لم تعد المسافات تمثل حاجزا بين أفراد العائلة الواحدة أو مجموعات الاصدقاء يحول دون تواصلهم الحي بالصوت والصورة في أي وقت.
فالتكنولوجيا التي اختصرت الزمن والمسافات باختراع الطائرة فجعلت من السهل رحيل الاصدقاء والاقارب والاهل إلى بقاع نائية من الارض هي نفسها التي عادت وجعلتنا قادرين على التجمع مرة ثانية دون أن يترك أي منا مكانه لنستأنف جلسات السمر والحوار التي كنا نعقدها قبل أن تتباعد بيننا المسافات.
فقد انتشرت مؤخرا تكنولوجيا الدردشة المرئية عبر الانترنت وأصبح في مقدور أي إنسان محادثات أي إنسان آخر في أي مكان وهو يراه ويسمعه صورة وصوتا. وأصبح في المقدور أيضا اشتراك أي عد د في هذا الحوار بالطريقة ذاتها لتعود جلسات الاصدقاء أو الاهل من جديد.

وقد تعددت برامج الكمبيوتر التي تتيح للمستخدمين تبادل الحوار بالصوت والصورة عبر الشبكة العنكبوتية الدولية. ومن المنتظر ظهور برامج جديدة تتيح عقد مؤتمرات الفيديو التي يشارك فيها أكثر من شخص موزعين على أكثر من مكان عبر الشبكة أيضا في الربيع المقبل.

والحقيقة أن استغلال القدرات الاتصالية الهائلة التي تتيحها الانترنت ليس صعبا ولا حتى مكلفا. فكل ما تحتاج إليه لاجراء دردشة بالصوت والصورة مع أي شخص تريده لا يتطلب أكثر من كمبيوتر شخصي واتصال بالانترنت وكاميرا إنترنت وهي كلها أشياء متاحة للكثيرين.

ويمكن توفير كاميرا انترنت بسيطة بما لا يتعدى 20 دولارا ولكن كاميرات الفيديو الغالية التي تعطي نوعية أفضل أو ميزات أكثر يمكن استخدامها أيضا.

ولكي تبدأ محادثة بالصوت والصورة يجب البدء بتسجيل استخدام برنامج الدردشة المخصص لدى الشركة المنتجة لمثل هذا البرنامج الذي يتاح مجانا في أغلب الاحوال وبعد ذلك تحدد طريقة اتصالك بأجهزة كمبيوتر الخادم الخاصة بهذه الشركة التي توفر الخدمة مثل ياهوو ومايكروسوفت.

ويقول هيرالد جيرهارد خبير التكنولوجيا في جامعة دورتموند الالمانية “لكي تحصل على صورة واضحة وصوت نقي (عند الدردشة) يجب أن يكون لديك اتصال بالانترنت بسرعة تتراوح بين 128 و256 كيلوبايت في الثانية الواحدة” وهذه السرعة متاحة من خلال الخدمات العادية للاتصال بالانترنت غالبا.

ومن بين العوامل التي تؤثر على جودة الصورة ونقاء الصوت أيضا برنامج الدردشة الذي تستخدمه. فمثلا برنامج ماسنجر الخاصة بخدمة أمريكا أون لاين يستخدم برنامج نت ميتنج الخاص بمايكروسوفت وهو قديم نسبيا. في المقابل هناك ماسنجر الذي تقدمه مايكروسوفت وماسنجر الذي تقدمه ياهوو وهما برنامجان جيدان ومجانيان.

ولكن هناك برنامج ماسنجر غير مجاني وهو تريليان ولكنه يكلف نحو 25 دولار ا لتوفير إمكانية إجراء الدردشة المسموعة المرئية.

أما بالنسبة لمستخدمي أجهزة آبل الذي يعمل بنظام التشغيل ماكنتوش فيمكنهم استخدام برنامج آي شات لاجراء دردشة مرئية مسموعة في حين أن مستخدمي نظام التشغيل لينوكس فيمكنهم استخدام برنامج الدردشة جنوم ميتنج.

وبالطبع فالصورة ليست وردية دائما. يحذر مايكل ديكبوف المتحدث باسم الوكالة الاتحادية الالمانية لامن تكنولوجيا المعلومات في مدينة برن من أن الدردشة “بشكل عام غير آمنة تماما”. فمن السهل استخدام هذه البرامج للتسلل إلى أجهزة الكمبيوتر.

وإذا كانت برامج الدردشة الحالية تأمن الرسائل النصية فإنها غير قادرة على ضمان أمن ملفات الفيديو والصوت.

ورغم ذلك هناك أمل في تحسن الموقف عندما يطرح معهد فراونهوفر لمعالجة بيانات الصور والرسوم برنامجه الجديد الذي يستطيع تشفير ملفات الصوت والصورة بحيث لا يفتحها إلا الشخص المرسلة إليه بالفعل.

منقول