مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29545

    لماذا الفلوجة؟

    هذه الفلوجة التي أعيت الأمريكان والصهاينة ستبقى عصيةً على الاحتلال وستبقى نبراساً للمناضلين في كل مكان في العالم وسيخلد التاريخ هذا الاسم، لأن الفلوجة تملك من المقومات ما يجعـلها جديرةً بأن تكون في موقع الصدارة والقيادة.

    بشكل عام توجد في العراق ثلاثة مصادر قيمية هي (القانون والأعراف والدين) ويطلق عليها من الناحية الضبطية (ممنوع عيب حرام) وفي غياب القانون في9/4/2004 وهو القوة القسرية الرادعة، بقيت الأعراف والدين تحت رحمة الشعب العراقي، علماً أن الوجود الأمريكي في العراق هو عيب وحرام، وهنا بدأ التمايز بين الناس على مستوى المدن والقبائل والأفـراد.. وقد تميزت الفلوجة بسبب هذين العاملين وكما يلي:

    1 – أن مجتمع الفلوجة يتكون من خليط متجانس من القبائل العربية العريقة المنسجمة المتصاهرة المتناغمة فيما بينها حد الذوبان فلا تمايز ولا تفاضل ولا طبقات إلا تنافس بالفضائل والمكارم، لذا هناك تشابه في الملامح واللهجة والملبس والأعراف والتقاليد وطريقة التفكير والتفاعل مع الحياة ومستجداتها، ولدى المجتمعات التقليدية بشكل عام (ومن ضمنها مجتمع الفلوجة) قيم وثوابت أزلية توارثتها القبائل منذ أكثر من ألف وخمسمائة عام أي قبل الإسلام وأقرها الإسلام وأعطاها قوة مضافة، كالكرم وحفظ الأمانة وحفظ الجوار والدفاع عن المحرمات حتى الموت، والتأريخ حافل بتضحيات العرب بأرواحهم دون محارمهم (العرض والأرض والمال) (وقد سميت هذه القيم الثلاث بالمحارم زيادة في قدسيتها وحرمتها قبل وبعد الإسلام) وهناك أمثلة كثيرة عبر التأريخ ،تؤكد قدسية المحارم عند العرب كقصة النعمان ابن المنذر والسموءل وكثير غيرهم، ومما تجدر الإشارة إليه أن وأد البنات في الجاهلية ما هو إلا مغالاة في حفظ الشرف عند العرب..

    2 – أن للفلوجة أسم ديني عرفت به إقليمياَ منذ زمن وأصبح الآن دولياَ (مدينة المساجد)، وهذا الاسم له معناه الواضح، والتلميح يغني عن التصريح، كما إن مبادئ الدين الإسلامي والتنشئة الإسلامية معروف تأثيرها في نفوس الناس وأخلاقهم وتصرفاتهم ولاسيما في موضوع البحث وهناك من الآيات والأحاديث التي تحث على الجهاد وتقّيم الجهاد والتي تصل حد تخويل المرأة والصبي عصيان ولي الأمر في موضوع الجهاد ولا تخولهما في جميع نواحي الحياة الأخرى مهما كان السبب َإلا الإشراك بالله.

    وبذا تضافرت وامتزجت القيم العشائرية والدينية لتصبح الفلوجة كتلة صخرية صلبة كالسد المنيع أمام أشرس هجمة عرفها التأريخ الحديث، حيث هب الملتزم وغير الملتزم دينيا، العالم وشيخ القبيلة والأمي والمثقف والبعثي والعسكري والطفل والمرأة وبدون استثناء، وهبت الفلوجة نفيراَ عاما على قلب رجل واحد فكانت النتيجة والحمد لله كما رأينا.

    ومما تجدر الإشارة إليه إن للأمريكان دور مهم بالإسراع في تفعيل المقاومة والإسراع بدخولها الساحة حتى قبل تنظيمها بشكل كامل، وقبل الوقت المقرر لها لأنهم بدءوا بانتهاك قمة القيم العربية وأعز ما يملك العربي وهو الشرف، وهذا أعطى أهل الفلوجة عزماَ إضافياَ وإقداما عالياً وسباقا َعلى الموت لا نظير له ووالله الذي لا إله إلا هو إن الشباب كانوا يتنافسون على الإقدام على الموت حد الاختلاف بينهم.

    الفلوجة الآن هي رأس الحربة، التي تقض مضاجع الأمريكان، وعملائهم من الخونة، أذناب العلقمي علاوي، والعلج فلاح النقيب، ولكن هذا لا يعني أن بقية العراق بمعزل عما يجري في الفلوجة، فقد أثبتت الأيام أن باقي المحافظات ما هي إلا صورة عن الفلوجة، وأبطال الفلوجة، والمقاومة العراقية واحدة في الفلوجة والموصل والرمادي وسامراء وغيرها من المدن العراقية المناضلة، والقضية أن الأمريكان لا يفهمون هذا النسيج العراقي المتماسك، وكذلك العملاء أذناب علاوي والعلج نقيب، فهم تربوا في أحضان الصهيونية الأمريكية، ولكن هيهات لقوى الظلم الباغية أن تنتصر، فهذه الفلوجة تذيقهم الهوان، بعد أن أعلنوا عن انتهاء المعارك في الفلوجة، ما زال النضال مستمراً، وسيستمر ولن يتوقف حتى تنزاح الغمة، وبالنسبة للجماهير العربية والإسلامية، فعليها أن تثق في الفلوجة، فإن جذوة النضال لن تخبوا، وعلى الجماهير العربية والإسلامية، في كل مكان أن تتأكد، أن الضوء يبرق في نهاية النفق، وإن المقاومة العراقية هي ذلك الضوء، الذي سيطلق وميضه المقاومة العربية الإسلامية في كل مكان من أرض العروبة والإسلام، لتقضي على الأنظمة المتخاذلة، والعميلة، ولتعود لهذه الأمة كرامتها وعزتها، وكما انتهت أسطورة دولة الروم وفارس فإن الأسطورة الأمريكية الصهيونية ستنتهي بإذن الله، وإن غداً لناظره قريبُ.

    #495194
    moddaa
    مشارك

    لماذا… الفلوجة…

    حقيقة… لماذا هذا التركيز الأمريكي على مدينة الفلوجة العراقية ذات الأربعمائة ألف نسمة؟، ولماذا هي بالذات التي استقطبت الاهتمام الأمريكي المبكر؟، ولماذا اهتمت القوات الأمريكية بالتمركز في هذه المدينة المسالمة والهادئة، منذ الأيام الأولى للاحتلال؟،… ولماذا يراد إعادة احتلالها مهما كلّف الأمر من خسائر بشرية ومادية ومعنوية بعد أن استعصت على المارينز الأمريكي في أبريل/ نيسان الماضي؟ ولماذا تطلبت عملية اجتياح الفلوجة استدعاء فوج الحرس الأسود «البلاك وتش« البريطاني المعروف بمشاركته في احتلال العراق عام 1914، وبكونه الفرقة الأولى التي احتلت بغداد عام 1917 بقيادة الجنرال مود؟… وكأن بقاء المحتل أو رحيله من العراق يعتمد على فرض السيطرة الكاملة على هذه المدينة، وفيها يتركّز سر قوة المحتل ومصالحه… في مقال للكاتب والسياسي العراقي طارق الدليمي بعض مفاتيح أسرار الاهتمام الأمريكي بمدينة الفلوجة التي لم تعش الهدوء والأمان منذ أبريل/نيسان 2003 وحتى يومنا هذا، حيث تعيش على مدار اليوم تحت وابل القصف الجوي والبري الأمريكي، لتستقبل الغضب الأسود في حاويات القنابل العنقودية المحرمة دولياً… يقول الدليمي: «هذه القوات، بلاك ووتش، التي قاتلت الأمريكان سابقاً (في معركة الاستقلال بقيادة جورج واشنطن)، تتعاون حالياً مع القوات الأمريكية وبدأت تتجه نحو بغداد لإسناد الاحتلال الأمريكي في معركته المرتقبة لاجتياح الفلوجة ….!! لكن هذه القوات بدأت مباشرة عملها الضروري للبقاء للمدة القادمة المقررة سلفاً. إنها بناء القواعد الدائمة في العراق، ويقول جون بايك مسؤول غلوبال سيكوريتي إن العمل بدأ بتشييد (120) مجمعاً عسكرياً بأحجام مختلفة، وذلك لإعطاء مرونة لتحركات القوات العسكرية من منطقة إلى أخرى. وكانت البدايات في معسكرات النصر في بغداد ومعسكر التمرد في كركوك. ويتضامن غرودون ادامز مسؤول دراسات السياسات الأمنية في جامعة جورج واشنطن مع بايك للتأكيد على أن القواعد التي تؤسس هي من أجل الاعتماد عليها في المستقبل القريب عسكرياً وسياسياً. ويعلق بايك، أن البنتاغون ينوي تخفيض بعض المنشآت (عددها 100) في ألمانيا تحت شعار! إذا كان لدينا العراق فما الحاجة إلى ألمانيا؟ ويشارك توماس دونلي الخبير العسكري في أمريكان انتربرايز في النقاش قائلاً أن للبنتاغون (890) قاعدة في العالم، منها الجوية الضخمة ومنها محطات الرادار المتحركة، والوجود الدائم في العراق يعطي صبغة غير عادية حول الأداء العسكري في المستقبل. ويناقش الوضع المالي بصورة محاججة، قائلاً إن النفقات قد تزداد ولكنها تظل أقل من مستويات الحرب الباردة (حالياً 4%، تصل إلى5% ولكنها كانت 5،6% في الحرب الباردة، 10% في حرب فيتنام). وستكون هذه القواعد منشغلة في حروب وقائية وثّابة سريعة وتنتقل من مكان إلى آخر لمواجهة شبكات الإرهاب السرية. وكانت الخطة المباشرة التي اعتمدها البنتاغون هي في وضع مخطط قديم قيد التنفيذ، وذلك بتأسيس 14 قاعدة أساسية في البلاد. لكن الأخبار التي نشرتها المجلات العسكرية الأميركية تشرح ببعض التفاصيل المضغوطة بأن الذي تحقق 12 قاعدة فقط. وقد كشفت مجلة أكشن ريبورت منذ نهاية تشرين الثاني 2003 أن بريمر كان قد اتفق سراً مع جلال الطالباني في الاتفاقية التي عقدت في 15/11، على إقامة 6 قواعد عسكرية في العراق وهي 1 الحبانية، 2 الشيعية، 3 علي بن أبي طالب، 4 الوليد، 5 الغزلاني، 6 حمرين. وكانت الاتفاقات الاقتصادية والمالية قد كتبت عقودها قبل الحرب بفترة طويلة وضمن خطة كاملة لخصخصة الحرب على العراق بين البنتاغون والشركات الأميركية العملاقة وفي مقدمتها هاليبرتون الشركة الضخمة المرتبطة معها كيلوغ براون روت. وكانت العقود تتضمن بناء 20 موقعاً تتحمل وتستوعب 100 ألف جندي. وتشمل هذه المجمعات أبنية صغيرة خاصة للجنود سميت بـ «أكواخ سوا« تشابهاً مع مثيلاتها التي بنيت في فيتنام. وكان أكبر هذه المجمعات يشمل مسافة جغرافية شاسعة تمتد من غرب بغداد إلى عمق الحدود الصحراوية مع سوريا، الأردن والسعودية. ومن الناحية الاستراتيجية اللوجستية، تغطي هذه المجمعات مدناً عديدة ضمن ما يسمى «المثلث السني« ومنها مدن الرمادي، هيت والفلوجة. وعليه فإن سقوط هذه المدن له غاية عسكرية ذات دور سياسي، وله وظيفة سياسية بهدف عسكري مركزي. ومن هذا المجمع الضخم، تنتشر الإمدادات الخاصة والاتصالات السياسية والعسكرية مع الدول المجاورة في قواعد سرية خاصة، فيها الإمكانيات العسكرية والقيادات السياسية ومراكز الإعلام وحتى مكاتب التحقيق والسجون السرية. ولعل أضخم مجمع آخر يمتد إلى تخوم هذا المعسكر العملاق المذكور له استطالات إلى شمال بغداد وشرقها بعد أن تم التقاط مركز قديم له كان موجوداً في القاعدة الضخمة في بلد وملحقاتها قاعدة البكر السابقة. هذه القاعدة موجودة شمال بغداد بحدود 86 كم ولها مساحة 25 كم2 تحيط بها حماية دائرية من 20 كم ومنها يتفرع مدرجان بطول 11.300 قدم والثاني11.200 قدم، وقد شيد أكبر معسكر خاص في منطقة قريبة أطلق عليه اسم “أناكوندا” وهو يحتوي على 17 ألف جندي ومجهز بكل شيء من معدات عسكرية ومدنية. ويرتبط «أناكوندا« مع تسعة مجمعات أخرى تمتد من سامراء شمالاً إلى التاجي شمال بغداد…«. هذه هي الأهمية السياسية والعسكرية للفلوجة المقاومة… فادعوا لها بالنصر، وهذا أضعف الإيمان…

مشاهدة مشاركاتين - 1 إلى 2 (من مجموع 2)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد