في فصل الشتاء يقصر النهار ويطول الليل ويكون الجو معتدل في بدايتة ومنتصفة وتكثر الجلسات والقاءات الليلية ، وكان لي لقاء مع عازفة الألحان التي حيرتني بعزفها المتغير ، حيث اعتدت الوقوف أمامها للاستماع اليها وخاصة في وقت الهدوء والسكينة ووقوف الحركة حيث الإنصات والأستمتاع بما تسمع في سكينة ووقار.
وأثناء عزفها وأنا أتاملها واقفاً أخذتني الذكرى الى عالم ثاني إلى عالم اللقاءات الرومانسية مع الأحبة في عالم الخيال الواسع وما يدور في هذا الكون وما فيه من أحداث ، وقد سألت نفسي هل جميع من وقفوا أمام هذه العازفة لهم نفس الإحساس ؟
وهل هم ينعمون بهذة النعمة وهذا الجمال والعزف الشجي ؟.
وهذه العازفة ترحب بمن يكلمها ويهمس اليها ولا تمانع حتى بتقبيلها ! فهي مهمتها تهدئة النفوس الجريحة والعقول الحائرة وتسلية الأحباب الساهرين على أنغامها ، وعندها يتقابل العشاق والراغبين بسماع العزف الطبيعي الهادي الجميل بالجو الليلي على النسيم البارد ، وكل هذه الصفات عندها وهي تتمايل متباهية بتموجاتها وتعرجاتها واللمعان الذي يخرج من عينيها وهي تغني بأنشودة اللقاء على رمال إنكساراتها وهدير صوتها حين تغضب مقتحمة حاجزها الرملي الناعم .
إنها اللقاءات الليلية على أنغام الأمواج الهادئة وهي تنكسر على خطى الساهرين بصوتها العذب الشجي الهادي!.