مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29365
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله” رواه الترمذي

    عندما يسدى إليك شخص ما معروفاً فمن الأدب أن تشكره لأنه قام لك بخدمة.
    وعندما ينقذك شخصاً من أن تقع في مكروه، ألا يستحق الشكر ؟ بالطبع نعم
    بل إن هناك أمثلة تبدو لنا بسيطة ونرى أنها لا تستوجب الشكر مثل أن أسأل شخصاً عن الساعة فيرد علي أو أن أشكر من يقوم بمسح حذائي
    أراك مستغرباً من كلماتي.. هل ترى كلامي غريباً؟

    إذن دعني أسألك أولاً: من الذي يستحق منك الشكر؟ وبأي شئ تقيّم الشخص الذي تشكره؟ هل تقيّمه على هيئته أو شخصيته أو مركزه،………….. أم على شئ آخر؟

    دعونا نرى ماذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام : “من لا يشكر الناس لا يشكر الله” رواه الترمذي. إن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الناس” وهي كلمة عامة يُفهم منها كل الناس ولم تقتصر على فئة دون أخرى، فكل من يسدي لنا معروفاً – حتى ولو أخذ على ذلك أجراً – يستحق منا الشكر، فإياك أخي المسلم ويا أختي المسلمة أن تفرقوا بين البشر في شكركم لهم فالطبيب مثل الغفير مثل المهندس مثل ماسح الأحذية كلهم عند الله سواء ولا يتفاضلون إلا بالتقوى.

    ما هو الشكر؟
    شكر الناس يعني: التحدث بحسنات الناس مهما كانت ودفن أخطاء الناس ما دامت لا تضر بالآخرين، وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفشو الحسنات وادفنوا السيئات” وقوله: “ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ” البخاري.

    كيف نشكر الناس:
    قال صلى الله عليه وسلم :” من أعطي عطاءً فوجد – أي ما يكافئ به هذا العطاء- فليجزِ به، فإن لم يجد فليُثنِ، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر ” (رواه الترمذي وغيره، صحيح الترغيب والترهيب). أي من أثنى على صاحب المعروف بما هو أهله بين الناس فقد شكره وكافأه، ومن يكتم الثناء والاعتراف بالجميل فقد كفر النعمة، وكتم حق المتفضل عليه .. ثم تأمل كيف سمّى كتمان الشكر والثناء كفراً، وهذا إن دل فهو يدل على فداحة الذنب وعظمه !

    وقال صلى الله عليه وسلم :” من أُتي إليه معروف فليكافئ به، ومن لم يستطع فليذكره – أي بين الناس – فإن من ذكره فقد شكره ” (أخرجه أحمد، صحيح الترغيب:962 ). أي إن نشر معروفه عليه بين الناس يكون قد أدى شكره ..

    وشكر الناس يكون بمكافأة الجميل بصنيع جميل يقابله، أو بالدعاء لهم بالخير، عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استجار بالله فأجيروه ومن آتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه))[النسائي ح2567، أبو داود ح5109]
    وعن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء))[الترمذي ح2035]

    فوائد شكر الناس:
    شكر الناس يزيد في قوة الترابط بينهم، وفي معرفة إمكانيات بعضهم، فينتشر بينهم الاحترام والتقدير والأمن والاستقرار.
    وشكر الناس دلالة على خلو القلب من أمراض الحسد والرياء والتنافس الفاسد تماما وشكر الناس حق من حقوقهم عليك.
    علماء النفس يقولون ( كل امريء يولد وعلى جبينه مكتوب ” احترمني ” ) والشكر تاج الاحترام وعندما يغيب الاحترام، تتوتر العلاقات ويسري فيها الحسد والبغضاء.

    الله هو الشكور ……. أيها الأحباب هل تشكرون كل الناس؟
    إن من أسماء الله عز وجل الشكور .. وكلمة الشكور أي كثير الشكر فالله عز وجل يكافئ على الحسنة الواحدة بسبعمائة ضعف، فكيف والمطلوب من المرء أن يشكر أخاه بالمثل، حسنة بمثلها فقط فعن النبى – صلى الله عليه وسلم – فيما يروى عن ربِه عز وجل قال قال «إن الله كتب الْحسنات والسيئات، ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة»

    ورسول الله كان يشكر الغلام والجارية فضلا عن أصحابه – حتى وإن كان عملهم بسيطاً- لأن شكر المرء على شئ حسن يدفعه للمزيد بينما طمس الكلام عن حسناته عون للشيطان عليه فيدفعه للتوقف. ومن هنا نرى أن جملة “لا شكر على واجب” هي جملة خاطئة فكل الناس يستحقون منا الشكر حتى ولو كان ما يفعله واجب عليه.

    عالَم بلا شكر… هو عالَم بلا إنجازات
    إخواني الأعزاء إن العالم الذي نعيش فيه قد استبدل معاني الرحمة والود بالماديات التي طغت على حياتنا، فإن بداية السعادة تبدأ بكلمة شكر مع ابتسامة فلنأخذ من ذلك دليلاً في حياتنا، بل إن من أهم أسباب المشاكل الزوجية هو أن نفقد كلمة “جزاكم الله خيراً” “شكراً” أو بأي طريقة أخرى تدل على الإحساس بالفضل و الامتنان

    أيها الزوج
    رسول الله كان يشكر الغلام والجارية فالزوجة أحق بالشكر منهما فكوب الماء الذي تشربه من يدها إذا تبعته كلمة شكر فسيتحول إلى سعادة دائمة.

    أيتها الزوجة
    عن زينب -رضي الله عنها- قالت: خطبنا رسول -الله صلى الله عليه وسلم- فقال : “رأيت النار وأكثر أهلها النساء، قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: لكفرهن قالوا: أيكفرون بالله! قال: يكفرن العشير، ويكفرن بالإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً؛ قالت: ما رأيت منك خيراً قط” (متفق عليه )
    أراك أختي في الله تخشين عذاب الله، وتخشين النار؛ فأنقذي نفسك منها بالاعتراف بفضل زوجك والثناء المخلص عليه، وانأي بنفسك عنها بعيداً عن الجحود والنكران إرضاء لربك وإسعاداً لزوجك؛ حتى لا تتحطم السعادة الزوجية.

    أيها الناس:
    إن شكر النعم سمة من سمات أهل الغرب في ما بينهم فتقدير الناجح ورفع مكانة المتفوق، وإحياء المناسبات، وذكر المنجزات… أمور معروفة ومشهورة بين الناس، فليكن ذلك شعارك مع من أحسن إليك أو أحسن على أخيك أو أحسن على دينك، أو أحسن إلى وطنك..فنحن أولى بذلك منهم إذ علمنا الله عز وجل في كتابه الكريم: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وقال عز من قائل: (ولا تنسوا الفضل بينكم).

    إنّ شكر الناس ينزلهم منازلهم ويجعل الود والحب والتقدير شعارا للتعايش السليم مع الجميع، ونحن أحوج ما نكون لهذه الأمور إذ الشيطان أنفه طويل هنا.جزاكم الله خيراً على وصولكم لخاتمة مقالتي، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. اللهم آمين

    #493313

    وانا اول واحد يقولك {{ شكرا }} على الموضوع
    تحياتي

    #493336
    عزمى
    مشارك

    السلام عليكم

    شكرا لك على المرور يا اخي العتاب (ليش)

مشاهدة 3 مشاركات - 1 إلى 3 (من مجموع 3)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد