مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #35309
    ابو راما
    مشارك

    السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

    أختي الغاليـــــــــة تابعي معي قراءة هذه القصة فهى
    جميلة وتحمل معنى سامي ستدركينه إن شاء الله بعد اكتمال القصة …

    توقفت السيارة أمام منزل السيد جلال……ونزلت منها فتاة تحمل في يدها علبة متواضعة غلفت بورق ملون وربطت بشريط ذهبي له عقدة جميلة وضع على أحد طرفيها ورقة كتب عليها(..مبارك..) كان المنزل مضاء الجوانب كثير الأنوار كان يوم يعلن عن ليلة زفاف الابنة الكبرى للسيد جلال..تجاوزت أمل حديقة الفيلا ودخلت إلى حجرة مجاورة للقاعة الكبيرة التي اجتمعت فيها المدعوات..وبعد قليل أقبلت ناهد وهي ترفل في ثوب طويل أرجواني مزركش .لم تكن تعلم من هي الزائرة التي ترفض الدخول إلى القاعة..وما أن رأتها حتى هتفت بفرح وبسرور:
    – أمل…؟؟!!
    – ناهد.
    وتعانقت الفتاتان بعد ان أمطرت كل منهما صديقتها بقبلات حارة مبعثها الانقطاع الطويل..والبعد..وفاضت عيناهما بشىء من الدموع وهما ما تزالان واقفتان..كانت نظرات ناهد حائرة يتناوب فيها الشك مع اليقين..والدهشة مع الحبور .

    -أمل..أهذه أنت ؟؟ بعد كل هذه المدة ؟؟ أكاد لا أصدق يا إلهي ما أشد سعادتي..!! أين كنت ؟؟ لماذا غبت عنا؟؟
    وردت أمل ضاحكة:
    -مهلا..مهلا أرى كلماتك تتلاحق مسرعة كما لو كنت سأهرب..ألا فانظري إلى وجهك في المرآة..لقد أفسدت الدموع زينته
    – إن فرحتي برجوعك إلينا وبرؤياك أهم بكثير..أنت غالية علينا
    ابتلعت أمل غصتها……وأغمضت عينيها لحظة كأنها تتذكر أمرا ما وراحت تعمل جاهدة كي تخفي بوادر حزن أخذ يطوف على ملامحها ويرتسم فوق أساريرها..قالت:
    – جئت مهنئة بزفاف منى..أتمنى لها السعادة الدائمة وأرجو أن تقبل هديتي هذه.. لقد صنعتها بنفسي .. بلغيها تحياتي تناولت ناهد الهدية شاكرة …بينما دارت أسئلة كثيرة في خلدها ولم تشأ أن تضيع الفرصة
    -أمل صارحيني..ماذا حدث بينك وبين أختي ؟ ما كان في الوجود أمتن من صداقتكما ولا أروع من صحبتكما .. حدثيني عما جرى ؟؟.
    – إنه مجرّد سوء تفاهم زرعت بذوره زميلة لنا ملأ الحسد قلبها ، وألمها أن يرفرف التفاهم والوئام على دنيا صديقتين ولقد كانت لها محاولات سابقة لم تنجح…وأخيرا…أستطاعت أن تفرق بيننا…صدقيني لقد حاولت إزالة سوء التفاهم بالهاتف…لكنها رفضت….بل أصرت على رفضها لصداقتي…ورغم تأخّر حالتي الصحية آنذاك فقد حاولت زيارتها هنا… لكنها رفضت حتى أستقبالي…وهكذا أنتهى …
    وتوقفت الكلمات في حنجرة أمل…وساد الصمت فترة يسيرة أردفت بعدها قائلة :
    -ثم أزدادت حالتي الصحية سوءا…واضطر عمي للسفر بنا إلى مدينتهم حيث شفيت بعد أسبوعين…ثم أمّن لي عملا بسيطا بينما أكمل دراستي الجامعية .
    -إذا فهذا ما حدث…أوه…لقد آلمني ما سببته لك منى يجب أن أصلح بينكما الآن…الآن
    – لا يا ناهد…ليس الآن …أتركيها سعيدة ولا تعكري صفوها فالأيام لم تنتهي بعد …إن الوقت الآن لا يسمح بالعتاب أو المناقشة
    – آه…حقا هذا صحيح …ولكن
    – ولكن يجب أن تعودي للحفلة
    – وانت ؟؟
    – أعود إلى منزلي…لقد تأخّرت
    -لا…لن أتركك تذهبين …إنها زيارة قصيرة
    – قد أعود
    ونهضت إلى الباب …وفتحته بمقدار ضئيل جدا وراحت تطوف بنظرها على الجميع …ثم وقفت عند تلك الفتاة التي تبدو كنجمة سقطت من السماء وهي تضج بالمرح والسعادة واغرورقت عيناها بالدموع وهي تلتفت إلى الوراء….
    كانت علامات الدهشة والإعجاب والكآبة ترتسم جميعها على ملامح ناهد فابتدرتها أمل قائلة:
    – ماذا بك؟؟
    -لا شيء…ولكن ما أشد إخلاصك…!!!

    – نعم ياناهد إلى الأبد …فقد عاهدتها على ذلك يوما ولن أخون عهدي
    – يالك من وفية .!!.ألا ليت منى تدرك أي جوهرة تلك التي تخلت عنها وخسرتها .
    وتشابكت الأيدي من جديد …والتقت نظرتهما المضطربة
    – إلى اللقاء
    – إلى اللقاء يا أمل
    وقفت ناهد بالباب تلوّح لها وهي تغالب دموعا تصطرع في عينيها ثم أسرعت لانضمام للحفل ثانية ….ولم يلحظ التغيير أحد من الموجودين إلا منى التي أحست به ولكنها أخفت رغبتها في معرفة الأمر …
    وفي صباح اليوم التالي …انهمك الرجال في القسم المخصص لهم بقبول التهاني والمهنئين بينما أخذت أم العروس وابنتاها وبعض القريبات بفتح الهدايا التي أرسلت للعروسين عندها تظاهرت ناهد بفتح بعض الهدايا و أخفت هدية امل …حتى تسنى لها الخروج بها وما كانت من منى إلا ان تبعتها متذرعة بحجة ما…وعند باب غرفتها قالت لأختها ناهد في استغراب :
    – ماذا أخذت من الهدايا …؟هاتها
    – وهل كنت موضع مراقبة مني …إن أحدا لم يشعر بي
    – رأيت البارحة تغييرا على وجهك…وأردت ان أعرف السبب بواسطة مراقبة تصرفاتك اليوم …ما هذه العلبة ؟؟ أعطنيها
    – إنها يا منى مجرد هدية ..أردت لك أن تفتحيها أنت وحدك
    – لماذا ..؟ممّن هي..؟؟
    وفتحت الهدية ..فرأت فيها عقدان من الياسمين ..أحدهما طبيعي والآخر اصطناعي..صنعت أزهاره الناصعة بإتقان شديد يخطئ المرء في التفريق بينهما ..قالت منى في لهفة :
    -لابد أن صاحب الهدية يعرف قدر حبي للياسمين..آه ما أروعه..!!
    وراحت تبحث في البطاقة المرفقة عن هويته ..كانت البطاقة معطرة بعطر الياسمين ..نظرت إلى أسفلها فلم تر توقيعا ولا اسما فازدادت عجبا ..عادت إلى مطلعها لتجد خطا جميلا معروفا في ذاكرتها ..ولم يعد بها حاجة للبحث عن الاسم فقد عادت إلى مخيلتها ذكريات حميمة في ثنايا حروف ذلك الخط الجميل..وغشّى الاضطراب يديها وغطت عينيها غلالة رقيقة من الدموع ..حجبت عنها الكلمات المكتوبة ..وبعد لحظات مضطربة دامعة ..عادت إلى عبارات صديقتها أمل..لتقرأ فيها الأمنيييات الطيبة ..مذيلة بعهد جديد و دائم على الوفاء و الإخلاص واجتاحت عاصفة من الدموع عينيها مرة أخرى …..فألقت بنفسها بين ذراعي أختها قائلة:
    -إنها وفية ..مخلصة..أكثر مني بكثير ..وأنا لم أكن لها محبة كبيرة لكني أخطئت في حقها وندمت كثيرا ..ولكن بعد فوات الأوان اكتشفت خطئي..فأخذت أبحث عنها في كل مكان اعتدت أن أراها فيه …ولم أجدها ..شعرت بالحزن والندم بمرارة حرماني منها وبعدي عنها …أردت أن أبوح لك بما يعتلج في صدري من عذاب لكن كبريائي الزائفة منعتني أن أخبرك أنني أنا المخطئة ..كنت أريد مساعدتك في العثور عليها ولم أجرؤ على ذكر ذلك.. ثم آثرت الصمت ،و الأيام لا تزيد صورتها في مخيلتي إلا وضوحا وتألقا..ولا تزيدني إليها إلا شوقا و حنينا .
    وصمتت منى ..و انسلت من بين ذراعي أختها لترى عباراتها المتدفقة ،وخيم على المكان صمت ثقيل .. قطعته منى فجأة وبعجلة من استدرك شيئا:
    – من أوصل هدية أمل إلينا ..؟؟؟
    ونظرت إلى أختها الصامتة ..وألحت:
    – من أوصل الهدية يا ناهد ؟؟ أجيبي .
    -إنها ….إنها هي .
    – يا إلهي ..كيف لم تخبريني؟؟ لماذا لم تقولي لي ؟؟ كنت أود رؤياها حقا..لماذا لم تخبريني ؟؟ لماذا لم تفعلي ؟؟.
    – لقد رفضت أن أخبرك …..فهي تعتقد بأنها قد فقدت مكانتها عندك وأنت لم تخبريني برجوعك عن الخطأ لأزيل أعتقادها هذا
    -وهل ذهبت دون أن تخبرك بموعد زيارتها لنا ؟
    -نعم ..فقط.. قالت…قد أعود.
    – متى ..متى ؟ أنا لن أستطيع الإنتظار ..بل ربما لن تعود
    وأخذت منى تذرع الغرفة جيئة وذهابا ..وخطواتها هادئة تنم عن تفكير منسق غير مضطرب ..وفجأة.. صاحت (تذكرت كل شيء…نعم ..في عقد الياسمين) وبدت وكأنها تحدّث نفسها (لا بد أنها هناك …إن الشمس لم تشتد حرارتها بعد و الوقت ما زال مناسبا ..ولكن كيف الوصول إليها؟ من سيذهب ؟ إنّ وضعي لا يسمح لي بذلك والفرصة لا تفوّت )
    وأجابت ناهد :
    -أنا.
    -أنت ماذا؟..آ..أنت تذهبين..نعم..هيا أسرعي في إرتداء ملابسك.
    وبعد دقائق..خرجت ناهد بصحبة أخيها .. تستبين العنوان الذي كتبته أختها وفي لحظات كانت ناهد تخترق الديقة مسترشدة بمخطط يهدف إلى مكان معين ..وسرعان ماوصلت إليه يسبقها الترقب وو القلق،لترى الصديقة أمل جالسة على المقعد في حديقة المنزل وهي تتفحص كتابا ….بينما كانت أغصان شجرة الياسمين تتمايل فوق رأسها مراقصة النسيم العليل.
    ..والتقت بأمل ..
    في المنزل كانت منى مضطربة ..حائرة الفؤاد تتعثر بالكلام وتتصنع الإبتسام ..وهي تعيش في صراع من الانتظار و الخوف ليس أشد منه ولا أصعب ..وهاهي الدقائق تمر عليها ببطء الشهور والسنين
    وأخيرا ..تناهى إلى سمعها الذي أرهفته صوت توقف مكابح السيارة وكان الانتظار قد نال منها ..فأسرعت بالهبوط إلى الطابق الأرضي لكنها توقفت ذاهلة عندما رأت ناهد تقف بالباب دون أن تدخل
    – ناهد..أأنت وحدك؟ وأمل..ألم…..
    وبحركة سريعة من ناهد أدخلت أمل ..لتقابل يدين سارعتا إلى عناقها ……
    -أمل ..يا صديقتي ال……
    وانهمرت الدموع من عينيهما بغزارة بينما كانت ناهد تبتسم فرحة برجوع الوئام إلى صداقة الفتاتين

    #535167

    مشكووووور على القصة الرائعه

    نعم

    الصداقة الصادقه كالمعدن الأصيل لا يصدأ ولا يتغير لونه

    بأي ظرف من ظروف الزمن هو هو كالذهب والماس ..كنز لا يفنى..

    لك مني كل المودة

    أختك

    شمس

    #535256
    ابو راما
    مشارك

    شكرا لك اخت شمس وعلى قرائتك للموضوع وعلى رد الجميل مشكورة

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد