من بعيد ظهرت أمامه جزيرة رائعة …يا الهي ما أروعها من جزيرة..على جوانبها أشجار …و يالا روعة تلك الأشجار ..تحمل ثمار و كأنها لآلىء ..تتدلى من هذه الأشجار… كل هذه الأشجار تحيط بمجموعة من الزهور و الورود… كان شذاها يفوح من بعيد ..

أخذ ذلك الطير يرفرف بجناحيه فوق تلك الجزيرة يتأملها من كل صوب…لا يدري هل يحط عليها أم لا.. كان شيئا ما يجذبه اليها..يحن الى معانقة تلك الأزهار ليرتشف من رحيقها ..و يشعر بدفئها بعد سنين البرد و المطر التي مرت به..بعد الوحدة التي عاشها.. شعر بتلك الجزيرة و كأنها حضن دافىء ينعم بالحياة بين ذراعيها..اقترب أكثر و أكثر.. من هذه الجزيرة..و بعد أن حط عليها أدرك أنها صحراء قاحلة!!!! و كل ما كان من بعيد يراه حجارة خضراء و حمراء… عندما تنعكس عليها الشمس تظهر كأنها مزرعة ورود…!!!! حاول الطيران مرة أخرى و الخروج من على هذه الجزيرة و لكن هيهات ..علقت رجليه في هذا المكان و أخذت هذه الحجارة تمتصه..نعم تمتصه..حتى انهارت قواه..أصبح لا يقوى الطيران و رمت به بعيدا ..يوم بعد يوم..اسبوع يتلو اسبوع آخر..شهر و يعقبه شهر آخر… يحاول هذا الطير استعادة قواه ليطير مرة أخرى..و أخيرا قرر الرحيل ..الرحيل و للأبد..و فضل الرجوع الى حيث كان…الى الوحدة ..الى ذلك البرد القارص..الى الرياح المحملة بالثلج…و يودع كل شيء..هذا العهد قطعه هذا الطير الحزين..و قرر الرجوع ….