تتمثل فيه صور العري بأشكال مختلفة، والدعوة إلى الفحشاء بأساليب مقننة، يعلي الآخرون أصوات رفضهم لذلك.. وانتقادهم لما يرونه خارجا- بكل المقاييس- عن إطار الآداب والأخلاق السامية، فتخرج لنا أعمال تنافس تلك الأغاني الفاسدة فما هي هذه الأعمال؟!

النشيد الإسلامي يقتحم صناعة الفيديو كليب
فرحت الأسر العربية بأنشودتين راقيتين صارتا تعرضان على المحطات الغنائية بطريقة متكررة، الأنشودة الأولى للمنشد: سامي يوسف الذي ولد مسلماً من بلاد ” أذربيجان” وتعلم الموسيقى في بريطانيا، ولكنه استطاع أن يوظف هذا العلم في خدمة النشيد الإسلامي، إذ درس علم المقامات من والده وأضاف إليه ما تعلمه من المعاهد البريطانية فجاءت أنشودته ( المعلم) دمجا بين العلمين، واستطاع أن يوظف صوته في أنشودة يتحدث فيها عن حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبأنه هو ” المعلم”، وبدأت القنوات الفضائية الغنائية تبثها بشكل متواصل.

أما المنشد الآخر فهو الكويتي ” مشاري العرادة” الذي ظهر بأنشودة جديدة ” فرشي التراب” وتتحدث الأنشودة عن نهاية الإنسان في غرفة ضيقة بالتراب.

جاء بث الأنشودتين على القنوات الفضائية الغنائية فرحة كبيرة لكل الأسر المحافظة، إذ هما بمثابة نقطة بيضاء في ظلام أسود حالك..
ولكن.. ما هي صعوبات إنتاج هذه الأناشيد وتحويلها إلى فيديو كليب؟

شركة ذات فكر إسلامي لإنتاج الفيديو كليب
شركة ( gulf media جلف ميديا) للنشر والتوزيع والإنتاج الفني والتي مقرها دولة الكويت، لمع نجمها في سماء الفن الراقي، أنتجت أعمالاً وصل صداها للكثير من الدول، وها هي تواصل مشوارها بعد أن أنتجت فيديو كليب إسلامي كان له حضور كبير.

ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع، كان لنا لقاء مع المدير العام للشركة أ.سليمان الحبشي، الذي بدأ حديثه قائلاً:

تأسست الشركة في شهر فبراير من سنة 2003م، سياستها مخاطبة جميع الأذواق، وتغذية جميع المجالات، وإصداراتها توزع في 20 دولة، كما أننا نعني بالإصدارات الخاصة: ( المرأة، الأسرة، والطفل…)، ونحرص على أن يكون عملنا ضمن المباح شرعا.

دوافع إنشاء الشركة
أنشئت الشركة بدافع تبني الأعمال الفنية الهادفة، والرقي بالإصدارات الفنية الإسلامية ( السمعية والمرئية) لتحل بديلا مناسباً عن الأغاني الفاسدة، وتلقي قبولاً يرضاه السامع وينجذب إليه، إذ إن ” المنشدين” كانوا يفتقرون إلى شركة تتبنى أعمالهم، فقد كانت إصداراتهم فردية وذاتية، ولم تكن هناك شركة متخصصة لتلك الأعمال.

النشيد الإسلامي وإقبال الشباب عليه:
ما تم إصداره منذ تأسست الشركة 12 ألبوماً إنشادياً منوعا، وفي أول خطوة من نوعها في دولة الكويت، قمنا بتصوير أنشودة إسلامية على طريقة الفيديو كليب وهي أنشودة بعنوان ” فرشي التراب” للمنشد ” مشاري العرادة”، وقد لاقت ولله الحمد نجاحا كبيراً وإقبالاً طيباً، إذ تم توزيع 10 آلاف ألبوم، أي ما يتعدى إصدارات الكثير من الفنانين، ومن الجدير بالذكر، أن إصداراتنا وصلت إلى أوروبا بعد أن انتشرت في كثير من الدول العربية.

ونحن الآن بصدد إخراج فيديو كليب آخر، سيتم تصويره في جزيرة تقع في الهند بأحدث الآلات وكاميرات التصوير.

الأناشيد كنغمات للجهاز النقال:
جاءتنا إحدى الشركات تطلب منا توقيع عقد لتمويل مجموعة من الأناشيد فتصبح كنغمات للجهاز النقال، حيث إنها أكدت أن الطلبات زادت من الناس على الأناشيد، وقالوا: لم نتوقع من شريحة المنشدين أن ينجزوا أعمالاً رائعة كهذه.

استخدام الصوت البشري في المؤثرات الصوتية:
تحدث أ.سليمان الحبشي عن آخر إبداعاتهم قائلا: إن هناك خطوة جديدة في عالم الإنشاد، ألا وهي استخدام الصوت البشري وتحويله إلى أصوات آلية غنائية، تغني- بكفاءة عالية- عن الآلات الموسيقية، ولا يستطيع المستمع العادي أن يفرق بينها وبين الموسيقى.

مطبات:
وعندما سألناه عما إذا وجدت معوقات تعرقل مسيرة إصدار النشيد الإسلامي، قال: الدعم المادي، هو مشكلتنا الوحيدة، فصناعة الفيديو كليب مكلفة للغاية، ونحن نفتقر إلى الدعم المادي ولا تنقصنا الكفاءة أبدا، إذ انضم إلينا الموسيقار الكبير ” عاصم البني” الذي لحن سابقاً لكبار الفنانين، ولكنه وجد في النشيد الإسلامي ضالته، كما لا تنقصنا الأصوات الشابة الجميلة، والمتقنة للأداء الإنشادي الجميل.

طموحات:
وفي سؤالنا للأستاذ سليمان الحبشي عن طموحاته قال:
-تأسيس شركة إعلانية على المستوى العربي تهتم بالإصدارات السمعية والمرئية.
-تأسيس أكبر موقع إنشادي على شبكة الإنترنت في العالم العربي.
-إمداد القنوات الإسلامية بالفيديو كليب الإسلامي.

فكرة فيديو كليب ” فرشي التراب ”
يصور الفيديو كليب المصير الحقيقي والمحتوم لكل إنسان في نهاية مطافه، حيث يتذكر الإنسان وهو في ساعات الموت أن الأهل والأصحاب والمال والمناصب لا تغني عنه شيئاً، والآن فرشه وملاذه الوحيد التراب، فإن كان عمله صالحاً وخاف الله تعالى فقد نفعه وأغناه وكان له نوراً يضيء الظلمة، وأنيساً يزيل الوحشة.