الرئيسية › منتديات › مجلس الفقه والإيمان › تنبيهات في صلاة الإستخارة
- This topic has رديّن, مشاركَين, and was last updated قبل 19 سنة، 12 شهر by سماره.
-
الكاتبالمشاركات
-
30 ديسمبر، 2004 الساعة 1:53 ص #30606سمارهمشارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من نعم الله العظيمة وآلائه الجسيمة على العبد المسلم استخارته
لربه ورضاه وقناعته بما قسمه وقدَّره له خالقه ومولاه ، ففي ذلك
السعادة الأبدية ، وفي التبرم والتسخط بالمقدور الشقاوة السَّرمدية
وذلك لأن الغيب لا يعلمه إلا الله ولا يطلع عليه أحد سواه ..
لهذا روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال
” من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن سعادة ابن آدم
رضاه بما قضاه الله ..
ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقوة ابن آدم
سخطه بما قضاه الله ”
– أخرجه أحمد والحاكم والترمذي –
لقد أرشد الناصح الأمين والرؤوف الرحيم محمد بن عبد الله أمته
وعلمها ودلها على جميع ما ينفعها في دينها ودنياها ، من ذلك
إرشاده الأمة لدعاء الاستخارة ..
وقد كان السلف يطلبون من الله حتى ملح الطعام وما هو أقل منه ..
ثم يأخذون في الأسباب ..
فهي من أعظم العبادات حال تشتت الذهن ونزول الحيرة بالإنسان
فالعبد في هذه الدنيا تمر به محن وإحن .. ويحتاج إذا وقف على مفترق
الطرق أن يلجأ إلى ربه ويفوض إليه أمره .. ويسأله الدلالة على الخير ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
” ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين
وثبت في أمره ”
فما معنى الاستخارة ؟ وما حكمها ؟ ودليلها ؟ وكيفيتها ؟ وماذا يفعل بعدها ؟
وماهي التنبيهات الواردة بشأن صلاة الاستخارة ؟
معنى الاستخارة
طلب الخير من الله سبحانه وتعالى فيما أباحه لعباده
بالكيفية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهذه الكيفية
هي أن يدعو المستخير بدعاء الاستخارة بعد أن يصلي ركعتين
من غير الفريضة ..
حكمها
الاستخارة سنة بالإجماع ..
دليلها
ما أخرجه البخاري في صحيحه بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة
– أي يصليهما سنة بنية الاستخارة –
ثم يقول :
اللهم أنى أستخيرك بعلمك
وأستقدرك بقدرتك
وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم
وأنت علام الغيوب
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر
– يجوز أن يسمى حاجته أو يكتفي بنيته والله أعلم بها –
خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري
( وعاجل أمري وآجله )
فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر
شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري
( وعاجل أمري وآجله )
فأصرفه عني وأصرفني عنه
واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به
تنبيهات
1- عود نفسك الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيرا ..
2- أيقن بأن الله تعالى سيوفقك لما هو خير .. واجمع قلبك أثناء الدعاء
وتدبره وافهم معانيه العظيمة ..
3- لا يصح أن تستخير بعد الفريضة .. بل لابد من ركعتين
خاصة بالاستخارة ..
4- إن أردت أن تستخير بعد سنة راتبة أو صلاة ضحى أو غيرها
من النوافل فيجوز بشرط أن تنوي الاستخارة قبل الدخول في الصلاة ..
5- إذا احتجت إلى الاستخارة في وقت نهي ، فاصبر حتى تحلَّ الصلاة
فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوّت فصلِّ في وقت النهي واستخر ..
6- إذا منعك مانع من الصلاة – كالحيض للمرأة – فانتظر حتى يزول
المانع ، فإن كان الأمر الذي تستخير له يفوت ، فاستخر بالدعاء
دون الصلاة ..
7- إذا كنت لا تحفظ دعاء الاستخارة فاقرأه من ورقة أو كتاب
والأولى أن تحفظه ..
8- يجوز أن تجعل دعاء الاستخارة قبل السلام من الصلاة
– أي بعد التشهد –
كما يجوز أن تجعله بعد السلام من الصلاة ..
9- إذا استخرت فأقدم على ما أردت ولا تنتظر رؤيا في ذلك ..
10- إذا لم يتبين لك الأصلح فيجوز أن تكرر الاستخارة
– وقد أباح البعض تكرار عمل الاستخارة إلى ثلاث مرات في ثلاث ليال –
( بل سبع مرات كما نقله ابن السني وغيره عن أنس )
11- لا تزد على هذا الدعاء شيئا ، ولا تنقص منه شيئا
وقف عند حدود النص ..
12- لا تكون الاستخارة إلا في الشيء المتردد فيه وما كان متيقن
لا استخارة فيه ..
13- لا استخارة في الواجبات .
14- لا يستخير أحد عن أحد .
15- لا استخارة في المكروهات ومن باب أولى المحرمات .
16- لا تجعل هواك حاكما عليك فيما تختاره ، فلعل الأصلح لك
في مخالفة ما تهوى نفسك ..
قال عبد الله بن عمر :
” ” إن الرجل ليستخير الله فيختار له ، فيسخط على ربه
فلا يلبث أن ينظر في العاقبة فإذا هو قد خار له ”
7- لا تنس أن تستشير أولي الحكمة والصلاح واجمع بين
الاستخارة والاستشارة . وقيل :
يقدم الاستخارة ثم الاستشارة وهو اختيار شيخنا ( بن باز غفر الله له )
ما يقرأ في ركعتي الاستخارة بعد الفاتحة
استحب بعض أهل العلم أن يقرأ في ركعتي الاستخارة بعد الفاتحة
في الأولى بالكافرون .. وفي الثانية بالإخلاص ..
قال النووي في الأذكار : ويقرأ في الأولى بعد الفاتحة قل يا أيها الكافرون
وفي الثانية قل هو الله أحد …
واختار بعضهم اجتهادا أن يُقرأ فيهما بسورة يس ، نصف في الركعة الأولى
ونصف في الثانية ..
واختار البعض آية الكرسي في الركعة الأولى وأواخر البقرة في الثانية ..
واختار بعضهم في الركعة الأولى الآيتين التالية من سورة القصص
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ” 68 ”
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ” 69 ”
وفي الركعة الثانية الآية التالية من سورة الأحزاب
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ” 36 ”
وهذه اجتهادات الصالحين وإن قرأ بما تيسر له جاز ذلك
بعد الاستخارة لا تخرج حال المستخير عن ثلاث حالات .. هي :
الأولى قد يطمئن المستخير لأحد الأمرين ، ويحدث هذا بأحد طريقين :
1. إما أن ينشرح صدره لذلك ويطمئن ..
2. وإما أن يرى رؤيا حسنة ..
الثانية قد يظل في حيرة من أمره ، ففي هذه الحال عليه أن يكرر
الاستخارة مرات ومرات ، فقد استخار أبو بكر رضي الله عنه عندما
أراد جمع القرآن كله في مصحف واحد شهرا كاملا
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ..
الثالثة قد يستخير عدة مرات ولا يستبين له ترجيح أحد الأمرين
على الآخر فعليه في هذه الحالة أن يستشير أهل الفضل والصلاح
من ذوي الاختصاص ثم يتوكل على الله ، ويشرع فيما أشير به عليه
ولا يتردد ، وكما أن الاستشارة مشروعة قبل الاستخارة فكذلك تشرع بعدها ..
الرضا بما اختاره الله
على العبد بعد الاستشارة والاستخارة أن يقدم على ما ترجح لديه نفعه
وعليه أن لا يتردد ، فقد روي عن وهب بن منبه قال :
قال داود عليه السلام :” يارب .. أي عبادك أبغض إليك ؟
قال : عبد استخارني في أمر فخرت له فلم يرض ”
الحذر الحذر من ” الخيرة ” وما يعرف ” بفتح الكتاب ”
الاستخارة هي الطريقة الوحيدة لمن تردد في مصلحة أو مضرة
أمر من الأمور ، ولم يستبن له رجحان أحدهما على الآخر
أما ما يفعله بعض الناس مما يعرف ” بالخيرة ” بأن يرقد له بعض
المشايخ بالخيرة ، أويطلب من بعضهم أن ” يفتح له الكتاب ”
فهذا العمل ليس له أصل في كتاب الله ولا سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، ولم يُؤثر عن علم من أعلام المسلمين المقتدى بهم
وإنما هو من جرب بعض المشعوذين ، فينبغي للمسلم أن لا يفعله
ولا يعتقد فيه ، وهو من باب الكهانة ، وقد نهينا عن إتيان الكهان :
” من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ”
كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ..
واعلم أخي الكريم أن الخير كل الخير في الاتباع ، والشر كل الشر
في الابتداع في الدين ما لم ينزل به سلطاناً ..
اللهم خر لنا واختر لنا ، ورضِّنا بما قسمت لنا ..
30 ديسمبر، 2004 الساعة 2:22 م #502485نزار عليمشاركجزاك الله خيرا
30 ديسمبر، 2004 الساعة 10:48 م #502580سمارهمشارك
مرحباً بك أخي نزار علي
في مجالسنا وشكراً لتعطير صفحتي بحضورك الكريم
وعبق دعواتك أحتسبها الله في ميزان حسناتك
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.