نقلا  من موقع عــــــــــــــجيب
بيروت (رويترز) – دمرت اسرائيل محطة رادار سورية في لبنان يوم الاثنين وقتلت ثلاثة جنود وزادت من مخاوف العالم من نشوب حرب اقليمية في اخطر هجوم على قوات سورية في لبنان منذ عام 1982 .

وقع الهجوم على بعد 35 كيلومترا شرقي العاصمة بيروت في الساعات الاولي من اليوم وزاد من التوتر العسكري في الشرق الاوسط وقرب من المواجهة مع سوريا.

وقال مسؤولو امن في لبنان ان ثلاثة جنود قتلوا واصيب ستة اخرون.

وقال مسؤول سوري ان جنديا سوريا واحدا قتل وجرح اربعة اخرون في الهجوم الذي قالت اسرائيل انه جاء ردا على قتل مقاتلي حزب الله الذين تدعمهم ايران وسوريا جنديا اسرائيليا يوم السبت في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها والقريبة من هضبة الجولان السورية.

والغارة هي اول قصف دقيق لهدف استراتيجي سوري منذ الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982 حينما ضربت اسرائيل كل البطاريات السورية المضادة للطائرات في لبنان وأجبرت الجيش السوري على التراجع الى طريق بيروت دمشق السريع.

وفي ابريل نيسان عام 1996 قتل جندي سوري وأصيب سبعة جنود اخرون في غارة نفذتها طائرات هليكوبتر اسرائيلية على موقع للدفاع الجوي في بيروت.

وقالت سوريا يوم الاثنين ان الغارة الاسرائيلية تصعيد خطير قد يزعزع استقرار المنطقة.

وقال متحدث رسمي سوري ان سوريا تعتبر العدوان تحديا لارادة الامة العربية وانها تحمل اسرائيل مسؤولية هذا التصعيد الخطير وتحتفظ بحقها في الرد دفاعا عن نفسها ضد اي عدوان.

وقالت مصادر امنية لبنانية ان أربع طائرات حربية اسرائيلية أطلقت ست صواريخ على محطة الرادار وصاروخا اخر على موقع سوري مجاور على جانب التل.

وقالت اسرائيل يوم الاثنين ان الغارة التي شنتها على محطة رادار سورية في لبنان هي رسالة واضحة للزعماء السوريين مفادها انهم سيدفعون الثمن اذا لم يتخلوا عن دعم مقاتلي حزب الله في حربهم ضد اسرائيل.

وبالاضافة الى اعمال العنف المتصاعد شنت طائرات حربية اسرائيلية غارات وهمية على سهل البقاع الذي تسيطر عليه سوريا وجنوب لبنان واخترقت حاجز الصوت.

واعادت غارات يوم الاثنين ذكريات دور رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون فى عملية غزو لبنان اذ كان وزيرا للدفاع عام 1982 حينما خطط لاجتياح لبنان البلاد مما وضع القوات الاسرائيلية في مواجهة مع قوات سورية كانت متمركزة هناك.

وخوفا من تصاعد العنف ومع ذكريات الاعتداءات الاسرائيلية السابقة التي ما زالت عالقة في الاذهان قال شهود عيان ان عشرات من سكان قري مجاورة لمزارع شبعا فروا من ديارهم.

وأدانت كل من لبنان ومصر والولايات المتحدة وروسيا والاردن وايران العملية الجوية الاسرائيلية فى لبنان.

وقال الرئيس اللبناني اميل لحود عقب اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد ان الغارات الاسرائيلية تكشف السياسات المخضبة بالدماء التي يتبناها شارون منذ توليه الحكم.

واضاف ان هذه السياسات لن تؤدي الا الى مواجهة شاملة.

ونقلت صحيفة الاتحاد الاماراتية الناطقة بالعربية عن وزير الخارجية المصري عمرو موسى قوله في مقابلة ستنشر في عدد يوم الثلاثاء اننا ندين هذا العدوان ادانة كاملة ونعتبر هذا الاعتداء اعتداء على دولة ذات سيادة كما انه يفرغ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان من مضمونه.

واعربت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عن مساندتها لسوريا ولبنان يوم الاثنين وقالت ان الغارة الاسرائيلية محاولة من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي المتشدد ارييل شارون لتحويل الانتباه عن الازمة المحلية الاسرائيلية الناجمة عن الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي المندلعة منذ سبعة شهور.

وادانت ايران الهجوم ودعت جماعة حزب الله المدعومة من طهران الى عقد اجتماع لكل المواطنين اللبنانيين والقوي الاسلامية فى مقره يوم الثلاثاء دون اعطاء تفصيلات.

ودعت الولايات المتحدة الي اكبر قدر من ضبط النفس وانحت بمسؤولية التصعيد على حزب الله.

وقال ديفيد ساترفيلد السفير الامريكي في لبنان نأسف على التصعيد. يجب وقفه.. لكن الهجمات الاستفزازية المتعمدة تماما التي اسفرت عن هذا التصعيد يجب ان تتوقف.

وقالت موسكو انها تشعر بقلق بالغ.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن مصدر دبلوماسي قوله تطالب روسيا كل اطراف الصراع بضبط النفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات. وعبرت عن خشيتها من عدم الاستقرار في المنطقة.

ودعا بيان صدر عن الخارجية الفرنسية كل الاطراف الي التحلي بالمسؤولية ووقف دائرة الاحداث المفرغة هذه والامتناع عن القيام بمزيد من اعمال العنف.

وانهت اسرائيل احتلالا دام 22 عاما لجنوب لبنان في مايو ايار الماضي لكن حزب الله واصل هجماته على مزارع شبعا التي ما زالت الدولة اليهودية تحتلها بالقرب من الحدود. وترفض اسرائيل والامم المتحدة مطالبة لبنان بتلك الارض.

وتصر سوريا على ان هجمات حزب الله مشروعة ما دام لا يوجد اتفاق سلام شامل بين لبنان وسوريا واسرائيل.

وتساند سوريا وايران حزب الله في قتاله لاخراج القوات الاسرائيلية من مزارع شبعا. وقالت الامم المتحدة العام الماضي انها راضية عن استكمال اسرائيل انسحابها من لبنان.

الحياة مليئة بالحجارة ، فلا تتعثر بها ….بل أجمعها وابني بها سلما تصعد به نحو النجاح