الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان قصّة داوود عليه السلام … من عصمة الرسل

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29801


    تروي كتب اليهود أن داوود عليه السلام كان له تسع وتسعون امرأة ثم عشق امرأة قائد جيشه فزنى بها فحملت منه ثم بعث زوجها إلى المعركة بعد ان أسكره فلما قتل فرح داوود بمقتل قائدة وهزيمة جيشه المجاهد في سبيل الله من اجل ان يتزوج تلك المرأة فتزوجها وولدت له ولداً فمات ثم ولدت له سليمان عليه السلام .
    ليست هذه أول فاحشة ينسبها اليهود لأنبياء الله فهم أعداء الرسل ، وسأخبرك في فصل خاص عما في كتبهم فنحن لا نأخذ عقيدتنا عن كتب شهد عليها القرآن بالتحريف والتبديل ، وانما نأخذ عقيدتنا عن القرآن الكريم حيث ورد في القرآن الكريم ما يلي : ( وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب . إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط .إن هذا أخي له تسعة وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزّني في الخطاب . قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) ثم تأتي جملة معترضة فيها موعظة من الله للمؤمنين وتقرير حقيقة فيها نصيحة من الله سبحانه وتعالى لعباده ليست من كلام داوود عليه السلام على ما يبدو ( وان كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ) عند ذلك انتبه داوود لخطئه (فخرّ راكعا وأناب ) فما هو خطـأوه ؟
    أولا: لم يطلب داوود شاهداً. ثانياً: لم يسمع حجة الخصم الآخر ، تسرع داوود عليه السلام وأعطى الحكم فوراً قبل أن يستكمل التحقيق، لماذا؟ لان قوة حجة الخصم وهول صورة الجشع ملكت عليه شعوره حتى لم يبق في قلبه محل لحجة الخصم الآخر ، لربما لو تكلم الخصم الآخر لقال يا نبي الله أنا مشتغل بنعاج كثيرة تدر علي منفعة . أما هو فمشغول بنعجة واحدة لا يساوي إنتاجها ما يصرف لها من وقت وجهد وعناية، ولقد سألته أن يعطيني هذه النعجة واعطيه بقيمة نعجتين لبناً وسمناً فأنفعه واربحه أليس ذلك معقولاً وهو بنفس الوقت لا ينكر أنه سأله نعجته إلى نعاجه لكن لمصلحة المسؤول هنا لم يذكر الله سبحانه وتعالى ما قاله الخصم الثاني لان داوود أذكى من أن يعاتبه الخصم الثاني وأن ينبهه إلى خطئه ، حكم صدر منه في لحظة تأثر أدركه فوراً وعلم أن الله سبحانه وتعالى امتحنه ليعلّمه ، وأدرك داوود عليه السلام أنه لو تعامل مع الخصماء بهذا الشكل فانه سيظلم كثيراً ولو لم يقصد الظلم ، وإذا لم ينصف الخصماء في مجلس نبي فأين يجدون الإنصاف ؟ أدرك داوودعليه السلام خطورة الموقف فخرّ راكعاً واناب يعني تاب إلى الله من التسرع ، غفر الله له ذلك ثم علّمه ( يا داوود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) فما هو الهوى هنا بالنسبة لنبي الله داوود عليه السلام ؟ أهو هوى الجنس كما يفسره اليهود بنظرتهم التافهة القاصرة عن إدراك مقام الرسول الرفيع ؟ حاشا وكلا. الهوى هنا هو الميل إلى عدم الصبر واعطاء الحكم جزافاً ارضاءً للشعور المتأجج عندما بهرته قوة الحجة وجلاء الصورة فلم يصبر حتى يأخذ الخصم الثاني حقه بالدفاع عن نفسه وإظهار الغاية إذ ربما كانت نبيلة . أما بقية التقريع في الآية والآيات التالية فليست موجهة إلى داوود عليه السلام إذ لو كانت موجهة له لهلك من مخافة الله تعالى، والذي وجهه الله إلى نبيه الذكي الحساس الذي أدرك خطأه من تلقاء نفسه وخر فوراً ساجداً لله مستغفراً لذنبه. أولا بشره بالمغفرة فرفع رأسه ثم بين لـه مقامه عنده بأنه اختاره خليفة له في أرضه ليطمئن قلبه . ثم نهاه عن اتباع الهوى وبين لـه أنه يضرك بأسلوب النصيحة رأفة به . ألا ترى يا بني أن هذا هو المفهوم من نصوص الآيات وأنه أقرب إلى الحق وأبعد عن الطعن في كرامة الأنبياء الذين اختارهم الله وهم صفوة الخلق.

    #496823
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم

    بارك الله فيك يا اخي عماد القضاء

    #497010
    أم المجد
    مشارك

    بارك الله فيك

    #499469

    الى .. عزمي .. و.. وام المجد … الكرام .. تحية
    جزاكم الله خيرا وبارك الله بكم
    اخوكم

مشاهدة 4 مشاركات - 1 إلى 4 (من مجموع 4)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد