مساء الغناء الذي افتقد الصدى .. أعزائي ..

هاهي الكلمات قد أقبلت حاملة معاني الشوق .. و أسبلت من حبرها عبراتٍ سالت على ورق السنين .. لتخبرني و تخبركم بأن أشواقي كبرت .. و أيقنت بأن الذي قد رحل .. لن يعود محملا بالعطايا .. لكنه سيعود كعابر سبيلٍ أضحى محملا بالخطايا .. سيعود و قد أثقل كاهله حزنٌ قديم .. بقِدمِ العيون .. و بقدر ما حمل الجسد النحيل من جروح و طعون ..

لم نزل نغرس الخنجر فينا ..
لم نزل نكتب الآلام حيناً ..
و نعيش الحلم حينا ثم حينا ..
و نغيب حتى تدرك الشمس ..
أنّا – كالزمان- قد نُسينا ..
لم يحن وقت الرحيل لنبقى ..
كيتيم آثر اليوم الحزينَ ..
لم يعد بعد الزمانُ و ذكرى ..
من تناسينا أو نَسينا ..
ـــــ
قد كُتبنا من حروف مُهملات ..
و أًعدنا للمحابر ماءً و طينا ..
يا زمان الظلم أخبرني جزافا ..
ألأنا قد عشقنا .. قد نفينا؟ ..
ألأنا قد وُجدنا في زمان ..
أصبح الظالم فيه مكينا ..
ـــــ
لم نزل نكتب أحلام المستحيل ..
و نمني النفس بالأفق الهزيل ..
لم نكد نبسط الكفين حتى ..
يسقط الحلم فينا كالقتيل ..
ظلمة الليلات أضحت ذرة ..
في بحر ظلمات دهرٍ عليل ..
لم نجد من ينزع الأسوَد عنا ..
لم نجد لا من صديق أو خليل ..
لم نجد من يشرق فينا كشمس ..
أزاحت ظلام السنين الطويل ..
ــــ
قد هرمنا في سباتٍ لسنينٍ..
أغرقت أعوام عمري الجميل ..
ثم ولت في ابتعاد كأن لم ..
يكن من شاهد يشهد بالدليل ..
قد تعبنا يا نهر حزنٍ بائس ..
من ضياعٍ مقفرٍ .. فأرشدني سبيلي ..

و نبقى .. و تبقى هي .. الكلمات .. العبرات .. الصور العفوية .. في مخيلاتنا .. تتطاير مثل أوراق الياسمين مع نسمات الخريف العابرة عبر حدود الزمان .. إلى المكان ..

تحياتي لكم .. أنتم .. و أنا .. باقٍ هاهنا ..