الرئيسية منتديات مجلس الفقه والإيمان رسالة للمشاركة في الدعوة إلى الله !!

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • الكاتب
    المشاركات
  • #28342

    السادة الأفاضل رواد موقع مجالسنا
    تحية طيبة وبعد:
    أنا خريج من جامعة الأزهر الشريف وحاصل على بكالوريوس تجارة ولدي فكرة جيدة أتمنى من سيادتكم الموافقة بالمشاركة معي أنا ومجموعة من الشباب الجادين في تنفيذها وهذه الفكرة تتمثل في تنفيذ موقع على شبكة المعلومات تحت عنوان ( بناء الأمة ), ولعل هذا الموقع الذي نود في تنفيذه يعد إضافة جديدة إلى مجموعة المواقع الإسلامية التي تهدف إلى نشر الثقافة الإسلامية وتحسين صورة الإسلام والارتقاء بفكر المسلمين وثقافتهم وزيادة مستوى وعيهم بقضاياهم, وهذا الموقع ذو فكرة جديدة ويحمل في طياته الكثير والكثير من الخدمات التي يحتاجها المسلمون في شتى بقاع المعمورة , ولكن كما تعرفون فإن هذه المواقع تحتاج إلى فترة إعداد كبيرة يشرف عليها مجموعة من الغيورين على هذا الدين والمتحمسين إلى نشره والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة في وقت يجمع فيه الأعداء كل طاقتهم للقضاء على هذا الدين وأهله.
    وبناء على ذلك فإني أدعوكم مرة أخرى للمشاركة في تنفيذ هذا الموقع فما عهدناه عليكم من حب هذا الدين وغيرتكم عليه هو ما دفعنا إلى دعوتنا هذه وعليه فإذا كان لديكم أي رغبة في المشاركة بأي شكل من الأشكال فهذه هي وسائل الاتصال بنا:
    تليفون: 0127161354
    بريد إلكتروني: moh0105260790@yahoo.com
    أو بالرد على الموضوع في المنتدى

    #485570
    hasm33
    مشارك

    هذه الفكرة جديرة بالإهتمام بشرط أن لاتحيد عن الهدف المنشود وهي الوسطية وعدم المغالاة وهي مجرد وجهة نظر ليس إلا وعلى الأخوة الأعضاء الإدلاء بآرائهم وأفكارهم والله الموفق

    #486008
    moddaa
    مشارك

    اشكرك محمد فكرة رائعة وعلى فكرة انا كمان ازهرى بس شريعة وقانون

    واود ان اشاركك معى موضوع اسمو نعيم الجنة اتمنى ان ينال الاعجاب ان شلء الله وان ينفعنا بة ويرزقنا الجنة

    #486009
    moddaa
    مشارك

    << نعيم الجنة وما اعدة الله تعالى للمؤمنين >>

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:

    ما أعد الله تعالى للمؤمنين في الجنة:

    قال الله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (47) لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:45-48].

    وقال تعالى: يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ [الزخرف:68-73].

    وقال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الدخان:51-57].

    وقال تعالى: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ [المطففين:22-28] والآيات في الباب كثيرة معلومة.

    وعن جابر قال: قال رسول الله : { يأكل أهل الجنة فيها، ويشربون، ولا يتغوطون، ولا يمخطون، ولا يبولون، ولكن طعامهم ذلك جُشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير، كما يُلهمون النفس } [رواه مسلم].

    وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، واقرؤوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17] } [متفق عليه].

    وعنه قال رسول الله : { أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دُري في السماء إضاءة: لا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يمخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة – عود الطيب – أزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء } [متفق عليه].

    وفي رواية البخاري ومسلم: { آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يُرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض: قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بُكرة وعشياً }.

    قوله: { على خلق رجل واحد } رواه بعضهم بفتح الخاء وإسكان اللام، وبعضهم بضمهما، وكلاهما صحيح.

    وعن المغيرة بن شعبة عن رسول الله قال: { سأل موسى ربه، ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيُقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلِك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله، فيقول في الخامسة: رضيت رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذّت عينك. فيقول: رضيت رب، قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر } [رواه مسلم].

    عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : { إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة. رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع، فيقول يارب وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: رب وجدتها ملأى! فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة. فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي، أو أتضحك بي وأنت الملك }، قال: فلقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه فكان يقول: { ذلك أدنى أهل الجنة منزلة } [متفق عليه].

    وعن أبي موسى أن النبي قال: { إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً. للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً } [متفق عليه]. (الميل): ستة آلاف ذراع.

    وعن أبي سعيد الخدري عن النبي قال: { إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة سنة ما يقطعها } [متفق عليه].

    وروياه في [الصحيحن] أيضاً من رواية أبي هريرة قال: { يسير الراكب في ظلها مائة سنة ما يقطعها }.

    وعنه عن النبي قال: { إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما تتراءون الكوكب الدُّري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم } قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال: { بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين } [متفق عليه].

    وعن أنس أن رسول الله قال: { إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحْثوا في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم حسناً وجمالاً! فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً! } [رواه مسلم].

    وعن سهل بن سعد أن رسول الله قال: { إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء } [متفق عليه].

    وعنه قال: شهدت من النبي مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال في آخر حديثه: { فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17،16] } [رواه البخاري].

    وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله قال: { إذا دخل أهل الجنة الجنة ينادي مناد: إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً، وإن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وإن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبداً } [رواه مسلم].

    وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: { إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة أن يقول له: تمن فيتمنى ويتمنى، فيقول له: هل تمنيت؟ فيقول: نعم، فيقول له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه } [رواه مسلم].

    وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: { إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك وسعديك، والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: ومالنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك! فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحِل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً } [متفق عليه].

    وعن جرير بن عبدالله قال: كنا عند رسول الله فنظر إلى القمر ليلة البدر، وقال: { إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته } [متفق عليه].

    وعن صهيب أن رسول الله قال: { إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم } [رواه مسلم].

    قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس:10،9].

    الحمدلله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله: اللهم صل على نبينا محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد

    #486017
    moddaa
    مشارك

    ولى مشاركة اخرى معك اخى فى فضل الصبر ومنزلتة للشيخ صابر الفوزان

    #486021
    moddaa
    مشارك

    الصبر ومنزاته

    تقدم الكلام في النهي عن قول ‏(‏لو‏)‏ عندما يقع الإنسان في مصيبة وأن الواجب عليه الصبر والاحتساب‏.‏

    قال الإمام أحمد رحمه الله‏:‏ ‏”‏ذكر الله تعالى الصبر في تسعين موضعا من كتابه‏”‏‏.‏

    وفي الحديث الصحيح‏:‏ ‏”‏الصبر ضياء‏”‏‏.‏ رواه أحمد ومسلم‏.‏

    قال عمر رضي الله عنه‏:‏ ‏”‏وجدنا خير عيشنا بالصبر‏”‏‏.‏ رواه البخاري‏.‏

    وقال علي رضي الله عنه‏:‏ ‏”‏إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد‏”‏، ثم رفع صوته وقال‏:‏ ‏”‏ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له‏”‏‏.‏

    وقد روى البخاري ومسلم مرفوعا‏:‏ ‏”‏ما أعطي أحد عطاء أوسع من الصبر‏”‏‏.‏

    والصبر مشتق من صبر إذا حبس ومنع؛ فهو‏:‏ حبس النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، وحبس الجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب‏.‏

    وهو ثلاثة أنواع‏:‏ صبر على فعل ما أمر الله به، وصبر على ترك ما نهى الله عنه، وصبر على ما قدره الله من المصائب‏.‏

    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏}‏ ‏:‏ قال علقمة‏:‏ ‏”‏هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم‏”‏‏.‏ وقال غيره في معنى الآية‏:‏ أي‏:‏ من أصابته مصيبة، فعلم أنها بقدر الله، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله؛ هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقينا صادقا، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه‏.‏ وقال سعيد بن جبير‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ‏}‏ ؛ يعني‏:‏ يسترجع ويقول‏:‏ ‏{‏إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ‏}‏ ‏.‏

    وفي الآية الكريمة دليل على أن الأعمال من الإيمان، وعلى أن الصبر سبب لهداية القلوب، وأن المؤمن يحتاج إلى الصبر في كل المواقف‏:‏

    يحتاج إليه مع نفسه أمام أوامر الله ونواهيه بإلزام نفسه بالتزامها‏.‏

    ويحتاج إلى الصبر في مواقف الدعوة إلى الله تعالى على ما يناله في سبيلها من مشقة وأذى؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ‏}‏ ‏.‏

    ويحتاج إلى الصبر في موقف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما يلاقيه من أذى الناس؛ قال تعالى عن لقمان‏:‏ ‏{‏يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ‏}‏ ‏.‏

    المؤمن بحاجة إلى الصبر أمام مواجهته المصائب التي تجري عليه؛ بأن يعلم أنها من عند الله؛ فيرضى، ويسلم، ويحبس نفسه عن الجزع والتسخط الذي قد يظهر على اللسان والجوارح‏.‏

    وهذا من صميم العقيدة؛ لأن الإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، وثمرته الصبر على المصائب؛ فمن لم يصبر على المصائب؛ فهذا دليل على فقدان هذا الركن أو ضعفه لديه، ومن ثم سيقف أمام المصائب موقف الجزع والتسخط، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا كفر يخل بالعقيدة الإسلامية‏:‏

    ففي ‏”‏صحيح مسلم‏”‏عن أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب، والنياحة على الميت‏)‏ ‏.‏

    فهاتان الخصلتان من خصال الكفر؛ لأنهما من أعمال الجاهلية، ولكن ليس من قام به شعبة من شعب الكفر يصير كافرا الكفر المطلق، وفرق بين الكفر المعرف باللام – كما في قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ليس بين العبد وبين الكفر أو الشرك إلا ترك الصلاة‏)‏ – وبين كفر منكرا كما في هذا الحديث‏.‏

    وفي ‏”‏الصحيحين‏”‏‏:‏ ‏(‏ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية‏)‏ ‏.‏

    وقوله في الحديث‏:‏ ‏”‏ودعا بدعوى الجاهلية‏”‏‏:‏ قال ابن القيم‏:‏ ‏”‏الدعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء إلى القبائل والعصبية، ومثله التعصب إلى المذاهب والطوائف والمشايخ وتفضيل بعضهم على بعض؛ يدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي؛ فكل هذا من دعوى الجاهلية‏.‏‏.‏‏.‏‏”‏انتهى‏.‏

    والله سبحانه يجري المصائب على عباده لحكم عظيمة، منها أنه يكفر بها خطاياهم؛ كما في حديث أنس‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إذا أراد الله بعبده الخير؛ عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر؛ أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة‏)‏ ‏.‏ رواه الترمذي وحسنه الحاكم‏.‏

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ ‏”‏المصائب نعمة لأنها مكفرات للذنوب، وتدعو إلى الصبر فيثاب عليها، وتقتضي الإنابة إلى الله والذل له والإعراض عن الخلق‏.‏‏.‏‏.‏ إلى غير ذلك من المصالح العظيمة، فنفس البلاء يكفر الله به الذنوب والخطايا، وهذا من أعظم النعم، فالمصائب رحمة ونعمة في حق عموم الخلق؛ إلا أن يدخل صاحبها في معاص أعظم مما كان قبل ذلك، فيكون شرا عليه من جهة ما أصابه في دينه؛ فإن من الناس من إذا ابتلي بفقر أو مرض أو وجع؛ حصل له من النفاق والجزع ومرض القلب والكفر الظاهر وترك بعض الواجبات وفعل بعض المحرمات ما يوجب له الضرر في دينه؛ فهذا كانت العافية خيرا له من جهة ما أورثته المصيبة، لا من جهة نفس المصيبة؛ كما أن من أوجبت له المصيبة صبرا وطاعة؛ كانت في حقه نعمة دينية؛ فهي بكونها فعل الرب عز وجل رحمة للخلق، والله تعالى محمود عليها، فمن ابتلي فرزق الصبر؛ كان الصبر عليه نعمة في دينه، وحصل له بعد ما كفر من خطاياه رحمة، وحصل له ثناء ربه عليه؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ‏}‏ ، وحصل له غفران السيئات ورفع الدرجات؛ فمن قام بالصبر الواجب؛ حصل له لك‏”‏‏.‏ انتهى‏.‏

    ومن الحكم الإلهية في إجراء المصائب ابتلاء العباد عند وقوعها؛ من يصبر ويرضى، ومن يجزع ويسخط؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي؛ فله الرضى، ومن سخط؛ فله السخط‏)‏ ‏.‏ رواه الترمذي وحسنه‏.‏

    والرضى‏:‏ هو أن يسلم العبد أمره إلى الله ويحسن الظن به ويرغب في ثوابه‏.‏

    والسخط‏:‏ هو الكراهية للشيء، وعدم الرضى به؛ أي‏:‏ من سخط على الله فيما دبره؛ فله السخط من الله‏.‏

    وفي هذا الحديث أن الجزاء من جنس العمل، وفيه إثبات الرضى من الله سبحانه على ما يليق به كسائر صفاته، وفيه بيان الحكمة في إجراء المصائب على العباد، وفيه إثبات القضاء والقدر، وأن المصائب تجري بقضاء الله وقدره، وفيه مشروعية الصبر على المصائب والرجوع إلى الله والاعتماد عليه وحده في كل ملمة ودفع كل مكروه‏.‏

    وقد أمر الله بالاستعانة بالصبر والصلاة على ما يواجه الإنسان في هذه الحياة من متاعب ومشاق؛ لأن من وراء ذلك الخير والعاقبة الحميدة، وأخبر أنه مع الصابرين بنصره وتأييده؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏ ، مما يدل على أهمية الصبر وحاجة المؤمن إليه، وهو من مقومات العقيدة‏.‏

    نسأل الله عز وجل أن يرزقنا الصبر والاحتساب، وأن يمن علينا بالتوفيق والهداية‏.

مشاهدة 6 مشاركات - 1 إلى 6 (من مجموع 6)
  • يجب تسجيل الدخول للرد على هذا الموضوع.

يستخدم موقع مجالسنا ملفات تعريف الارتباط الكوكيز لتحسين تجربتك في التصفح. سنفترض أنك موافق على هذا الإجراء، وفي حالة إنك لا ترغب في الوصول إلى تلك البيانات ، يمكنك إلغاء الاشتراك وترك الموقع فوراً . موافق إقرأ المزيد