السلام عليكم
الخطوبة .. وفشل الزواج
كثيرة هي الحالات التي يتم فيها فسخ الخطوبة خاصة وانها في الاصل مرحلة اختبار يحتمل الفشل والنجاح, لماذا تفشل مشروعات الزواج قبل اتمامه؟! وكيف يمكن للخطيبين تفادي الوصول الى انهاء ارتباطهما?!..

المشكلة التي تعاني منها كثير من الفتيات ان الواحدة منهن تكون قد رسمت صورة مثالية ومسبقة لفارس احلامها, فهي تريد به كل المواصفات, وعندما تقرر الخطوبة من انسان اجتمعت فيه صفات وجدتها جيدة تصاب بالاحباط والصدمة, عندما تخالطه في فترة الخطوة, اذ ان الصورة التي كانت قد رسمتها تختلف عن الواقع فتغير نفسيتها وترى انها تعجلت وتفكر بفسخ الخطوبة قبل ان يتم الزواج ويزداد الامر سوءا وبرأيي ان اغلب حالات فسخ الخطوبة يكون سببها الفتاة وليس الشاب.

ليس من السهل على الشاب ان يرتبط بفتاة احبها, وبعد فترة من الزمن نتيجة لخلافات اغلبها لا قيمة لها, تؤدي الخلافات بين الطرفين الى فسخ الخطوبة, اعتقد ان تدخلات الاهل من اهم الاسباب التي تدمر العلاقة بين طرفين مثلا ترى ان الشاب يتفق مع اهل الفتاة على شيء معين ويتم التفاهم والارتباط وعندما يأتي الشاب لشراء الاثاث على سبيل المثال وبالاخص ان ذهبت معه حماته تراها لا يعجبها الا الاشياء الفاخرة, صحيح ان كل ام تتمنى لابنتها الافضل, لكنه ليس المتفق عليه, وكثير من الفتيات بالاخص صغيرات السن يتأثرن بوالدتهن فتدب الخلافات بين الخطيبين الامر الذي قد يؤدي الى فسخ الخطوبة.

هناك كثير من الفتيات تكون الواحدة منهن هي السبب في فسخ الخطوبة, بداية تكون تتمنى ان تلبس بدلة الخطوبة والذهب وتذهب الى الصالون خاصة ان كانت صغيرة السن وتتأثر بكلام والدتها وبالمظاهر من حولها فهي تريد مثل فلانة وفلانة وكثرة الطلبات غير الضرورية هي التي تؤدي الى ارباك العلاقة بين الطرفين, فيشعر الخطيب ان خطيبته سترهقه ماديا وتجعله يتزوج بالدين فيفضل ان يتركها قبل الزواج افضل له من ان يتورط بشكل اكبر فيما لو تم زواجهما..

ان ارادت الفتاة والشاب حياة سعيدة بعيدة عن الاشكاليات المستقبلية على كل منهما في فترة الخطوبة ان يحاول قدر الامكان ان لا يلبس ذلك القناع المخادع, وان يظهر كل منهما وجهه الحقيقي للاخر لان الخسارة سيتحملها الطرفان بعد الزواج, والابتعاد قدر الامكان عن الكذب, الكل يطمح في ان يكون مقبول التصرفات والاخلاق والافكار من قبل الاخرين ولكن بعيدا عن الخداع وان كانت الفتاة تود مصارحة خطيبها بكل شيء وبماضيها مثلا عليها ان تكون حريصة في طريقة طرحها للمكاشفة كما انه لا يجب ان يكون احد الطرفين صريحا بينما الاخر متحفظا فالشيء الذي لا شك فيه هو ان كلا الطرفين لا بد ان لهما ماضيا وعلاقات سابقة.

اطالة فترة الخطوبة تؤدي في اغلب الاحيان الى انهائها لان الخطوبة كلما زادت فترتها تفتح المجال امام اهل الطرفين للتدخل سواء اهل العروس او العريس حتى وان كان الخطيبان متفاهمين, فكثرة الاقاويل والتدخلات تؤثر على العلاقة بينهما, وقد يصلان لمرحلة فسخ الخطوبة وهما لا يزالان يحبان بعضهما البعض كما ان هناك بعض الاهل يخلفون نيتهم وتراهم يضعون شروطا خلال فترة الخطوبة لم يكن متفقا عليها.

يتسرع الشباب احيانا عندما ينوون الخطوبة, صديق لي لم يفكر ان يرتبط في المرحلة التي ارتبط بها اذ كان يبلغ من العمر 24 عاما وكان يقول انه لن يفكر بالارتباط قبل عشر سنوات لكنه رأى فتاة مصادفة اعجبته جدا بشكلها واناقتها واعتقد انه لن يجد افضل منها فقرر الارتباط بها وما سهل الامر انها اعجبت به ايضا فهو وسيم الشكل ووضعه جيد فكلاهما عندما قررا الارتباط قررا على اساس ان الشكل الخارجي جميل ولكن بعد الخطوبة والتي استمرت عاما كاملا تفاجآ انهما كانا ضحية تظاهر كاذبة حين انفجرت بينهما المشكلات وحاولا التفاهم طيلة السنة ولكن دون جدوى فانهيا خطوبتهما بعد عام.

قبل زمن طويل, كان الاب يزوج ابنته الشاب الشهم صاحب الاخلاق والدين وابن العائلة الطيبة اما اليوم في زمن المادة فالشرط الاول ان يكون الشاب مقتدرا ماديا وصاحب مركز اجتماعي وثقافي كبيرين.

فالمعيار المادي هو المتحكم والمال هو لغة العصر, لذلك ترى بعض الشباب ان اعجبته فتاة من اجل الحصول عليها يستعد لتقديم كل شيء لها في فترة الخطوبة ويوافق على طلباتها مما يدفعها الى التمادي فيشعر هو انه ارهق ماديا وانه لم يبق معه شيء من اجل اتمام الزواج فما كان يدخره انفقه على خطيبته وهواياتها وكثرة السهر واللقاءات بينهما خارج المنزل لذلك انصح بعدم اطالة فترة الخطوبة والاعتدال في طلبات اهل العروس.

اسباب فسخ الخطوبة اخصائيو علم الاجتماع قاموا بعده دراسات حول اسباب فسخ الخطوبة التي تؤدي الى نهاية كئيبة لاحلام الشباب وقد اجريت الدراسة على طالبات جامعيات, واخريات اكتفين بمرحلة التعليم المتوسط, او ما دون المتوسط لمعرفة مدى تأثير التعليم على اختيار الفتاة لشريك حياتها وهل انها ان كانت متعلمة بدرجة اكبر تكون موفقة اكثر ام لا؟..

واثبتت الدراسة ان المتعلمات بدرجة اعلى تكون طلباتهن اصعب, فنسبة تزيد على 40% من الجامعيات يرفضن الخطبة من دون شبكة غالية الثمن يقدمها العريس كما ان نسبة لا بأس بها منهن تفضل الارتباط بعد علاقة حب ونسبة 21% تفضل الارتباط عن طريق الاهل, وهناك نسبة تصل الى 19% من الفتيات يفسخن الخطوبة بسبب تدخلات اهل العروسين ونسبة اخرى من الفتيات تفضل الشاب المتدين واخريات لن يقدمن حتى على مجرد التفكير بالخطوبة الا ان يستعد الشاب قبل كل شيء بتأثيث منزل الزوجية, تأثيثا كاملا والادوات الكهربائية كاملة ويشترطن الاهم من ذلك وهو عدم السكن مع اهل العريس..

كما اكدت دراسات اخرى على ان المطالب غير المنطقية التي طلبها اهل العروس او العريس هي السبب الرئيسي وراء اهتزاز الثقة في مشروعات الارتباط وغالبا ما يتخذ اسلوب التعامل بين العائلتين في بداية تعارفهما شكل المعركة الحربية التي لا بد فيها من مهزوم ومنتصر الامر الذي يؤدي غالبا الى نهاية الارتباط بين طرفي العلاقة اصلا الشاب والفتاة, واللذين في كثير من الحالات يكونان ضحايا لتدخلات خارجة عن ارادتهما