كان رجلاً من اهل المدينة يذهب الى بعض الارياف لشراء الشاة والدهن والصوف وماشابه ذلك وكان له عميل في الريف يرد عليه فيشتري له مايريد وذات مرة اخذ معه مالاً ضخماً وقصد الريف ونزل عند عميله وذكر له حاجياته وانه يريد شراء بمبلغ كذا قال التاجر بمجرد ان ذكرت لعميلي كمية المال الذي معي واذا بي ارى اثار التغيير في وجه العميل فعلمت انه اراد بي سوءاً فندمت ولكن لا ينفع الندم .
نعم : أستر ذهبأحذر عدوك مرة وأحذر صديقك الف مرةك وذهابك ومذهبك حتى عن الاصدقاء يقول الشاعر :
احذر صديقك مرة واحذر عدوك الف مرة ******* فلربما انقلب الصديق فكان اعلم بالمضرة
قال التاجر: ولكن لم يكن لي ملجأ , الجأ اليه في تلك الليلة .. وبعد تناول الطعام فرش لي صاحب البيت في غرفة من غرف البيت , وذهب هو وزوجته الى غرفة أخرى , لكن النوم لم يزر عيني من القلق , واخيراً قررت أن أخرج من غرفتي واختفي في بعض زوايا البيت , وهكذا فعلت .. فخرجت وحيث لم أجد مكاناً للختفاء الآ الاسطبل اختفيت فيه , وأخفيت نفسي الى رقبتي في التبن الذي خزّن في الاسطبل.. لكن عيني كان تحدق باتجاه الغرفة اذا بي ارى نصف الليل أن شخصاً دخل الدار وذهب الى غرفتي .. ولم اعرف من هو ذلك الشخص؟ وبعد مدة رأيت _ في ضوء القمر _ أن صاحب البيت وزوجته قاما وهما يتهامسان حتى دخلا وعلمت أنهما يريدان بي شراً , ولم تمضي مدة الا ورأيت الزوجين أسرعا واضاءا مصباحاً نفطياً ودخلا الغرفة , ثم رأيتهما يخرجان ويسحبان جثة انسان ملفوف الى السرداب .
قال الرجل : ولما دخلا السرداب قمت من مكاني وهربت الى القرية قاصداً البلد , ومشيت حتى وصلت البلد بكل خوف وصعوبة , واخبرت الشرطة بما جرى .
فجاءت مفرزة الشرطة معي الى القرية , والقوا القبض على الزوجين , ودخلنا السرداب وحفرناه , واذا بنا بجثة الرجل المذبوح , وبعد التحقيق تبين ان المذبوح ولد صاحب البيت , وانه كان خارجاً لبعض شؤونه , ولما دخل الدار نام في تلك الغرفة , والزوجان ظنّاه انه التاجر فقتلاه .. في الظلام .. وبعد ماتبين الأمر لهما دفناه خوف الفضيحة … ولكن كان ربك بالمرصاد,
وهكذا يلاقي الظالم جزاؤه ان عاجلاً أو آجلاً …

عن الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) :
افشاء سر اخيك خيانة فاجتنب ذلك