السلام عليكم
في نهايات القرن قبل الماضي شهد العالم ولادة حدث جديد. لقد كانت عملية التقاط الصور الضوئية يعد أمرا علميا ثوريا، وبدأت كلمة فوتوغرافي تتداول على ألسنة الناس، وأضيفت ككلمة جديدة للقاموس. إن المعنى الحرفي لكلمة فوتوغرافي هو الكتابة أو الرسم بالضوء. وتطور هذا الحدث وتشعبت استخداماته وتنوعت الأجهزة والمواد المستخدمة به لأرقى ما يمكن للعقل تخيله. أصبح عملية التقاط الصور بسهولة متناهية مع تطور التقنيات المستخدمة، ويمكننا القول بأن على قمة هذه التقنيات هي التقنية الرقمية. وهاهي آلة التقاط الصور بتقنية الديجيتال أصبحت أمرا حقيقيا متداولا بين أيدينا، ولم يكن التقاط الصور في يوم من الأيام بأسهل مما هو عليه بهذه الطريقة.

تستطيع الآن أن تلتقط الصورة، وتطبع نموذج منها، وتضع تلك الصورة ليس في معرض فقط بل وترسلها لكل أنحاء العالم ليروها، كل ذلك بدون مشاكل وإزعاجات غرفة التحميض أو الإنتظار طويلا لتحميض الفيلم وغيره.

بقيت العناصر الأساسية للتصوير الضوئي كفن وعلم بصري كما هي. ومع قدوم التصوير الرقمي فإن هذه الأسس اختلفت بعض الشيء. إن الفرق بين التصوير الضوئي والرقمي هو أننا نقيس قوة التحديد على أساس البيكسيل وليست الحبيبة. ولكن ومع ذلك فإنه كما هو في التصوير الضوئي فإنه كلما كان عدد البيكسل أكثر كلما كانت قوة التحديد أفضل وبالتالي كلما كانت الصورة أكثر جودة.

وبالنسبة لمعظم الكاميرات الرقمية، فإن تقنية أداة الشحن المزدوج أو السي سي دي CCD (charge-coupled-device) تلعب دورا هاما في تعيين قوة تحديد resolution وجودة الصورة. إن السي سي دي CCD عبارة عن محصلة مجموعة من أدوات حس sensors مفردة. وكل واحدة من أدوات الحس تخص حبة بيكسل واحدة. وبالتالي فإن عدد أدوات الحس في السي سي دي تحدد أيضا جودة الصورة. وفي جميع الحالات فكلما كان الرقم أعلى كلما كان أفضل.

سترى قوة التحديد في كثير من الأحيان تشير إلى عدد أرقام حبيبات البيكسيل المرتبة بشكل معين على شاشة العرض monitor مثل 640×480 أو 1,152×864بيكسيل. وكما في المونيتور فإن الرقم الأول يشير لعدد حبيبات البيكسيل الموجودة أفقيا أما الرقم الثاني فيشير إلى عدد حبيبات البيكسيل الرأسية. وإذا قرأت إعلانا لكاميرا ديجيتال يقول بأن عدد حبيبات البيكسيل هو مليون(megapixel)  أو أكثر فإن هذا يعني ناتج ضرب عدد الحبيبات الأفقية بعدد الحبيبات الرأسية. مرة ثانية، فإنه كلما كان الرقم أكبر فإنه ينتج عنه جودة أكبر.

الأمر الآخر بالنسبة لقوة التحديد هو أن زيادتها تعني إمكانية توفر مرونة أكبر. فبقوة التحديد العالي يمكنك القيام بالتقريبzoom in  وتكبير الصورة إلى درجة أكبر بدون تكون البكسلة Pixelization أو pixelation. ونشير بالبكسلة هنا إلى تلك الزوايا والحواف النافرة التي تراها عند تكبير صورة رقمية.

كما يميل الأمر لفقدان التفاصيل عند القيام بتكبير الصورة الرقمية، وستظهر البيكسيل كبقع غير مفهومة خاصة في الخلفية.

مرة أخرى عليك تقرير في ماذا سيتم استعمال الكاميرا. فإذا كنت مبدئيا ستضع الصور على صفحات الموقع في شبكة الإنترنت فإنت لا تحتاج لقوة التحديد العالية. إن قوة تحديد قدرها 640×480 يمكن أن تناسب مستعمل الشبكة لهذا الغرض. هذا ومن ناحية أخرى فيجب أن تضع في اعتبارك أنه كلما كانت قوة التحديد للصورة أكبر كلما استهلكت الصورة ملفا ذو حجم أكبر، والحجم الأكبر للملف يحتاج لذاكرة أكبر. وهذا يؤدي بالتالي مساحة تخزين أكبر، ناهيك عن أن الصفحة الموجودة بها الصورة ذات حجم الملف الأكبر تحتاج لوقت تحميل أكبر. فتحتاج لوقت أكبر لنقلها من الكاميرا إلى الكمبيوتر أو عبر الشبكة.

عامل آخر يجب وضعه في الإعتبار هو استهلاك الكاميرا للبطاريات وتكلفة تلك البطاريات. كاميرات الديجيتال يبدو وكأنها تلتهم البطاريات التهاما. وهذا لا يكون مناسبا إذا كانت هناك حدود في الميزانية الموضوعة لمصاريف الكاميرا. يضاف لهذا أن أية مواصفات إضافية موجودة بالكاميرا تقوم بتقليل حياة البطاريات بها. فمثلا الكاميرا الموجود بها شاشة الكريستال السائل LCD تميل لإستهلاك طاقة بنسبة أكبر من تلك التي لا تحوي على LCD. بالطبع فإن الراحة والسهولة التي يوفرها تواجد مثل هذه المواصفات قد تغطي على هذا العيب في الإستهلاك الزائد من الطاقة. ولهذا يمكن أن تفكر في الكاميرا المزودة بمحول الكهرباء، حيث يسمح لك هذا باستخدامه خاصة عند نقل الصور للكمبيوتر بدون استزاف بطاريات الكاميرا.

وعند بحثك عن الكاميرا المثالية فيمكن أن تضع في اعتبارك إمكانية استخدام تلك الكاميرا للبطاريات القابلة للشحن. وإذا كان الأمر كذلك فعليك استخدام البطاريات التي يمكن أن تستعمل وتعيش طويلا.

www