التخلص من رائحة الفم الكريهة

تعد رائحة الفم الكريهة من أكثر الأمور المحرجة التي يتعرض لها الإنسان, حيث أنها تؤدي إلى عدم الثقة بالنفس وتعرض المصاب بها لمواقف هو في غنى عنها, ولرائحة الفم أسباب كثيرة منها عدم العناية بنظافة الأسنان والفم مما يؤدي إلى تحلل بقايا الطعام عن طريق النشاط البكتيري مما يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة, لكن الحال ليس كذلك دائماً فهناك أسباب مرضية أخرى تؤدي إلى مثل هذه المشكلة مثل خراج الضرس وأمراض اللثة والتهاب اللوزتين المزمن أو التهاب الجيوب الأنفية, وفي بعض الأحيان تكون الشكوى من انبعاث رائحة كريهة من الفم مجرد وهم أو وسوسة ككثير من الأعراض المرضية الأخرى ذات المنشأ النفسي, كما أن من أسباب وجود هذه الرائحة خراج الرئة وتمدد الشعب الهوائية, ويكون سبب الرائحة الكريهة وجود صديد متراكم بالرئتين.
ويختلف علاج رائحة الفم باختلاف المسبب لها, وقد يستدعي الأمر إجراء بعض الفحوصات الطبية مثل التصوير الإشعاعي للجيوب الأنفية, أما في حالة عدم وجود أي سبب عضوي فالأمر يعني أن على المريض استشارة الطبيب النفسي, وبصفة عامة يجب الاهتمام بغسل الأسنان بالفرشاة والمعجون مرتين يومياً على الأقل, وللتخلص من روائح البصل والثوم المنبعثة من الفم يتم مضغ بضعة أعواد من البقدونس أو القيام بامتصاص قطعة من الليمون مع القليل من الملح, وتوصل العلماء الأميركيين إلى أن بكتيريا معينة تعيش على اللسان هي المسؤولة عن انطلاق هذه الروائح من الفم, ويعني هذا أن القضاء على هذه البكتيريا أو محاربتها سيتكفل بالقضاء على هذه الروائح نهائياً, وقد أجرى الباحث راينر سيمان من مركز طب الأسنان في شاريتيه ببرلين دراسة حول النفس الكريه تقول إن 85% من حالاتها تصدر عن بكتيريا تقيم في الفم وبين الأسنان وعلى اللسان, كما ذكرت الدراسة أن فرك الأسنان لمدة خمس دقائق يكفي لدى الأشخاص العاديين في إطلاق الروائح الكريهة من أفواههم, وتزداد الحالة سوءاً بوجود التهاب مزمن في اللثة مع علاقة واضحة بتوزيع الدم في الفم وبكمية اللعاب التي يفرزها الإنسان, كما لاحظ سيمان أن ثلثي البكتيريا المسببة للروائح تغطي بالضبط الأعصاب الخاصة بالكلام والتذوق في الفم واللسان, وينصح الذين يعانون من هذه الحالة بتفريش اللسان مرتين في اليوم مع ضرورة عدم التخلي عن المطهرات والمضادات الحيوية, وعلى العكس مما هو متعارف عليه, قد لا يكون علاج مشكلة رائحة الفم عن طريق تناول حبوب النعناع أو غسيل الفم بمطهرات الفم ذات الروائح الزكية فقد تزيد هذه الأمور من حجم المشكلة إذا لم تتم معالجة الأسباب التي أدت إلى حدوث رائحة الفم الكريهة في الأصل, ومن الأجدى معالجة أسباب المرض, وإذا كنت تعاني من رائحة الفم الكريهة في بعض الأوقات وليس بشكل مستمر, وإذا كنت من غير المدخنين, وإن لم تكن تعاني من أي اضطرابات في المعدة أو أي التهاب في اللثة أو لم تكن تتعاطى أي نوع من الأدوية أو لا تعاني من الالتهابات الصدرية فإليك هاتين النصيحتين:
1- يمكنك استعمال المواد المعقمة للفم مثل سوائل الغرغرة بطعم النعناع, ولكن عليك أولا القيام بفحص لأسنانك للتأكد من أن سبب المشكلة ليس تسوساً في الأسنان أو التهاباً في اللثة, وعند تنظيف الأسنان عليك مراعاة القيام بفرك اللثة واللسان بفرشاة الأسنان لإزالة أي رواسب للطعام.
2- حاول مضغ بعض البقدونس للتخفيف من حدة رائحة الفم لأنه يلعب دور المعقم الطبيعي.
وقد دلت معظم الأبحاث أن المصدر الرئيس لحدوث رائحة الفم الكريهة هو تجويف الفم نفسه وليس المعدة أو أي من المأكولات التي نتناولها, وأن تراكم البكتيريا في الفم يؤدي إلى حدوث هذه الحالة بسبب الغازات المنبعثة منها والتي تؤدي إلى فساد رائحة الفم.
تأثير الطعام على رائحة الفم
يمكن القول أن بعض المأكـولات التي نتنـاولها تعطـي رائحـة مؤقتـة للفـم تـزول مع تنظـيف الأسنـان في نفس اليــوم, مثـل البصـل والملفوف حيث يحتويان على كميات عالية من الكبريت التي تصـل إلى الدم عند هضمهما ومن ثم إلى الرئتين ليتم طردها من الجسم عبر الزفير عن طـريق الفـم والأنـف وتكون ذات رائحـة كريهـة, أما رائحـة الفـم المزمنـة فلا دخل للمأكـولات بها بل تنتج عن بكتيريا تعيـش في الفم وتتكـاثر وتنتـج المركبات الكبـريتيــة, والغـرض هنا هو التخلص الجـذري من عدد هـذه البكتيريا لضمان زوال رائحة الفـم الكريهـة.
ومن العوامل التي قد تؤدي إلى جفاف الفم وبالتالي إلى نقص كمية اللعاب, اتباع الريجيم أو الحديث لفترات طويلة أو الصيام وتناول بعض العقاقير الطبية والكحول, بالإضافة إلى التنفس من الأنف عند ممارسة التمارين الرياضية والتدخين, وللحرص على عدم جفاف الفم, ينصح الخبراء بالتركيز على شرب كميات وفيرة من الماء, ولتجنب جفاف الفم وبالتالي رائحة الفم الكريهة يجب الحرص على تنظيف الأسنان واللسان بشكل صحيح يومياً, شرب الماء, والابتعاد عن التدخين والمنبهات مثل القهوة والشاي, مضغ اللبان الخالي من السكر, والحرص على مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري ومنتظم.