اذ المرء لم يخزن عليه لسانه فليس على شيء سواه بخزان وقد جرى هذا البيت مجرى المثل، وذكر في مجالات الاستشهاد، كما قال: والله أنجح ما طلبت به والبر خير حقيبة للرجل ومن أروع صورة قوله: كأن عيون الوحش حول خبائنا وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب يقصد أن عيون الوحش الذي كان يصيده كانت متفرقة حول الخيام والمطايا كأنها الخرز غير المثقوب، وهذا تشبيه جميل أشبه بتشبيه شوقي: وترى الجماجم في التراب تشابهت بعد العقول تشابه الأصداف ومن صوره الرائعة كذلك، التي تنم عن ذوق مستحدث طريف قلما نجده عند غيره من الشعراء الجاهلين أو الإسلاميين قوله: ويارب يوم قد لهوت وليله بآنسة كأنها خط تمثال وقوله أيضاً: يضيء الفراش وجهها لضجيعها كمصباح زيت في قناديل ذبال فهذا معنى جديد يدل عى شاعرية مرهفة.. ولعل امرأ القيس كان من أشد الشعراء تعلقاً باللذة العاجلة والمتعة الطارئة، فهو يريد أن ينهب اللذات سراعاً، ويشرب كؤوس الحياة غداقاً قبل أن تعدو عليه المنون، وتنشب فيه المنية أظفارها فقال: تمتع من الدنيا فإنك فان من النشوات والنساء الحسان
الكاتب
المشاركات
مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.
يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافقإقرأ المزيد