الرئيسية منتديات مجلس شؤون العائلة الطفل والاغتصاب والعنف الأسري

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #3482
    طـــلال
    مشارك

    ربما يعتقد بعضنا ان ظاهرة بيع الأطفال تقتصر علي الدول الفقيرة، لكن إيطاليا البلد الصناعي الخامس علي المستوي العالمي، هي البلد الرابع في قائمة البلدان الغربية، تعاني الآن رعب العنف الموجه ضد الأطفال والأحداث. حوادث كثيرة تقع كل يوم، في مدينة ترّيستا الشمالية، أب يقتل ابنته أثناء محاولته اغتصابها، في مدينة باليرمو الصقلية، طفلة تموت نتيجة سوء معاملة الوالدين لها. وبانتظام في مدينة نابولي تعثر الشرطة بين فترة وأخري علي أطفال حديثي الولادة داخل صناديق القمامة أو داخل أكياس النايلون قرب أرصفة الشوارع وهم أحياء. وفي مدينة تورنتو يقتل الأب ابنه الصغير الذي يحاول الدفاع عن امه بعد شجار عائلي. في مدينة بينيرولو طفلة اخري أنقذت تماماً في الوقت المناسب وبأعجوبة من أيدي أبويها. في مدينة انزو تجد فتاتان الشجاعة للاعتراف الي معلمتهما بالاغتصاب الذي تعرضتا له من قبل والديهما، في مدينة ميلانو ترمي إحدي الأمهات طفلتها من النافذة بعدما أجرت عملية إجهاض سرية في بيتها، في مدينة نابولي تفتضح بين فترة وأخري عمليات كبيرة لبيع وشراء المواليد، في مدينة فرسكاتي القريبة من روما تحاول صبية في الرابعة عشرة الانتحار وتنقذ في اللحظات الأخيرة ويتم كشف النقاب عن السبب فيتبين أن جدها يغتصبها منذ سبع سنوات متواصلة… الخ.
    وتساءل مختصو علم النفس والاجتماع والتربية عن سبب هذه الظاهرة وكيف يمكن إيقافها، وسؤالهم: ما الذي يجمع كل هذه الأحداث والوقائع التي لطخت سمعة البلد الذي عرف عنه احتضانه ورعايته الطفولة؟
    وبعد تزايد وقائع متشابهة في طول البلاد وعرضها، عقد لفيف من مختلف الاختصاصات الإنسانية والعلمية مؤتمراً لتدارس هذه الظاهرة لأجل الخروج بنتائج تساعد في الحد منها، ومعرفة كيفية التوصل الي القضاء عليها، وأطلقوا علي هذه الظاهرة عنوان أطفالنا يواجهون المخاطر . وتصف لغة هؤلاء المختصين أولئك الذين يولدون في بيئة تتسم بالبؤس والجهل والمخدرات والكحول والانحراف، ولم يتوان هؤلاء عن الإدلاء بتشخيصاتهم لجذور وكوامن الأحداث المذكورة إذ ثمة رابطة لا تنفصم بينها، فبينما تدفع عائلة ما مبلغاً كبيراً لشراء طفل، بسبب حاجتها العاطفية لعدم قدرتها علي الإنجاب، نجد في المقابل العائلة الأخري التي تبيع طفلها بسبب الحاجة، أو تلك التي تصارع البؤس اليومي وتدفع بأطفالها الي الارتماء في أحضان عصابات المافيا والكومورا التي توظف الأطفال في بيع المخدرات والسجائر المهربة وسرقة السيارات وسواها من الأعمال الشاذة. إنها غريزة الامتلاك الشرهة، وهي ذاتها التي تدفع بالبالغين الي اعتبار الأطفال مجرد بضاعة أو بكلمة أدق ملكية خاصة.
    ويعتقد بعض الأخصائيين ان الخلل الذي يقود الي انتشار هذه الظاهرة هو ان عملية بيع المواليد وشرائها في مدن الجنوب الإيطالي بالذات تبين أن الرغبة بالأطفال قد تتأثر أحياناً ببواعث غامضة، وتبدو في بعض تجليات عناصرها الأبرز وكأنها جزء من إيديولوجية الاستهلاك السائدة.
    لنتفحص هذا الرقم الذي نشرته المؤسسات الرسمية الإيطالية والذي يضع إيطاليا في المركز الرابع بين الدول الغربية التي يعاني فيها الأطفال العنف الموجه ضدهم من قبل البالغين: يصل عدد المواليد الجدد والذين يُتخلص منهم مباشرة بعد ولادتهم الي أكثر من عشرين ألف طفل سنوياً، في حين وصل عدد حالات الاغتصاب التي تتعرض لها الفتيات من قبل الآباء الي أكثر من 600 حال معلنة، ومن الواضح ان هذا الرقم لا يشير كما أسلفنا الي الحقيقة، ذلك لأن كثيرات ممن تعرضن لحالات من هذا النوع، فضلن السكوت تجنباً للفضيحة أو للمضاعفات المحتملة.
    وهنالك ظاهرة الدعارة بين الصغار، والتحرّش الجنسي بهم، إذ يستخدم هؤلاء كنماذج جنسية للمجلات والأفلام التي تروج للجنس بأبشع أنواعه، حيث اصبحت هذه التجارة وبخاصة علي شبكات الإنترنت من أهم المشكلات الاجتماعية الكبري التي تتجاوز كل الحدود ويعانيها الجميع.
    وقد تمكنت سلطات أوروبية أخري في الآونة الأخيرة من كشف بعض المواقع التي تعمل علي ترويج الأفلام والصور الإباحية للأطفال. كما يميز المختصون الإيطاليون بين اقليم وآخر تبعاً لمستوي تطوره الاجتماعي – الثقافي، ومدي انعكاس حالات العنف علي أنواعها فيه، فهم يلاحظون أن مناطق الجنوب الإيطالي، حيث التخلف، تتميز بالعنف الموجه ضد الأحداث، في حين ان المدن الغنية في مناطق الشمال لا تشهد إلا حالات قليلة تتميز بمثل هذا العنف أو الاغتصاب الجنسي، بينما يمكن اعتبار مدن كبيرة كميلانو وروما وتورينو نماذج مخيفة لحالات الاغتصاب الجنسي والعنف بأشكاله المختلفة. والعنف الأسري مع انه يبدو أقل حدة من غيره من أشكال العنف السائد، إلا أنه أكثر خطورة وضرراً علي الفرد والمجتمع وذلك لانعكاس نتائجه السلبية علي العلاقات غير المتكافئة داخل الأسرة والمجتمع في صورة عامة، وهذا العنف كما يوضح المختصون قادر علي تهديد الأطفال من خلال تراكمه علي المدي البعيد في خلق سلوكيات غير سوية تكون مسؤولة عن وجود ظواهر مرضية داخل البنية الاجتماعية.
    وتقول السيد ماريا انجلا توفالي من منظمة حماية الطفل في روما: ان الترابط الوثيق داخل الأسرة، يسهم والي حد كبير في الحد من ارتقاء مشكلات افراد العائلة الي مستويات مرضية خطيرة، ونحن نعاني في إيطاليا كما هي الحال في معظم دول المجموعة الأوروبية من تزايد ظاهرة العنف الأسري الذي يتمثل في خروج أحد أعضاء الأسرة وبخاصة الأب أو الأم عن عادات وتقاليد القيم الاجتماعية.

    ان اهتزاز العلاقات بين الزوجين لسبب أو آخر يحمل رياح الخراب علي العلاقات العائلية، ويكون هذا واحد من أسباب العنف الأسري وما يسببه من جنوح الأولاد ويزرع بذور الكراهية والحقد والشك في نفوسهم، وتظهر صور العنف في احيان كثيرة علي شكل سلوكيات غير مستقيمة، ولقد عملت جمعيتنا أسوة ببقية الجمعيات والمنظمات الإنسانية الأخري علي وضع أرقام تلفونات يمكن للأطفال والأحداث الاتصال بها مجاناً للإبلاغ عما يعانونه من عنف الوالدين، كي نهب الي مساعدة ضحايا عنف الأسرة .

    هل استلمت جمعيتكم بلاغات من أطفال وأحداث يعانون عنف احد الوالدين؟
    – بالتأكيد، فخلال العام الحالي وصل عدد النداءات التي توجهت إلينا فقط، نحو 230 استغاثة.

    وهل من صلاحياتكم ممارسة بعض الأساليب العقابية أو الرادعة؟
    – أولاً، ليس من صلاحياتنا، وثانياً نحن لا نؤمن بمثل هذه الإجراءات وهي من اختصاص الجهات الأمنية في البلاد، نحن نحاول إصلاح الأمور ونخبر أقسام الشرطة ومنظمات الرعاية الاجتماعية والنفسية المختصة لتتحمل مسؤولياتها.

    وكيف تضمنون عدم تكرار ممارسة العنف ضد الضحية؟
    – نظل علي تواصل مستمر بالعائلة والفرد والضحية، يصاحب ذلك بالتأكيد نشر الوعي لدي الأسرة بمضار ممارسة العنف، يساعدنا في ذلك المؤسسات الأهلية والرسمية لتقديم المساعدة في حل المشكلات الناجمة عن العنف.

    ما هي أبرز أنواع العنف الأسري داخل الأسرة الإيطالية هنا في روما؟
    – الاعتداءات الجنسية من قبل الأب، وضرب الأم لأطفالها، ومعظم هذه الحالات يقف وراءها أب أو أم أحدهما أو كلاهما مدمن علي الكحول أو المخدرات.

    ما هي برأيك الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ممارسة العنف داخل الأسرة الإيطالية؟
    – إضافة الي الأسباب التي ذكرتها آنفاً، الأسرة تتهيب عادة من أخطار وهمية قادمة مع ابنائها الذين يقول المثل الإيطالي عنهم كلما كبروا كبرت مشكلاتهم ، وهذا التهيب يبني جداراً بين الابن أو البنت ووالديهما ويأتي من عدم فهم الوالدين للمتغيرات السلوكية والانفعالية التي يمر بها الحدث أو الطفل، والتي تضع المخاوف والمحاذير وأحياناً الشكوك من قبل الوالدين. وهنا أصل الي نقطة جوهرية تتمثل بعدم القدرة علي التواصل في علاقة طبيعية سوية مع الأبناء، والتعامل معهم كأصدقاء، وهذا يخلق ظاهرة كره الأبناء للوالدين ونفور الآباء من أولادهم، ويأتي العنف احياناً ليكون متبادلاً، ويظهر في أحيان كمن يريد تدمير الآخر من اجل الاحتفاظ باستقلاليته وتحقيق رغباته من دون رقابة الآخر وسطوته.

    موسي الخميسي
    صحيفة الحياة
    28-04-2001

    *************************************
    أترك دموعك تنهمر

    تذكروا اني انسان

    الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

    #322712
    الصمت
    مشارك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكـــرا يا أخ نحول… قرأت موضوع بعنوان نحو بيئة خالية من العنف للاطفال العرب بقلم: مها الشريف قلت أحطه هنيه….if u don’t mind

    437 حالة اساءة لاطفال تم معاينتها خلال عام 1998 بعيادة الطب الشرعي لدى وحدة حماية الاسرة يمكن تصنيفها الى 145 حالة اساءة جسدية للاطفال تراوحت بين احداث اصابات غير عرضية بسبب فرط التأديب والعقاب الى احداث اصابات شديدة لتصريف ثورة غضب 174 حالة جريمة جنسية 48 منها كان المعتدي فيها من داخل العائلة و 79 حالة كان المعتدي معروفا للضحية من قريب او جار اما حالات الاعتداء الجنسي من قبل شخص غريب فكانت 47 حالة وكان نصيب الاهمال 6 حالات وشهد عام 1999 معاينة 522 حالة وارتفعت عام 2000 لتصبح 613 حالة بنسب تقارب النسب المذكورة اعلاه.
    كشفت عن هذه الارقام ورقة العمل التي اعدها الدكتور مؤمن الحديدي استشاري الطب الشرعي ود. هاني جهشان اخصائي الطب الشرعي لمؤتمر (نحو بيئة خالية) من العنف للاطفال العرب الذي اعده مركز الافق بالتعاون مع المفوضية الاوروبية في عمان. وقد نوه معدا الورقة بان هذه الزيادة تعكس الوعي بتشخيص حالات الاساءة والتبليغ عنها اكثر من اعطائها دليلا على زيادة حقيقية في هذه الظاهرة واكدا وجود ارقام مظلمة لا تحول لوحدة حماية الاسرة.
    ان هذه الظاهرة قديمة قدم الانسان كما يؤكد الدكتور صبحي الصالح ويقول على الرغم من التفاوت الملحوظ بين ماضي البشر وحاضرهم في اللجوء الى اعمال العنف واشكاله الا انه قد يخيل الى مظاهر هذا العنف اشد واقسى في المجتمعات البدائية منها في المجتمعات المعاصرة الا ان العكس هو الصحيح فلم يزد الرخاء والازدهار الانساني الا قلقا وغربة ناهيك عن تبلد الاحاسيس فرفض الواقع والخوف من المستقبل جعل الانسان المعاصر يعيش في صراع مرير وقهر يترجم الى سلوك عدواني لا يمارس الا على الضحية الاضعف في البيئة الواحدة وهنا يطفو على السطح سؤال كيف يمكن لسلطة قهرية ان تنشئ ابناء اسوياء؟ ليس هذا في اي حال من الاحوال تبريرا للعنف ولكنها محاولة لفهم التصرفات الفجائية وغير المقبولة لمعرفة ماذا يجري في عالم الطفل الداخلي للمبادرة الفعلية في حلها وتلاشيا جذريا لان البيئة الحاضنة للطفل هي العامل الاهم بعد ان كان العلماء قديما يلقون بالمسؤولية على عامل الوراثة اما الان فاصبحت النظرة بقدر ما هو الطفل ابن لولاديه فهو ايضا ابن لبيئته فطبيعة السلوك المكتسب داخل البيت في هذه المرحلة هي التي تتحكم بشكل كبير في حياة انسان المستقبل ومصيره فرواسبها تبقى عميقة في نفسية الطفل لا يمكنه التخلص منها حتى لو تقدم به العمر ولو وصل الى مستوى عال من العلم.
    ولهذا ما زالت الاجراس تقرع لحماية هؤلاء الاطفال الذين كتب عليهم القدر او الفقر او كلاهما العيش في ظروف صعبة تغتال براءتهم تحقيقا للمصلحة العامة في حماية ابنائنا من هذا الوباء حتى لا نضيع قيمنا ونصبح في مهب الريح. انها مسؤولية المجتمع بجميع شرائحه خاصة وان الميل لنبذ العنف الواقع على الاطفال ميل اخلاقي الا ان هذا الميل على ايجابيته لا يكفي فالعنف لن يزول بالشعور الباطني لرفضه او موعظة او دعوة الى التوقف عن ممارسته بل هي مسؤولية كبيرة تبدأ من الاسرة والمدرسة الى الاجهزة المسؤولة في الامن العام والاعلام والتنمية الاجتماعية وغيرها ليخرج الى المجتمع جيل لديه شعور بقيمته وقدراته ليحقق النتمية التي يصبو اليها الجميع.

    تحياتي..
    دمـــــــــوع القمـــــــــــر

    سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر
    اللهم لا سهل الا جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن اذا شئت سهلا

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد