مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #34719

    المرأة والجنس ، السياسة ، الأديان ، مواضيع تشكل قاعدة مثلث المحرمات التي غالباً ما نخشى الخوض فيها نتيجة إرث اجتماعي وثقافي وديني ، والإنسان غالباً ما يكون عدوّ ما يجهل . ولكن ، حسب رأيي ، إن هذه المحرمات لا تأخذ أبعادها الحقيقية ما لم تُوضع في إطارها الصحيح . أضف إلى ذلك ، بأن محور هذه المحرمات هو الإنسان وقد وُجدت لتنظيم حياته وحل مشكلاته وجعله أكثر سعادة واستقراراً ، فإذا سعينا نحن إلى بناء الإنسان الواعي ، بنيْنا مجتمعاً لا يخاف من طرح ومناقشة ما نسميه تجاوزاً “محرمات ” ، بشكل علمي ووفق أسس حوارٍ هادف وبّناء للمجتمع وللوطن ، لأنها في صلب حياته .

    وددت في هذا المجال ، لو أستطيع أن أستعير لمقالي عنوان قصيدة الشاعر نزار القباني (1) ” أحمر…أحمر …أحمر ” لأعبّر عما يجول في خاطري من شعور بالتمييز تُجاه بعض المواقف والتفسيرات الخاطئة والفردية لهذه المحرمات التي تحد من حرية الفكر والتعبير تُجاه بعض قضايانا في الوطن العربي ، والتي هي سبب رئيسي لتخلفنا ، لأننا غالباً لا نستطيع مجابهة الأمور بصراحة ووضوح . وقد تكون بعض من أبيات قصيدته هذه التالية مدخلاً لما سنطرحه في هذه المقالة القصيرة .

    ” لا تفكر أبداً …… فالضوء أحمر

    لا تُكلم أحداً ….. فالضوء أحمر

    لا تجادل في نصوص الفقه ، أو في النحو ، أو في الصرف

    أو في الشعر ، أو في النثر ،

    إن العقل ملعونٌ ، ومكروهٌ ، ومُنكر “

    تتوافق هذه الأبيات بشكل حسي مع أوضاع وواقع المرأة العربية ، والتي أحببنا أن تكون موضوع مقالنا هذا ، لأنها لأسباب عديدة قد حُوّلتْ إلى إنسان يُمارس تجاهه كافة أنواع التمييز ويخضع إلى أنواع مختلفة من العنف الجسدي والفكري والنفسي ، ومطلوب منه أن يسكت ،” فالضوء أحمر” ،وكما يقول الشاعر نزار : ” الرجل العربي يحب المرأة الخرساء … أما المرأة الفصيحة فيعتبرها تحدياً لفصاحته ” (2)

    والفكرة الشائعة في مجتمعنا ، لا بل إلى حدٍ ما ، في كل المجتمعات الإنسانية ، ولو ادّعت ” تحرير المرأة ” ، هي الاعتقاد بأن المرأة ضعيفة بطبيعتها ، فإدراكها محدود وأفكارها سطحية وآراؤها ومواقفها مشوبة بالانفعال ، وآفاقها ضيقة وقدرتها على الالتزام والمواجهة وتحمّل المسؤوليات هزيلة ….الخ ، هذه الأفكار يبثها بعض الرجال ، ولكن الأكثر أسفاً هو أن الكثير من النساء ، لا بل غالبيتهن أحيانا يتبنين هذه التصورات المجحفة بحقهن . بمعنى آخر ، في المجتمع الذكوري هذا ، هنالك تواطؤ واضح بين الضحية والجلاّد ، ولا يخطر في البال ، أن إعادة النظر في هذه التصورات أمر ممكن ومشروع ، لا بل ضروري جداً لتحقيق حرية الفرد ( ذكراً أو أنثى ) ، ولتحقيق التنمية الشاملة والمستديمة والرفاه لكل أفراد المجتمع دون تمييز .

    لقد دفع ما سبق الكثيرين من دول ومنظمات دولية ومحلية وأفراد وكتاب ومفكرين إلى مراجعة المسلمات السابقة عن المرأة التي بدأت لحسن الحظ ، منذ فترة ليست بالوجيزة ، تهتز وتتداعى بفضل تطور الأوضاع الاجتماعية من جهة ومواقف عدد من الأحرار رجالاً ونساءً من جهة أخرى ، والذين لم يتورعوا عن التصدي لهذه المسلمات وإظهار زيفها وبطلانها ، نذكر منهم على سبيل المثال ، غاندي (3) الذي قال : ” ليس جنس النساء بالجنس الضعيف بل هو أشرف الجنسين بما فيه من قوة على تضحية النفس واحتمال العذاب ، والإيمان والمعرفة ، وكثيراً ما فاق حدس المرأة ادعاء الرجل علماً فائقاً ” ويتابع قائلاً :

    ” وإنه لمن باب الافتراء أن يُتحدث عن المرأة على أنها الجنس الضعيف، الرجل هو المسؤول عن هذا الغبن ، إذا عنينا بالقوة الشراسة ، فصحيح أن المرأة أقل شراسة من الرجل ، أما إذا كانت القوة مرادفة للشجاعة الأدبية ، فالمرأة عند ذاك تفوق الرجل بما لا يقاسواذا كان للاعنفشريعة كياننافالمستقبل هو للمراة

    #530671
    ابو نور
    مشارك

    مواضيعك جميلة ومميزة

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد