أقلعت مركبة سيوز الفضائية الروسية التي تحمل على متنها أول سائح إلى الفضاء، في طريقها إلى محطة الفضاء العالمية من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان
وقد دفع رجل الأعمال الأمريكي دينيس تيتو الذي يبلغ من العمر ستين عاما مبلغ عشرين مليون دولار مقابل تلك الرحلة، التي مضت في طريقها على الرغم من مشاكل في الكمبيوتر حدثت في محطة الفضاء في آخر لحظة

وكان العلماء الأمريكيون قد طلبوا من قبل من موسكو تأجيل اطلاق مركبة سيوز بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، لكن الروس تمسكوا بالمضي قدما لاطلاقها في موعدها

ثم وافقت محطة الفضاء الأمريكية ناسا على إقلاع المركبة الفضائية، وذلك بعد أن وافق الروس على أن مركبة سيوز الفضائية لن تلتحم مع المحطة الفضائية العالمية حتى يتم إصلاح المشاكل

كما أبدت ناسا قلقها من وجود تيتو، لكنها الآن تقول إنها راضية عن الطريقة التي تجري بها حمايته وإبلاغه بالتطورات لدى وصوله إلى المحطة الفضائية

وأظهرت صور تليفزيونية السائح الأمريكي، الذي كان سابقا مهندسا في ناسا، يتحادث سعيدا مع أفراد الطاقم الروسي قبل الإقلاع مباشرة

وكانت المشاكل قد بدأت عندما تعطلت ثلاثة كمبيوترات دون سببب واضح في الوقت الذي كانت فيه الذراع الآلية للمحطة تحمل صندوقا ضخما يزن ألفا وثلاثمئة وستين كيلوجراما لوضعه على متن مكوك الفضاء إنديفور

وواصل الفنيون عملهم خلال الليل من أجل استعادة السيطرة على المحطة بعد أن فقدوا الاتصال بنظام الكمبيوتر فيها

الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح

ينهي السائح الفضائي دنيس تيتو اليوم الاحد رحلته من دون مشاكل، بعد ان دخل التاريخ كاول سائح يقوم برحلة خاصة ومدفوعة الى الفضاء.
ومن المتوقع ان تهبط المركبة الروسية سويوز وعلى متنها رجل الاعمال الاميركي الذي دفع الى روسيا 20 مليون دولار لتحقيق حلم طفولته، يوم الاحد في الساعة 41،5 تغ في كازاخستان. وبعد ان يستريح في المقاعد الخاصة التي احضرها فريق الاستقبال، ليعتاد مجددا على جاذبية الارض يتوجه تيتو والرائدين الروسيين اللذين رافقاه الى موسكو.
وقد كان تيتو في المحطة الفضائية الدولية سائحا بامتياز. وقد قام بالتقاط العديد من الصور الفوتوغرافية واستخدم الة الفيديو من دون ان يزعج احدا، وكان ينام مثل الاطفال، ويستفيد من هنيهات الاتصال مع مركز المراقبة الروسي على الارض ليعرب للعالم كله عن مدى سعادته في اقامته في الفضاء، لانه لم يكن متاحا ارسال بطاقات بريدية. وقد واجه بعض المشاكل في معدته في بداية الرحلة.
وحتى يتجنب تيتو الملل، اهتم في تجهيز الطعام لرائدي الفضاء بعد ان تم تكليفه، بناء على طلبه، باحضار الوجبات الجاهزة من الاماكن المخصصة لها.
ومهما قيل عن الطابع السياحي لرحلة تيتو فقد اتخذت هذه الرحلة طابعا سياسيا وستظل ماثلة في الاذهان لان مبادرة شخصية وراسمالية نجحت بفضل روسيا، التي ما زالت تتعرض للانتقاد بسبب ارثها الشيوعي.
والجدل الذي قام بين البلدين اعطى رحلة رجل الاعمال ابعادا لم تكن واردة اصلا، ومن المحتمل ان يستمر هذا الجدل الى ما بعد انتهاء الرحلة.
فوكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ارادت في بادىء الامر الغاء الرحلة من اساسها في اشارة الى تخوفها من ان عدم خبرة تيتو قد تضر بسلامة المحطة الفضائية. لكن وكالة الفضاء الروسية رفضت الرفض الاميركي بشدة، رغبة منها في احترام العقد الموقع مع تيتو اولا، وخصوصا بسبب الحاجات المالية لبرنامج الفضاء الروسي، الذي تشكل الملايين العشرين التي دفعها تيتو نفحة حياة ضرورية له.
كما ان الروس ارادوا ان يبرهنوا للراي العام الدولي، والروسي على وجه الخصوص الذي احبطه افول عهد محطة مير الروسية، ان موسكو لها كلمتها في المحطة الفضائية الدولية وان الاميركيين ليسوا وحدهم اصحاب الامر والنهي في المحطة المشتركة.
ورضخت الناسا امام الاصرار الروسي لكنها طلبت، لحفظ ماء الوجه، ان يتعهد تيتو خطيا بالتعويض عن اية اضرار قد يلحقها اثناء وجوده في المحطة الدولية.
لكن الامر لم ينته عند هذا الحد اذ برزت اعطال في اجهزة الكمبيوتر الاميركية في المحطة فطلبت الولايات المتحدة تاجيل الرحلة، لكنها تراجعت عن ذلك. ثم طالبت الناسا، خلال الرحلة، بالتعويض عليها عن النفقات التي تكبدتها بسبب رحلة السائح الفضائي. لكن وكالة الفضاء الروسية رفضت اي بحث في الموضوع قبل عودة تيتو الى الارض وهددت باللجوء الى اجراء مماثل، خصوصا وان احدى الاجهزة الرياضية الاميركية في المحطة الدولية خارج الخدمة.
ولكن، بعيدا عن الصراع الدائر في الكواليس فان السياحة الفضائية قد انطلقت مع تيتو ويبدو انها في طريق مزدهر.
فقد اشارت وكالة الفضاء الروسية الى انها تجري مباحثات مع سائح اخر – قالت الصحف الاميركية انه جايمس كامرون مخرج فيلم تايتانك – بينما اكد السائح الفضائي الاول انه اقترح على موسكو اسماء اربعة سواح اخرين لرحلات مقبلة

*************************************
أترك دموعك تنهمر

تذكروا اني انسان

الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح