إخوتي الإعزاء أنقل إليكم حوارا نشر في جريدة الوطن في الملحق الثقافي لها( أنوار) مع المهندس الأديب الشاعر أبو القاسم محمود بن حميد الجامعي والذي أجراه ناصر الشعيلي والمنشور يوم الإثنين بتاريخ 19 من شعبان 1425ه الموافق 4 أكتوبر 2004م، وقد تناول هذا الحوار حديثا عن كتاب أحدث ضجة كبيرة في الصعيد الأدبي في الوطن العربي عامة والعماني خاصة حتى أنه أقيم لأجله حفل في الجامعة رعاه الشيخ أحمد الخليلي والشيخ أبو سرور الجامعي والدكتور حواس وغيرهم وحتى أنه قيل عن هذا الكتاب بأنه يصلح أن يكون رسالة ماجستير، وقد أجريت للكاتب عدة لقاءات في إذاعة سلطنة عمان، فقد قام المهندس الأديب بإسهام كبير للحفاظ على اللغة العمانية الدارجة وذلك من خلال كتابه الذي ألفه بعنوان( قاموس الفصاحة العمانية) والذي يرجع الألفاظ العمانية إلى أصالتها وجودتها بحيث أرجعها إلى الأصل وأثبت أنها فصيحة عربيا واستدل بذلك على أمهات المعاجم لنتعرف مدى أصالة لغتنا العمانية الدارجة والآن أترككم مع الحوار….
الفكرة:
*المهندس الأديب يحكي لنا قصة أطوار حياة كتابه فبدأ يحدثنا عن الأسباب التي دعته إلى هذا الإتجاه في التأليف يقول: دعاني إلى تأليف هذا القاموس ما لاحظت من تخلي بعض العمانيين عن الموروث الحضاري اللغوي للغة العربية التي حافظ عليها الآباء والأجداد والذي يزيد اللغة العربية ثراء ومرونة في اللفظ والتعبير، هذه الملاحظة دعتني إلى التفكير بشيء يساعدني لمعرفة وتقييم ما ينبغي أن نحافظ عليه وما ينبغي أن نتخلص منه كجزء من التنقيح والمحافظة على اللغة العربية الأم.
الهدف:
يتابع المهندس حديثه عن هدفه من هذا الكتاب بقوله لقد بدأت فكرة بحثي هذه ولم يكن هدفي منه النشر ولكن لأعرف بنفسي مدى أصالة الألفاظ التي هي دارجة على اللسان العماني خاصة والتي لا تكاد تكون شائعة على ألسن غيرهم والتي بدأ استخدامها يقل اعتقادا منهم بعدم صحتها أو فصاحتها فكانت النتيجة استهانة وتجاهلا واستهزاء بها والاستعاضة بغيرها معتقدين الأفضلية والفصاحة والصحة في غيرها.
المنهجية:
وعن منهجية قاموسه يقول اتبعت في هذا القاموس منهجا مبسطا ملخصا يوصل المعلومة بيسر وسهولة إلى القارئ من غير دخول في تفاصيل ولقد سندته بما يمكن الباحث من الرجوع إلى المصادر للاستزادة، في بداية هذا البحث شرعت في تجميع الكلمات الدارجة التي تحمل الخصوصية العمانية ثم بدأت بتمحيصها مقسما إياها إلى قسمين: عام وخاص، أما العام فهو الكلمات المستخدمة في عمان وفي غيرها بشكل عام فهي شائعة الاستخدام، وهذا الصنف لم أدرجه في القاموس وذلك لشيوع الاستخدام من غير خصوصية، أما الخاص فهو الكلمات التي لا تكاد تسمعها مستخدمة إلا في عمان وبذلك تبرز الخصوصية، ثم أفرزت الخاص وصنفته إلى صحيح وغير صحيح أما الصحيح ما كان موجودا في أمهات كتب اللغة سواء بمطابقة المعنى أو بمجازه أما غير الصحيح فهو ما لم أجده في أمهات كتب اللغة فهو دخيل أو كان موجودا لفظا ولكن استخدامه الدارج لا يتوافق مع معناه الصحيح، ثم أتيت إلى الصحيح وهو الأغلب فبحثت فيه بعمق أكثر وجمعته في هذا القاموس.
التبويب:
وقد اتبعت في تبويب هذا القاموس النظام الحديث في صنع القواميس وذلك باتخاذ الحرف الأول من الفعل باباا وترتيبه حسب أبجديتها من الألف إلى الياء، ولقد وفقت عند كل كلمة فأصلتها بحيث أرجعتها إلى أصلها الثلاثي أو الرباعي أو الخماسي ثم جعلت له أربع خطوات وهي معناها في المعاجم العلاقة بين المعنيين الدارج العماني والمعاجمي وغالبا ما أذكر نوعين من العلاقة هما المطابقة ويقصد بها تطابق المعنيين العماني والمعاجمي أو المشابهة ويقصد بها وجود تشابه في في المعنى أو تعبر عنه بعض المعاجم باسم المجاز وهو يحوي التشبيه أو الاستعارة أو الكناية.
المصادر:
ولقد تخيرت ثلاثة مصادر تعد من أمهات كتب ومعاجم اللغة وهي: كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، ولسان العرب لبن منظور، وتاج العروس من شرح القاموس للزبيدي ، وقد جعلت هذا القاموس في جزأين، الجزء الأول يحوي من الألف إلى الصاد والجزء الثاني يبدأ من الضاد إلى الياء.
ومما تجدر الإشارة إليه أن بعضا من الألفاظ العمانية المدرجة في هذا القاموس موجودة في القرآن لكريم بالمعنى الدارج نفسه عند العمانيين مثل: الشوب وهي القطعة الصغيرة من العجين، قال تعالى: (ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم)