الرئيسية منتديات مجلس الثقافة الأدبية والشعر المدينة السراب…أول نص قصصي لي

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29262
    وجدان4
    مشارك

    لم أنس عالمي الذي عكفت على إنمائه زمنا طويلا ، ولكنني أعشق الخوض في عوالم جديدة ، أعشق أن أبحر في دنيا جديدة إلى جانب دنياي العتيقة ؛ لذلك قررت أن أخرج قليلا من بوتقة الشعر لأشم هواء القصة العليل ، على أن أبقى ملازمة لدنيا الشعر التي تنهدت فيها طويلا ، وها أنا أخرج من دنياي الجديدة “دنيا القصة ” بهذه القصة ” المدينة السراب والفجر الغائب ” .

    هي أول قصة أكتبها ، آثرت أن أنقلها إليكم ؛ لأقرأ أذواقكم ، وقراءاتكم ،وانتقاداتكم حولها .

    ***********************************

    فإليكم أكتب :

    “”” المدينة السراب والفجر الغائب “””

    هذه الليلة أقبع في غرفتي ، أفتح النافذة ، أداعب الهواء بإحدى يدي ، لا غبار اليوم ؛ فلم لا أراهم يلوحون لي ؟ أفتح التلفاز ، أتابع ” افتح قلبك ” وأنا من سيفتح لي قلبي ؟ مازلت أتمرغ في هذيان الماضي ، ولم أعد أثق بقلبي الذي رأيت جنازته ذات ليلة ، أحاول أن أنام ؛ لأنسى ، وكوابيس اليقظة تقذف أشتاتا من الضباب حول أسرتي ، لماذا أصبحت الغرفة مظلمة فجأة ؟ وأين غابت أحلامي ؟ أصارع الألم المحدق بي ، أنبش في الذكريات ، أبحث عن وطن واحد يلم أشلائي التي بعثرتها الخيانة ، فلا أجد سبيلا إلى هناك ، مازال الألم يحدق بي ، ومازالت الكوابيس تلهو تحت جفني ، وتلك الصورة الباهتة التي جمعتني بهم يوما ما ، لا أدري من نقلها من مكانها على حائط غرفتي إلى أسفل الطاولة التي نحت عليها شيئا من رسائلهم ، وأحلامهم معي ، قد حلمنا أن نرحل معا ، أن نخوض البحر معا ، وندخل تلك المدينة معا ، سألتهم مرة – بعد أن رأيت الكثيرين يدخلونها فرادى – هل سيسمح لنا أن ندخلها معا ؟ أجابوا : وهل سيسمح لهم حبنا المخبوء في قلوبنا الصغيرة أن يمنعوننا دخولها ؟ أخذت أترنم بإجابتهم هذه ليال طوال ، شاركت البحر سعادتي حينما سطرتها على رمال شاطئه المحترقة ، ما علمت أن البحر لا يشتهيني ، ولا يشتهي شيئا من رائحة الغدر ، من قال إن البحر غدار ؟

    أقوم من على سريري ، لا أريد أن أنام دون أن أنام ، أحمل أوردتي معي ، وأخرج من الغرفة ، اتجه إلى حديقة المنزل ، وعلى الكرسي الهزاز أجلس ، تهتز جميع أحلامي معي ، وسعادتي تكمن خلف الأمس الذي رحل وتركني ألوذ بغد لم يأتي حتى الآن .

    النجوم مازالت تبتسم للقمر ، والفجر أوشك أن يطل ، أفكر في ذلك الخيل البني الذي مر مسرعا لا يحمل أحدا ، كم أتوق أن يحملني معه ، كل شيء حولي الآن ينبئ بميلاد عهد جديد ، وعهدي القديم ولَّى مدبرا بعد أن ضنَّ عليَّ بهم ، انتبه أن أوردتي معي ، أحمد الله ، أسبحه ، أكبره ، ثم أستغفره ، أدعو لي ولهم ، أذكر أننا وحدنا الدعاء ذات ليلة معا .

    لم يقبل الفجر بعد ، أقوم من الكرسي الهزاز ، أمشي ، والأشجار كما هي ، ثابتة لا تحنو علي ، الظلام هنا يشبه ظلامي الأزلي الذي حملته قهرا على عاتقي .

    أعود إلى غرفتي ، أتفقد رسائلهم ، وصورهم ، وجدت جميع صورهم ما عدا الصورة التي جمعتني بهم ، يعود الحزن ينتابني ، يقتحم مملكتي الواهنة ، والألم يعود فيحدق بي ، أواه ما بال تلك الأشباح تقتلع أحلامي ؟ وما بالي أرتعد ؟ وما بال الفجر تأخر ؟ أفترش الأسى ، وأتوسد ذكرياتي المؤلمة ، فما عاد لي مكان أنام عليه حينما تُعطرني الحياة بدماء من رحلوا ، من بعيد أشم رائحة الفجر ، أخرج ، لا أجده ، أيبخل علي بدفء نسيمه ، ما عدت أقوى على الانتظار ، أقلب بصري لألتقط منظر النملة التي حملت حياتها على ظهرها ومضت لا تلوي على شيء ، ظللت أراقب المشهد ، من أين أتت هذه النملة ؟ وإلى أين تمضي في هذا الوقت ؟ ولما لا يرافقها أحد ؟ هكذا تبادرت الدهشة إلى ذهني .

    أنا لا أعي هذا العالم ، ولا هذا العالم ملكي ؛ لذلك أيقنت أنني لا محالة سآفل كما أفل الجميع ، الموت يستعر في داخلي ، وتمازج الهوان بالهوان ، يكتنفني الأسى لمجرد الذكرى ، وهم لا يعون تقيح عبراتي ، تمضي النملة في مسيرها ، تجتاز الخشبة الملقاة على المجرى الذي اتخذته طريقا لها ، ولا أزال في منتصف الطريق الذي لا أعلم نهايته أين تكون ومتى ، حملت أمتعتي معي ، ووليت مخلفة حبا ذبل لم أجد له مكانا شاغرا ضمن أمتعتي ، وما عاد الآن لي قلب يحب ، ولا وطن يحتضن تعاستي ، نهاية الطريق صخرة كبيرة ، تقف النملة طويلا قبل أن تجتازها ، أعساها تفكر كيف ستصعدها لتصل إلى الأعلى ، أم أنها مترددة بين أن تصعدها أو تتركا وتعود ؟ وقد اعترض طريقي إلى المدينة حزن جامد ، كجمود تلك الصخرة ، مازلت أفكر هل أجتازه أم لا ؟ هل أستطيع بمفردي ؟ النملة تفكر ، وأنا أفكر ، والعالم كله يفكر ، يمضي الوقت ، والأفكار تتوه في قلبي ، والفجر يمتنع ، ولا أعلم متى سأصل إلى المدينة .

    وجداااااااااااااااااااااااااان4

    #493888

    جميل أن تخط أيادينا نصاً أدبياً
    و الأجمل هذا التنوع يا ودجدان

    كل عام و عبير يدك بخير

    دام نبض قلبك و قلمك .. !

    #494936
    وجدان4
    مشارك

    أشكرك أخي العزيز الشاعر جاسم على مرورك ، وعلى كلماتك الطيبة ، توقعت مرورك ، وتوقعت أن تتحفني بعبير كلماتك .

    فلك كل الشكر ، ودام نبض قلبك و قلمك .. ! أنت أيضا .

    وجدااااااااااااااااااااان4

    #495332
    وجدان4
    مشارك

    ها قد عدنا من جديد ، هذه المرة نجفف أدمعنا العالقة في مآقينا

    نميط السراب عن مستقبلنا

    وننظر بعيون أكثر تفتح

    من يعشق هذه الحياة ؟

    من يعشق المستقبل ؟

    ومن يعشق الأمس الذابل ؟

    في عالمنا ننعت كل شيء يعجبنا بأنه ” جميل ” وقد لا يكون جميلا .

    ولكن هنالك الجميل حقا ، والعيد دائما يكون جميلا “”” في عالم الأطفال “”” ، وهكذا ينبغي أن يكون في عالمنا نحن الكبار ” الشيوبة بمعنى ثاني ” .

    فعسى أن يكون العيد القادم أجمل ، وأجمل ، وأجمل للجميع .

    وكل عيد والأمة الإسلامية بألف خير .

    وجدااااااااااااان4

    #495406

    أختي الكريمة / وجدان4 …. عمتِ مساءً أو صباح

    تحية طيبة وبعد ،،،

    أتعلمين لماذا لا ننفك من التفكير ؟
    لأننا اشتغاليون نعمل كالآلات ونحتاج إلى تزويد مُستمر في أعقاب اشتغالنا .

    نسأل أحياناً كثيرة ، لماذا لا نستطيع نسيان أمر ما في حياتنا ؟
    وللإجابة على هذا السؤال ينبغي علينا إدراك “وذكر فإن الذكر تنفع المؤمنين” وبمعنى أكثر وضوحاً :

    أذهب إلى غُرفتي الانفرادية التي يكسوها اليأس والهذيان ، وأرتمي بغضب إلى وسادتي الصُلبة ، وتأخذ دموعي بإكمال منحوتتها الحزينة بكتفي النحيل . فيطرني المضجع إلى ركن الظلمة ، لأستعيد أوراق حياتي الجافة ، وأبدأ اللعب بأعواد الثقاب وحرق أصابعي الصماء . ليغلبُني الهم وتُجهض دقات قلبي الأسماء . لأنام بعد قِتام الذكريات ، على ذكراهم !
    فكيف السبيل للخلاص من أثارهم وأنا أتعاطاهم !

    أول ورقة تصلك مني في هذه الصفحة المُلتهبة …. وثقي بأن أوراقي كبيرة العدد ……………………. دمتِ بخير .

    #495484
    ibreehm
    مشارك

    العزيزة وجدان اجمل تحية ازفها لك متمنيا التقدم للامام دائما

    #496189
    وجدان4
    مشارك

    لا سبيل للخلاص منهم ، فأنا أيضا أتعاطاهم ، ولا يخفى عليك أنني أستمتع أحيانا كثيرة بذلك .

    أخي العزيز : عنتر

    جميل أن تقف لبرهة أمام نصي ، ولنصي الشرف أن ترد عليه .

    أشكرك على تفهمك ، وعلى ردك الأنيق .

    ودمت بألف خير وعافية .

    أختك : وجداااااااااااااان4

    #496190
    وجدان4
    مشارك

    أشكرك أخي ” أبو زيود ” على تحيتك التي أسعدتني ، وعلى مرورك على نصي .

    وفقك الله دوما .

    وجدااااااااااااااان4

    #496229

    حين نستمتع فلأننا نبحث عن الخلاص ، ليس لكوننا استمتاعيان .
    وقد نحتسي مُر الحديث شهدٌ ، وقد نتجرع شهد الحديث مُرا .

    ولكن ثقي / / بأنهم ومهما صلبوا مشاعرهم وأطعموها لعنةً بأمرك فإنها ستُكذب ما قالوه حين تقع عيناها بعينيك . فأنتِ بلا شك “بريئة” .

مشاهدة 9 مشاركات - 1 إلى 9 (من مجموع 9)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد