الرئيسية منتديات مجلس الثقافة العامة العلاقة العاطفية … رؤية مشتركة

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #33023

    العلاقة العاطفية … رؤية مشتركة

    لا يطارد الإسلام المحبين ولا يصادر بواعث الحب والغرام ، ولا يجفف منابع الود والاشتياق ، ولكنه يهذب الشيء المباح حتى لا ينفلت الزمام، ويقع المرء في الحرام والهلاك، وليس هناك مكان للحب في الإسلام إلا في واحة الزوجية.

    إن من صفات الأزواج والزوجات الرائعين في الحياة الزوجية، أنهما يحافظان على حبهما الزوجي ويحرصان على تنميته وتطويره ليكون متوقدًا دائمًا؛ لأن هناك كثيرًا من الزيجات تفاجئ ‘بموت الحب’ بين الطرفين فتصبح علاقتهما الزوجية علاقة جافة قاتلة، ولولا الأبناء لما استمرا في زواجهما، ولكن هناك صنف آخر يشع الحب في نفسيهما من خلال العبارات والنظرات والإشارات.

    إن كثيرًا من الملتزمين يرون في الحب منقصة ومذمة، ويرون فيه ضعة ومذلة، وهذا خطأ جسيم، وفهم خاطئ، فتراه لا يتودد إلى زوجته، ولا يعرف للغزل سبيلاً، ولا للمداعبة طريقًا.

    ولو نظر إلى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ـ ورأى حبه الشديد لعائشة ـ وكيف كان يداعبها ويلاطفها؟ لعلم كيف يكون الحب بين الأزواج من شيم الكمال، وليس من صفات النقص. لقد كان صلى الله عليه وسلم يحث بعض صحابته على الزواج بالأبكار .. لماذا؟

    من أجل المداعبة والملاعبة والملاطفة، وقد كان في ذلك صريحًا وواضحًا.

    ‘فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك’

    وهنا يبرز سؤال مهم هو: لماذا يكون الشغف والوله عند العصاة، ولا يكون عند الطائعين في الحلال؟

    وقد ذكر القرآن شغف امرأة العزيز: {قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} [يوسف:30] ولكن يوسف عليه السلام ـ أبى طريق العصاة والأزواج أولى بهذا الشغف الذي يملأ القلوب طالما أنه في الحلال، فالحب يعطي للحياة الزوجية طعمًا آخر لا يتذوقه إلا المخلصون الأوفياء.

    العلاقة العاطفية .. رؤية مشتركة
    إن من أهم الأشياء لبناء الحياة العاطفية الناجحة: التفاهم بين الزوجين، والتفاهم يكون في البداية في كيفية اختيار شريك الحياة على أسس صحيحة من الدين والكفاءة الشخصية والعائلية، وبعد ذلك في الأمور المهمة والأساسية في الحياة الزوجية مثل الأولاد وكيفية تربيتهم والقيام على شئونهم، وكذلك الأمور المالية وكيفية الإنفاق، وأخيرًا المسائل الجنسية وكيفية إشباع رغبة الزوجين من الآخر.

    وإذا تم التفاهم على قدر كبير من الأمور السابقة، فلابد بعدها أن يتعرف كل من الرجل والمرأة على طبيعة الآخر، وكيف تفكر المرأة وكيف يفكر الرجل؟ وكيف يعبر كل منهما عن مشاعره؟

    وبعد ذلك لا بد من الاستفادة من العلاقة الجسدية لبناء علاقة عاطفية ناجحة ومثمرة؛ لأن هذه العلاقة تولد الشوق والحيوية بالنسبة لكلا الطرفين.

    والأهم من ذلك كله أن يتعلم الزوجان قاعدتين مهمتين لبيوت سعيدة هما:

    أن البيوت تُبنى على الحب، وأن دمار البيوت يبدأ من جفاف المشاعر، فيجب المحافظة على أجواء البيوت هادئة ومستقرة ومعين متجدد للحب والدفء والحنان.

    اغترف مما في القلب إن الله تعالى لم يخلق لنا العواطف إلا لنتبادلها، ونتعامل بها، وهي كسائر ما خلق الله لنا فيها حكمة ومنفعة.

    يقول الشيخ محمد حسين في كتابه ‘العشرة الطيبة للمرأة’:

    أرأيت أيها الزوج العاقل لو أن إنسانًا أعطاه الله نعمة المال الكثير فكنزه ولم يستثمره ولم ينفق منه على نفسه ولا على من يجب عليه النفقة عليهم .. ما تقول فيه؟

    إن المال جعله الله ليتداول بين الناس لا ليكنزوه، وكذلك كنوز العواطف التي تملكها في قلبك لزوجتك ولا يصل منها إليها ما يكفيها، ولهذا لا يقنعها ملكك لها وكنزها في قلبك، بل ستشكك في وجودها عندك.

    أنفق أيها الفتى على أهلك ولا تحرمهم رفدك فيزداد منها بعدك، قل لها بملء الفم، واغترف مما في القلب، ولا تجعلها تشعر أبدًا أنك بخيل القلب حتى لو كنت سخي اليد.

    قالت إحداهن: ماذا يريد الزوج مني؟ وربما قالت بعض الزوجات: ماذا يريد الزوج مني؟
    ألا يجد طعامه مطهيًا وثوبه مكويًا وبيته نظيفًا وأولاده رائعين، وحاجاته مهيأة إنه لا يطلب مني طلبًا إلا حققته، ولا يريد حاجة إلا سارعت في تنفيذها.

    ماذا يريد الزوج أكثر من ذلك؟
    أيتها الزوجة إن الزوج بحاجة إلى العاطفة التي أنت مصدرها .. إنه بحاجة إلى الابتسامة المشرقة من فيك التي تبدد ظلمات الكآبة التي تعترضه في الحياة، إنه يريد أن يرى الإنسانة التي تعنى به وتظهر له الاهتمام الكبير وتشعره أنه بالنسبة إليها قطب الرحى وأساس السعادة إنه يريد أن يسمع كلمة الشوق والشكر والحب والرغبة في الأنس به واللقاء.

    إن كلمة شكر وامتنان من الزوجة مع ابتسامة عذبة تسديها إلى الزوج بمناسبة شرائه متاعًا إلى البيت، أو ثوبًا لها، تدخل عليه من السرور الشيء الكثير، قولي له الكلمة الطيبة لو كان نصيب المجاملة فيها كبيرًا لتجدي منه الود والرحمة والتفاهم، مما يحقق لك الجو المنعش الجميل.

    رددي بين الحين والآخر عبارات الإعجاب بمزاياه، واذكري له اعتزازك بالزواج منه، وأنك ذات حظ عظيم، فإن ذلك يرضي رجولته ويزيد تعلقه بك، قابليه وقت دخوله بالكلمة الحلوة العذبة وتناولي منه ما يحمل بيديه، وأنت تلهجين بذكره وانتظاره إياه، فذلك كله من الكلمة الطيبة التي تأتي بالسعادة لا تكلفك شيئًا وتعود عليك بالنفع العظيم.

    عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‘إن في الجنة غرفًا يرُى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام’. [أخرجه أحمد والحاكم].

    ومما لا تتم السعادة الزوجية إلا به تحبب كل من الزوجين إلى صاحبه، وإظهار صدق المودة، وتبادل الكلمات الحنونة، فإن ذلك أحسن ما تستقيم به أحوال الزوجين، وأفضل ما تُبنى عليه حياتهما ولما امتدح الله حور الجنة ذكر من جميل أوصافهن كونهن: {عُرُباً أَتْرَاباً} [الواقعة:37] والعروب: هي المتحببة إلى زوجها.

    والحياة الزوجية التي يفقد من قاموسها الكلمات الطيبة الجميلة، والعبارات الدافئة حياة قد أفلت أنجم السعادة فيها.

    #518326

    موضوع يشد الإنتباه لجمال كلماته و أهميته….

    شكرا أخي العزيز على الموضوع الجميل وأتمنى لك التوفيق والإستمرار في العطاء…

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد