الرئيسية منتديات مجلس التعليم العصري تصحيح بعض المفاهيم الشبابية المغلوطة

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29999
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم

    تصحيح بعض المفاهيم الشبابية المغلوطة

    نرى في هذا المقال ضرورة التوقف عند بعض المقولات التي شاعت في بعض الأوساط دون أن تستند إلى جدار متين أو تقف على أرض صلبة ، ومنها :1 ـ مقولة (نحن أثقف من آبائنا) :وبالرغم من التأكيد على أنّ كلّ جيل يختلف عن الجيل الذي سبقه من خلال تطور الحياة العصرية ، وأنّ الأبناء ولدوا لزمان غير زمان الآباء ، إلاّ أنّ ذلك لا يشكل هوّة سحيقة ، ولا فارقاً واسعاً بحيث يحدث فصلاً أو شرخاً بين جيل الأبناء وجيل الآباء ، وإلاّ سقطت مقولة التواصل بين الجيلين ، والاستفادة من تجارب الآباء . ولا بدّ من التنبّه إلى أنّ خطورة مثل هذه المقولة هو أنّها تستبطن حالة من الإستغناء عن القدوة والزهد بها ، وهو ما لا نريد لأبنائنا وبناتنا أن يقعوا في منزلقه .2 ـ مقولة (نحن أحرار فيما نفعل) :الإنسان ـ صغيراً كان أو كبيراً ـ يحبّ الحريّة ويطلبها ويقاتل من أجلها . لكنّنا الحريّة في الإسلام ملتزمة ، وليست حريّة الانفلات الغربي .فربّما يتضايق الابن ، إذا تأخر عن موعد عودته إلى البيت ، من سؤال والده : لماذا تأخرت ؟ لأ نّه يرى أنّ له الحقَّ في أن يخرج متى يشاء ويعود متى يشاء لكنّ ما ينبغي الالتفات إليه هو أنّ الابن أو البنت عضوان في أسرة ، وهذا يعني أنّ هناك عدداً من الضوابط والالتزامات التي يتعيّن عليهما أخذها بنظر الاعتبار وعدم التفريط بها ، فالانتماء الأسري تماماً كأيّ انتماء آخر تنظمه حقوق وواجبات وممنوعات ومسموحات .وحتى بغير هذا ، فإنّ قلق الأسرة على أبنائها مبرّر ومشروع ، وأنّ التأخر فوق العادة يثير المخاوف ، وعليه فيستحسن الإشارة قبل الخروج أ نّنا سنتأخر ، وإذا حدث طارئ وتأخرنا دون إمكانية التبليغ عن التأخير ، فيستحسن أيضاً تبيان أسباب التأخر ، وكل ذلك من أجل أن يبقى بناء الثقة بين الأبناء والآباء عامراً .وليلتفت أحدنا إلى أن والده أو والدته كيف إذا خرجا من البيت فإنّهما ـ في العادة ـ يبيّنان مكان خروجهما وساعة عودتهما حتى لا يقلق الباقون ، وبالتالي فهذا وأمثاله ليس تضييقاً للخناق على الحرية ، وإنّما هو تقدير لارتباطنا بالجماعة . 3 ـ مقولة (نحن من الناس) :ومن المقولات التي تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر ، حديث بعض الشبان والفتيات عن شخصياتهم بمنتهى السلبية ، فإذا عاتبت أو انتقدت سلوك أحدهم غير المرضي ، قال لك : كلّ الناس يفعلون ذلك ، وأنا واحد منهم ، أو يقول : «حشرٌ مع الناس عيد» أي لا أريد أن أشذّ عن الناس في أفعالهم .وقد لا يلتفت البعض منهم إلى أن هذا المنطق هو منطق جاهلي قبليّ يرفضه الإسلام ، في حين أنّ الله جعلك إنساناً مسؤولاً وذا إرادة مستقلة وعقل حرّ وبصيرة فاحصة حتى ولو ألقيت معاذيرك قال تعالى (بل الإنسان على نفسه بصيرة * ولو ألقى معاذيره ) القيامة / 14 ـ 15 . فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يكون المسلم (إمّعة) ، قيل له : وما الإمّعة يا رسول الله ؟ قال : «أن يقول أنا من الناس وأنا واحد من الناس ، إنّما هما نجدان نجدُ خير ونجد شرٍّ فلا يكن نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير» .فأنت إذن في الخيار ..اختر طريق الخير حتى ولو اختار الناس طريق الشرّ ، فكثرتهم لا تعني أنّ طريق الشرّ الأعوج أصبح الصراط المستقيم((2)) .4 ـ مقولة (كبرنا على النقد والمحاسبة)يحتجّ بعض الأبناء والفتيات من المراهقين والشبّان بأ نّهم كبروا ، ولم يعودوا بحاجة إلى النصح أو النقد أو المحاسبة ، وربّما يقول بعضهم : نحن أدرى بمصلحتنا ولا حاجة لنصائحكم وإرشاداتكم .وهذا مظهر آخر من مظاهر الغرور والتعالي ، فرغم أنّ الأبناء والبنات قد دخلوا مرحلة الشباب ، وينبغي على الآباء والأمهات أن يعاملوهم معاملة الأخ أو الأخت لا معاملة الأطفال الصغار ، وهذا يتطلب أن تتغيّر اللهجة وأسلوب النقد والخطاب ، إلاّ أن حاجة الأبناء والبنات إلى مشورة ونصيحة وملاحظات ، بل ونقد الوالدين ليست مرهونة بمرحلة الطفولة فحسب ، بل ممتدة مع العمر ، والفارق أنّها كانت في الطفولة تأديبية ، ولكنّها في الكبر تعني التسديد ولذلك على الأبناء والبنات أن يطلبوها من الوالدين ولا ينتظراها منهما .فإذا كنّا نتقبّل النقد من إخواننا وأصدقائنا ومعلّمينا لأ نّنا نقدّر حبّهم لنا وإخلاصهم إلينا ، وإنّهم ربّما قاموا بذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلِمَ لا نقبل ذلك من الوالدين بنفس العناوين مضافاً إليهما أ نّهما الأشدّ حرصاً والأكثر محبّة وشفقة .إنّ رفض النقد والمحاسبة والنصح يعني أنّ الشبان والفتيات يقولون لآبائهم وأمهاتهم : دعونا نخطئ ولا تتدخلوا في إصلاح أخطائنا ، الأمر الذي قد يوقعهم في أخطاء أكبر .5 ـ مقولة (نحن متخلّفون ولا بدّ من اللحاق بالغرب) :قد يأخذ بعض الشبان والفتيات من الغرب صورته الشكلية الخارجية ، وربّما ينظرون إليه من خلال إنجازاته العلمية والتقنية وأساليب إدارته ومناهج بحثه ودراساته ، فيعتبرون أنّ بلدان الشرق ، أو بلاد المسلمين عموماً متخلّفة ، وأن علاج تخلّفها يكمن باللحاق بعجلة الغرب ، ولذلك فإنّهم يتصورون أ نّهم إذا قلّدوا الغربيين في مظاهرهم يكونون قد حقّقوا التقدّم المطلوب .والحقيقة أنْ لدى الغرب الكثير من نقاط القوّة التي يجدر بنا أن نحصل عليها ، خاصّة وأن لدينا عقولاً كبيرة وإرادات كبيرة أيضاً ، ولكن لا ينبغي أن نغفل أنّ لدى الغرب نقاط ضعف وانحلال كثيرة يجب أن لا تصيبنا عدواها ، ومن أبرز تلك النقاط انهيار النظام الأسري والاجتماعي والأخلاقي لديهم . والحكمة تقتضي أن نأخذ بالإيجابيّ السليم ، وأن ننبذ السلبيّ السقيم ، وعدم الإكتفاء بتقليد المظهر ونسيان المضمون والجوهر .6 ـ مقولة (الحجّ للمسنين) :هناك بعض الشبان المستطيعين مالياً الذين يترددون في الذهاب إلى بيت الله لأداء فريضة الحج ، ويتصورون أنّ الحج فريضة مكتوبة على الشيوخ والمسنين .وربّما يتساهل البعض في ذلك بالقول : لِمَ العجلة ، العمر مفتوح أمامنا ، وعندما يتقدّم العمر بنا نذهب إلى الحج .ومع أ نّنا نلاحظ أنّ بعض الشبان والفتيات أثبتوا خطأ هذه النظرة أو المقولة ، فرحنا نشهد قوافل شبابية من الحجيج يؤدون مناسكهم أسوة بالشرائح العمرية المختلفة ، إلاّ أنّ البعض ما زال متمسكاً بمقولة ارتباط تقدّم العمر بالحج ، وأنّ من المبكر أداء هذه الفريضة ، ما دامت صحيفة الأعمال لم تمتلئ بالسيِّئات بعد !ولا بدّ من إعادة النظر في هذه المقولة ، فالعمر أوّلاً ليس معلوماً ، ثمّ أنّ الاستطاعة إذا حصلت وجب الحجّ فلِمَ التأخير ؟! كما أنّ الحجّ بمناسكه المعروفة وشعائره الرائعة يربّي حالة الإيمان ويعمّقها في النفس لما يشهده الحاج من منافع (ليشهدوا منافع لهم ) (3) الحج / 28 .إنّنا لا نريد لشبابنا أن يملأوا صحائف أعمالهم بالسيِّئات ، بل بالحسنات والباقيات الصالحات ، ومَنْ يدري فقد يكون الحجّ عاصماً للشاب من ارتكاب الموبقات ، وإذا مدّ الله في العمر وامتدّت الاستطاعة فيمكن الحج مرّة أخرى ، والعدد أحمد .إنّ مقولة (الحج للمسنين) يجب أن تتغيّر ونستبدل مكانها مقولة (الحج للشبّان) حتى يتمتّعوا بأداء مناسكهم وهم في أتمّ الصحّة والعافية ، ولا يعني ذلك الدعوة لمنع المسنين من الحج ، وإنّما هو شعار لحثّ الشريحة الشبابيّة على الاغتراف من بركات هذه الفريضة .*

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد