رغم أن طاش من المسلسلات التي هبطت كثيرا ، وذلك أنهم أخذوا يجترون أنفسهم وأفكارهم وشخصياتهم بشكل فج ؛ إلا أنهم في حلقة اليوم كانوا رائعين بالفعل ..
فقد جسدوا مواقف كثيرة تعد بثورا في الجسد التربوي لا يراها أصحاب العاطفة الدينية الملتهبة لأنهم يعتبرونها “حبـّات خال” تزين التعليم !!

هناك سباب وشتائم كثيرة وتكفير لهذا المسلسل في كتابات النت بعد هذه الحلقة ، وهذا شيء غير جديد بكل تأكيد في عالم معارضي “طاش” وكل مالا يعجبهم . ولكن لفت نظري بعض الحجج المضحكة التي تحاول أن تبرئ التعليم من هذه الأفكار ، بل وتحاول أن تؤكد أن التعليم سيكون فاسدا في غير يد “المطاعة “؟؟!!!!!!
بل إن هناك من يقول ” : أن “المطاوعة”هم من نأتمنهم على أولادنا لأنا لا نريد من يفعل اللواط بهم ويعلمهم التدخين والفساد !!!

وهذه الجملة تجسد مدى الخلل النفسي والتأزم في هذه الذهنية التي ترى أن غير “المطاوعة” أناس فاسدون يبحثون عن المتع الجنسية في كل مكان حتى ولو كانت عن طريق الشذوذ ؟؟؟
فالناس صنفين لديهم :
المطاوعة الذين يهتمون بالطلاب وتبصيرهم بأمور الأمة وأهمية الجهاد وكيفية التعامل مع الكفار ومن في مقامهم من الفرق الإسلامية التي لا تسير على خطى السلف كما يزعمون ، والذين يوزعون على الطلاب الأشرطة الإسلامية التي تتحدث عن الكفار وكيفية التعامل معهم (بودي لو تطرقوا لهذه النقطة في حلقة اليوم)..

والصنف الثاني الفاسدون الذين يلاحقون الطلاب لفعل اللواط بهم والذين يعلمون الطلاب التدخين وكل أنواع الفساد !!
للأسف عقلية مريضة بالتصنيف لا ترى الصواب إلا بمنظار واحد فقط ..

وكأن حلقة اليوم تتحدث عن التعليم في الصين !!!!
كلنا درسنا في هذه المدارس وكلنا نتذكر كيف أن المعلم المتدين هو المقرب من المدير -المتدين بالتأكيد أيضا- حتى لو كان مهملا متفلتا في دوامه ، وبقدرة قادر يكون وكيلا في السنة القادمة !!
فقط لأنه متدين ..
كلنا كنا نرى رواد التوعية الإسلامية وكيفية شحنهم لعقول الطلاب بأفكار متشنجة في الفقه والعقيدة !! وكان كثيرا من الطلاب ينخرط فيها لكي يعطى درجات أكثر ويؤتى له بالفطور في هذه الغرفة بلا “سرى أو طابور عند المقصف” !! بل كان الطلاب يأكلون فطورهم وهم يشاهدون فيلما عن الجهاد في أفغانستان أو البوسنة ..
أما المراكز الصيفية فقد كانت مرتعا خصبا لاحتضان عقول الناشئة وتشكيلها من خلال الأشرطة والمطويات والكتيبات والمحاضرات التي تصب في حقل الإسلام الحركي “الصحوي” بزعمهم ..

بصراحة : كانت حلقة اليوم رصاصة مباشرة للدعوة الصحوية التي اختطفت المدارس..

تحياتي …