فمنذ توليك مقاليد الحكم في 1970 وأنت عاكف على النهوض بهذا الوطن إلى أعلى المراتب وإلى إخراج هذا البلد من الظلمات للنور ، وقد نجحت يا مولاي ومنجزات السنين أكبر دليل والتاريخ سوف يشهد لك بذلك ، لكن في فترة من الفترات وجدناك يا مولاي قد أبتعدت كل البعد عن هموم المواطن ، عن جروحه عن حاجته ، وتركت هذا الأمر للوزراء الذين لا يخافون الله في هذه الأمانة ، كل مبتغاهم هو ملء جيوبهم الكبيرة وسكوتك عليهم هو ما يزيد من تماديهم ، أضرب بيد من حديد……

خلقت دولة المؤسسات ورفعت البلاد على أسس متينة لكنها سرعان ما تسقط وتبنى من جديد كل مرة ، نعم يامولاي فخطط وزرائك الموقرين غير مجدية ولا تبدأ إلا حيثما ابتدأ الآخرون وليس بما انتهى الآخرون ، أنشأت الجهات الأمنية وهي غارقة في بحور من الحسد والقبلية ، وأنشأت أجهزة رقابية انغمست في الفساد ولم تحاربه ، أنشأت المحاكم فوقفت بصف الظلم والطغيان ، أنشأت دولة على ورق سرعان ما تسقط من أول ريح أو حتى نسمه هواء…

أنشأت الشورى فأصبحت بناءً ضخماً كالطبل ( صوته عال وداخله خال ) حيث لم يصل المواطن لقمة الشورى والديموقراطية ولا فاعلية لهذا المجلس أو غيره وصوت المواطن بات محكوراً داخله…

لدينا كل هذه الشكليات وكل هذه المقومات لبناء دولة وقيامها لكننا نفتقد المضمون ، نفتقد التنفيذ ، نفتقد الرجال المخلصين ….

شعبك يامولاي يذوق شتى أصناف الذل والحرمان ، بيوت لا أسقف لها ولا جدران ، بطون لا يدخلها الأكل إلا ما ندر ، أسر تنحرف وتسلك طرق الفساد من أجل الحاجة ، أسر لا تجد قوت يومها ، كل أيامها رمضان ولا عيد بعدها …..

لقد وصل بنا الحال بأن يتجه المواطن كي يتسول للدول المجاورة في قوافل لا تنتهي ، وصل بنا الأمر أن نتلقى المعونات من بعض أهل الخير في البلاد وليس الحكومة…..

وفي المقابل قصور يسكنها وزراء يعبثون بأموال البلاد وبحقوق الشعب ولا يجدون من يردعهم وكل وزير جديد ينهج بمن سلف…..

والأيام تمضي يا مولاي وبلادنا ترجع للوراء…..