السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و نعمائه و غفرانه

يُروى أ ن امرأة من المتعبدات قالت ليحيى بن هلال و هو في جماعة من أصحابه : ” ما السخاء عندكم في الدنيا – قالت عندكم دليل على أنها تاركة الدنيا بما فيها – . فقال : البذل و الإيثار. قالت : فما السخاء في الدين ؟ فقال لها : أن تعبد الله سخيةً به نفسك غير مكرهة. قالت : أفتر يدون على ذلك أجراً ؟ قال : نعم ، لأن الله وعد الحسنة بعشر أمثالها . فقالت : فإذا أعطيتم واحدة ، و أخذتم عشراً ، فبأي شيءٍ سخيتم ؟ إنما السخاء أن تعبدوا الله متلذذين بطاعته غير كارهين .. لا تريدون أجراً ….. ألا تستحيون أن يطّلع الله على قلوبكم فيعلم منها أنها تريد شيئاً بشيء ..؟

فإذا أعطيتم واحدة ، و أخذتم عشراً ، فبأي شيءٍ سخيتم ؟ إنما السخاء أن تعبدوا الله متلذذين بطاعته غير كارهين .. لا تريدون أجراً ….. ألا تستحيون أن يطّلع الله على قلوبكم فيعلم منها أنها تريد شيئاً بشيء ..؟

فإذا أعطيتم واحدة ، و أخذتم عشراً ، فبأي شيءٍ سخيتم ؟ إنما السخاء أن تعبدوا الله متلذذين بطاعته غير كارهين .. لا تريدون أجراً ….. ألا تستحيون أن يطّلع الله على قلوبكم فيعلم منها أنها تريد شيئاً بشيء ..؟

أخيتي في الله / نانا صلاح

إنها لقصة جد رائعة … تُحيي قلب كل غافل عن الله تعالى.. واللهِ إنه جسدي ارتعش لها عندما قرأتها لأول مرة قبل سنة تقريباً …

أخيتي ….

إن هذه القصة كافية لأن تُبكي و تـُـرق قلب صديقتكِ هذه … و إن لم تفعل .. فرحمها الله من فتاة قاسية القلب

أخيتي نانا

بودي مساعدتكِ و مد يد العون لصديقتكِ .. و لكني لا زلت في أول طريقي ..فحالياً أدرس علم إصلاح القلوب بالإضافة إلى العلوم الإسلامية الأخرى .. فأتمنى من الله أن يوفقني و يمكنني من مساعدة صديقتكِ … و إن شاء الله سوف أكتب لكِ كل شيء جديد أتعلمه …

و لكن لي عودة إن شاء الله لأكتب هنا ما قرأته في صويحباتي <<< أعني الكتب

و الآن … في أمان الله

الأخت / nana sla7

يقول الله عز وجل في كتابه العزيز ( إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) سورة القصص آية 56 .

هذه الآية الكريمة واضحة الدلالة والمعنى ولا تحتاج إلى تأويلات ، ولكن المهم أن نعرف سبب نزول هذه الآية .

ففي تفسير ابن كثير لهذه الآية أنقل ما جاء في كتاب التفسير ( روى الزهري عن المسيب بن حزن المخزومي رضي اللّه عنه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبد اللّه بن أبي أُمية بن المغيرة “فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يا عم قل لا إله إلا اللّه كلمة أحاج لك بها عند اللّه)، فقال أبو جهل وعبد اللّه بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان عليه بتلك المقالة، حتى كان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (واللّه لأستغفرن لك ما لم أنهَ عنك) فأنزل اللّه تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} وأنزل في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن اللّه يهدي من يشاء} “أخرجه البخاري ) .

إذا نستفيد من هذا أن الهداية تأتي من عند الله ، مع ذلك لا يمنع من البشرية في اتخاذ موضع السبب في هداية شخص ما .

قضية هذه الفتاة بالرغم من قيامها بأعمال المسلمين إلا أنها وكما تقولين لا تصلي لأنها غير قانعة بالطريقة المؤدية إلى الصلاة وهي أن تصلي عن طريق القناعة لا عن طريق الوراثة . وإن كان هذا القول على صاحبته مأخذ شديد ، ذلك أن بعض العبادات ليس للعبد خيار له لبناء قناعته عليها حتى يقوم بها ، فذلك قد يؤدي إلى الكفر بالله . وإنما على العبد القيام بالأمر الإلهي دون البحث عن القناعة أو المبرر اتجاه بعض العبادات .

أيضا بجانب آخر قولها هذا لا يعطيها مبررا بأي شكل من أشكال حتى لا تصلي ، فما كان هذا القول إلى نابع عن وساويس الشيطان يعمل على صدها من قيام بأداء الواجب أو الفريضة . فينبغي التيقن بهذا الأمر نظرا لخطورته .

في تصوري لكي نحل مشكلتها ، ينبغي عليها أولاً معرفة الله سبحانه وتعالى أنه ( لا إله إلا الله ) ، ومن ثم ينبغي لها أن تعرف لماذا خلقها الله ؟ يجيب الله هنا ( وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) سورة الذاريات آية 56 . بطبيعة الحال المقصود من كلمة ( ليعبدون ) هو عبادة الله وحده .

فإذا بَنَتْ قناعتها على هذين الأمرين أولاً ، فحتما ستسهل عليها المهمات الأخرى .

وشكرا .

الحمد لله

نســـــــأل الله السلامة والعافيــة لنا جميعا

في الدنيــــــــا والآخـــرة ..

تحيــــــــــــــــــــــــــــاتي ..

أخبري صديقتك أن الله سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء من خلقه ، فلا يجوز على المخلوق أن يطرح مثل هذه الأسئلة ، نظرا لكونها تخرج عن الحدود المسموح بها للإنسان .

فالله عز وجل يعلم علم الغيب ، ويعلم عن الإنسان حين يخلقه أين سيكون هل هو من أهل الشقاء أو من أهل السعداء .

والبشرية تعرف أن الله هو الذي خلقهم ، وأن خلقه لهم ليس عبثا ، وإنما للعبادة ، ومن يطيع الله له مكافأة ، ومن يعصيه له جزاء ، وبيّن لهم أن هناك يوم الآخر القيامة يحاسب البشرية على أعمالهم ، وليس هناك مثوى ثالث سوى الجنة والنار .

وأيضا أرسل رسله ليبين للناس ما هو المطلوب منهم القيام به وهو المسموح ، وما هو المطلوب منهم تجنب القيام به وهو المحظور ، وبيّن لهم سبل النجاة ، وسبل الهلاك . وترك لهم سبيل الخيار لذاته ، أين يريد أن يضع مصيره بنفسه ؟ هل من أهل الجنة أو من أهل النار ؟

فقولي لصديقتك أين تريدين العيش ؟ في الجنة أو النار ؟

فإن كان خيارها في الجنة إذا لابد من عمل يوصل إليها ، وهو طاعة الله فيما أمر به .

أما إن كان خيارها في النار . فلا يلزم عليها العمل بما يأمر الله به العمل ، ولكن أريدها أن توقد النار وتمسكها لمدة دقيقة واحدة كاملة كحد أدنى دون أن تبعد يدها عنها ولا لحظة واحدة ، ومن ثم ترى هل تستطيع أن تتحملها أما لا ؟

علما بأن نار الدنيا ليست كنار الآخرة فهذه الأخيرة أشد وأقوى .

أما التساؤل الآخر ، فليس الله ظالما أبدا تعالى الله عن هذا ، فالله عز وجل بين أن كل إنسان يتحمل وزره ، ولا أحد يتحمل وزر آخر .

على كل حال ، من الأفضل أن تعرضي هذا الأمر إلى ذي الاختصاص من أهل العلم ، وهم سيرشدنك ما تفعلين .