الرئيسية › منتديات › مجلس أخبار ومقالات › ( كتعد بـــن ســــلــيم )
- This topic has 4 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 19 سنة، 7 أشهر by alhabsi5.
-
الكاتبالمشاركات
-
20 مارس، 2005 الساعة 12:10 م #33069albsmahمشارك
( كتعد بـــن ســــلــيم )
هذه القصة حقيقية، وقعت أحداثها فعلاً، وإن كانت أقرب إلى الخيال، وقــــد استقيت
القصة من حــوالي عشــرين شـــاهــــد عــيان ممن شــاهــد و ساهم في سير
أحداثها وسجلت اسم أحــد الــرواة لأنــه كان أكثرهم دقــة للأحــداث.
بطل هذه القصة هو سعيد بن سليم البطاشي، أما مهنته فهو مزارع في مدينة قريات التي تعتمد الزراعة وصيد الأسماك، وسعيد رجل أمــي لا يقرأ و لا يكتب ، ذكــر بعض الرواة أنه يقرأ ويكتب لكنهم اتفقوا جميعاً على انه إنسان عادي فقير
لم يسبق له إن عمل عملا خارقا، وعمره عندما جرت هذه القصة مابين خمسين و خمسة و خمسين عاما.
جاء بن سليم إلى البحارة ( صيادي الأسماك )، و وعــدهـم بإحياء موسم جيد
( الموسم بلغة أهل البحر يعني موسم صيد نوع من السمك).
لم يؤمن البحارة بكلام بن سليم فطلبوا منه دليلاً على صحة ما يقول أو كما يقولون
( عــلامة ) فوعدهم، و أخرج الدليل ( حــدثت العلامة )، إذ وعدهم بوجود سمك
الكنعد في موقع معين بالبحر ، فتسارع الصيادون إلى البحر ، وجلبوا الكنعد كما وعدهم بن سليم من المكان الذي وصفه لهم .
بعد ذلك صدق الصيادون بإمكانيات بن سليم، التي تبلغ الخيال، وطلبوا منه موسم الكنعد ذاته، فطلب منهم أموالاً كثيرة، وتلك الأموال هي مبلغ ألف و مائتي قرش فرنسي حسب النطق باللهجة العمانية، وهو 1200 فرنك فرنسي المضروب بالفضة، النقد الذي كان متداولاً في عمان آنذاك و استمر مستخدماً حتى 1966م.
عمل البحارة على جمع المبلغ و كان مرهقا في ذلك الزمان لكنهم وفروه…
باعوا ما ملكوا و باعوا أموال ذوبهم وتدينوا لكنهم وفروه.
أخذ بين سليم يذبح القرابين لوجه الله تعالى، ويطعم الفقراء والمساكين، لقد نحر
عند كل بئر، وبين المنازل، و أمام كل مسجد حتى ليقال بأنه أتفق ما يقارب من
مائة قرش ( هذا المبلغ كان يكفي لشراء زهاء خمسين رأسا من الماعز ذلك الوقت ).
تميز الموسم لسنة كنعد بن سليم بتكاثر عدد الكنعد بشكل هائل وغريب ، بشكل إعجازي ،ومع أن موسوم الكنعد – عادة يبدأ متقدما في 25 أكتوبر و يستمر حتى نهاية مارس ، ويتقلص لكنة لا يزيد… إلا اته في ستة كنعد بن سليم 1367 هــجرية والتي تقع خلال عامي 1948 م – 1949م، بدأ الموسم قبل أوانه و انتهى بعد أوانه.
امتاز موسم هذه السنة بزيادة كمية العومة ( السردين ) التي يتغذى عليها الكنعد
وكان الكنعد متكاثرا إلى درجة انه درجة انه يرى على موجة الشاطئ والبحارة
يذهبون لصيد السمك صباح مساء أي مرتين يومياً يشحنون خلالهما زوارقهم
الصغيرة.
يقال أن الناس كانوا يذهبون إلى الصيرة
( وهي صخرة تشبة الجبل الصغير يحيط بها البحر وتقع أمام الشاطئ في قريات )
كل صباح فيجدون الكنعد مكدساً قد رمى نفسه فوقها، فيجمعون أحيانا ما بين اثنين إلى خمسة.
يقال أن الناس اصطادوا الكنعد من الشاطئ، وفي تلك السنة نقل موضع بين السمك من مقره بوسط المدينة إلى الساحل لعدم إمكانية نقل كميات السمك المتزايدة… وكم مزح البحارة والزبائن مع بائعي السمك… إذ بينما كان أحد الباعة ينادي بالمزاد العلني على كنعد، اقتحم كنعد أخر الموج، فسئل البائع ( وكان اسمه عبد العزيز بن كلمور البلوشي – أصلة من مسقط ) أي كنعد تقصد هذا أم هذا؟ أي الميت أم الحي؟
أصابت الندرة في تلك السنة الملح، لشدة و كثرة ما ملحوا من السمك و عندما نفد الملح أخذوا يملحون السمك بالتراب ( علماً بأن تربة قريات مالحة في معظم مناطقها ).
تقول شهود العيان و الراية يؤكد… أن البحر صار ذا لون أبيض رصاصي لعظم وفرة العومة ( السردين )… إن من يقف على الساحل يشاهد الكنعد يقفز في الجو من على سطح البحر… بنشر حوله العومة، التي ترى بوضوح ممتدة من الشاطئ إلى الأعماق بعدا و عمقا، كما ترى العومة مكدوسة على الشاطئ حيث يغد فها ( يصطادها بالشباك التي ترمى ) البحارة من الشاطئ، إذ يجمعونها بعد أن تجف في أكوام كالأكواخ فقد اشتعل الناس عنها بجمع غيرها، باضافة المزيد منها أو بصيد الكنعد، و يقال أن العومة المجففة قد حال عليها الحول، وأخذ التجار ينفقون منها وغيرهم من مزارعين و رعاة، لا استخدامها علفا و أسمدة لموسمين أي لسنتين.
لقد تخاطب الناس على قريات تلك السنة، وسكنوها إذ جاءوا من الباطنة و من مسقط كما جاءوا من صور وجعلان.
كانت سنة كنعد بن سليم أعجوبة من أعاجيب الزمان … إلى درجة أن أهالي قريات صاروا يؤرخون الأعمار و الأحداث بها فيقولون… منذ سنة كنعد بن سليم، أو بعد سنة كتعد بن سليم بكذا سنة،و كأنه عام الفيل الذي أرخ عليه أهل مكة …. انه حدث هام وغريب إذ لم تمر بالتاريخ سنة كتلك السنة لموسم المنعد، و لم يأت عام بعد ذلك العام يماثله.
لم يعيش سعيد بن سليم بعد ذلك الموسم موسما أخر لا للكنعد و لا لغيره، فقد مات رحمة الله سنة( 1369) هجرية أي بعد سنة ونصف من سنة كنعد بن سليم لقد مر على بن سليم موسم واحد بعد ذلك الموسم، إلا أن الناس انشغلوا بما جمعوا في الموسم السابق … مات بن سليم … مات ومعه سر المعجزة، وماتشاؤون إلا أن يشاء الله، إنه على كل شيء قــــديـــر.
20 مارس، 2005 الساعة 6:30 م #518633الصمتمشاركالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سواء كانت القصة حقيقية ام لا…فقد حملت في طياتها شئ من تراث اجدادنا..ورائحة البحر..وصوت امواجه
شكراً
والله يرحمك يا كنعد بن سليم
20 مارس، 2005 الساعة 7:33 م #518645الفتى المنسيمشاركبصراحة… قصة جميلة بدون النظر إلى واقعيتها أم لا… ولكن جمالها في غرابة أو كما يقال حلاوة القصة في عقدتها… شكرا أختي البسمة على القصة الجميلة…
20 مارس، 2005 الساعة 8:35 م #518656albsmahمشاركالعفوا أخواني ومشكورين على المرور الكريم
20 مارس، 2005 الساعة 8:39 م #518658alhabsi5مشاركمشكور اخي على هذة الرواية. وسبحان الله
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.