مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #35510
    ROCKY2
    مشارك

    « أغنيةٌ للعنقاء:‏

    عن الحب، والموت، والإنتظار».‏

    ***‏

    ألليلُ مُصطفِقٌ على الأبوابِ..‏

    وجهُكِ ضائعٌ منّي..‏

    أراكِ، وتمَّحينْ..‏

    الآنَ أذكرُ، ثُمَّ أنسى، ثمَّ أذكرُ..‏

    بعدَ صَحْوِ الذكرياتِ،‏

    وقبْلَ موتِ الذاكرهْ..‏

    عيناكِ، والأقمارُ.. خاطرتانِ ترتحلانِ بي،‏

    دهراً مِنَ الضوْءِ الحزينِ..‏

    تضيعُ خاطرةٌ، وتبقى خاطرهْ..‏

    أيَّ اليدينِ أمدُّ نحوَكِ، والردى‏

    شَلَّ التي مُدَّتْ، وغلَّ الآخرهْ؟.‏

    وأراكِ..‏

    كنتُ أراكِ في زَنَدِ العُبابِ،‏

    وفي حنينِ الموجِ للشطآنِ، في مُزْنِ السحابْ..‏

    وأراكِ..‏

    لستُ أراكِ..‏

    أسمعُ ما يُغنَّى، أو تقولُ الساحرهْ…‏

    قالَ المُغنّي: إنَّكِ المطرُ، الربابةُ، غابةُ الأرزِ،‏

    النجومُ بصيفِنا، مَغْنى عَدَنْ..‏

    قالَ المغني: إنَّكِ الرمزُ، الحبيبةُ، والوطَنْ..‏

    وأقولُ: أنتِ اللونُ، والعطرُ المفُضَّلُ،‏

    واحتمالاتُ الفصولِ،‏

    وكلُّ ما قالَ المُغنيّ، أو يقولْ‏

    وسمعتُ أنَّكِ قد ذهبتِ.. وقد تُطيلينَ الغيابَ،‏

    فترجعينَ معَ ارتدادِ الوقتِ، أوْ لا ترجعينْ..‏

    وسمعتُ أنَّكِ ترحلينَ‏

    إلى بحارٍ مِنْ رَمَادٍ، أو نُضارٍ، أو لُجيْنْ..‏

    وبَعُدتِ بُعْدَ المَشْرقَيْنْ..‏

    إنّي أراكِ..‏

    أُحِسُّ نَبْضَكِ في هزيمِ الرعدِ،‏

    في عَصْفِ الرياحِ..‏

    أراكِ.. لستُ أراكِ..‏

    أسمعُ وَقْعَ خَطْوِكِ في الزَّمَنْ..‏

    إنّي أحِسُّ فناءَكِ المحتومَ يحيا فيكِ..‏

    أعلمُ أنَّ وجهِكِ غائبٌ خَلْفَ الضبابِ،‏

    وأنَّ موتَ الياسمينْ‏

    يبقى حضوراً في الغيابْ.‏

    *‏

    هلاّ تَلَوْتِ رُقاكِ كي تَنْفَكَّ عُقْدةُ ذلك‏

    السحرِ.. ارجعي..:‏

    لا السحرُ زالَ، ولا غريبُ الدارِ عادْ.‏

    ألليلُ مُصْطفقٌ، ووجهُكِ غائبٌ.. والسّندبَادُ‏

    مُسافرٌ وصلَ الرؤى بالمُستحيلْ..‏

    يطوي، وينشُرُ قِلْعَهُ بينَ المرافىء، والبحارِ،‏

    وقبْلَ أزمنةِ البحارِ..‏

    مُغامِرٌ، ومُعرَّضٌ للموتِ ذاكَ السِّندبادْ..‏

    ألسِّنْدَبادُ مجازفٌ.. ألسِّنبدادُ مُتيَّمٌ..‏

    والسِّنْدَبادُ يُحبُّ كلَّ جزائرِ الدنيا..‏

    وأنتِ عشيقةُ المجهولِ،‏

    رائدةُ الرَّمادْ..‏

    لولاكِ ما كانتْ لهذا الكونِ أبعادٌ..‏

    ولا للزهرِ لونٌ، أو عبيرْ..‏

    ما كانَ إيقاعٌ لهذا الشّعرِ..‏

    لا ضوءٌ لهاتيكَ النجومِ..‏

    ولا سماءٌ، أو زمانْ‏

    لولاكِ لاختُصِرَ المكانْ..‏

    إنّي أحِبُّكِ..‏

    كفْكفي الأمطارَ، وامتدّي بروقاً‏

    في الشروقْ..‏

    إنّي أُحِبُّكِ..‏

    ذوبيني، واشربيني، واحمِليني في جراحِكِ،‏

    كي أعيشَكِ.. أو أطيلَ بكِ الحضورْ..‏

    هذي دماءٌ للطقوسِ، وحَشْرَجاتٌ للرُّقى..‏

    والكأسُ مَلأى مِنْ خمورِ الفاجعهْ..‏

    هيّا اشربيني، كيْ أظلَّ بكِ الحضورَ،‏

    إذا البروقْ‏

    مَسَحَتْ بكفَّيْها السماءَ..‏

    أرى التراجعَ مُستحيلا،‏

    والصواعقَ واقعهْ..‏

    يا لَلحضورِ العاصفِ الرؤيا!‏

    أَقَمْتِ، أَمِ ارتحلتِ،‏

    أراكِ في كلِّ الزمانْ!..‏

    مِنْ قَبْلِ خلْقِ الذكرياتِ،‏

    وبعدَ موتِ الذاكرهْ..‏

    وأراكِ أنثى ساحرهْ،‏

    تُزجي الوعودَ لعاشقيها، وَهيْ مِنْ‏

    شَبَقِ الرعودْ..‏

    إنّي أُحبُّكِ كيفما كنتِ..‏

    استعدّي للوِصالْ..‏

    في الشوقِ أنتِ غَدُ المُحالِ،‏

    وأنتِ مُهْلِكةُ الرجالْ..‏

    واراكِ أُمّاً رائعهْ..‏

    في ذكرياتي ترحلينَ،‏

    وفي كياني تسكنينْ،‏

    كالذاتِ في اللاوعيِ تكمُنُ، وهَيَ شوقٌ‏

    لا يبينْ..‏

    إنّي أُحِبُّكِ..‏

    ذوِّبيني، واشربيني كي أراكِ،‏

    أُحِسَّ نبضكِ،‏

    أستعيدَ الذاكرهْ..‏

    أهواكِ.. أدنو مِنْكِ..‏

    أسمعُ وَقْعَ خَطْوكِ في الزَّمَنْ،‏

    كالحُلْمِ يُمْسِكُ بالأعنةِ، فوقَ أجنحةِ الوَسَنْ..‏

    هلْ تُبصرينَ بنيكِ، يا الأمُّ الرؤومُ- المَهْدُ،‏

    واللحدُ- العباءةُ والكَفَنْ؟.‏

    هلْ تسمعينَ صواخبَ الموجِ المَضَرَّجِ،‏

    أمْ صُراخَ النَوْرَسِ؟.‏

    أمْ تَسمعينَ وَجيبَ قلبي المُبْلِسِ؟.‏

    ألحُبُّ أنتِ..‏

    وأنتِ كلُّ الشوقِ، والوَجَعُ المُعَبَّأُ‏

    في كياني..‏

    أنتِ الحبيبةُ، مثلما قالَ المُغنّي في زماني..‏

    ما دُمتِ في قلبي، يظلُّ الحبُّ، والشوقُ القديمُ،‏

    وكلُّ ألوانِ العّذّابْ..‏

    وتكونُ شمسُكِ في البحارِ،‏

    مَنارةً للعاشقينَ الراحلينْ..‏

    وتكونُ شمسُكِ للقراصنةِ الذينَ غزَوْا‏

    كنوزَكِ طامعينَ،‏

    مَتَاهةً تغتالُهُمْ في نارِها غُولُ السِّفارْ..‏

    عُودي..‏

    فإنَّ العُمْرَ يمضي مُسْرِعاً..‏

    بينَ الهلاكِ.. والانتظارْ..‏

    عُودي، فذاكَ السِّندبادُ‏

    محا مِن الأرضِ البلادْ،‏

    بَحْثاً عَنِ المجهولِ، عَنْكِ،‏

    لترجعي.. وسترجِعينْ،‏

    ما دُمتِ في قلبي حنينْ..‏

    ما دُمتِ حُلْماً في خَيَالِ السندبادْ..‏

    وكَمَا رحَلْتِ إلى الرَّمادِ،‏

    ستُبعَثينَ.. مِنَ الرَّمادْ.‏

    { عبد الفتاح عكاري}

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد