الرئيسية منتديات مجلس أخبار ومقالات محاولات استغفال التاريخ

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29609

    – ما معني مطالبة ايران للعراق بـ 9 مليار دولار؟

    لم نشأ في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق اليوم من احتلال وتدمير وقتل واختراق كامل من قبل القوي التي تضمر او تظهر الشر للعراق واهل العراق خفية او علانية، ان نفتح جروحاً مؤلمة مع الجارة المسلمة ايران في موضوعة من بدأ الحرب العراقية الايرانية، ومن الذي يجب ان يتحمل مسؤوليتها، بل ومن الذي يجب ان يدفع التعويضات عنها للطرف الاخر..
    لقد اثارت بعض الأوساط السياسية او الاعلامية هذا الموضوع قبل عدة أشهر، وبالضبط خلال زيارة السيد عبد العزيز الحكيم عضو مجلس الحكم المنحل في أثناء رئاسته للمجلس لايران.. لقد قيل في حينها بأن السيد الحكيم قد أعلن بأن لايران الحق في المطالبة بالتعويضات جراء ما لحقها من دمار لأن العراق هو الذي بدأ تلك الحرب، حتي ان بعض الشائعات قد قالت بأن مبالغ التعويضات الذي طرحه السيد الحكيم علي الحكومة الايرانية قد وصل الي مئات المليارات من الدولارات.. لكن السيد الحكيم سرعان ما كذب هذه الأنباء الملفقة واستهجنها لأنها لم تكن في صلب محادثاته مع الحكومة الايرانية في حينها..
    غير ان الأخبار قد بدأت تتري هذه الأيام بشأن هذا الموضوع، حيث تسربت انباء الي الصحف العالمية بأن ايران قد بعثت برسالة الي صندوق النقد الدولي تطالب فيها العراق بدفع تعويضات قدرها 97 مليار دولار علي سبيل التعويضات غير العسكرية عن الحرب بينهما للمدة بين عامي 1980 ــ 1988، في حين اشارت انباء اخري الي ان التقدير الاجمالي الايراني لتعويضات الحرب قد وصل الي (ألف مليار دولار) والتي يتعين علي العراق دفعها لها.

    اضعاف العراق
    ازاء هذه التصريحات والمواقف الايرانية نقول، الحمد لله لان من عاشوا تفاصيل الحرب وويلاتها ومداخلاتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية وحتي الاجتماعية وتلظوا بنيرانها، ما زال أغلبهم علي قيد الحياة، وخاصة أولئك الذين تابعوا عن كثب كيف بدأت وأين بدأت ولماذا بدأت ومن الذي كان يصر علي استمرارها عناداً وحباً في سفك المزيد من الأرواح والدماء من كلا الطرفين حتي طال أمدها، وبدأت أطراف عديدة تزيد من حطبها بحجة تنفيذ نظرية الاحتواء المزدوج لبعض الأطراف الدولية المتنفذة، ولكي يخرج الطرفان العراقي والايراني منها بنتيجة لا غالب ولا مغلوب بالنسبة للبعض الآخر من الدول، في حين كانت دول الجوار الأخري تغذيها بالمال والسلاح لاضعاف العراق بشكل خاص الي الحد الذي لن يقوي فيه ولسنوات طويلة علي أن يشكل تهديداً اقليمياً لسياساتها العرجاء!
    ان من يطالب العراق بدفع التعويضات المالية لايران عن حربها التي أعلنتها هي ضد العراق هو كمن يطالب القتيل بدفع ثمن الرصاصات التي استخدمت لقتله، وهذا والله هو التشويه العلني للتاريخ القريب الذي نحن شهود عليه، بعد ان قامت نفس الأطراف بمحاولات كبيرة وحثيثة ومستمرة لتشويه التاريخ القديم..

    لغة الحرب والدمار
    فمن يعود الي بداية أيام شهري تموز وآب من العام 1980 لا يجد ولا يسمع غير لغة الحرب والدمار والتهديد والوعيد في كافة وسائل الاعلام الايرانية ضد العراق، ثم، من الذي أصدر البيانات الأولي للحرب ضد العراق قبل الرابع من أيلول من نفس العام؟ ومن اغلق الاجواء في وجه الملاحة الجوية في المنطقة؟ ومن الذي أعلن بان منطقة الخليج العربي هي منطقة عمليات عسكرية يجب علي السفن والبواخر والزوارق تجنب الخوض فيها؟ ومن قصف المراكز الحدودية العراقية التي كانت تنتشر علي الحدود العراقية الايرانية؟ ومن الذي بادر بضرب زوارق الدورية العراقية التابعة للقوة البحرية العراقية في (أبو فلوس)؟ ومن الذي رفع شعار تصدير الثورة الي الشعوب الاسلامية التي (فسد) حكامها ويجب ان يقام عليهم الحد؟ ومن الذي رفض أول مبادرة لوقف اطلاق النار بين الطرفين والتي صدرت عن مجلس الأمن الدولي بعد اسبوع واحد من بدأ الحرب ووافق عليه العراق مباشرة؟ بل ومن الذي قصف البيوت الامنة في ديالي ومندلي وزرباطية والعمارة والبصرة قبل الثاني والعشرين من أيلول عام 1980، وهو اليوم الذي بدأ فيه العراق بممارسة حقه المشروع في الدفاع عن ارضه وشعبه ضد الة حربية عسكرية ضخمة كانت تعد سادس أقوي جيش في العالم، علي الرغم من كل المطالبات الدولية التي سبقت هذا التاريخ للجلوس الي طاولة المفاوضات لحل المشكلات العالقة بين الطرفين علي وفق القوانين الدولية، ذلك الذي أعلن صراحة بأن طريق تحرير فلسطين لابد وان يمر عبر بغداد وكربلاء والنجف..!!؟
    ان العودة الي الوثائق والمستمسكات والوقائع والاحداث الرسمية التي تم توثيقها في مجلس الامن الدولي من قبل الجانب العراقي، تثبت وبالدليل القاطع بأن ايران هي التي بدات الحرب علي العراق، هي التي رفضت كافة الواسطات الدولية لايقافها، ورفضت كذلك كافة المبادرات العراقية التي كانت تدعوا الي وقف اطلاق النار في المناسبات الدينية الاسلامية وفي أثناء الاشهر الحرم او الاعياد الدينية، وكان رفضها دائماً يقترن بزيادة وتكثيف الهجمات والمعارك في كافة جبهات القتال، بل وفي قصف المدن المتاخمة لها وبخاصة البصرة والعمارة وديالي ثم بغداد التي شهدت الكثير من الرشقات الصاروخية ضد أهلها، ومدرسة بلاط الشهداء خير دليل علي ما نقوله..!
    نحن حين نتعرض الي هذه التفاصيل والمواقف والاحداث، ندرك مسبقاً بأننا سوف نتهم بشكل أو بآخر بأننا نتحدث بصوت المسؤولين في النظام السابق، وبأننا ندافع عن وجهات نظر صدام حسين وأقواله، ولكن الحقيقة غير ذلك بكثير، بل وكثير جداً، لأننا هنا ندافع عن العراق وحقوق العراق، ندفع عن تاريخ العراق محاولات تحريف الحقائق وتزوير التاريخ الذي لا نريد أن يزوره أحد لمجرد ان احداثه قد وقعت في زمن صدام حسين، فكل عراقي شريف ووطني وأصيل مطالب اليوم بأن لا يسمح لأي كان، شخص أو منظمة أو حزب أو حكومة بأن تزور تاريخ العراق وتلوي الحقائق الشاخصة مثل الشمس أمام أعين الجميع بما فيهم العديد من المسؤولين الايرانيين الذين فضلوا المنافي أو السجون علي ان يستمروا في دعم حرب كانت تصر عليها حكومتهم دون أي تسويغ مقنع أو حجة دامغة.

    طلب التعويضات
    والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم علي المكشوف وعلنا كما يقال هو، لماذا لم تطالب ايران بهذه التعويضات عن طريق المنظمات الدولية طيلة أربعة عشر عاماً سبقت الاحتلال الأمريكي للعراق، مثلما طالبت به الكويت حال تحريرها من الغزو العراقي وقبضت ومازالت تقبض منه الكثير الكثير!؟ ولماذا اختارت ايران هذا الوقت العصيب حيث لا امن ولا استقرار ولا حكومة منتخبة من قبل الشعب ولا اعتراف دولي بقدرة العراق علي دفع حتي مبالغ اشتراكه في المنظمات الدولية أو الاقليمية أو غيرها؟ ولماذا هذه المطالب الان، واجتماعات الدول المانحة للعراق لم يجف حبر اتفاقها علي الوسائل والطرق التي يتم فيها اعفاء العراق من ديونه الخارجية بعد..؟.

    مسؤولية تاريخية
    ان المسؤولية التاريخية اليوم تقع في المقام الأول في هذا الموضوع علي الحكومة العراقية المؤقتة بالدرجة الأساس، وعلي مجلس الأمن الدولي والسيد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بالدرجة الثانية ليقولوا قولهم الفصل في من الذي يستحق ان تدفع له التعويضات، ايران أم العراق، وعلي وفق الوثائق والمستمسكات والأدلة والشواهد التي ملأت آلاف الصفحات، والمحفوظة اليوم في ادراج مجلس الأمن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة دول عدم الانحياز واليونسكو واليونسيف وغيرها..
    المهم الآن واليوم، ان لا يزور التاريخ ونحن العراقيين جميعاً شهود عليه لأن الحرب لم تقع في جزر الموز بل كان ضحاياها أولادنا واخوتنا وآباؤنا وامهاتنا واخواتنا وأبناء شعبنا جميعاً..! وان من يدعم هذه المطالب الباطلة ليست له أية علاقة من قريب أو من بعيد بالعراق والعراقيين فكفانا سكوتاً علي مصادرة حياتنا وأموالنا واسنتنا واراداتنا، فقوة الوطن من قوة المواطن، ومن يسكت علي الضيم مرة يسكت عليه الف مرة ليموت مذموما ملعونا.

    #495420
    moddaa
    مشارك

    اشكرك اخى العزيز حذيفة على التفاعل الدائم ومعايشة الواقع وليس لى تعليق لان الموضوع مكمل لنفسة اشكرك

    #495425
    دبّـــور
    مشارك

    أشكرك أخي حذيفة على ما ذكرته من حقائق….

    ولكن الآن كل من له حق أو باطل أصبح يطالب به لماذا؟؟؟

    لأنهم يعرفون جيدا بأن أمريكا تريد أن تأخذ الكعكة لنفسها وكل واحد يريد أن يخرج ولو بالفتات…. فالآن لا حكومة ولا نظام فهذه الفرصة هي السانحة لهم لكي يأكلوا من خيرات بلاد الرافدين…..

    وهناك مثل يقول (إذا سقط الجمل كثرت سكاكينه)…

    ولكن ستظل العراق أرض الخير والأبطال والتاريخ المجيد… رغم أنف الحاقدين… وستنهض بإذن الله أفضل من السابق بسواعد أبنائها المخلصين البارّين…. وقبل ذلك كله أن يخلصها الله من الخونة وضعيفي النفوس والعقول….

    #495737

    شكرا اخي محمد .. بارك الله فيك

    #495738

    شكرا لك اخ ملقوف .

    وما يمر به العراق اليوم هو ليس اكثر من كبوة فارس .. وان شاء الله سيعود العراق الى ماكان عليه .. بفضل الطيبين من اهله .. وشكرا

مشاهدة 5 مشاركات - 1 إلى 5 (من مجموع 5)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد