الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان إماطة الأذى عن الطريق

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29366
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من شعب الإيمان) متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل سلامى من الناس عليه صدقة… ثم قال: وتميط الأذى عن الطريق صدقة” رواه البخاري ومسلم.

    هل تعلم أن الكثير منا يتعرف على سنن النبي صلى الله عليه وسلم من خلال رؤيته لشخص آخر يقوم بهذه السُّنّة. إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ولم يفعل هذه السنن إلا لتكون هذه السنن ظاهرة واضحة يتأثر بها الجميع حية أمامهم، ولن تكون كذلك إلا أن نكون حريصين على فعلها ونشرها.

    فإذا انتقلنا إلى إماطة الأذى عن طريق المسلمين، وجدنا مغفرة الله لرجل قطع غصن شجرة، مال على الطريق، فكان يؤذي المارة! وهي من الصدقات، وبسببها أدخل رجل الجنة فعند أبي داود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “نزع رجلٌ لم يعمل خيراً قط غصن شوك عن الطريق، إما كان في شجرة فقطعه وألقاه، وإما كان موضوعاً فأماطه، فشكر الله له بها فأدخله الجنة”.
    إنه الإيمان العظيم، الذي يربط بين السلوك الإيجابي للفرد المسلم في مجتمعه بغفران الذنوب في الآخرة. إن المتأمل في أكثر شوارع المسلمين الآن يجد مصادر الأذى أكثر من أن تعد أو تحصى!

    إن إحداث الحفر، دون وضع علامات تحذيرية، وترك أكوام القمامة، وإهمال أفرع الأشجار البارزة، فتعوق السير، وإهمال أعمدة الكهرباء المائلة وأسلاك “الكابلات” المكشوفة، ووضع أكوام مواد البناء، التي تسد الشوارع، والعبث وتكسير الزجاج في مسارات المشاة أو السيارات، وترك الدخان الكثيف يخرج من السيارات، بسبب إهمال إصلاحها، وإشعال النار في الإطارات، أو في القمامة، في الشوارع والساحات… كل ذلك من أخطر أسباب الأذى، التي يعاني منها المسلمون في شوارعهم.

    ويدخل في إماطة الأذى عن الطريق تسهيل الطرقات الصعبة التي تشق على من سلكها وتؤذيهم، فإن في إصلاحها وتسهيلها إزالة لأذاها ومشقتها، فمن ساهم في ذلك بماله أو بدنه فقد فعل خيراً، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله والإحسان إلى عباد الله فسوف يلقى الذكر الطيب في الدنيا، والثواب الجزيل في الأخرى إن شاء الله.

    آخر الأخبار: مصدر الأذى من المريخ

    الغريب أننا نظن أن الناس “الآخرين” هم فقط الذين يقومون بإلقاء الأذى في الطرق ولا علاقة لنا بذلك. الحقيقة أنها مسؤولية مشتركة فتحدثنا في بداية هذا المقال عن دورنا كقدوة من خلال إماطتنا للأذى عن الطريق، وحديثنا الآن عن دورنا في عدم إحداث أي أذى على الطرق، ولنا هنا كلمتان فيهما حل بسيط:

    أ – التوفير والاقتصاد:
    المهملات والقاذورات التي تسبب مشكلة في التعامل معها وتؤدي لمشكلات نظافة الطريق، ويؤدي حرقها لتلوث الهواء، يمكن أن تقل إذا قللنا منذ البداية استهلاكنا، قبل أن نمد أيدينا إلى البضائع في المحال عند التسوّق فلنقف: هل نحن في حاجة لكل هذا؟ وما حجم المتبقي من تغليفه ومادته بعد الاستخدام؟
    فنحاول الاقتصاد واختيار ما يمكن إعادة استخدام تغليفه وأوعيته.
    ب- إعادة الاستخدام:
    لو تأملنا ما في سلة المهملات كل يوم لوجدنا أشياء كثيرة يمكن إعادة توظيفها بقليل من الجهد، فالأوراق التي نُلقيها يمكن استخدام الناحية البيضاء منها خاصة في رسومات وتدريبات الأطفال، والزجاجات يمكن إعادة استخدامها في أغراض منزلية شتى بعد تنظيفها، أو تجميعها وبيعها لتجار المستعملات، والأمثل إعادة تدويرها إذا كان في المدينة مصانع إعادة تدوير المواد الخام لتصنيعها من جديد وتوفير المواد الخام.

    حوار مع مسئول:
    أما تحب أن يكون شارعنا جميلاً؟ هل نستطيع إزالة هذه القاذورات عن شارعنا؟ الأصل في الموضوع هو تربية النفس وتنشئتها على ذلك. ومازلت في صلب الموضوع، لأن المسلم الرباني، والمسلمة الربانية يربيان هذه المعاني في نفوس أبنائهما، ومن هؤلاء الأبناء من يكون مسؤولاً عن أسباب الأذى، أو إماطته. لو أن كل مسؤول ربته أمه منذ الطفولة على إماطة الأذى عن الطريق، لصار في وظيفته مهندساً أو فنياً أو عاملاً أو مديراً مؤمناً كامل الإيمان، يميط الأذى عن الطريق.

    أيها الأحباب إن الطريق هو واجهة لما هو موجود بالمجتمع ولا يصح بأي حال من الأحوال أن نجعل المسؤولية المباشرة على الحكومات وفقط، بل يجب علينا كمجتمعات إسلامية لديها من التحضر الإسلامي الراقي – ذلك الذي لمسناه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم – ولديها من الذاتية والإيجابية أن تحمل جزءاً من ذلك ونكون حريصين على بقاء المكان الذي نعيش فيه ونتواجد فيه نظيفاً دائماً. وليكن شعارنا “المسلم إذا كان في مكان، تركه أنظف مما كان” فهيا بنا أيها الأحباب نبدأ في جمع الصدقات.

    #493312

    شكرا عزمى على الموضوع الجميل وجزاك الله خير
    تحياتي

    #493335
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم

    شكرا لك على المرور يا اخي العتاب (ليش)

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد