مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #30126
    الوفي999
    مشارك

    حكاية جديدة

    كان يا مكان … كان في قديم الزمان , امرأة غنية أنعم الله عليها بمال و فير , و مسكن جميل تظلله الأشجار الوارفة , ة تحيط به الحدائق الغناء , و يعيش داخله ستة أطفال صغار يحبون أمهم و تحبهم , و يبتسمون للحياة و تبتسم لهم … هكذا بدأت قمر الزمان حكايتها التاسعة , وأحبت مؤمنه قبل أن تتابع جدتها الحكاية أن تسألها سؤالا ، فقالت: هل كان يعيش مع الأطفال الستة قطة صغيرة يا جدتي ؟ أجابت الجدة : نعم يا مؤمنة… فكما تحبين أنت أن تعيش معك هرتك ياسمين ، فكذلك الأطفال الستة, أحبوا أن تعيش معهم قطتهم (فلة) … هكذا أطلقوا عليها لأن بياضها يشبه بياض فلَة جميلة .

    حكاية جديدة
    وتابعت الجدة جوابها قائلة : وهذه الهرة فلة , هي موضوع حكايتنا يا حبيبتي , وغن لها قصة يحزن لها القلب , وتدمع لها العين عند سماعها , نظرت مؤمنة إلى قطتها يا سمين ومسحت بيدها على رأسها , وأخذت تفكر في ما قالته جدتها . هل يا ترى تستحق القطة أن يحزن الإنسان عليها ؟ و ماذا تفعل حتى تستجلب حزن الآخرين ؟ إنها لم تفهم شيئا من كلام الجدة !! فراحت تسألها : ومن هي فله هذه حتى نبكي عندما نسمع قصتها وفيم البكاء يا جدتي عن حيوان كالقطة !؟ هنا تدخلت براعم وقالت لأختها : إنك لم تغيري عادتك … تقاطعين كلام جدتك في كل حكاية !… ألا تصبرين حتى نفهم منها السبب ؟ فهي لن تهمل شيئا , و حكايتها غير ناقصة !؟

    هدية ووصية

    وضحكت الجدة و أعجبها تصرف براعم , لكنها لم تعلق على هذا الموقف بل راحت تتم حديثها عن فله و الأطفال وأمهم الغنية , فقالت : فله هذه صغيرتي الحبيبتين , حملها الولد الأصغر (حسان) من بيت الجيران , حيث كانت تعيش مع أخواتها الصغيرات , ولما رأته أمه يحملها سألته قائلة : أينقصنا ما تحمله يا حسان ؟ فأجاب حسان : لا يوجد في بيتنا ما نتسلى به أليس كذلك أمي ؟ قالت الأم : ومن أين حصلت عليها ؟ فأجبها : أهدتني إياها جارتنا أم عبد الرحيم وأوصتني بها خيرا , و انتقتها لي من بين سبع قطط صغيرات ,و فله أجملهن يا أمي … إني سميتها فله , أتسمحين لي بإدخالها يا أمي ؟…

    الهرة المدللة

    رضيت الأم بالضيفة فله , وسمحت لا بنها أن يجعلها من ساكني البيت , و فرح اخوته بما جلبه حسان , وراح كل منهم يشتري للهرة قليلا من الحليب أو اللحم بقسم من وفره اليومي , فعاشت فله في رغد من العيش , والحياة السعيدة ( لحم , وحليب , وفراش و ثير وعناية بالغة … الماء في خدمتها إذا عطشت , و حسان عند حسن ظنها إذا ما نادته : مو … مو …, فإنه يفهم عليها ما تريده وسرعان ما يلبي لها طلبها دون تأخر ) . وكبرت فله مع حسان , و اشتهرت بين قطط الحارة والجيران أنها فله حسان المدللة لا يحرمها من أي لون تشتهيه من الطعام الشراب و لا يدخر جهدا في سبيل تأمين الراحة و السعادة لها دوما .

    “ومن شر حاسد إذا حسد “

    وصار عمرها ثلاثة شهور , من يراها يحسبها قد أتمت السنتين لسرعة نمو جسمها , وخاف عليها حسان من أعين الحساد فخفف من أخذها معه إلى السوق , واكتفى بمرافقتها بين غرف البيت و حدائقه . و ساعده أخوته على حمايتها من كل أذى و ضرر , و حسبوا له ألف حساب أثناء مداعبتهم لها , خشية أن يثيروا غضبه , ولكن و مع كل هذه العناية حدث ما لم يكن في الحسبان … و يا ليتها لم تدخل بيت الغنية أبدا … لقد كان الشر ينتظرها ,ليضع حدا لسعادتها , ويقطع عنها باب العناية و المداعبة و النمو المتزايد …فتحت مؤمنة عينها جيدا , و اقتربت من جدتها , لتفهم وتسمع أكثر .

    ركلة قدم فنية

    لقد دخلت الأم ذات يوم إلى المطبخ كعادتها , لتقضي بعض حوائجها … و أغلقت الباب وراءها و راحت تقطع اللحم المعد للطعام , فسمعت مواء القطة فله من داخل المطبخ , بحثت عنها فوجدتها في الزاوية تموء طالبة منها قطعة لحم صغيرة … واقتربت فله من صاحبه البيت قليلا قليلا , و كررت النداء و المطالبة ثانية , فما كان من الأم إلا أن قالت :(أخرجي أيتها اللعينة ) . لقد كانت الهرة تسمع هذه العبارة منها من قبل , فهذه الأم تكره القطة من أول يوم دخلت فيه إلى منزلها … و لم ترضى بإدخالها إلا كرامة لولدها حسان . و كررت الهرة مواءها ثانية وثالثة , و يا لسوء العاقبة !! ركلتها الأم بقدميها , فقفزت المسكينة في الهواء , ثم هوت على رف الصحون الزجاجية …!!

    إلى أين ؟

    و ما أن حطمت الرف صرخت الأم الغنية , و صاحت بالهرة المسكينة , فارتبكت فله حائرة بين الصحون , فاهتز الرف الخشبي و تحركت الصحون المطبقة ــ في سرعة ــ لتعانق أجزاؤها الأرض , ولتتبعثر هنا و هناك , محدثة أصواتا مزعجة أدت إلى هرب القطة نحو الباب !! ولكن أين الباب ؟ الباب مغلق و الغنية فقدت سيطرتها على أعصابها , ووقعت المسكينة فله في حيرة ,استغاثت وقالت (موــ مو ) … لم يسمعها الأولاد فهم في المدرسة ولما يعودوا بعد البيت . و هجمت الأم على الهرة … و أمسكت بها تكاد تخنقها غيظا , وانتقاما للصحون الزجاجية . صرخت القطة , وجددت استغاثتها بحسان أو أحد من أخوته , وليس من مجيب .

    تهديد ووعيد

    و تركة الأم السكين من يدها , و ضغطت بكلتا يديها على عنق فله , وراحت تقول لها :
    سأريك كيف تطلبين اللحم بعد الأن ؟ و سأعلمك كيف تقفزي على رف الصحون أيتها العينة ؟ لم تعد نداءات القطة تخرج من فمها, تألمت من الضغط الشديد على عنقها, وكادت عيناها تخرجان من رأسها, حركت يديها ورجليها, وما زالت صاحبة البيت تحاورها وتهددها(لن تذوقي شربة ماء, ولن تأكلي ما تعودتي علية يا خبيثة … أنا لكي منذ الآن …) . ثم صارت بلا إلى غرفة صغيره لا نوافذ لها, وأدخلتها إليها أقفلت عليها الباب بإحكام وعادت إلى المطبخ .

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد