الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › 20وسيلة لنصرة الأقصى
- This topic has 4 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 19 سنة، 6 أشهر by أحمد شهابا.
-
الكاتبالمشاركات
-
1 مايو، 2005 الساعة 7:28 ص #35215طارق999مشارك
الحمد لله ينصر من نصره وأطاعه، ويخذل من ترك أمره وأضاعه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد خير من نصر الدين وأعلى كلمته وبعد:
يا مسلمون انصروا الأقصى ولا تهنوا وطهروا القبلة الأولى من القذر
رأينا وسمعنا خلال الأيام الماضية الكثير من الوسائل لنصرة الأقصى والوقوف مع إخواننا في فلسطين ومنها: المظاهرات؛ والشجب والاستنكار بالخطب الحماسية، والمقالات المؤثرة؛ والقصائد الملتهبة، كل هذه وسائل للتعبير عما يجيش في النفوس ويعتلج في الصدور، وبغض النظر عن شرعية بعضها وجديتها ومدى تأثيرها فإنه يسرنا غضبة الإيمان لدى الشعوب؛ ومعرفتها بحقيقة اليهود؛ والنداء بالجهد ونصرة المستضعفين في فلسطين ..، وفي طيات هذه الأحداث خير كثير، لكن بعيدًا عن العاطفة والحماس، ومحاولة جادة للمراجعة والتدبر والبحث الجاد عن حلول عملية لا مجرد أصوات وانفعال يتجمد بمجرد التنفيس أو بمجرد كلام أو تصريح لامتصاص غضب الشعوب.
فهذه الصحوة في الشعوب الإسلامية تحتاج إلى توجيه وإلى تذكير وتحذير.
فتحتاج إلى توجيه بأن نصرة القضية تحتاج على مراجعة النفوس وتربيتها ورجوعها إلى الله بحق. فكم من متظاهر ربما لا يصلي فرضه، وكم من مستنجد يستغيث بغير الله، وكم من صارخ بعيد غافل عن الله وكم وكم…
وتحتاج إلى تذكير بأن الصيحة يجب أن تكون من أجل لا إله إلا الله، وأن القضية يجب أن تكون من أجل الله؛ فلا حمية ولا عصبية، بل لله وحده خالصة نقية.
وتحتاج إلى تحذير من أن يندس بين الصفوف بعض شياطين الإنس من الانتهازيين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم وأهوائهم، ولذا أتمنى من كل قادر من علماء الأمة وإعلامييها الصادقين الجادين التكاتف والتعاون لتوجيه الشعوب ورسم الطريق الأسلم لها من خلال المنهج القويم منهج القرآن والسنة والصراط المستقيم {صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [الشورى:53].
فتعالوا إخوة الإسلام لنبحث عن حلول عملية فاعلة، ولا نحتقر شيئًا؛ فإن الجبال من الحصى؛ فإليكم بعضًا من هذه الوسائل:
وأول هذه الوسائل وأهمها: أن التغيير يبدأ من الداخل أولاً:
{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]. فإذا بدأ كل واحد من المسلمين بتغيير ما في نفسه وذاته، وجدد الصلة بالله تعالى فإن الله سيغير واقع المسلمين، ويمكنهم من عدوهم، ويجعل الدائرة تدور على عدوهم، فلا بد أن نعلم أن النصر له أسباب من أهمها: الرجوع إلى الله، والتمسك بالكتاب والسنة؛ فإلى متى والأحداث تطحن في أمتنا، ونحن غارقون في الترف والشهوات، وأنواع المحرمات من تحايل وربا، ولواط، وزنا، وخمور ومخدرات؟!
متى يشعر كل طواف بالقبور، مستغيث بها، أنه سبب من أسباب تسليط اليهود على المسلمين.
متى يعلم كل مرابٍ أنه سبب في البلاء الذي ينزل بساحة المسلمين؟
متى يعلم كل زان وشارب للخمر ومتعاط للمخدرات أنه ممن شارك اليهود في أذى المسلمين؟
متى يعلم كل عاص وغافل ولاه أنه من أسباب تأخر المسلمين،وذلهم وهوانهم؟!
إلى متى والشرك والبدع والخرافات تضرب أطنابها في الكثير من بقاع المسلمين؟
إلى متى ونحن غافلون عن المكر الدولي لأمة الإسلام باسم الإرهاب والتطرف؟
ألا يتعظ المثقفون من بني أمتي، المنخدعون ببريق الديموقراطية، والعدالة الغربية؟
ألا يتعظ الغافلون، من بني أمتي الغارقون في بحر الشهوات والطرب واللذات؟
ألا يتعظ المترفون، والعصاة والمذنبون، بأن مثل هذه الأحداث نذر وتذكير بأن الله يمهل ولا يهمل؟ وأن الله لا ينصر إلا من نصره وأطاعه واتبع صراطه المستقيم؟
ألا يتعظ الصالحون من بني أمتي المضيعون للأوقات، ألا تربي فيهم الأحداث العزم والجد وتربية الذات؟ فلم لا تربى النفوس على الشجاعة، وعلى قصص البطولة والجهاد، بدل إغراقها في الترف وحب الراحة والخمول والكسل؟ فالنفس إن لم تشغلها في الطاعة والجد والاجتهاد، اشتغلت في المعصية، والضياع والفساد. إذًا فطريق الرجوع يكون بإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بها، والحذر من إحداث ما لم يأذن به. ثم بالحذر من الوقوع في المعاصي والمنكرات التي حذرنا منها صلى الله عليه وسلم، وإعادة الأمة إلى شرع ربها وقيامها بواجبها في الدعوة والبلاغ ونشر دين الله ـ عز وجل ـ باللسان والبنان والسنان حتى يتحقق ما وعد به رسولنا صلى الله عليه وسلم من بلوغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها. ثم أيضًا بتحذير الأمة من الاشتغال بالمظاهر عن الحقائق؛ فإن في هذا تضييعًا للقضايا العظيمة واختزالها في مظاهر جوفاء، لا يوافق عليها نقل صحيح ولا عقل سليم. إذًا فلا نجاة للأمة الإسلامية، إلا بالأخذ بأسباب النصر الحقيقية والتي من أهمها: الإخلاص، ومتابعة الحبيب صلى الله عليه وسلم، والحرص على سلامة المنهج. ولو تساءلنا عن سبب انتصار صلاح الدين في معركة حطين؛ لقلنا إنه بنشر العلم الصحيح؛ وإحياء السنة؛ وقمع البدعة؛ وتوحيد المسلمين على عقيدة التوحيد، واقرؤوا إن شئتم تاريخ الملك الصالح؛ محمود نور الدين زنكي، وكيف كانت آلاف المدارس والمعاهد الشرعية في عصره تؤصل في النفوس عقيدة التوحيد؛ وحب الجهاد؛ وبذل النفس من أجل دين الله، ومحاربة البدع والخرافات، مما كان تهيئة لعصر صلاح الدين الذي أكمل المشوار؛ وقاد تلك النفوس لرفع راية التوحيد؛ ولتكون كلمة الله هي العليا. إذًا فهي منهجية علمية وتربوية، تحتاج إلى صبر ومجاهدة وطول نفس، فهل نستفيد من دروس التاريخ والسيرة.
ثانيًا: من الوسائل لنصرة الأقصى: الجهاد في سبيل الله:
لا أحد يشك في أن الحل بذروة سنام الإسلام، الجهاد في سبيل الله؛ فقد أوضحت الانتفاضة أن الجهاد هو السبيل الأقوم والطريق الأمثل لأخذ الحق والاعتراف به، وأيقن المسلمون أن راية الدين إذا ارتفعت تصاغرت أمامها كل راية. لكن لابد من أن نتذكر دائمًا أن الجهد يحتاج إلى قاعدة صلبة من الإيمان والرجال، وليس مجرد عواطف وحماس، ولا بد أن نسأل أنفسنا بعمق وتدبر: هل واقع البلاد الإسلامية والعربية مهيأ الآن لقيام الجهاد الذي سيقود للنصر؟ أو أنه جهاد سيستغل لرفع رايات وأهواء، وغيرها مما لا يخفى على عاقل؟! ثم كيف لنفوس لم تنتصر على أنفسها فهي أسيرة للشهوات والملذات والمعاصي أن تنتصر بساحة الجهاد. قال بعض الشباب الغافلين: أنتم افتحوا لنا الطريق وسترون؟ قلت: كيف وأنتم بهذه الحالة من الغفلة والبعد عن طاعة الله؟ وهنا تكمن المشكلة حين نفهم أن الجهاد قوة وشجاعة فقط. فمن ظن هذا لقد أخطأ؛ فالجهاد قوة إيمانية وروحية قبل أن يكون مجرد قوة عتاد وشجاعة نفوس، والتاريخ يشهد بهذا. فهل ما يتلقفه الكثير من المسلمين من خلال وسائل الإعلام المتنوعة من فساد للدين وانحراف الأخلاق وشيوع الرذائل هل هي أسباب تؤهل للنصرة على الأعداء، أم لسيطرة الأعداء على العالم الإسلامي؟ بكل صراحة نقول: إن الكثير من النفوس غير مؤهلة للارتقاء لمستوى المسئولية والإحساس بواجبهم تجاه القضايا التي يعيشونها. ولكن هذا كله يزول لو اتخذت التدابير والأسباب بجدية من الراعي والرعية، على مستوى الشعوب الإسلامية، وإنما عجزت الشعوب الإسلامية عن هزيمة اليهود؛ لأنها رفعت رايتها باسم العصبية القومية، وليس لتكون كلمة الله هي العليا: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ[40]الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:40ـ41].
فهل نجح اليهود بإبعاد الإسلام عن معركتهم مع العرب؟ فهم يعرفون تمامًا أن دين الإسلام هو مصدر عزة هذه الأمة، وقوتها الحقيقية، ويعلمون أن الموت في سبيل الله حياة تتمناها النفوس، وتبذل في طلبها المهج كما قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169]، ثم لنعلم ونتذكر أن الجهاد في سبيل الله أنواع؛ فمن لم يستطع بنفسه فبماله وقلمه؛ أو بكلمته؛ أو بعلمه؛ ولو بهمه وحرقته ودعائه وقنوته.
ثالثًا: من أهم الوسائل للنصرة:الدعاء:وكم سمعنا من أخ يقول: لا تقل لنا الدعاء، نريد شيئًا آخر، نريد عملاً لا كلامًا، وأقول لمثل صاحب هذا القول: أول أسباب الهزيمة، وعدم الإجابة: هذه النظرة للدعاء، وعدم إعطائه قدره، وترك القيام به كما ينبغي بآدابه وشروطه وواجباته، نعم أخي لقد جاء في الحديث: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ.
أتسخر بالدعاء وتزدريه وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن لها أمدٌ وللأمد انقضاء
شأن الدعاء في كشف البلاء من الأمور المعتقدة والمشاهدة، وهو من حسن الظن بالله، وهو سلاح عظيم يستدفع به البلاء، ويرد به سوء القضاء، وهل شيء أكرم على الله من الدعاء؟!
ولو لم يكن في الدعاء لإخواننا إلا الشعور بالجسد الواحد، والمواساة ورقة القلب، لكفى {فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام:43]، ولو لم يكن في فضله إلا هذه الآية لكفى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان:77]، ويكفي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: أفضل العبادة هو الدعاء، أليس الدعاء تذللاً وخضوعًا، وإخباتًا وانطراحًا بين يدي الكريم المنان، بل صح أنه صلى الله عليه وسلم قال: الدعاء هو العبادة. فمتى يعرف المسلمون قيمة وقدر هذا السلاح؛ فالدعاء سلاح الخطوب، سلاح المؤمن الصادق في إيمانه، لكنه يحتاج من يجيد الرماية، ويحسن تسديد السهام، يحتاج لاستمرار ومواصلة؛ وصبر وجلد؛ وعدم ملل. ففي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: … فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض. فما زال يهتف بربه مادًا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] فأمده الله بالملائكة. قال أبو زميل: فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيًا، فنظر إليه فإذا هو قد حطم أنفه وشق وجه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع. فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت؛ ذلك من مدد السماء الثالثة.
إخوة الإيمان! بمثل هذا الدعاء يكون النصر للمسلمين، دعاء من قلب صادق، وليس غافل لاه، دعاء من قلب مليء بالثقة واليقين كلما رأى الأمور تشتد؛ والمكر والكيد يزداد، قال: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب:22]، ثم زاد في دعائه وعمله وسعيه لفعل كل ما يستطيع من أسباب النصر دون تردد أو خوف، أما الدعاء من قلب ضعيف شاك بنصرة الله فما عساه أن يفعل ولم يؤثر بدءًا بقلب صاحبه؟ فما أجمل الدعاء إذا كان من قلب قوي موقن بالإجابة! ما أجمل الدعاء إذا امتزج بالسعي والعمل، والخضوع والانكسار! وما أجمل انتهاز فرص أوقات الإجابة كوقت السحر حين نزول ملك الملوك، ناصر المستضعفين، ووقت السجود، والخلوات! وكيف إذا صاحب هذا أيضًا انكسار وخشوع وبكاء، وتوجهت الأحاسيس كلها إلى بارئها تعالى، هنا يكون الدعاء أثر، وهنا يكون الدعاء وسيلة فاعلة؛ بل أعظم وأهم وسيلة للنصرة الحقيقية للمسلمين؛ فليكن للأقصى حظ من دعائك، بل أليس القنوت في النوازل من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ فأين قنوتنا؟ فإن لم يكن جماعة أفلا يمكن أن يقنت العبد بمفرده من أجل إخوانه وعقيدته؟ فادع وأكثر لا تيأس، ولا تتعجل، {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]، إذًا فأنت مطالب بالدعاء لإخوانك؛ والتضرع والإلحاح بالدعاء، الدعاء الذي يتحرك به القلب قبل أن يلهج به اللسان، دعاء القلب الذي يعتصره الألم، ويحرقه الهم للمسلمين؛ فمن منا أيها الإخوة رفع يديه إلى السماء، وتوجه إلى الله بالدعاء؟ من منا قنت في ليلة ودعا على أعداء الإسلام واليهود الغاصبين؟
وسلاحنا النووي تقوى ربنا
فبها سنجعلهم هشيم المحتظر
ولنا سهام الليل تفعل فعلها
والأمر للمولى كلمح بالبصر
جبناء يستخفون رغم رصاصهم
يخشون طفلاً راح يقذف بالحجر
فإلى كل مسلم يريد نصرة إخوانه: الله الله بالدعاء، سبحان الله .. أليس في المليار أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره؟ فإياكم وقسوة القلب، وشدة الغفلة، والإغراق في الدنيا، ونسيان مصاب إخوانكم. إن دمعة من عينيك، ودعوة من قلبك، وزفرة من صدرك لهي دليل على صدق الانتساب لهذا الدين.
رابعًا: الصدقة وبذل المال في سبيل الله :
وكما أن الله تعالى أوجب الجهاد بالنفس فقد أوجب الجهاد بالمال، وحث عليه ورغب فيه فقال: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد:7]، فما أروع أن يتفاعل المسلمون وخاصة التجار والأثرياء فيجعلوا الهم للإسلام والمسلمين أولاً؛ فما نقص مال من صدقة، فهل نجعل لقضية فلسطين، ولإخواننا المستضعفين من أموالنا نصيبًا؟ وهذا من المشاركة معهم في جهادهم، بل قد يكون الجهاد بالمال أحيانًا أعظم من جهاد النفس لأن بذل المال الكثير يكون نفعه متعديًا ونفع النفس يكون مقصورًا على صاحبه أحيانًا فما أروع تكل البادرة التي بردت من صاحب تلك الإبل الذي اهتم واغتم حزنًا للأقصى وحال إخوانه هناك، وأصبحت القضية همًا يعتلج في ذهنه فما وجد إلا أن باع إبله وهي كل ما يملك وتبرع بقيمتها.
خامسًا: بث روح العزة واليقين وعدم التيئيس والتخذيل:
بالصبر واليقين ينصر المسلمون وتنال إمامة الدين، اليقين بوعد الله تعالى لأوليائه المؤمنين بالنصر مهما زادت المحن والعقبات؛ فهذه بشارات تلوح قبل النصر. قال تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات:173]، {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:47]، واسمع لليقين والتفاؤل العجيب عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي أشد المواقف وأصعبها؛ فقد كان يضرب بالمعول في غزوة الأحزاب ويقول: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا. ثم قال: بسم الله، وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس؛ والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن؛ والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا. ومن طريف ما يروى في الإيمان واليقين، ما ذكره ابن كثير رحمه الله: لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص ـ حين دخل بؤنة ـ من أشهر العجم ـ فقالوا: أيها الأمير! إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها. قال: وما ذاك؟ قالوا: إذا كانت اثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل. فقال لهم عمرو: إن هذا مما لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما كان قبله. قال: فأقاموا بؤنة؛ وأبيب؛ ومسرى؛ والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيرًا، حتى هموا بالجلاء، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بذلك، فكتب إليه عمر: إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك البطاقة فإذا فيها: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر: أما بعد: فإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك. قال: فألقى البطاقة في النيل، فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة، وقد قطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم. وربما خطر على بعض الناس سؤال: متى يكون هذا النصر للإسلام؟! اليوم أو غدًا أو بعد سنوات؟! فأقول: المهم أن تثق بنصرة هذا الدين؛ وقد لا تشهد أنت هذا النصر ولكن .. اسأل نفسك: هل أنت ممن صنع هذا النصر؟ هل أنت ممن شارك فيه؟ ما هو رصيدك من العمل والدعوة والعبادة؟ ما هو رصيدك من البذل والتضحية في سبيل الله ومن أجل هذا الدين؟ إن النصر لا ينزل كما ينزل المطر، وإن الإسلام لا ينتشر كما تنتشر الشمس حين تشرق. ألم تقرأ في القرآن قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف:110]، ألم تقرأ قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ} [البقرة:214]. نعم بلغ الأمر منتهاه حتى كان النداء: متى نصر الله؟ {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: من الآية214]. إذًا فالأمر يتطلب منا أن نبذل ما نستطيع من جهود مالية وبدنية وفكرية لأجل نصرة المسلمين والإسلام، وأن نحذر من التيئيس والتثبيط.
سادسًا: كلنا يعلم أن المعركة اليوم معركة إعلامية:لا أحد ينكر دور الإعلام في توعية الناس، وإشعال روح العزة للإسلام والمسلمين، وأن قضية فلسطين هي قضية الجميع؛ فأين الكاتب من كتابة المقالات المعبرة، وأين المصور من نقل الأخبار بالصوت والصورة؟ فكن أيها الإعلامي ناصرًا للضعفاء والمضطهدين بقلمك وعدستك ومقالك، افضح حقيقة الأعداء وحيلهم ومكرهم. وأيضًا كلكم يعلم أثر دور الشعراء والأدباء، فلا بد من تفعيل هذه الأدوار أكثر وأكثر؛ فالقضية قضية عقيدة ومقدسات، وغيرة وعزة وإباء؛ فعلى الإعلاميين واجب عظيم بالمجاهدة بالقلم ونصرة الحق والمظلومين، وبذل الكلمة من أجل العقيدة والمقدسات؛ فقد رأينا في الأيام الماضية كيف أن الإعلام لما أثارته الغطرسة اليهودية تفاعلت معه الشعوب، وهذا واجبهم ولهم من الله الجزء الأوفى ومن الناس الدعاء والثناء، لكن عليهم الثبات على المبادئ التي أخبر عنها القرآن ونبي الإسلام بدل التخبط والتردد والحيرة؛ فكم من قلم صور بالأمس أن بإمكان اليهود أن يكونوا إخوانًا لنا، ويمكن التعايش معهم بسلم وأمان أو الوثوق بهم اقتصاديًا وعسكريًا مع أن آيات القرآن وأحاديث السنة متواترة في التحذير من غدرهم ونقضهم للعهود وخيانتهم، وكم هو جميل اليوم أن نرى كثيرًا من الأقلام عرفت حقيقة اليهود فرجعت للحق، والرجعة للحق فضيلة، ولا نملك لهم إلا الشكر والدعاء والثبات في زمن يصبح الرجل فيه مؤمنًا ويمسي كافرًا. ولتتق الله تلك الوسائل الإعلامية التي ما زالت تشغل الأمة بتوافه الأمور، وتخدير الشعوب وصرفها عما يهمها، وعلى العقلاء والأغنياء نصحها ومن ثم هجرها حتى تثوب لرشدها، وتهتم بأمور وشؤون المسلمين وما ينفعهم.
سابعًا: تكرار قصص الشجاعة والبطولة على مسامع الناس والتشويق للجهاد والفداء:
ورسم القدوات الحقيقية للأجيال كموقف أحمد ياسين ذلك البطل المعاق وصبره وحكمته. وأذكر أنني قوات قول أبي شامة: .. بلغني من شدة اهتمام نور الدين ـ رحمه الله ـ بأمر المسلمين، حين نزول الفرنج على دمياط، أنه قرئ بين يديه جزء حديث له، كان له به رواية، فجاء في جملة تلك الأحاديث حديث مسلسل بالتبسم، فطلب منه بعض طلبة الحديث أن يبتسم ليتم السلسلة على ما عرف من عادة أهل الحديث، فغضب من ذلك، وقال: إني لأستحي من الله تعالى أن يراني مبتسمًا، والمسلمون محاصرون بالفرنج. وأنا أقول لك أخي: تبسم فتبسمك في وجه أخيك صدقة، ولكن كن شجاعًا عزيزًا:
ثامنًا: دور الآباء والأمهات مع أبنائهم بتربيتهم على الشجاعة وحب الإسلام ونصرته:
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
وجعل القضية هي حديثهم، وزرع العداء لليهود في نفوسهم؛ أما سمعتم بذلك الطفل الذي سمع ورأى كثيرًا من أخبار المتبرعين والمتصدقين لنصرة إخواننا في فلسطين، فقال لوالده: بابا! أريدك أن تشتري لي حصالة كبيرة، فقال له والده: لماذا؟ قال: أجمع فيها فلوسًا كثيرة ونوصلها بالطيارة لفلسطين. وأذكر أن إحدى الأمهات حدثتني عن طفلها الذي بكى ودمعت عيناه لما سمع قصة الطفل محمد الدرة ووقف بعصبية وحماس، وقال: أنا إذا كبرت سأقتل كل اليهود.
فرفعت رأسي إذ بشبلٍ شامخ ٍ
خجلتْ لفرط علوه الأجرامُ
فسألته: من أنت؟ قال بعزةٍ
أنا مسلمٌ وشعاري الإسلامُ
تاسعا: دور المعلم والمعلمة في المدرسة والكلية:
فمثلاً: أين معلمو التاريخ عن تاريخ القضية؟ وحقيقة اليهود؟ والإفادة من دروس التاريخ وعبره، وتوجيه الطلاب والطالبات لحقيقة الصراع؟ لقد أثبتت الأحداث الماضية جهل الكثير من المتعلمين والمتعلمات بأصول وبدهيات القضية الفلسطينية؟ ولذا نطالب الأستاذة في كل التخصصات بحمل هم تعريف طلابهم بقضيتهم الإسلامية، وبالذات أساتذة التاريخ والمواد الشرعية واللغة العربية؛ فأين أستاذ التعبير مثلاً عن مطالبة الطلاب بمعرفة القضية والتعبير عنها، وعن شعورهم تجاه القضية؟ ومعلم الجغرافيا يعرض موقع فلسطين للطلاب ويوضح لهم كم نسبة الأراضي المتبقية أمام ما اغتصبه اليهود المعتدون على أرض المسلمين الطاهرة. وماذا لو جعل معلم التربية الفنية حصصًا يطالب الطلاب برسم يحكي هذه القضية من خلال رسم المسجد الأقصى الحقيقي مثلاً، بدل التلبيس بأنه هو مسجد القبة المشهور عند الناس اليوم أنه هو الأقصى، وأيضًا من خلال رسم وتصوير الهم الذي يعتلج في ذهن الطالب، ورسم بعض الرسومات التي تعبر عن عزة وقوة المسلمين، وأن النصر والتمكين لهم مهما طال الزمن؟ وأين دور النشاط اللامنهجي عن المسابقات والندوات عن القضية؛ فمثلاً مسابقة وجائزة على أفضل ثلاثة أفكار أو ثلاث وسائل لنصرة المسلمين في فلسطين، وأيضًا دور الطلاب الكبار والصغار في الإذاعة المدرسية؛ وذلك بغرس هذه القضية في قلوبهم وجعلها همهم الأكبر، وجعل برامج الإذاعة عن القضية، وواجب الطلاب ودروهم تجاه إخوانهم؟ كم سيكون لها أثر في نفوس الطلاب، وهكذا عندما يتكاتف المعلمون في جميع تخصصاتهم، فسيكون لهذا ثمرة ناضجة ويانعة هي العداء لليهود، واليقين بنصرة الله للمسلمين، خاصة إذا حركت الهمم ووجهت العقول أن الدين سوف ينتصر ـ بمشيئة الله ـ على أكتافهم وسواعدهم.
الوسيلة العاشرة: دور إمام المسجد:
أيها الأئمة ماذا أعددتم لمساجدكم تجاه هذه القضية التي تهم العالم الإسلامي؟ ماذا أعددت للرجال الذين يلتقون خمس مرات في اليوم والليلة؟ ماذا أعددت للنساء في البيوت من خلال التوزيع الشهري؟ ماذا أعددت لصغار الحي وأنت تراهم كل يوم في الشارع؟ ماذا أعددت لهؤلاء تجاه هذه القضية؟ ما دورك معهم تجاه همهم للمسلمين؟ إن مجرد حرصك على قنوت النازلة فيهم تحريك للهمم، ونصرة للقضية، وقراءتك للأحاديث في اليهود ونصرة المسلمين في حديث العصر فيه خير كثير؛ المهم أن تستشعر دورك وواجبك، أسأل الله أن يعينك ويسددك.
الوسيلة الحادية عشرة دور المرأة:
وذلك بالحرص على توعية المرأة نفسها وأخواتها في كثير من المواطن، وماذا يضير المرأة لو أخذت معها كيسًا تحمل فيه أشرطة ومطويات تتحدث عن القضية ودورها فيها؟ وأيضًا دور القادرات باللسان، والقلم، والمال؟ كل بحسب ما أعطاه الله؛ فلله در تلك المرأة الفقيرة التي جلست على عتبة باب المسجد تسأل الناس، ولما سمعت عن إخوانها وأخواتها في فلسطين تحركت أشجانها وقويت همتها فأرادت أن ترمي بسهم فما وجدت غير دريهمات جمعتها من باب المسجد فوضعت كل ما جمعته في صندوق التبرعات تصدقت به لله. إننا نطالبك أيتها الأخت بحمل الهم للمسلمين، بحمل الهم للمسجد الأقصى وأرض المسرى في بيتك مع أبنائك ومع زوجك وأهلك وبنات عشيرتك وقريباتك، ومع زميلاتك في المدرسة؛ فيا ليت المرأة تعي أن لها دورًا عظيمًا تجاه هذه القضية، بدل الإغراق في الترف والموضات، أو كما تقول بعض الضعيفات: لماذا نسمع أو نرى أحوال الفلسطينيين أو غيرهم من المسلمين؛ لا أتحمل رؤية أو سماع الأحداث المؤلمة؟ وماذا سأعمل؟ ونسيت هذه وأمثالها أن من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. إنني أقف أحيانًا عند مذكرات جولدا مائير وهي ممن ساهم مساهمة قوية في قيام دولة إسرائيل، قال عنها بن غوريون عندما عادت من أمريكا محملة بخمسين مليون دولار بعد حملة تبرعات واسعة قامت بها: سيقال عند كتابة التاريخ: إن امرأة يهودية أحضرت المال، وهي التي صنعت الدولة ا.هـ. وها هو يقال عنها ذلك، وقال عنها مرة أخرى: إنها الرجل الوحيد في الدولة. اسمعي أختي شيئًا من كلماتها، تقول: لقد كانت مسألة العمل في حركة العمل الصهيوني تجبرني على الإخلاص لها، ونسيان همومي كلها، وأعتقد أن هذا الوضع لم يتغير طيلة مجرى حياتي في العقود الستة التالية. وتقول: لم يقدم لنا الاستقلال على طبق من ذهب، وبل حصلنا عليه بعد سنين من النزاع والمعارك، ويجب أن ندرك بأنفسنا ومن أخطائنا، الثمن الغالي للتصميم والعزيمة؛ إنها عزيمة المرأة الجادة وإن كانت على باطل، فأين عزيمة المرأة المسلمة الجادة والتي تحمل الحق بين جنبيها في مثل زماننا هذا؟
الوسيلة الثانية عشرة: دور المؤسسات الحكومية والجمعيات والهيئات وغيرها:وذلك بتكثيف اللافتات والملصقات التي تحوي بعض الكتابات والصور التي تجسد الجرح الذي تعيشه الأمة في فلسطين، وتجسد وتزرع في نفوس الناس خيانة اليهود وغدرهم، وذلك في الزوايا الدعائية الكبيرة، وإقامة المهرجانات واللقاءات، بل وتكثيف توزيع المطويات والأشرطة والكتيبات وغيرها من أجل دعم وتفعيل القضية، وتوجيه الناس.
الوسيلة الثالثة عشرة: نتمنى لو تحرك رجال الأعمال والموسرون بتخصيص أوقاف دائمة لصالح الأقصى ونصرته وتحريره:
وكذلك دور أصحاب المحلات التجاري التي يرتادها الناس باستمرار؛ كمحلات الملابس؛ والمطاعم؛ وغيرها، لو اقترح عليهم وضع نسبة معينة من مبيعاته مخصصة للقضية الفلسطينية. أو مثلاً: بكتابة كلمات تأييد ونصر للقضية الفلسطينية عبر أكياس البضائع، أو على بعض أنواع البضائع المستهلكة نفسها.
الرابعة عشرة : إلى مستخدمي الإنترنت:
سواء عن طريق المحادثات، أو تناقل الأخبار والصور، وغيرها من وسائل إيصال الهم لجميع المسلمين في جميع أنحاء المعمورة. بل اسمعوا هذا الخبر العجيب الذي نشر في ملحق جريدة المدينة الرسالة يقول الخبر: تعرضت عدة مواقع إسرائيلية على الإنترنت في الآونة الأخيرة لعمليات تخريب وقصف إلكتروني، من قبل قراء عرب؛ وذلك بإرسالهم آلاف الرسائل البريدية المحملة بـالفيروسات إلى مواقع إسرائيلية حكومية. وقال خبراء إسرائيليون: إن مواقع وزارة الخارجية الإسرائيلية، ووزارة المالية، ومكتب رئيس الوزراء، والكنيست الإسرائيلي قد انهارت منذ أسبوع تقريبًا؛ مشيرين إلى أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين والعرب تدخل هذه المواقع بأعداد كبيرة دفعة واحدة، وأن عمليات التخريب يقوم بها مواطنون عاديون في كل من مصر ولبنان وفلسطين .. ويعتمد خبراء الحاسوب: أن الحرب قد تنقل في الأيام المقبلة إلى رحلة أكثر شراسة ربما يستخدم فيها سلاح الفيروسات مشيرين إلى أن المواقع الحكومية الإسرائيلية بدأت تنهار جراء ما أسمته بـ الهجوم العربي أوالقذائف العربية على الإنترنت. وكان الجيش الإسرائيلي قد لجأ إلى شركة الإنترنت الأمريكية آي. تي. إن. تي لتزويده بالحماية اللازمة حتى لا ينهار موقعه على الإنترنت. وحسب مصادر إسرائيلية فإن الهجوم المضاد الذي يشنه العرب قد أصاب عل الأقل 14 موقعًا إسرائيليًا منها: مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الكنيست الإسرائيلي، الحكومة الإسرائيلية، وزارة الخارجية الإسرائيلية، مركز المعلومات الإسرائيلي.
الخامسة عشرة: عبر شاشات الجوال كانت وسائل جديدة للنصرة:
قالت إحدى الكاتبات: هذه سطور مترجمة لبعض جمل جاءتني بالإنجليزية، رسائل من خارج الوطن على شاشة جهاز الهاتف المتنقل تقول السطور: لا تفرحي .. لا تنسي مع أطفالك أطفالهم .. لا تغب عنك مع ابتسامتك أحزانهم .. ارفضي شراء ما لا يستطيعون شراءه .. لا تأكلي ما ليس في متناول أيديهم .. تذكري محمد الدرة .. ذكري به صغارك .. ومن حولك .. وفضلاً: وجهي هذه الرسالة إلى عشرة آخرين تعرفينهم. انتهت الرسالة بالإنجليزية، تقول الكاتبة: أرسلها ليس لعشرة، بل عشرين، ومائة، وألوف، ولكل القارئين والقارئات، والسامعين والسامعات، أتساءل معها: من ذا الذي يفرح وأرض هناك تنوء، ودماء هناك تسفك، وموت هناك يسحق الحياة في رمق الحياة؟! من ذا الذي يبتسم، وقد سدت منافذ البسمة، وغابت الضحكة، وهلت الدمعة، والصدر ينوء كالمرجل غليانًا، قهرًا وحسرة، قهرًا وفجيعة، قهرًا وكربًا؟! من ذا الذي يأكل، والأطباق مليئة بشظايا البارود، وأشلاء الجثث، والمحاجر تبكي دمًا وحرقة؟! من ذا الذي يحلو له التسوق، ويهفو للشبع، والحلوق جفت من النداء الحزين، والدعاء الباكي: اللهم ارحم، اللهم ارحم، اللهم ارحم؟ .. إلى آخر مقالها.
السادسة عشرة: أعلنت لجنة أموال الزكاة في محافظة جنين في فلسطين أنها تعتزم بناء قرية لرعاية أبناء الشهداء لتوفير الحماية لهم، وضمان مستقبل أفضل لهم .. إلخ، وهذا مشروع جميل، ويمكن القول أيضًا: لم لا يكون هناك بناء لمساكن وبيوت للفلسطينيين بدل عيشهم في المخيمات والخربات، ويكون هناك ضغوط دولية وأممية لتسهيل العقبات؟ أليست إسرائيل الآن تبني آلاف المستوطنات جبرًا أمام أعين ومسامع العالم كله وهي مغتصبة للأرض؟!! فلم لا تكون المطالبات ببناء مشاريع سكنية لأهل الحق والأرض تدعمها الدول الإسلامية والعربية لتثبيت أهل الأرض بأرضهم، وإعانتهم على تأكيد حقوقهم؟
السابعة عشرة: المقاطعات الاقتصادية لليهود:
المقاطعة الاقتصادية ورقة ضغط لها أثر كبير ومؤثر؛ وكان لبعض الدول العربية وقفة تذكر وتشرك في مثل هذا الشأن، وهذا واجب على كل دولة إسلامية صادقة في شعورها تجاه الأقصى وشعب فلسطين؛ فإن مجرد قطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية سيلحق بالدول العبرية ومن شايعها أفدح وأكبر الخسائر الاقتصادية.
الثامنة عشرة: التأكيد دائمًا على ضعف كيد الكافرين:
مهما كان عملهم ومهما كان هذا الكيد ومهما كان هذا الجهد في حرب الإسلام والمسلمين ومهما اتبعوا من وسائل فإن الله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوت} [النساء:76]، فأنت صاحب عقيدة، وصاحب مبدأ ويكفيك هذا فخرًا ونصرًا، {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً} [النساء:76]، إذًا فهو كيد ضعيف، لكن ما دام حال المسلمين أضعف، فلا شك أن كيد الشيطان وأوليائه سيكون أقوى رغم ضعفه وهوانه وحقارته، لكن أعمل وسترى؛ فقد قال تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال:18]؛ فالمهم اعمل .. تحرك .. فكر .. ابذل لهذا الدين ونصرته .. سجل في موازين أعمالك وفي حسناتك أعمالاً صالحة تنصر بها دين الله عز وجل: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} [غافر:25]. ثم أخيرًا اعلم وتفطن وتذكر دائمًا أن الأعداء بعضهم أولياء بعض {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73].
التاسعة عشرة: لا بد أن نغرس في النفوس سنة الله في المداولة والابتلاء:
فقد يرد على كثير من الناس سؤال: لماذا ينتصر أعداء الله على المسلمين، ولماذا يمكن الله الكافرين من المؤمنين؟ هذا السؤال قد يرد على كثير من الناس .. أقول: الإجابة أسوقها إليك من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه إغاثة اللهفان عندما قال: الأصل الثامن: أن ابتلاء المؤمنين بغلبة عدوهم لهم وكسرهم وقهرهم لهم أحيانًا فيه حكم عظيمة لا يعلمها إلا الله عز وجل: فمنها: استخراج عبوديتهم وذلهم لله، وانكسارهم له، وافتقارهم إليه، وسؤاله نصرهم على أعدائهم، ولو كانوا دائمين منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا. ولو كانوا دائمًا مقهورين مغلوبين منصورًا عليهم عدوهم، لما قامت للدين قائمة، ولا كانت للحق دولة فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين أن صرفهم بين غلبهم تارة، وكونهم مغلوبين تارة. فإذا غُلبوا تضرعوا إلى ربهم، وأنابوا إليه، وخضعوا له، وانكسروا له وتابوا إليه، وإذا غَلبوا أقاموا دينه وشعائره، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وجاهدوا عدوه، ونصروا أولياءه. ومنها: أنهم لو كانوا دائمًا منصورين غالبين لدخل معهم من ليس قصده الدين، ومتابعة الرسول .. ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائمًا لم يدخل معهم أحد، فاقتضت الحكمة الإلهية أن كانت لهم الدولة تارة، وعليهم تارة. فيتميز بذلك بين من يريد الله ورسوله، ومن ليس له مراد إلا الدنيا والجاه. ومنها: أنه سبحانه يحب من عباده تكميل عبوديتهم على السراء والضراء، وفي حال العافية والبلاء، وفي حال إدالتهم والإدالة عليهم. فلله ـ سبحانه ـ على العباد في كلتا الحالين عبودية بمقتضى تلك الحال. لا تحصل إلا بها، ولا يستقيم القلب بدونها، كما لا تستقيم الأبدان إلا بالحر، والبرد، والجوع، والعطش، والتعب والنصب، وأضدادها. فتلك المحنُ والبلايا شرط في حصول الكمال الإنساني والاستقامة المطلوبة منه، ووجود الملزوم بدون لازمة ممتنع. ومنها: أن امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم يمحصهم ويهذبهم. كما قال في حكمة إدالة الكفار عل المؤمنين يوم أحد: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[139]إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ[140]وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:139ـ 141] يخلصهم من ذنوبهم من غفلتهم مما تراكم عليهم من الغفلة والذنوب؛ فإن في هذه الابتلاءات تمشيطًا أو تخليصًا وتهذيبًا لهم من الله عز وجل، واتخاذًا للشهداء منهم في مثل هذه الأمور، ثم يقول ـ سبحانه ـ: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[142]وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ[143]وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:142ـ144]، يقول ابن القيم: فذكر الله ـ سبحانه ـ أنواعًا من الحكم التي لأجلها أديل عليكم الكفار، بعد أن ثبتهم وقواهم وبشرهم بأنهم الأعلون بما أعطوا من الإيمان، وسلاهم بأنهم إن مستهم القرح في طاعته وطاعة رسوله مس أعداءهم القرح في عداوته وعداوة رسوله.
وأخيرًا الوسيلة العشرون: لابد من التذكير والتواصي دائمًا:
بأن موتانا في الجنة وموتاهم في النار، الدنيا لهم والآخرة لنا، حقيقة نسيها المسلمون حتى أصبحت الدنيا لكثير من المسلمين غاية وهدفًا، فأصابهم الهوان والذل؛ وهذا هو واقع الكثير من المسلمين؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائلٌ: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
وفي الختام لنا أن نتساءل: هل ستظل مواقفنا تجاه قضايانا ردود أفعال وحماسًا ربما انطفأ بعد أيام؟ فبعد هذه المشاعر الأخوية الرائعة، مع قضيتنا الفلسطينية، قضية الأمة الإسلامية، لا بد من التأكيد على أهمية الاستمرار حتى النهاية، وألا تكون هذه التحركات والصيحات مجرد ردود أفعال تثيرها مواقف، وتجمدها أخرى، وليست القضية الشيشانية عنا ببعيدة؛ فقد تألمنا وتكلمنا واجتهدنا، ثم غفلنا عنها وطويت أحداثها لدى الكثير من الناس رغم أن الجرح ما زال ينزف، والفئة المؤمنة وحدها هناك تصول وتجول وتقاتل، ليس لهم ناصر ولا معين إلا الله، فحق على أهل الإسلام أن تربيهم التجارب والوقائع؛ وتصقلهم الابتلاءات والمحن، ومن الابتلاء ما جلب عزًا وذكرًا، وكتب أجرًا، وحفظ حقًا: {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء:19].
صبرًا جميلاً يا فلسطين الإبا
فالله ينصركم ولا لا تجزعوا
هبوا جميعًا والإله نصيركم
لا تيأسوا فالنصر آتٍ يسطعُ
يا قدسنا بشراك في يوم الأسى
إن الطهارة سوف تأتي تسرعُ
وتزول أرجاس تدنس أرضنا
ونعيش في خير وعز يُمْتِع
اللهم فك أسر الأقصى؛ وطهره من الأنجاس الحاقدين، واحفظ المسلمين المستضعفين في فلسطين، وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهم آمين
20 وسيلة لنصرة الأقصى
منقول
4 مايو، 2005 الساعة 3:05 م #535041الفتى المنسيمشاركجزاك الله عنا ألف خير أخي العزيز طارق333 …
4 مايو، 2005 الساعة 4:52 م #535079aldyمشاركجزاك اللة كل خير اخى
4 مايو، 2005 الساعة 6:30 م #535137طارق999مشاركهلآ
4 مايو، 2005 الساعة 9:35 م #535205أحمد شهابامشاركمشششششششششششششششششششششكور وبارك الله فيك وجعلك ذخرا للاسلام وللمسلمين وأقول لك حياك الباري وزوجك الحواري وجعلك ممن يحفظون صحيحي مسلم والبخاري
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.