الرئيسية › منتديات › مجلس الثقافة الأدبية والشعر › المدينة السراب…أول نص قصصي لي
- This topic has 8 ردود, 4 مشاركون, and was last updated قبل 20 سنة، شهر by عنتر بن شداد.
-
الكاتبالمشاركات
-
8 نوفمبر، 2004 الساعة 3:49 ص #29262وجدان4مشارك
لم أنس عالمي الذي عكفت على إنمائه زمنا طويلا ، ولكنني أعشق الخوض في عوالم جديدة ، أعشق أن أبحر في دنيا جديدة إلى جانب دنياي العتيقة ؛ لذلك قررت أن أخرج قليلا من بوتقة الشعر لأشم هواء القصة العليل ، على أن أبقى ملازمة لدنيا الشعر التي تنهدت فيها طويلا ، وها أنا أخرج من دنياي الجديدة “دنيا القصة ” بهذه القصة ” المدينة السراب والفجر الغائب ” .
هي أول قصة أكتبها ، آثرت أن أنقلها إليكم ؛ لأقرأ أذواقكم ، وقراءاتكم ،وانتقاداتكم حولها .
***********************************
فإليكم أكتب :
“”” المدينة السراب والفجر الغائب “””
هذه الليلة أقبع في غرفتي ، أفتح النافذة ، أداعب الهواء بإحدى يدي ، لا غبار اليوم ؛ فلم لا أراهم يلوحون لي ؟ أفتح التلفاز ، أتابع ” افتح قلبك ” وأنا من سيفتح لي قلبي ؟ مازلت أتمرغ في هذيان الماضي ، ولم أعد أثق بقلبي الذي رأيت جنازته ذات ليلة ، أحاول أن أنام ؛ لأنسى ، وكوابيس اليقظة تقذف أشتاتا من الضباب حول أسرتي ، لماذا أصبحت الغرفة مظلمة فجأة ؟ وأين غابت أحلامي ؟ أصارع الألم المحدق بي ، أنبش في الذكريات ، أبحث عن وطن واحد يلم أشلائي التي بعثرتها الخيانة ، فلا أجد سبيلا إلى هناك ، مازال الألم يحدق بي ، ومازالت الكوابيس تلهو تحت جفني ، وتلك الصورة الباهتة التي جمعتني بهم يوما ما ، لا أدري من نقلها من مكانها على حائط غرفتي إلى أسفل الطاولة التي نحت عليها شيئا من رسائلهم ، وأحلامهم معي ، قد حلمنا أن نرحل معا ، أن نخوض البحر معا ، وندخل تلك المدينة معا ، سألتهم مرة – بعد أن رأيت الكثيرين يدخلونها فرادى – هل سيسمح لنا أن ندخلها معا ؟ أجابوا : وهل سيسمح لهم حبنا المخبوء في قلوبنا الصغيرة أن يمنعوننا دخولها ؟ أخذت أترنم بإجابتهم هذه ليال طوال ، شاركت البحر سعادتي حينما سطرتها على رمال شاطئه المحترقة ، ما علمت أن البحر لا يشتهيني ، ولا يشتهي شيئا من رائحة الغدر ، من قال إن البحر غدار ؟
أقوم من على سريري ، لا أريد أن أنام دون أن أنام ، أحمل أوردتي معي ، وأخرج من الغرفة ، اتجه إلى حديقة المنزل ، وعلى الكرسي الهزاز أجلس ، تهتز جميع أحلامي معي ، وسعادتي تكمن خلف الأمس الذي رحل وتركني ألوذ بغد لم يأتي حتى الآن .
النجوم مازالت تبتسم للقمر ، والفجر أوشك أن يطل ، أفكر في ذلك الخيل البني الذي مر مسرعا لا يحمل أحدا ، كم أتوق أن يحملني معه ، كل شيء حولي الآن ينبئ بميلاد عهد جديد ، وعهدي القديم ولَّى مدبرا بعد أن ضنَّ عليَّ بهم ، انتبه أن أوردتي معي ، أحمد الله ، أسبحه ، أكبره ، ثم أستغفره ، أدعو لي ولهم ، أذكر أننا وحدنا الدعاء ذات ليلة معا .
لم يقبل الفجر بعد ، أقوم من الكرسي الهزاز ، أمشي ، والأشجار كما هي ، ثابتة لا تحنو علي ، الظلام هنا يشبه ظلامي الأزلي الذي حملته قهرا على عاتقي .
أعود إلى غرفتي ، أتفقد رسائلهم ، وصورهم ، وجدت جميع صورهم ما عدا الصورة التي جمعتني بهم ، يعود الحزن ينتابني ، يقتحم مملكتي الواهنة ، والألم يعود فيحدق بي ، أواه ما بال تلك الأشباح تقتلع أحلامي ؟ وما بالي أرتعد ؟ وما بال الفجر تأخر ؟ أفترش الأسى ، وأتوسد ذكرياتي المؤلمة ، فما عاد لي مكان أنام عليه حينما تُعطرني الحياة بدماء من رحلوا ، من بعيد أشم رائحة الفجر ، أخرج ، لا أجده ، أيبخل علي بدفء نسيمه ، ما عدت أقوى على الانتظار ، أقلب بصري لألتقط منظر النملة التي حملت حياتها على ظهرها ومضت لا تلوي على شيء ، ظللت أراقب المشهد ، من أين أتت هذه النملة ؟ وإلى أين تمضي في هذا الوقت ؟ ولما لا يرافقها أحد ؟ هكذا تبادرت الدهشة إلى ذهني .
أنا لا أعي هذا العالم ، ولا هذا العالم ملكي ؛ لذلك أيقنت أنني لا محالة سآفل كما أفل الجميع ، الموت يستعر في داخلي ، وتمازج الهوان بالهوان ، يكتنفني الأسى لمجرد الذكرى ، وهم لا يعون تقيح عبراتي ، تمضي النملة في مسيرها ، تجتاز الخشبة الملقاة على المجرى الذي اتخذته طريقا لها ، ولا أزال في منتصف الطريق الذي لا أعلم نهايته أين تكون ومتى ، حملت أمتعتي معي ، ووليت مخلفة حبا ذبل لم أجد له مكانا شاغرا ضمن أمتعتي ، وما عاد الآن لي قلب يحب ، ولا وطن يحتضن تعاستي ، نهاية الطريق صخرة كبيرة ، تقف النملة طويلا قبل أن تجتازها ، أعساها تفكر كيف ستصعدها لتصل إلى الأعلى ، أم أنها مترددة بين أن تصعدها أو تتركا وتعود ؟ وقد اعترض طريقي إلى المدينة حزن جامد ، كجمود تلك الصخرة ، مازلت أفكر هل أجتازه أم لا ؟ هل أستطيع بمفردي ؟ النملة تفكر ، وأنا أفكر ، والعالم كله يفكر ، يمضي الوقت ، والأفكار تتوه في قلبي ، والفجر يمتنع ، ولا أعلم متى سأصل إلى المدينة .وجداااااااااااااااااااااااااان4
15 نوفمبر، 2004 الساعة 5:20 ص #493888جاسم آل محمدمشاركجميل أن تخط أيادينا نصاً أدبياً
و الأجمل هذا التنوع يا ودجدانكل عام و عبير يدك بخير
دام نبض قلبك و قلمك .. !
21 نوفمبر، 2004 الساعة 3:50 ص #494936وجدان4مشاركأشكرك أخي العزيز الشاعر جاسم على مرورك ، وعلى كلماتك الطيبة ، توقعت مرورك ، وتوقعت أن تتحفني بعبير كلماتك .
فلك كل الشكر ، ودام نبض قلبك و قلمك .. ! أنت أيضا .
وجدااااااااااااااااااااان4
22 نوفمبر، 2004 الساعة 1:07 م #495332وجدان4مشاركها قد عدنا من جديد ، هذه المرة نجفف أدمعنا العالقة في مآقينا
نميط السراب عن مستقبلنا
وننظر بعيون أكثر تفتحمن يعشق هذه الحياة ؟
من يعشق المستقبل ؟
ومن يعشق الأمس الذابل ؟في عالمنا ننعت كل شيء يعجبنا بأنه ” جميل ” وقد لا يكون جميلا .
ولكن هنالك الجميل حقا ، والعيد دائما يكون جميلا “”” في عالم الأطفال “”” ، وهكذا ينبغي أن يكون في عالمنا نحن الكبار ” الشيوبة بمعنى ثاني ” .
فعسى أن يكون العيد القادم أجمل ، وأجمل ، وأجمل للجميع .
وكل عيد والأمة الإسلامية بألف خير .
وجدااااااااااااان4
23 نوفمبر، 2004 الساعة 12:29 ص #495406عنتر بن شدادمشاركأختي الكريمة / وجدان4 …. عمتِ مساءً أو صباح تحية طيبة وبعد ،،،
أتعلمين لماذا لا ننفك من التفكير ؟
لأننا اشتغاليون نعمل كالآلات ونحتاج إلى تزويد مُستمر في أعقاب اشتغالنا .نسأل أحياناً كثيرة ، لماذا لا نستطيع نسيان أمر ما في حياتنا ؟
وللإجابة على هذا السؤال ينبغي علينا إدراك “وذكر فإن الذكر تنفع المؤمنين” وبمعنى أكثر وضوحاً :
فكيف السبيل للخلاص من أثارهم وأنا أتعاطاهم !أول ورقة تصلك مني في هذه الصفحة المُلتهبة …. وثقي بأن أوراقي كبيرة العدد ……………………. دمتِ بخير .
23 نوفمبر، 2004 الساعة 11:49 ص #495484ibreehmمشاركالعزيزة وجدان اجمل تحية ازفها لك متمنيا التقدم للامام دائما
27 نوفمبر، 2004 الساعة 3:53 ص #496189وجدان4مشاركلا سبيل للخلاص منهم ، فأنا أيضا أتعاطاهم ، ولا يخفى عليك أنني أستمتع أحيانا كثيرة بذلك .
أخي العزيز : عنتر
جميل أن تقف لبرهة أمام نصي ، ولنصي الشرف أن ترد عليه .
أشكرك على تفهمك ، وعلى ردك الأنيق .
ودمت بألف خير وعافية .
أختك : وجداااااااااااااان4
27 نوفمبر، 2004 الساعة 3:55 ص #496190وجدان4مشاركأشكرك أخي ” أبو زيود ” على تحيتك التي أسعدتني ، وعلى مرورك على نصي .
وفقك الله دوما .
وجدااااااااااااااان4
27 نوفمبر، 2004 الساعة 11:46 ص #496229عنتر بن شدادمشاركحين نستمتع فلأننا نبحث عن الخلاص ، ليس لكوننا استمتاعيان .
وقد نحتسي مُر الحديث شهدٌ ، وقد نتجرع شهد الحديث مُرا .ولكن ثقي / / بأنهم ومهما صلبوا مشاعرهم وأطعموها لعنةً بأمرك فإنها ستُكذب ما قالوه حين تقع عيناها بعينيك . فأنتِ بلا شك “بريئة” .
-
الكاتبالمشاركات
- يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.