الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان طاعة الله وحقوق الجوارح

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #29076
    كل الحياة
    مشارك

    كيف تطيع ربك وأمر مولاك؟

    هل لديك طاعة؟

    لأذنك أو لعينك؟

    لرجلك ولسانك؟

    كيف تكون هذه الأعضاء مورد طاعة الله؟

    وما هو دور القلب في تحريك الجوارح؟

    بين الطاعة والعصيان:

    إن طاعة الله تتم من خلال الإلتزام بتطبيق البرنامج الإلهي الذي يمثِّل مجموعة الأوامر والتكاليف، والتي تشمل كل جوانب وأبعاد حياة الإنسان ويطلق عليها اسم الشريعة: “ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً”(1).

    ويحذرهم في المقابل من مغبة العصيان والخروج عن حدود الطاعة لأن الجزاء أليم: “ومن يتولّ‏َ يعذبه عذاباً أليماً”(2).

    ويتضح مما سبق أن طاعة الله لها وجهان:

    الأول: امتثال الأوامر الإلهية والعمل للإتيان بالواجبات.

    الثاني: امتثال النواهي الإلهية والعمل لترك المحرمات.

    وهذا هو الحد الأدنى المطلوب من الإنسان الإلتزام به، ويسمى ب (التقوى)

    وقد جاء في تعريف التقوى عن الإمام الصادق ?: “أن لا يفقدك الله حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك”. وهذه التقوى تؤدِّي إلى قبول الواجبات مهما كانت قليلة، وفي ذلك يقول الله تعالى: “إنَّما يتقبل الله من المتقين”(1).

    القلب إمام الجوارح:

    ورد في الحديث الشريف: “قلب المؤمن عرش الرحمن”.

    القلب هو رئيس البدن والسيّد على الأعضاء تتحرك وفق إشارته وهذا ما تعنيه الآية المباركة: “قل كلّ يعمل على شاكلته”

    (2)، أي على شاكلة القلب.

    فإذا دخلت عظمة وقداسة الخالق تعالى في قلب الإنسان تنفذ حينها الشريعة الإلهية في جميع كيانه حيث تظهر آثار الطاعة والخضوع في قواه:

    (الباطنة) فيخشع ويسلِّم لحكم الله.

    (الظاهرة) فيلتزم عملاً بأحكام الله.

    جاء في بعض الأدعية: “اللهم اصلح الراعي والرعية”.

    والمقصود بالراعي هو القلب، وبالرعية الأعضاء.

    وإن صلاح الراعي سيؤدِّي حتماً إلى صلاح الرعية واستقامة أمرها وتسخيرها في طاعة الله، أما إذا كان الراعي فاسداً يعمل بإمرة إبليس وجنوده فإن قوى الإنسان وأعضاءه ستتحرك بوحي من راعيها فتعصي وتنال المحرمات ويكون الإنسان حينئذ في عداد الفاسقين.

    لذلك كان اللازم علينا الاهتمام بإصلاح القلب الراعي لحركة الإنسان والموجِّه لها إما باتجاه الخير فتكون حركته رحمانية وإما باتجاه الشر فتكون حركته شيطانية.

    “ما تقرّب إليّ عبد بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه. وإنَّه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها” حديث قدسي.

    إن نتيجة تقرب العبد إلى الله والنظر دائماً الى طاعته هي أن يصل إلى الحد الذي يكون فيه المولى تعالى سمعه وبصره ولسانه.

    يتبع

    منــــــــــــقــــــــــــــــول

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    ان الله مع الصابرين

مشاهدة مشاركة واحدة (من مجموع 1)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد