كان مساءً ممطراً .. كئيباً هائجا..لم أستطع يومها النوم بسلام..فصوته

الدافيء كـــــان يطاردني مع زمجرة الرياح وغضب المطر..خرجت من

غرفتي ونزلت لأجــلس مع الجميع.. لـعل إضطراب الروح يخف ويهدأ..

ولـــكن هيهات ..فلا أنا أرى ما بالشاشه..ولا أنا أسمع حواراتهم..فقط..

كنت هناك ..معه..بروحي ..وجسدي..أتنصت له ولصوته..فجأه شعرت

بإحساس مخنوق ..خرجــت آهه..تلتها مجرد دمـــعة..وبعدها إبتسامة

سخريه للقدر بملء شفتي..ورغم نظــرات الجميع المستغربه نحوي..

تجاهلتهم ..وصعدت مُسرعه تلك السلالم لأصل إلى غُرفتي من جديد..

مرفأ أمان..وهنائي..

إختلست بنظره خلف الستائر ..لأجد أن الحرب مازال مُستمراًَ..بصرخات

الريــح الــذي بين مدٍ وجزر..مصراً أن يصل إلــي بأية طريقه..

إقتربت بهدوء وترصد لأبواب البلكونة الزجاجية وفتحتها .. ..حينها وكــأن

هذا ما كنت تنتظره الرياح مني..

فقد إندفعت إلي وبقوه..تتلاعب بخصلات شعري..تتطيـــرها من حولي

بجنون ..تدفعها لصفع وجنتي لأفيق.. ..تبللت بقطرات المطر المندفعه

معه كرحلة عشق أبديةً حولي..

إرتجفت ..وظللت جامده.. أحضن نفسي بنفسي..أستمتع بقشعريرة

البرودة فيني..وهكذا هل سأنساه..

رفعت حينها ذراعي إلى السماء وصرخت بأعلى صرخةً مخنوقةً فيني

يا رياح الجنوب .. ..هلُمي إلي..أجيبي..

عن ســـؤل لهفتي ..وكل شوق فيني..

عن أحـــواله..وأخــــباره..طمـــــنيني..

إنكـــسر بالبحث عن الوســـيلة قلبي..

تحطــم بالوقـــائع..وبعــثر كل الأماني..

تحـــول من واقــع. ..لــخيال..لسـراب..

وضاع حتى بأحلامي..

صعب..صعب..صعب..

لن تطله الأنامل..

فراشة أنا ..أتمناه لهيبا ملموسا,,

لأطر إليه ويحرقني..

حينها قد أرقد بسلام..في قبري..

تحياتي

شمس البوادي