لقد طاب لك الرحيل

منذ آخر صدفة جمعتنا ذات مساء حين كنتَ متأنقاً كغير عادتك ذلك المساء، لم أجد لا حساً ولا خبراً عن هذا الأحمق بهلول، ربما عبثية الغياب التي نؤمن بها دائماً هي من أبعدته .

كنا ( نطري القط . جا ينط ).. بعد لقاء يشابه الحلم مع ذلك الملك المسكين، صدقني دائماً أرأف لحاله. ربما يحتاج إلى بهلول أكثر من حاجته إليّ .

جحدر ،
أكلتُ أنا طُعْم ( الورد / الهدية ) وليست تلك الحسناء يا صاحبي . لم أكن لأستطيع كتابة غير هذا، ولستُ هناك ولا هنا أفسر ما أكتب. لكني اكتشف يوماً بعد يوم أنك تجيد الإمساك بزمام اللعبة دائماً، تحريك (العصا التي تتوكأ عليها بخفة لا تضاهى ) هكذا دائماً نكتشف أن الأشياء التي تأتي إلينا لابد أن تبطئ في المجيء، لعبة لا يجيدها إلا من هم على شاكلتك.

جحدر،
كانت الأمسية رائعة بمقاييسي، لم يكن ليعكر صفوها سوى أنّ الوقت بدأ ينفذ بسرعة مني.
وهناك في الجهة المقابلة، كنت أقهقه وأقهقه كأني ثمل. إذاً خاب ظنك في البداية يا صديقي، لا بأس بالتغيير، هكذا أردتُ، ( للكرفانات) طعم لن يستسيغه إلا (الذويق )، خسرت البداية، لكن الطريق لم أزل أشاهده.

الملك الكندي.
شكراً لعذب حروفك، ما زال في أذني صداها يتردد، ألم أقل لك أنك بدأت تشبه ذلك الأبيض الحرف.
وشكراً لكَ كثيراً، أرشدتني إلى هنا هذا المساء، لأهرع إليه رغم التعب الذي صار يجلد ظهري.

الجميع.
أعتذر،
المسافة التي تفصلنا عن الحقيقة بدأت بالتقلص، لا حسبما أردتها عندما جئت من هناك منهكاً.

بهلول، عودة.
لوقع جمال حضورك قدرة على الإدهاش ربما قِلة من يملكها،
لكن
(ليحذرك الجميع.)
يا للسخرية جحدر المتلون من قالها

لنا عودة،
ربما.