديدة بالنسبة لي… شكرا أخي العزيز أبو خليفة

    #538972

    مشكوور

    #540124
    ابوخليفة
    مشارك

    لا شكر علا واجب

    #540125
    ابوخليفة
    مشارك

    وشكرا اخواني

    #549339
    ساهرالليل
    مشارك

    تحياتي لك يا (( أبو خليفة ))

    شكراً لك على المعلومات المفيدة ***************

    ولك مني ألف ألف تحية عطرة ******************

    #550539

    مشكور ابو خليفه

    #558135
    النقيض
    مشارك

    السلام عليكم

    ما دخل ( العمارة الإسلامية من وحي القرآن الكريم والسنة) في مجلس القانون والقضاء الإداري؟!

مشاهدة 8 مشاركات - 1 إلى 8 (من مجموع 8)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد