أنا في رأي أن كل واحد منا يجب أن يبدأ بنفسه و يحاول يصلح منها لأنه إذا انصلح حال الأفراد فيصلح حال المجتمع لأن المجتمع يتكون أساسا من مجموعة من الأفراد .. و معظمنا الآن لا يعرف كيف يعيش بطريقة صحيحة او كما أمرنا الله و رسوله بها

سؤال وجيه يطرح ذاته في هذا الوقت بالذات، باعتبار أن العالم لم يعد متوازن بين فئتين القوي والضعيف، وكأن خلقا ليكون القوي قويا، والضعيف ضعيفا لا يمكن أن يتوافقا يوما ما في الحياة الدنيا، ولا يمكن أن يتغير الحال إلى العكس، بالرغم من أن تغيير كف الميزان ممكن، وبكل سهولة.

في حين أنه يتطلب خلق التوازن بينهما، وذلك لكي تستقيم الحالة التي هما عليها، وذلك من أجل الشعور بالرضا أن هناك علاقة بينهما متبادلة الكل منهما بحاجة إلى هذه العلاقة المعنوية الحسية، أكثر مما هي علاقة منطق القوة والضعف، أي إن لم تنصاع لي أيها الضعيف، فسأهشم رأسك، وأطرحك قتيلا ذليلا.

ومنطق القوة لدي القوي، دائما ما يأخذه إلى الغرور، إن لم يكن هناك عامل يؤثر فيه، ويهذبه إلى الوضع أكثر إنسانا، بدلا من أن يكون أكثر شيطانا، إلا أن غياب هذا العامل المهم الذي يقوِّم السلوك الرديء في القوي، جعله ينسى أنه إنسان لا شيطان، وأن الإنسان الضعيف ما هو إلا إنسان مثله، له ما له، وعليه ما عليه، وبالتالي كلاهما يحتاج إلى الآخر في نهاية المطاف …

حين جاء الإسلام غير الموازين في البشرية، عن طريق تهذيب السلوك، فجعل القوي قويا، إلا أنه لم يجعل منطق القوة عنده مطلقا، بل رسم له الخطوط المستقيمة يسترشد بها كلما دعت الحاجة. وجعل الضعيف قويا أيضا، لا أن يكون ضعيفا على ما هو الحال الذي هو عائم فيه، بل رسم له أيضا الخطوط المستقيمة، من أجل إزالة منطق الضعف عنده، ليتحول إلى إنسان قوي ذو مركز.

فالميزان هنا واضح، وكيف أن الإسلام خلق التوازن بين الفئتين القوي والضعيف.

بجانب آخر أن الإسلام حين عمل على توازن الأمور في الدنيا، وجعل المسلمين أكثر قوة فاعلة في العالم، لم يتيح للمسلمين فرصة لأن يكونوا جبارين في العالم، كما يلاحظ في الوقت الحاضر الدول العظمى عندما كانت سابقا وأصبحت الآن، وكيف تعمل من أجل إذلال الشعوب الضعيفة، بل عمل على تهذيبهم بما يتوافق مع كرامة الإنسان.

فالعالم خسر الكثير حين تراجع المسلمون عن الهدف السامي الذي أراده الإسلام للبشرية، وهو حفظ كرامة الإنسان من الذل، وحفظ كرامة الإنسان من الذل هنا يشمل كل المجالات الحيوية وتلك غير الحيوية، وأهم هذه المجالات الخلق الحسن، فكان المبدأ العام لبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البشرية، هو أنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق، فمتى هذب الإنسان سلوكه مع الغير، فكلما تحسنت معاملاته تجاه الغير.

النقاط التي ذكرتَها ما هي إلا تمثل الواقع المرير نتيجة لهذا التراجع، ويعود السبب في ذلك، وجود عامل نكران الجميل من قبل الدول العظمى، وهي ليست بهذه التسمية بحق أن نطلق عليها.

فنكران الجميل الذي وقع الغرب فيه، حين أمدهم الإسلام بشتى العلوم عن طرق المسلمين الذين برعوا، وشاع العلم فيهم في الوقت الذي كان يشع الظلام في الغرب.

فيكفي التعبير عن هذا النكران الغربي للجميل العربي المسلم من خلال هذه الأبيات الشعرية:

أعلمه الرماية كل يومٍ <> فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي <> فلما قال قافيةً هجاني

وشكرا مع التحية.

نعم هدا كله صحيح ولكن يجب التحمل