لعبت بـك الأيــام يا مغرور العمر يفنى و الزمان قصير
قدم لنفسك إن أردت صلاحها و اعلم بأنـك ميت مقبور

قلت للفقر أين أنت مقيم قال في عمائـم الفقهاء
إن بيني و بينهـم لإخـاء و يعز علي ترك الإخاء

لقـد أسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
و لو ناراً نفخت بها أضاءت و لكن أنت تنفخ في رماد

دنيا يـجدد كل يـوم غـدرها و الناس منها في عنيف الصراع
يتنازعون على رخيص متاعها و غدا ً يفض المـوت كل النزاع

لا الغرب يبغي عزنا كـلا و لا شرق التحلل إنه كالحية
يبغي ذلـنـا و هـواننـا من غير ربي منقذاً من شـدة

أنام على سهو و تبكي الحمائم و ليس لها جرم ومني الجرائم
كذبت لعمر الله لو كنت عاقلا لما سبقتني بالبكاء الحمائـم

و كـان المال يأتينا فكـنا نضيعه و ليـس لنا عقول
فلـما أن تولى المال عـنا عقلنا حين ليس لنا فضول

تصل الذنوب إلى الذنوب و ترتجي درج الجنـان بها و فوز العابد
و نســيت أن الله أخـرج آدم منها إلى الدنيا بذنـب واحد

إذا كنت بالأمس اقترفت إسـاءة فـثـن بإحسـان و انت حميـد
و لا ترج فعل الخير يومـا إلى غد لـعـل غـداً يأتي و أنت فقيـد
و يومـك إن عـاتبته عاد نفعاُ إليك و ما ضحى الأمس ليس يعود

يا شــهـيداً رفـع الله بـه جبهة الحق على طول الـمدى
سـوف تبقى في الحنايا علما حـاديا للركـب رمـزاً للفـدى
ما نســينا أنت قد علمتنـا بسـمة المؤمن في وجه الـردى
غـالك الحق بلـيـل حـالك كنـت فيه الـبـدر يهدي للهدى
نســي الفجار في نشـوتهم أن نـور الـحق لا لن يـخمـدا

نسـبى و نطرد يا أبي ونبادوا فإلى متى يتطاول الأوغادوا
و إلى متى تدمي الجراح فلوبنا و إلى متى تتقرح الأكبـاد

تعصي الإله و أنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

فدائي سأمشـي في طريقي فإني للمنايا خـير عاشـق
فدائي لأجلك يا بــلادي أريق دمي لكي تحيا الزناق
أنا طير السلام بكل أرض أنا ورد المحبة في الحدائـق
أغني في هوى أطفال شعبي و أزرع بسمتي بين الخلائق

ر أيت الهلال و وجه الحبيب فكـانا هلالـين عند النظـر
فلـم أدري أيهما صاحـبي هلال السما أم هلال البشـر
فلـو لا التـورد في خـده و ما راعني من سواد الشعـر
لكنت أظن الهلال الحبيـب وكنت أظـن الحبيب القمـر
فيا قمر الأفق كن راجعـاً فقد بات في الأرض عندي قمر

كم تشتكي و تقول إنك معدم و الأرض ملكك و السما و الأنهر
و لك الحقول وزهرها و أريجها ونسـيمها و البلل المـتـرنـم
و الماء حـولك فضة رقراقـة و الشمس فوقك عسجد يتضرم

مالي و للنجم يرعاني و أرعاه أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك يا ليل أهات أرددها أواه لو أجـدت المحـزون اواه
إني تذكرت و الذكرى مؤرقة مجـداً تليداً بأيدينـا أضعنـاه
أنى أتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحـاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفهـا و بات يملكنا شـعب ملكنـاه

الخطب جلجـل و العدو تمـادى و القدس نـادى أي وربك نـادى
و الأرض غضبى و الحجارة تصطلي و اللـه أكـبر ترهـب الأوغـادا
خذل اليراع فلا كلام و لا صـدى فاحمل سلاحك و اسحق الإلـحادا
العرض يفـدى و المحـارم تحتمـي و الدهر يعصـف غضبة وسـوادا
ما حـرر الأوطـان إلا نـهضـة ديـنيـة تروي القـلوب رشـادا
أحـيوا الجـهاد فلا حيـاة لأمـة هجرت شريعـة ربـها آمــادا
لبوا ” لحي على الجهاد” و بـادروا فالقـدس تهتف ربوة و وهــادا
عـار علينـا أن يجول بها العـدا أو يستلــذ الغاصبون رقــادا