مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #33622
    aldy
    مشارك

    محمود اختفي من أمام بيته في غمضة عين!
    تحقيق علاء عبدالكريم
    ‘عندما تبلغ اسرة عن اختفاء طفلها فان الشرطة تتعامل مع البلاغ علي انه ‘حالة غياب’.. والناس لايملكون أكثر من التعاطف.. لكن لا أحد غير الله يعلم مدي القهر والحزن الذي يدمر أمه.. والزلزال الذي اصاب والده.. وسواد الدنيا في عيون اشقائه.. لهذا نقدم هذه القصة للسيد حبيب العادلي وزير الداخلية لأننا لم نحتمل رؤية أم تموت وأب يتعذب.. وأسرة لاتنام!’
    ‘خرج ولم يعد!
    عبارة من ثلاث كلمات.. لكن معانيها كثيرة.. هي الفراق.. هي العبور لبوابة الأحزان.. وقد تصبح الذكري بكل آلامها وعذاباتها.. هي الموت البطيء لأسرة تنام وتصحو علي صورة لايزال صاحبها غائبا.. أو ربما يكون مخطوفا!
    طفل صغير في صورة ملاك.. اسمه محمود.. آخر العنقود في أسرة فنان تشكيلي.. اختفي في ظروف غامضة.. سقطت اللوحة وفرشاة الألوان من يد الأب.. لوحة اخري لكنها سوداء كست حياة الآن!
    أين اختفي محمود؟!
    هناك لغز يحيط باختفائه.. امرأة غامضة زارت الأب في عمله وسألته عن حمادة وبعدها بساعات قليلة يختفي الصغير وكأن الأرض انشقت وابتلعته!
    اللحظات الأخيرة قبل اختفاء الطفل سجلها الأب معنا وشاركنا فيها الغائب بصوره الجميلة ودموع عجزت عيون مكرم في هزيمتها!
    هل هي نظرات حزن في عينيه حاولت جاهدة ان تداري سرا في عقل طفل بريء؟!
    أم هو المجهول.. أحس به وحده في الأيام الأخيرة حتي تلاشي من أمام ناظري اسرته وبقي صوته يرن في اسماعهم جميعا؟!
    كنت أحاول أن اقرأ شيئا ما في نظرات عينيه أطل من صورة محمود.. الصورة الأخيرة التي التقطها له الأب قبل رحيله بلا وداع منذ أيام قليلة مضت!
    غاب محمود أو اختفي.. أو حتي اختطفته ايد مجرمة.. كل هذا لايهم الآن بعدما بقي ذكري حزينة في عيون اسرته.. لم تكن صورته فقط هي التي تذكرهم به وانما اشياؤه التي بقيت.. ملابسه.. حقيبته المدرسية.. كراساته.. قلمه الرقيق الملون.. لم يعد لكل هذا معني الآن!

    امرأة غامضة!

    لكن لكل شيء بداية!
    والبداية كانت يوم الأحد الموافق 13 مارس الماضي!.. يوم عادي في حياة الأسرة لكن النهاية كانت حزينة.. دامعة!
    أسرة مكونة من خمسة أفراد.. الأم مدام مني والأب فنان تشكيلي اسمه مكرم وأولاد صغارهم حياة والديهم ونور عينهم!
    الوقت كان ظهرا عندما كانت الأم تلوذ بمطبخها تعد وجبة الغداء لأطفالها وزوجها.. تصارع الوقت والوقت أيضا يصارعها. لكنها في النهاية راضية مرضية بهذا الدور المقدس أم وملكة متوجة في بيتها!
    الصورة لم تكتمل بعد!
    شقة صغيرة في نفس العمارة التي تسكنها الأسرة بالجيزة اتخذها الأب مرسما ومشروع حضانة في الوقت نفسه للمساعدة في اعباء الحياة.. الفنان التشكيلي مكرم يقضي معظم وقته في حجرة صغيرة كانت بالنسبة له محرابه­ التي يعيش فيها مع ألوانه وفرشاته ولوحاته تاركا أعباء المسئولية في يد من يثق فيه داخل الحضانة!
    وكانت الأمور تسير طبيعية!
    حتي طرقت بابه امرأة شابة في العقد الثالث من عمرها تصطحب معها طفلة صغيرة ظلت صامتة طول الوقت!
    دعاها مكرم للجلوس.. ظنها أم ابن أو ابنة بالحضانة.. ينظر الي ساعته­ التي كانت تشير عقاربها الي الثانية ظهرا.. يستأذنها لدقائق يصلي فيها صلاة الظهر ثم يعود اليها مستمعا جيدا!
    من تكون هذه المرأة؟!.. سؤال لم يعد يعني الأب في شيء!.. انهي صلاته وعاد اليها بسرعة منصتا لما تقوله.. يسود صمت للحظات ثم تتكلم قائلة: ‘.. أنا بصراحة جاية اسأل عن ابنك حمادة’!
    يندهش الأب.. لكنه يقطع اندهاشه بسؤال: ‘خير يامدام بتسألي عن ابني ليه’؟!.. واجابت المرأة الشابة بعد ان علت فوق وجهها ابتسامة خفيفة: ‘.. أصل حمادة كان زميل وصديق ابنتي في الحضانة وأنا بصراحة عزلت من المنطقة.. وجاية انا وبنتي اسلم عليه’!
    طلب غريب.. الأغرب منه ان الطفلة التي كانت بصحبة هذه السيدة لم تنبس بكلمة واحدة!
    وعلق الأب ساخرا دون أن ينازع عقله سؤال أو شك: ‘.. هو للدرجة دي ابني مهم’!
    ثم استطرد لها قائلا: ‘.. محمود لم يأت بعد من المدرسة’!.. وانصرفت السيدة الشابة يحيط كلامها الغموض مع الطفلة الصغيرة التي اصطحبتها في يدها.. غادرت دون ان يكلف مكرم نفسه عناء السؤال عن اسمها.. أو لماذا تسأل عن ابنه؟!.. ربما لم يساوره الشك لحظة واحدة.. ويمكن لو جلس مكانه أي أب لتعامل مع الموقف مثلما تعامل الأب مكرم!.. وظن الفنان التشكيلي ان المسألة انتهت عند هذا الحد ولكن اليوم انتهي بفاجعة!
    أتي محمود من المدرسة!

    ——————————————————————————–

    #522634
    aldy
    مشارك

    فين الرد يا شباب

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد