السلام عليكم
يسعدني أن أقوم بنشر هذا الموضوع الرائع عن الاسطوانة DVD وذلك نقلا عن جريدة الاتحاد الاماراتية

مع ظهور الكمبيوتر الشخصي Personal Computer (PC) كانت الوسيلة التخزينية القابلة هي القرص المرن floppy disk. ثم بدأ استخدام الوسائط البصرية optical media المتمثِّلة في القرص المضغوط القابل للقراءة فقط Compact Disk – Read Only Memory (CD-ROM) وذلك في تخزين المعلومات وإمكانية التنقل معها، وقد كانت مدهشة بالفعل عند ظهورها الأول لأنها وفرت مجالاً لحفظ أكثر من 600 ميجا بايت Mega byte (Mb) في قرص واحدوسرعان ما أصبحت الأقراص المضغوطة CD-ROM وسيلة لتحقيق الكثير من الأمنيات بعد ظهور الأفلام السينمائية عليها، فأصبح مألوفاً مشهد مستخدمي الكمبيوتر وهم يستمعون إلى الموسيقى أو مواد صوتية أخرى كالقرآن الكريم أو المحاضرات أو الأشعار المنبعثة من محرك الأقراص المضغوطة CD drive الموجود بأجهزتهم· لكن، على الرغم من الاستقبال الحافل لتلك الوسيلة التخزينية الجديدة إلا أنها لم تحقق أمل الذين كانوا يستخدمون برمجيات مثل WordPerfect الذي يحتاج إلى 680 Mb حتى يتم تخزينه، كما أن برمجيات تحرير الأصوات وتطويرها على اختلاف أنواعها لم تكن على المستوى المطلوب من الكفاءة مما أدى إلى قصور في تكوين وسائط متعددة multimedia فعلية، كذلك كانت الأفلام المخزنة على الأقراص المضغوطة CD-ROM تعاني أيضاً من عدم القدرة على مشاهدتها في كامل حجم الشاشة الحقيقية للكمبيوتر وإنما لا بد من أن تُشاهَد الأفلام في حجم للصورة أقل من نصف حجم الشاشة· الهيئة بما أن الأقراص المضغوطة CD-ROM رسَّخت وجودها على مسرح الأحداث، فإنها بدأت تتيح الفرصة للمستخدمين، للاستفادة من قدرتها التخزينية العالية على مشاهدة الرسوميات بشكل أوضح من قبل طالما كانت لديهم بطاقة الرسوميات graphics card الملائمة لشاشات أجهزتهم· ومرة أخرى، ظهرت تجارب لم تحقق طموح المستخدمين في مشاهدة الرسوميات بشكل مناسب· وقد حان الوقت لبعض آليات التخزين التي توفر الاستفادة من قدراتها على تحسين مشاهدة الرسوميات ونقل التجارب المحترفة للوسائط المتعددة إلى المنازل· ولا بد من الالتفات إلى الواقع الذي لا يمتلك فيه إلا القليل من الناس كمبيوترات شخصية، فالغالبية العظمى التي لديها التلفزيون أكثر ممن لديهم الكومبيوتر، وهنا دخل عضو جديد إلى عالم الوسائط التخزينية هو DVD. تبعاً لنوع القرص، فإن DVD يمكنه تخزين 4,7 إلى 17 جيجا بايت Giga byte (Gb) من البيانات على قرص واحد فقط (لا بد أنك ستحتاج إلى حوالى 12000 قرص مرن بحجم3,5 بوصة)· يمكن أن تعني DVD أنه القرص الفيديوي الرقمي Digital Video Disc لكن التفسير المقبول علمياً هو القرص الرقمي متعدد الاستعمالات Digital Versatile Disc لأنه يمكن استعماله لتخزين بيانات الكمبيوتر مثلما يمكنه تخزين أفلام الفيديو· تعتمد هيئة DVD على نفس هيئة CD، بحيث يبلغ قطره 5 بوصات ولديه طبقتَان layers في كل وجه، فيمكنك بذلك استخدام وجهيه الإثنين· وعند تغيير تركيز الليزر فذلك يعني عملية القراءة للقرص، فبالتالي يمكن الوصول إلى طبقة البيانات القريبة من السطح مما يؤدي إلى زيادة السعة التخزينية للقرص زيادة هائلة· يتنوع DVD إلى 5 أنواع أساسية هي : DVD-Video لعرض أفلام الفيديو· DVD-ROM لقراءة بيانات الكمبيوتر فقط· DVD-Audio للمؤثرات الصوتية· DVD-R لتخزين بيانات الكمبيوتر مرة واحدة فقط· DVD-RAM لتخزين وإعادة تخزين بيانات الكومبيوتر· ويُبْرِزُ تنوع DVD كيف يمكن لهذا الوسيط التخزيني أن يجمع بين عالمَيْ احتياجات التسلية واحتياجات الكمبيوتر· البيانات والفيديو مع مرور الوقت فإن هناك مجموعة من المعايير تم التصديق عليها وإقرارها ومن ثَمَّ قبولها من الكثيرين من مصنِّعي ومشغلي ومستخدمي DVD، على الأقل لغاية إثبات عدم جودة تلك المعايير والمقاييس· والنوع الأساسي الذي لم يتم الاتفاق على معايير محددة له هو الأقراص القابلة للكتابة writeable ومؤخراً ظهرت أفكار بأنه يمكن جعل جميع الأقراص قابلة للكتابة ولكن شركتي سوني Sony وفيليبس Philips لديهما رأي آخرى· ومن نافلة القول انه بعد أن يتخلص المرء من اعتزازه وتعظيمه لكل ما يقوم بإنتاجه وصناعته التي يعتبرها أفضل ما وُجِد، عندها يمكن الاتفاق على معايير محددة لهذه الصناعة الجديدة· ولسوء الحظ ( أو لحسن الحظ يعتمد ذلك على أي بُعد ترى منه الموقف ) فإن تكنولوجيا DVD ترسخت بقوة في الوسائط المتعددة وصناعة التسلية، لكن من الخطأ التركيز فقط على قطاع التسلية، فيمكنك تخزين ما يقارب 133 دقيقة من أفلام الفيديو على طبقة واحدة حيث إن حوالى95 في المئة من الأفلام تكون مدتها في هذه الحدود، كما يمكنك تخزين 8 مسارات من الأصوات soundtracks. والجودة مسألة أخرى في عالم DVD، حيث يوفر جودة فيديوية استثنائية فهناك حوالي 500 خط أفقي تعمل على تحسين درجة نقاء الصورة resolution وهو ما يعادل ضعف عدد الخطوط الموجودة في الصور الصادرة من جهاز الفيديو لديك· وليس مفاجئاً القول أن هناك خططاً لإحلال DVD مكان أجهزة الفيديو الموجودة حالياً وذلك حالما يتم الاتفاق على مسألة معايير التسجيل في هذه الصناعة· ولمن يهتم بمواصفات الفيديو فإن من الجدير بالذكر أن معايير الفيديو الرقمي CCIR-106 Digital Video Standard تحدد معدل تخزين الفيديو بـ 167 Mb في الثانية، وذلك يعني أن DVD الذي يحفظ على الأقل 4,7 Gb يمكنه تخزين نفس المعدل خلال 4 دقائق، وذلك لأن فيديوDVD مضغوط بأسلوب MPEG2 لضغط الفيديو· و MPEG-2 هو مجموعة معايير تنظمها مجموعة خبراء الصور المتحركة Moving Picture Experts Group التي تقوم بتحليل صور الفيديو المتكررة ثم تقوم بضغطها تبعاً لما يحتاجه كل مشهد وقد يكون من الغريب معرفة أن التكرار redundancy عامة في الفيديو يكون بمعدل أكثر من 90 في المئة· وقــــد تحســــنت معايير الجـــــودة في MPEG-2 عن تلك التي الموجودة في MPEG-1 وذلك لأن المعايير الأحدث اتبعت أسلوباً متغيراً في معدل ضغط الصور بحيث عندما يكون الفيديو أقل تكراراً فذلك يعني أتوماتيكياً ضغطاً أقل للصور· تحدثنا عن الجانب المرئي في DVD لكن الجانب السمعي فالمعايير فيه أكثر تنظيماً· ففي الأفلام نجد أن الصوت المحيط هو من نوعية Dolby Digital العالية الجودة، أما مسارات الأصوات المصاحبة للفيلم فتحتوي على قناتين أو 5,1 قناة، فيوفر تعدد قنوات الصوت 5 قنوات منفصلة وقناة مشتركة لما يسمى بـ Subwoofer فتقوم كل قناة بإنتاج إشارات تردد الصوت التي تصل إلى 120 هيرتز Hertz (Hz). الجدوى لدينا هنا تكنولوجيا عظيمة الأداء لكن ما زالت هناك بعض المشاكل التي تلقي بظلالها عليها فما الذي يمكننا عمله بهذه التكنولوجيا ؟ كل من شاهد عرضاَ على DVD يعرف بأنه إلى جانب إمكانية مشاهدة الأفلام عليها يستطيع اختيار مشاهد معينة حسب رغبته لإعادة مشاهدتها ثانية، أو تغيير اللغة المصاحبة للفيلم حسب الحاجة، بل أنك تستطيع مشاهدة ترجمة مصاحبة للفيلم مغايرة للغة المستخدمة فيه، فتحس فعلاً بأنك تعيش أحداث الفيلم من داخله· كما أن هناك مزايا عديدة إضافية عند مشاهدة محتويات DVD مثل إمكانية مشاهدة الحركة من عدة زوايا مختلفة بسبب خاصية توظيف تعدد الزوايا Multi-Angle Functioning التي تسمح لتسع زوايا يمكن للكاميرا أن تلتقط منها الصور وذلك في الزمن الفعلي real time. وإذا كنت من المغرمين بألعاب الكومبيوتر مثل لعبة Riven فإن DVD سيجعل ممارسة هذه اللعبة متعة حقيقية· وتوجد ميزة عجيبة لاستخدام DVD وهي إمكانية إنشاء أفلام تفاعلية interactive movies وذلك بسبب وجود خاصية توظيف تعدد القصص Multi-Story Functioning حيث يمكن للمُشاهد أن يختار المنظر الذي يؤديه الممثلون في فترات معينة، وبهذه الطريقة يمكنك أن تتحكم في الفيلم ويخرج بالصورة التي تريدها، وطبعاً يتم ذلك من خلال خيارات محددة لكل مرحلة من مراحل حبكة الفيلم، ويُتوقع أن تظهر عدة أفلام في الساحة بسبب هذه القدرة على توليد الأفلام إلكترونياً· وهناك أيضاً ميزة الإغلاق الأُسَرِي Parental Lock حيث يتم إحلال المشاهد العنيفة الموجودة بالفيلم بمشاهد أكثر قبولاً من كافة أعضاء الأسرة· أما مسألة حقوق النشر فإنها تسبِّب إزعاجاً حقيقياً لشركات أفلام هوليوود التي لا تعجبها فكرة أن يقوم الجمهور بإنتاج أفلام منسوخة عن أفلامها باستخدام مشغلات DVD القابلة للتسجيل recordable DVD players، ولكن يوجد حل لتلك المشكلة وهو أن كل قرص يحتوي على معلومات ويتم إدخاله إلى تلك المشغلات يتم تمييزه ولا يمكن أن يُنسَخ منه، ولكن ذلك سيتم عندما تُطْلَقُ تلك المشغلات المميِّزة إلى الأسواق· والنتيجة لدينا إذن تكنولوجيا رائعة لم تعرف لها حدوداً بعد· تمعن في المواد التعليمية التفاعلية interactive educational titles التي يمكنك أن تضعها معاً باستخدام DVD. ونحن بحاجة إلى رؤية أعداد أكثر من المحركات لتشغيل DVD وعناوين أكثر على تلك الأقراص تنتشر في الأسواق مما يؤدي إلى تحسين تجارب استخدامها والاستفادة منها· تخيل مثلاً أنه في خلال عام من الآن يمكنك أن تعمل على كومبيوترك الشخصي بينما يشاهد أبناؤك أو أخوتك الفيديو في غرفة التليفزيون بحيث يتم تشغيل الفيديو من خلال كومبيوترك الذي يحتوي على محرك لتشغيل DVD.

تحياتي
WWW