البيوت الثلاثه

بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره
وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره وليس جواهر الملك وذخائره
وبيت خال صفر لاشيء فيه

فاذا جاء اللص يسرق من احد البيوت فمن ايها يسرق؟

فان قلت:من البيت الخالي كان محالا,لان البيت الخالي ليس فيه شيء يسرقه,ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنه ان اليهود تزعم انها لاتوسوس في صلاتها,فقال ومايصنع الشيطان بالبيت الخرب؟

وان قلت:يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع,فان عليه من الحرس والجيش مالا يستطيع اللص الدنو منه,كيف وحارسه الملك نفسه؟وحوله الجنود والجيوش.

فلم يبق للص الا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات.

فليتامل اللبيب هذا المثال حق التامل ولينزله على القلوب على منواله, فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق,فذلك بيت الشيطان قد احرزه لنفسه واستوطنه واتخذ سكنا ومستقرا,فاي شيء يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره ووساوسه؟وقلب قد امتلا من جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه,فاي شيطان يجترئ على هذا القلب؟وان اراد ان يسرق شيئا منه,فماذا سرق؟وقلب فيه توحيد الله عز وجل ومعرفته ومحبته والايمان به والتصديق بوعده والاعتزاز بالدين وعدم تقليد الكافرين فهذا القلب السليم.
وقلب بين هذين الداعيين فمرة يميل قلبه داعي الايمان والمعرفة ومحبة الله تعالى وارادته وحده ومرة يميل بقلبه داعي الشيطان والهوى والطبع فهذا القلب للشيطان فيه مطمع وله منه منازلات ووقائع ويعطي الله النصر من يشاء فانظر الى اي القلوب قلبك.(وماالنصر الا من عند الله العزيز الحكيم)

منقول للفائده