ما يجري في العراق من اوضاع عجيبة وغريبة يشيب لها الراس ,اذا لم يكن قد شاب بعد !!

انها ضرب من السوريالية ,واخر شعار رفعته مقاومة الاحتلال !! هو ( عراق بلا حلاقين ) ربما القصد منه عدم اقصاء الشيب !!ليعرف العالم ظلم الاحتلال والمحتلين !!!وفي ذلك حكمة لايدركها الا الراسخون في العلم !!

وربما لان الشيب يعطي للرجل وقارا كما يؤكد ناظم الغزالي في اغنيته الشهيرة !!!

هل يبدو كلامي كانه الغاز؟

حسنا ..

لتوضيح الامر لابد ان تصغوا لحكاية صغيرة وصلتني رسالة من اقربائي وكان يقول فيها انه دعي الى امسية ثقافية وكان كل شيء يسير بشكل جيد , ولكي يظهر بشكل مناسب امام الاخوة المشاركين في الفعالية تفحص وجهه في المرآة فوجد ان شعر راسه يحتاج الى قص , مومشكلة امامه ثلاثة ايام قبل ان يحين موعد الاقلاع ومع ذلك قال : “لاتؤجل عمل اليوم الى الغد ولااحد يضمن الظروف ” فقرر ان يحلق شعر راسه, خرج الى الشارع متوجها للحلاق الذي اعتاد ان يحلق شعره عنده في مدينة الشعب فوجده مغلقا قال : مو مشكلة , وسار الى حلاق اخر فوجد باب محله مغلقا , وكذلك الحال مع الثالث والرابع , قال مع نفسه: ان اليوم ليس يوم اثنين الذي اعتاد الحلاقون ان يجعلوه عطلة لهم لكن ربما اتفق الحلاقون فيما بينهم على يوم اخر ليكون بديلا عن يوم الاثنين في العراق الجديد من باب التغيير !

وعاد ادراجه الى البيت , بكامل شعره الذي ابيض بفعل النوائب والمصائب التي مرت على العراق , وتكرر الامر معه في اليوم الثاني , ونفد صبره في اليوم الثالث , عندها عرف ان في الامر سرا , فاتجه الى بائع للخضروات يقع محله جوار محل الحلاق الاول , وساله عن امر جاره الحلاق , فاجابه : لقد فرض الارهابيون على جميع الحلاقين اغلاق محلاتهم بعد صدور فتوى بتحريم عملهم , ولما لم يكترثوا لتهديداتهم , جاء مسلحون في وضح النهار وقتلوا اثنين من الحلاقين وكانا شقيقين , عندها راى الحلاقون ان التهديد كان صريحا وواضحا لذا اثروا السلامة فاغلقوا محلاتهم لحين صدور فتوى جديدة !!!

وهكذا قرر الرجل ان يسافر الى الى الخارج اشعث اغبر, وكان اول شيء فعله عندما تجاوز الحدود العراقية ارتمى على كرسي اول حلاق صادفه

فاعجب لغزارة الشيب في راسه , التفت له صاحبي وقال له : لاداعي للعجب انا عراقي !