مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #30699

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِِ
    اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاَتُهُ

    ديوان الإمام الشافعي

    الإمام الشافعي
    150هـ – 204هـ

    لقد كان الشافعي رضي الله عنه فصيح اللسان بليغا حجة في لغة العرب ونحوهم، إشتغل بالعربية عشرين سنة مع بلاغته وفصاحته، ومع أنه عربي اللسان والدار والعصر وعاش فترة من الزمن في بني هذيل فكان لذلك أثره الواضح على فصاحته وتضلعه في اللغة والأدب والنحو، إضافة إلى دراسته المتواصلة و إطلاعه الواسع حتى أضحى يرجع إليه في اللغة والنحو.
    قال أبو عبيد: كان الشافعي ممن تؤخذ عنه اللغة .
    وقال أيوب بن سويد :
    خذوا عن الشافع اللغة. قال الأصمعي :
    صححت أشعار الهذليين على شاب من قريش بمكة يقال له محمد بن أدريس.
    قال أحمد بن حنبل : كان الشافعي من أفصح الناس ، وكان مالك تعجبه قراءته لأنه كان فصيحا.
    وقال أحمد بن حنبل:
    ما مس أحد محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منة.
    حدث أبو نعيم الاستراباذي، سمعت الربيع يقول : لو رأيت الشافعي وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته -التي كان يتكلم بها معنا في المناظرة- لم يقدر على قراءة كتبة لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان في تأليفه يجتهد في أن يوضح للعوام.
    كتمان الأسرار

    إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
    إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق

    حمل النفس على ما يزينها

    صن النفس واحملها على ما يزينهـا تعش سالمـاً والقـول فيـك جميـل
    ولا توليـن الـنـاس إلا تجـمـلاً نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل
    وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ عسى نكبات الدهـر عنـك تـزول
    ولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍ إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
    وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل

    تعريف الفقيه والرئيس والغني

    إن الفقيه هـو الفقيـه بفعلـه ليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
    وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ليس الرئيس بقومه ورجالـه
    وكذا الغني هو الغنـي بحالـه ليس الغنـي بملكـه وبمالـه

    القناعة

    رأيت القناعة رأس الغـنى فصرت بأذيالها متمسـك
    فلا ذا يراني علـى بابـه ولا ذا يراني به منهمـك
    فصرت غنياً بلا درهـمٍ أمر على الناس شبه الملك

    مكارم الأخلاق

    لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ أرحت نفسي من هم العداوات
    إني أحيي عدوي عند رؤيته أدفع الشر عنـي بالتحيـات
    وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما أن قد حشى قلبي محبات
    الناس داء ودواء الناس قربهم وفي اعتزالهم قطع المـودات

    تأتي العزة بالقناعة

    أمت مطامعي فأرحت نفسي فإن النفس ما طمعت تهون
    وأحييت القنوع وكان ميتـاً ففي إحيائه عرض مصون
    إذا طمع يحل بلقـب عبـد ٍعلته مهانة وعـلاه هـون
    ومما تمثل به الإمام

    إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
    فإن كلمته فرجت عنـه وإن خليته كمداً يمـوت

    الإعراض عن الجاهل

    أعرض عن الجاهل السفيه فكل مـا قـال فهـو فيـه
    ما ضر بحر الفرات يومـاً إن خاض بعض الكلاب فيه

    كتب إلى أبوي طي وهو في السجن :

    حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني كثيراً ما سمعت الشافعي يقول :
    أهين لهم نفسي وأكرمها بهم ولا تكرم النفس التي لا تهينها

    توقير الرجال

    ومن هاب الرجـال تهيبـه ومن حقر الرجال فلن يهابـا
    ومن قضت الرجال له حقوقاً ومن يعص الرجال فما أصابا

    السماحة وحسن الخلق

    إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـه وما العيـب إلا أن أكـون مساببـه
    ولو لم تكن نفسـي علـى عزيـزة مكنتهـا مـن كـل نـذل تحاربـه
    ولو أنني اسعـى لنفعـي وجدتـن كثير التوانـي للـذي أنـا طالبـه
    ولكننـي اسعـى لأنفـع صاحبـي وعار على الشبعان إن جاع صاحبه

    ***
    يخطابني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيباً
    يزيد سفاهة فأزيد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيباً

    الفضل

    أرى الغر في الدنيا إذا كان فاضلاً ترقى على رؤس الرجال ويخطب
    وإن كان مثلي لا فضيلة عنـده يقاس بطفلٍ في الشوارع يلعـب

    قال الربيع بن سليمان يقول الشافعي :

    على كل حالٍ أنت بالفضل آخذ وما الفضل إلا للـذي يتفضـل

    الزهد ومصير الظالمين

    بلوت بني الدنيا فلـم أر فيهـم سوى من غدا والبخل ملء إهابه
    فجردت من غمد القناعة صارماً قطعت رجائـي منهـم بذبابـه
    فلا ذا يراني واقفاً فـي طريقـه ولا ذا يراني قاعداً عنـد بابـه
    غنى بلا مالً عن النـاس كلهـم وليس الغنى إلا عن الشيء لآ به
    إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً ولج عتواً فـي قبيـح اكتسابـه
    فكله إلى صرف الليالـي فإنهـا ستدعو له ما لم يكن في حسابـه
    فكم قـد رأينـا ظالمـاً متمـرداً يرى النجم رتيهاً تحت ظل ركابه
    فعما قليـلٍ وهـو فـي غفلاتـهأ ناخت صروف الحادثات ببابـه
    وجوزي بالأمر الذي كان فاعـلاً وصب عليه الله سـوط عذابـه

    السكوت سلامة

    قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهـم إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
    والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
    أما ترى الأسد تخشى وهي صامته ؟والكلب يخشى لعمري وهـو نبـاح

    الصمت خير من حشو الكلام

    لا خير في حشو الكلام إذا اهتدت إلى عيونـه
    والصمت أجمل بالفتـى من منطق في غير حينه
    وعلى الفتـى لطباعـه سمة تلوح على جبينـة

    فضل السكوت

    وجدت سكوتي متجـراً فلزمتـه إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسـر
    ما الصمت إلا في الرجال متاجر وتاجره يعلو على كـل تاجـر

    الإعتزاز بالنفس

    ماحك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك
    وإذا قصـدت لحاجـةٍ فاقصد لمعترفٍ بقدرك

    الإنسان وحظه

    المرء يحظى ثم يعلو ذكره حتى يزين بالذي لم يفعـل
    وترى الشقي إذا تكامل عيبه يشقى وينحل كل ما لم يعمل

    الإيثار والجود

    أجود بموجودٍ ولو بت طاويـاً على الجوع كشحاً والحشا يتألم
    وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي لمخافهم حالـي وإنـي لمعـدم
    وبيني وبين الله اشكـو فاقتـي حقيقاً فإن الله بالحـال أعلـم

    عزة النفس

    لقلع ضرس وضرب حبس ونـزع نفـس ورد أمـس
    وقـر بـردٍ وقـود فـرد ودبغ جلد ٍ بغيـر شمـس
    وأكل ضـب وصيـد دب وصرف حب بأرض خرس
    ونفخ نار ٍ وحمـل عـارٍ وبيـع دارٍ بربـع فـلـس
    وبيع خـف وعـدم إلـفٍ وضرب ألفٍ بحبـل قلـس
    أهون مـن وقفـة الحـريرجو نوالاً ببـاب نحـس

    إذا شئت أن تحيا سليما مـن الأذى
    وحظك موفورا وعرضك صيـن
    لسانك لا تذكر به عورة امـريء
    فكلـك عـورات وللنـاس ألسـن
    وعينـك أن أبـدت إليـك معايبـا
    فصنها وقل يا عين للنـاس أعيـن
    وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى
    وفارق ولكن بالتي هـي أحسـن.

    يخطابني السفيه بكل قبح
    فأكره أن أكون له مجيباً

    يزيد سفاهة فأزيد حلمـاً
    كعودٍ زاده الإحراق طيباً

    الهمة العالية

    أمطري لؤلؤاً جبال سرنديب وفيضي آباز تكرور تبـرا
    أنا إن عشت لست اعدم قوتاً وإذا مت لست اعـدم قبـراً
    همتي همة الملوك ونفسـي نفس حر ترى المذلة كفـراً
    وإذا ما قنعت بالقوت عمري فلماذا أزور زيـداً وعمـراً

    الجود

    إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي وقد ملكت أيديكم البسط والفيضـا
    فماذا يرجـى منكـم إن عزلتـم وعضتكم الدنيا بأنيابهـا عضـا
    وتسترجع الأيـام مـا وهبتكـم ومن عادة الأيام تسترجع القرضا

    حقوق الناس

    أرى راحة للحـق عنـد قضائـه ويثقل يوماً إن تركت على عمـد
    وحسبك حظاً أن ترى غير كاذبٍ وقولك لم اعلم وذلك مـن الجهـد
    ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه وصاحبه الأدنى على القرب والبعد
    يعش سيداً يستعذب الناس ذكـره وإن نابه حق أتـوه علـى قصـد

    منتهى الجود

    يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـه على المقلين من أهـل المـروات
    إن إعتذاري إلى من جاء يسألنـي ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات

    فساد طبائع الناس

    ألم يبق في الناس إلا المكر والملق شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمقوا
    فإن دعتك ضـرورات لعشرتهـم فكن جحيماً لعل الشـوك يحتـرق

    حصيد البدع

    لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعـاً في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
    حتى استخـف بديـن الله أكثرهـم وفي الذي حملوا من حقـه شغـل

    الأمراض من ثلاث

    ثلاث هـن مهلكـة الأنـام أو داعية الصحيح إلى السقام
    دوام مـدامـةٍ ودوام وطءٍ وإدخال الطعام على الطعام

    مدارة الحساد

    وداريت كل الناس لكن حاسدي مدارته عـزت وعـز منالهـا
    وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ إذا كان لا يرضيه إلا زوالهـا

    مرارة تحميل الجميل

    لا تحملـن لمـن يمـن من الأنام عليـك منـة
    واختر لنفسـك حظهـا واصبر فإن الصبر جنة
    منن الرجال على القلوب أشد من وقـع الأسنـة

    المنــة

    رأيتـك تكوينـي بمبسـم منـةٍ كأنك سر من أرسرار تكوينـي
    فدعنـي مـن المـن فلقـمـة من العيش تكفيني إلى يوم تكفيني

    شح الأنفس

    وانطقت الدراهم بعد صمتٍ أناساً بعد ما كانوا سكوتـاً
    فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ ولا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتـاً

    الكفر بالمنجمين

    خبرا عني المنجـم أنـي كافر بالذي قضته الكواكب
    عالماً أن ما يكون وما كان قضاه من المهيمن واجـب

    تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد
    تفـريج هـم واكتسـاب معيشـةٍ وعلـمٍ وآدابٍ وصحبـة مـاجـد

    الحض على السفر من أرض الذل

    ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حرق
    فالعنبر الخام روث في موطونـه وفي التغرب محمولُ على العنـق

    والكحل نوع من الأحجار تنظـره في أرضه وهو مرمي على الطرق
    لما تغرب حاز الفضـل أجمعـه فصار يحمل بين الجفن والحـدق

    حال الغريب

    إن الغريب له مخافة سارقٍ وخضوع مديونٍ وذلة موثق
    فإذا تذكـر أهلـه وبـلاده ففؤاده كجناح طيرٍ خافـق

    الحض على الترحال

    ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍمن راحة فدع الأوطـان واغتـرب
    سافر تجد عوضـاً عمـن تفارقـه وانصب فإن لذيذ العيش في النصـب
    إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
    والأسد لولا فراق الأرض ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصـب
    والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ًلملها الناس من عجم ومـن عـرب
    والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـه والعود في أرضه نوع من الخطـب
    فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـه وإن تغـرب ذلـك عـز كالذهـب

    الدهر يوم لك ويوم عليك

    الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
    أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
    وفي السمـاء نجـوم لا عـداد وليس يكسف إلا الشمس والقمر

    اليقظة والحذر

    تاه الأعيرج واستغلى به الخطر فقيل له خير ما استعملته الحـذر
    أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنـت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
    وسالمتك الليالي فاغتررت بهـا وعند صفو الليالي يحدث الكدر

    الرضا بالقدر

    وما كنت راضٍ من زماني بما ترى ولكنني راضٍ بمـا حكـم الدهـر
    فإن كانت الأيام خانـت عهودنـا فإنـي بهـا راضٍ ولكنهـا قهـر

    رد الجميل بالسيئ

    ومن الشقـاوة أن تحـب ومن تحب يحب غيـرك
    أو أن تريد الخير للإنسان وهـو يريـد ضـيـرك

    الحظوظ

    تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكلـه الكـلاب
    وعبد قد ينـام علـى حريـرٍ وذو نسبٍ مفارشـه التـراب

    تملك الأوغاد

    محن الزمان كثيرة لا تنقضي وسروره يأتيـك كالأعيـاد
    ملك الأكابر فاسترق رقابهـم وتراه رقاً في يـد الأوغـاد

    القناعة

    وان كثرت عيوبك في البرايا
    وسرّك أن يكون لها غطاء

    تستّر بالسخاء فكل عيب
    يغطّيه , كما قيل, السخاء

    ولا ترج السماحة من بخيل
    فما في النار للظمآن ماء

    الدنيا سراب

    وما هي الا جيفة مستحيلة
    عليها كلاب همّهنّ اجتذابها

    فان تجنّبتها كنت سلما لأهلها
    وان تجتذبها نازعتك كلابها

    فطوبى لنفس أولعت قعر دارها
    مغلّقة الأبواب مرخيّ حجابها

    مكارم الأخلاق

    تناظر بشر المريسي و الشافعي أمام الرشيد العباسي , فقال بشر :

    1 – أهابك يا عمرو ما هبتني . . .وخاف بــــشراك إذ هبتنــــي
    2 – و تزعم أمي عن أبيه من. . .أولاد حام بها عبتنــــي
    فأجاب الشافعي رحمه الله :

    3 – أحب مكارم الأخلاق جــــــهدي. . .وأكره أن أعيب و أن أعـــابـــا
    4 – وأصفح عن سباب الناس حلما. . .وشر الناس من يهوى السبابـا
    5 – سليم العرض من حذر الجوابـا. . .ومن دارى الورى فقد الصوابا
    6 – ومن هــاب الرجــال تهــيــبوه. . .و من يهن الرجال فلن يهابـــــا
    7 – و من قضت الرجال له حقوقا. . .و من يعص الرجال فما أصابـــا
    ——————————————————————————–

    مصدر هذه الأبيات من : حلية الأولياء(9/82 – 83) , و المخلاة : (128) , ومناقب الشافعي للبيهقي (2/89) .

    دع الأيام تفعل ما تشاء ***وطب نفسا إذا حكم القضاء

    ولا تجزع لحادثة الليالي ***فما لحوادث الدنيا بقاء

    وكن رجلا على الأهوال جلدا***وشيمتك السماحة والوفاء

    وإن كثرت عيوبك في البرايا***وسرك أن يكون له غطاء

    تستر بالسخاء فكل عيب***يغطيه كما قيل السخاء

    ولا تر للأعادي قط ذلا ***فإن شماتة الأعدا بلاء

    ولا ترج السماحة من بخيل***فما في النار للظمآن ماء

    ورزقك ليس ينقصه التأني ***وليس يزيد في الرزق العناء

    ولا حزن يدوم ولا سرور***ولا بؤس عليك ولا رخاء

    إذا ما كنت ذا قلب قنوع***فأنت ومالك الدنيا سواء

    ومن نزلت بساحته المنايا***فلا أرض تقيه ولا سماء

    وأرض الله واسعة ولكن***إذا نزل القضا ضاق الفضاء

    دع الأيام تغدر كل حين***فما يغني عن الموت الدواء

    منقوووووووووول للفائدة

    أختكم : شمس الإمارات
    يا أيها الرجل المريد نجاته اسمع مقالة ناصح معوان
    كن في أمورك كلها متمسكا بالوحي لا بزخارف الهذيان
    وانصر كتاب الله والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان
    وتعر من ثوبين من يلبسهما يلقى الردى بمذمة وهوان
    ثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئست الثوبان
    وتحل بالإنصاف أفخر حلة زينت بها الأعطاف والكتفان
    واجعل شعارك خشية الرحمن مع نصح الرسول فحبذا الأمران
    وتمسكن بحبله وبوحيه وتوكلن حقيقة التكلان
    والحق منصور وممتحن فلا تعجب فهذي سنة الرحمن
    وبذاك يظهر حزبه من حربه ولأجل ذاك الناس طائفتان

    معــــــــــانٍ في شعــــــــــر الشافعــــــــــي

    د, محمد بن عبدالرحمن البشر :-

    تخالج النفس البشرية الكثير من المعاني التي تتبلور لديهم حتى تكون قناعات ربما تظهر جلية في سلوكهم وقراراتهم, والموظف في وظيفته، ورب البيت في منزله، ورجل الأعمال في تجارته ليس ببعيد عن ذلك المعنى، والامام الشافعي الفقيه المجرب تجلت له مثل تلك المعاني فنسجها شعرا سلسا، تتناقله الناس في عصرنا هذا. وقد يكون من الملائم الحديث في هذه العجالة عن بعض من تلك المعاني، ففي بيت من الشعر نراه قد قال:

    كل العداوة قد ترجى مودتها . . .إلا عداوة من عاداك عن حسد

    أليست تلك مقولة حق؟! فوربي فقد أنصف فيما قال, فإن العدو الحاسد لا يثوب عن معاداته إلا بزوال نعمة المحسود، فمبعث العداوة يكمن في بقاء النعمة وتمتع المحسود بها، فلا تلطف المحسود للحاسد يمنعه عن مواصلة حسده، ولا انصرافه عنه راداً إياه عن أربه, فديدن الحاسد في الحياة كذلك، حتى وإن أسديت له من المعروف ما تعتقد أنه سيلجم فاه، فهو غير بالغ رضاه, وسيان ان فعل المحسود أو لم يفعل، فسيظل هدفا يستلذ الحاسد برميه، وتظل غايته سقما لا يرجي برأه, وانه لحري بالانسان ان يتبصر ليرى بأم عينه أن أولئك النفر قليل، وان كان أثرهم غير يسير, وليس للمرء مخرج من غائلتهم، فما لغريمهم من صفات تميزه ولا لصديقهم خلال تغريه, فكان الله في عون كل من ساقته الأقدار للتعامل معهم، يقول الامام الشافعي:

    داريت كل الناس لكن حاسدي. . .مداراته عزت وعز منالها
    وكيف يداري المرء حاسد نعمـــة . . .إذا كان لا يرضيه إلا زوالهــا

    وقد خالج نفس الامام الشافعي معنى آخر جعله في بيتين من الشعر، غير ان الكثير من الناس وأنا أحدهم قد لا يتفق معه في ذلك المعنى، وان كان البعض قد جسد هذا المعنى قولا وعملا, يقول:

    لا يكــــــــن ظنــــــــك إلا سيئـــــــا. . .إن سوء الظن من اقوى الفطــــــــــن
    ما رمـــــى الانسان في مخمصــــــــــة. . .غير حسن الظن والقول الحســــــــــن

    من غير العدل أن يجعل المرء سوء الظن أمام ناظريه وأن يروض نفسه على ذلك، فالشقاء بهذا سيبلغ المدى، والأحقاد ستتجاوز المألوف، ناهيك عن الفرقة، واستفحال العداوة والبغضاء, وما أحسب ذا لب إلا وهو باحث عن السعادة، وفي الحب السعادة لا في البغضاء, من العجب ان يطرح الامام معنى يجسد فيه سوء الظن وكأنه من الفطن، فهل سوء الظن فطنه؟ لعل حسن الظن الذي يقود الى الاستغفال يرمي بالانسان الى المهالك، ولكن لا يعني بالضرورة أن نسيء الظن بالانسان, بل ما أمتع وأسعد من أن يحسن المرء الظن بالناس مع أخذ الحيطة والحذر حتى لا يؤخذ بغرة ويؤتى من مأمنه. وفي معنى آخر يقول الامام الشافعي:

    زن من وزنــــت بما يزنــــــــــك. . .وما يزنــــك به فزنـــــــــــــه
    من جا إليــــك فرح إليــــــــــه. . .ومن جفاك فصــــد عنــــــــــه
    من ظــــن أنــــك دونــــــــــه. . .فاترك هــــواه إذن وهنــــــــــه
    وارجــــع إلى رب العبــــــــــاد. . . فكــــل ما يأتيــــك منــــــــــه

    هذه المعاني الجميلة هي شيم ذوي الألباب، وخلائق ذوي النهى والأحلام, فوربي لا يجد النبيل متعة ألذ من الكرامة، كما لا يجد الذليل متعة ألذ من المهانة، فكلاهما قد نال مراده بإشباع مبتغاه، غير أن البون بين الواقعتين كبير، والفرق في السلوك واضح جلي، وللمرء أن يختار ما يتوافق مع ما حباه الله من قيم، وارتضاه لنفسه من واقع

    من حكــــم الإمام الشافعي – رحمه الله –

    شكوت إلى وكيع سوء حفظي —-فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وأخبرني بأن العلم نور —-ونور الله لا يهدى لعاصٍ

    __________________________________________________

    علي ثياب لو يباع جميعها —-بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
    وفيهن نفس لو تقاس ببعضها —-نفوس الورى كانت أجل وأكبرا
    وما ضر السيف إخلاق غمده —-إذا كان عضبا أين وجهته فرى
    __________________________________________________

    تموت الأسد في الغابات جوعا —-ولحم الضأن تأكله الكلاب
    وعبد قد ينام على حرير—-وذو نسب مفارشه التراب
    __________________________________________________
    نعيب زماننا والعيب فينا —-ومال زماننا عيب سوانا
    ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب —-ولو نطق الزمان لهجانا
    وليس الذئب يأكل لحم بعض —-ويأكل بعضنا بعضا عيانا
    __________________________________________________
    الدهر يومان ذا أمن وذا خطر —-والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
    أما ترى البحر تعلو فوقه جيف —-وتستقر بأقصى قاعه الدرر
    وفي السماء نجوم لا عداد لها —-وليس يكسف إلا الشمس والقمر
    __________________________________________________

    قالوا سكتَّ وقد خوصِمتَ قلت لهم —-إن الجواب لِباب الشر مفتاح
    والصمت عن جاهل أو أحمق شرف —-وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
    أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة —-والكلب يخسى لعَمري وهو نباح
    __________________________________________________

    يخاطبني السفيه بكل قبح —-فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة فأزيد حلما —-كعود زاده الإحراق طيبا
    __________________________________________________

    اذا سبني نذل تزايدت رفعة —-وما العيب الا ان اكو مساببه
    ولو لم تكن نفسي علي عزيزة —-لمكنتها من كل نذل تحاربه
    ولو انني اسعى لنفعي وجدتني—-كثير التواني للذي انا طالبه
    ولكنني اسعى لأنفع صاحبي —-وعار على الشبعان إن جاع صاحبه
    __________________________________________________

    إن الغريب له مخـــــافة سارق —- وخضـــــوع مديون وذلة وامـــــقِ
    فإذا تذكــــر أهلـــــه وبـــــلاده —- ففؤاده كجناحِ طيـــــرٍ خافــــــــــقِ
    _______________________________________________

    إذا اعتذر الصديق إليك يومــــــــاً —-من التقصير عذر أخ مقــــــــرِّ
    فصنه عن عتابك واعف عنــــــــه —- فإن الصفح شيمة كل حــــــــرِّ
    _______________________________________________

    إذا لم أجد خـــلاً تقيـــاً فوحـــدتي —- ألذ وأشهى من غويٍ أعاشـــره
    وأجلس وحدي ، للسفاهـــة آمناً —- أقـــرُّ لعيني من جليسٍ أحـــاذره
    _______________________________________________
    إذا حــــار أمــــرك فــــي معنييــــن —-ولم تــــدرِ أين الخطا والصــــــــــواب
    فخالف هــــواك فــــإن الهــــــوى —-يقــــود النفــــوس إلى ما يعــــــــــــاب
    __________________________________________________

    إحفـــظ لسانـــك أيهـــا الإنسـان —-لا يلدغـــنّك إنـــه ثعبــــــان
    كم في المقاـــبرمن قتيل لسانـــِهِ —-كانت تهـاب لقــاءه الشجعـــــان
    __________________________________________________

    وما موت من قد مات قبلي بضائري —-ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلدي

    من شعر الإمام الشافعي – رحمه الله –

    إذا المـــرء لا يرعـــاك إلا تكلفـــــــــا —-ًفــدعـــه ولا تكثر عليـــه التأسفـــا
    ففي الناس إبدال وفي الترك راحـــة —-وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـــا
    فما كل من تهـــواه يهـــواك قلبـــــه —-ولا كل من صافيتـــه لك قـــد صفـــا
    إذا لم يكن صفـــو الـــوداد طبيعـــة —-فـــلا خيـــر فـــي ود يجـــيء تكلفـــا
    ولا خـــير في خـــل يخـــون خليلـــه—-ويلقــــــاه من بعـــد المـــودة بالجفـــا
    وينكر عيشـــاً قد تقـــادم عهـــده —-ويظهر سراً كان بالأمـــس قـــد خفــــــا
    من شعـــــر الإمام الشافعــــــــي – رحمه الله

    عليك بتقوى الله ان كنت غافلا —- ياتيك بالارزاق من حيث لا تدري
    فكيف تخاف الفقر والله رازق —-فقد رزق الطير والحوت في البحر
    ومن ظن ان الرزق ياتي بقوة —- ما اكل العصفور شيئا مع النسر
    تزود من الدنيا فإنك لا تدري —-إذا جن ليلٌ هل تعيش إلى الفجر
    فكم من صحيح مات من غير علة —- وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
    وكم من فتى امسى واصبح ضاحكا—- وكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
    فمن عاش الفا والفين فلا —- بد من يوم يسير الى القبر
    من وصايا الإمام الجليل أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه)

    وصايا في الطعام :
    1-الفول يزيد في الدماغ ؛ والدماغ يزيد في العقل0
    2-عجبا لمن تعشى البيض المسلوق فنام ؛ فكيف لا يموت0
    شيئان دواء من لا دواء له وأعيت الأطباء مداواته:

    1-العنب 2-قصب السكر

    أربعة تقوي البدن :
    1-أكل اللحم 2-شم الطيب
    3-كثرة الغسل 4-لبس الكتان

    ثلاثة توهن البدن :
    1-كثرة الهم 2-كثرة شرب الماء على الريق
    3-كثرة أكل الحامض

    أربعة تزيد في العقل :
    1-ترك الفضول من الكلام 2-السواك
    3-مجالسة الصالحين 4-مجالسة العلماء

    شيئان يقويان البصر :
    1-النظر الى الخضرة 2-الجلوس تجاه الكعبة

    انتهت وصايا الإمام الشافعي رضي الله عنه)
    من شعـــــر الإمام الشافعـــــــي – رحمه الله –

    أصبحت مطروحا في معشر جهلــــــــوا . . . حق الأديب فبــاعوا الرأس بالذنـــب
    والنـــاس يجمعهم شمـل وبينهـــــــم . . . في العقل فرق وفي الآداب والحسب
    كمثل مــا الذهب الإبريز يشركــــــــــــه . . . في لونه الصفــر والتفضيل للذهـــب
    والعود لو لم تطب منه روائحـــــــــــه . . . لم يفرق النــاس بين العود والحطـب
    من شعـــــر الإمام الشافعـــــــــي – رحمه الله –

    تموت الأسود في الغابات جوعا**** ولحم الضأن تأكله الكلاب
    وعــبد قــد يـنام عـلى حـرير**** وذو نسب مفارشه التراب
    الـدهـر يـوم لــك ويــوم عـليـك****والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
    أما ترى البحر تعلو فوقه الجيف**** وتسـتــقر بأقصـى قـاعه الـدرر
    وفي السـماء نـجوم لا عـداد لها **** وليس يكسف إلا الشمس والقمر

    منقوووووووووول للفائدة

    أختكم : شمس الإمارات

    #503288
    saleen
    مشارك

    مشكوره شمس الامارات على النقل المفيد
    ولك كل الشكر والتقدير
    بصراحه لقد افدتيناا وتم حفظ الصفحه
    للفائده
    وشكراا

    #503334

    تحياتي لك أختي ” شمس الامارات”…

    وشكرا جزيلا لكي على هذه المعلومات الرائعة حقا ….

    وأتمنى لكي باذن الله أن يكون في ميزان حسناتك يوم القيامة..

    ولكي خالص امنياتي
    نوور البدر

    #503357
    أبوغسان
    مشارك

    شكرا أختي شمس الامارات

    على هذا الموضوع الجيد والذي ينفع كبحث يستفيد منه الباحثين وطلاب الجامعات

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد